«أثر السينوغرافيا التحويلية في إخراج عروض المسرح المعاصر – نماذج مختارة»

 «أثر السينوغرافيا التحويلية في إخراج عروض المسرح المعاصر – نماذج مختارة»

العدد 729 صدر بتاريخ 16أغسطس2021

تم مناقشة رسالة الدكتوراة بعنوان «أثر السينوغرافيا التحويلية في إخراج عروض المسرح المعاصر – نماذج مختارة» مقدمة من الباحثة إخلاص عبد الفتاح فتحي خضر، وذلك بكلية الآداب قسم الدراسات المسرحية جامعة الإسكندرية، وتضم لجنة المناقشة الدكتور أبو الحسن سلام، أستاذ التمثيل والإخراج بكلية الآداب جامعة الإسكندرية (رئيسًا)، والدكتور عبد المنعم مبارك، أستاذ السينوغرافيا بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة (مناقشًا)، والدكتورة رانيا فتح الله، أستاذ التمثيل والإخراج بكلية الآداب جامعة الإسكندرية (مشرفًا)، والدكتور إبراهيم حجاج، أستاذ النقد المساعد بكلية الآداب جامعة الإسكندرية (مشرفًا). والتي منحت الباحثة من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الدكتوراة.
وجاءت رسالة الدكتوراة الخاصة بالباحثة كالتالي:
تعتبر الفنون من أهم العوامل التى ساعدت فى المجتمعات على قياس التقدم والرقى ورصد مدى تفاعل المتلقى مع التوجهات الفكرية الجديدة لحركة الفنون بكل اشكالها بوجه عام، لا سيما المسرح ومن خلال هذا التوجه وجدت الباحثة أن الوسائل التكنولوجيا الحديثة وتأثيرها على اتجاهات العروض المسرحية ومدى تنافس كل من المخرجين والمصممين على توظيف التقنيات الحديثة للتكنولوجيا فى عروضهم المسرحية، وإنعكاس هذه العروض على المتلقى، ومدى قدرتها على تحقيق التنافس العالمى، فيما بينهما وعلى ذلك فقد أتجهت الباحثة من خلال دراساتها لمجال المسرح، وكيفية تأثير السينوجرافيا عليه فى تحديد ماهية جديدة جعلت منها أهمية تتساوى مع أهمية الممثل ونوعية الخطاب المسرحى المقدم، بل وفى بعض الأحيان يطغى عنصر الصورة البصرية للسينوجرافيا عندما استخدمت الوسائل التكنولوجيا الحديثة وأحدثت ثورة فى مجال الصورة للعروض المسرحية، وجعلت من برامج الحاسوب عنوانا لها.
وعلى ذلك اتضح للباحثة هذه العلاقة الجدلية بين هذه المعطيات، وعلاقة كلنا منهما بالأخر فقد رآت الباحثة التطرق إلى علاقة السينوجرافيا المسرحية، وتاثيرها على العروض وانعكاسها على المجال الحديثة للصورة البصرية، ومدى قدرة السينوجرافيا وحدها على صناعة حدث درامى من خلال الصورة البصرية والمؤثرات السمعية فقط تحقق مدلولات جعلت هذه العروض الحداثية ذات صيغة تعبيرية جديدة يستطيع من خلالها المصمم السينوجرافى والمخرج تقديم عالم جديد للمتلقى يحقق افاق الخيال بل فى بعض الاحيان تقديم صورة أعلى من صورة التخيل بداخل ذهن المتلقى، وهى تعتبر ثورة حداثية قدمتها السينوجرافيا من خلال عناصرها، وتوظيف هذه العناصر لتحقيق الايهام والمزج بين هذه العناصر بصورة جعلت للسينوجرافيا اشكال متعددة حسب طريقة توظيفها فى العروض من خلال المصمم والمخرج معا، وهو ما ظهر للباحثة خلال رؤيتها لمفهوم جديد للسينوغرافيا أطلقت عليه مفهوم التحويلية ومدى انعكاسها على السينوجرافيا فى علاقة تأثير وتأثر فيما بينهما، وقدرة هذا المفهوم الجديد على الاذهان المسرحية فى تحويل صيغة السينوجرافيا لتعزيز الاتجاهات الحداثية وتحقيق رؤية جديدة ذات مدلولات نسبية.
لقد شهد مجال المسرح منذ نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين تطورا ًمغايرًا في حركة التطور سواء من حيث التصميم أو التقنيات الحديثة، أو كيفية توظيف المخرجين والمصممين لجسد الممثل بوصفه عنصرًا هامًا من عناصر السينوجرافيا يمكن من خلاله رسم صورة بصرية جمالية وتعبيرية وهذه الحركة غير التقليدية أخذت ملامح وأفكارًا مختلفة تماما ً عما سبق مما أثر على شكل العروض وطريقة تنفيذها، واستخدمت طرق جديدة ليس في رسم صورة ثابتة للمشهد المسرحي فحسب بل تحويل الفضاء المسرحي إلى فضاءات متعددة وتغييرها تباعاً في ثوانٍ معدودات وأيضاً تحويل دلالات العناصر البصرية من معنى لآخر باستخدام جسد الممثل وهو ما يمكن أن نطلق عليه مفهوم (السينوجرافيا التحويلية) (transformationscenography) والتى تعد بمثابة نقطة فيصلية جذرية في مجال المسرح ، حيث :-
• التفاعل والديناميكية والتغير هى سمة هذه العروض
• وضع الجمهور في مقدمة مكونات العرض وضرورة مشاركته
• ثورة التقنيات هى المحرك الرئيس في العروض
• نجحت في المزج بين أنواع الفنون كافة وبلا حدود.
وفى ظل هذه الظروف تطورت نوعية العروض المسرحية من حيث الإعداد، وتصميم فكرتها وكذلك تقنيات الإخراج المسرحى ، مما أثر فى تناولها الموضوعى والتشكيلى والجمالى وتجاوزت السينوغرافيا التفاعلية الحدود الثانية للمنظر أو العناصر المتحركة من مشهد لآخر، وتعدت التفسير الظاهرى المبدئى للنص أو للعرض بشكل يعتبر جاهزا ً مقدما، وأصبحت أحد وسائل الإخراج الريئسة فضًلا عن تدخل المتلقى في العرض وتنوع المفاهيم، والدلالات المستوحاة من العرض بل قى كل جزء يتم تشغيله ثم ما يتبعه من سينوجرافيا متحركة متنامية وغنية بالدلالات، تهدف في النهاية إلى التواصل بفاعلية مع الجمهور والذى يجعل هذا التلقى والتواصل مختلفا ً من عرض لآخر حسب نوعية العرض مما أحدث تطورا ً في رؤى المخرجين وفن الأداء وطبيعة التقنيات المستخدمة في كل عرض ادى ذلك كله في النهاية إلى إنتاج كثير من العروض تختلف في نوعيتها والغرض منها، بالرغم من اتحادها كلها في صفة التفاعلية، مما يؤدى إلى استنتاج أن عنصر السينوجرافيا التحويلية ذو أهمية قصوى تستوجب الدراسة والتحليل لعروض مسرح الشارع ومسرح الصورة ومسرح التقنيات وفنون الأداء وغيرها، والتى تندرج تحت مظلة واحدة تطور تقنيات الإخراج المسرحى ، مما يجعلها عنصرا ً إيجابيا ًوأساسيا في العروض وليس مكملا ويقوم بتغيير الأحداث والتفاعل والمضمون . وسوف تقدم الباحثة هذه الدراسة من خلال ثلاثة فصول وهى:
الفصل الأول بعنوان دور المخرج لتوظيف الممثل فى الواقع السينوجرافى بين التحويلية والتواصلية، ويحتوى على مجموعة من العوامل حول كيفية استخدام مدارس الاخراج لعنصر الاداء التمثيلى وعلاقته بالتواصلية ومدى تاثيره على السينوجرافيا التحويلية.
والفصل الثانى بعنوان ارهاصات السينوجرافيا التحويلية بين المدارس الآخراجية وتطوراتها المتلاحقة ويحتوى على كيفية توظيف الدلالات والرموز وانعكاسها على السينوجرافيا التحويلية ومدى ملائمة الوسائل التكنولوجية الحديثة وانعكاسها على السينوجرافيا التحويلية وايضا الفصل الثالث بعنوان نماذج مختارة للعروض التحليلية حيث يحتوى على العروض التى اختارتها الباحثة للتطبيق عليها حول مفهوم السينوجرافيا التحويلية الحديثة و رصد الباحثة لمدى أستخدام المخرجين ومصممين السينوجرافيا لتوظيف عناصر التحويلية فى هذه العروض .
أولاً: الإطار النظري للبحث:
اشكالية البحث:
• ما إرهاصات السينوجرافيا التحويلية وما أهم عناصرها؟
• مادور الثورة التكنولوجية والرقمية في بروز هذا المصطلح؟
• مادور جسد الممثل فى صنع سينوجرافيا تحويلية؟
• إلى أى مدى كانت الرؤية الإخراجية للعروض المختارة تتناسب مع سينوجرافيا العرض المسرحى وتتوافق معها ومدى وإلتزامها بالصفة التحويلية لهذه العروض.
• هل حققت السينوجرافيا التحويلية للعروض المختارة النواحي الجمالية والتعبيرية للعرض المسرحى؟.
• إلى أى مدى كانت السينوجرافيا التحويلية للعروض المختارة محققة للمعنى الدرامى للعرض المسرحى.
أهمية البحث:
تكمن أهمية البحث في الكشف عن كيفية استخدام المخرجين السينوجرافيا التحويلية لإزالة غموض المكان ببناء دلالات لتحقيق الجمال المسرحى الفعلى والبعد الموضوعى له ، وكذلك لإثراء عملية الإدراك لدى الجمهور من خلال التعدد في تفسير النص ، مما يؤدى إلى تنمية الوعى العام
تعتبر هذه الدراسة هى الاولى من نوعها على مستوى الوطن العربى ولذلك سعت الباحثة لرصد مفهوم التحويلية على مستوى الشكل والمضمون وهما من خلال الكتابات النظرية حول التحويلية والعروض التى تم التطبيق عليها او التى لم يتسع للبحث التعامل معها.
الهدف من البحث:
• دراسة نوع جديد من أشكال تشكيل الفضاء المسرحي المختلفة في فكرها وتصميمها وتنقيتها بإستخدام السينوجرافيا التحويلية.
• دراسة بعض العروض وتحليلها لرصد التحولات في مفهوم إخراج العروض التفاعلية وتطور علاقتها بالشكل المرئى ووضع معايير وأسس جديدة لهذا النوع
• البحث عن طرق ووسائل للحفاظ على استمرارية هذه العروض
فرضية البحث:
تحولت السينوجرافيا التحويلية من كونها وسيلة من تقنيات الإخراج المسرحى الى غاية في ذاتها تهدف الى الإبهار فقط وذلك لبعض العروض.
منهج البحث:
المنهج الوصفي التحليلي Research Terminology
دراسة المفاهيم الحديثة التي عملت على تغيير مفهوم الحيز المسرحي وعناصر الصورة المسرحية والعلاقة بين الكتلة والفراغ المحيط بها في المسرح العالمي والمصري من خلال مجموعة من العروض للتعرف على مجموعات القيم التشكيلية فيها.
نماذج لبعض العروض والفرق التى سيتم تحليل جزء من عروضها
• بعض الأعمال الكلاسيكية الدرامية التى تم إعادتها برؤوى جديدة تنطبق عليها صفة السينوجرافيا التحويلية.
• بعض الفرق الإستعراضية:
«الملك الأسد» مسرحية استعراضية موسيقية تتضمن فصلين، إنتاج: مؤسسة ديزني الأمريكية، قدمت كعرض لأول مرة عام 2014 على خشبة مسرح برودى.
مسرحية «لا تنساني».
مسرحية «نهاية الأراضي».
تحليل عرض اوبرا وسائط السينوغرافيا الصينية.
مسرحية «خيبتنا» للمخرج المصري محمد صبحي عام (2020).
 


ياسمين عباس