التعلم والتدريب المستمر والمشاهدة روشتة ينصح بها المتخصصون كل ممثل مبتدئ

التعلم والتدريب المستمر والمشاهدة روشتة ينصح بها المتخصصون كل ممثل مبتدئ

العدد 725 صدر بتاريخ 19يوليو2021

تكمن أهمية الممثل في العرض المسرحي في مقدرته على فهم الشخصية والدور الذي يلعبه على خشبة المسرح، و امتلاكه لطاقة خلاقة قادرة على تفهم الدور هو ما يجعل الممثل متمكنا من خشبة المسرح وقادرا على التفاعل مع المتلقي، فالممثل هو العنصر الأساسي في العمل المسرحي، وهو بالأساس رسول الاتصال والتواصل مع جماهير المشاهدين على اختلاف أجناسهم وطبقاتهم وهو أساس العملية المسرحية لذا فلابد أن يمتلك الموهبة والثقافة ومن هنا كان لزاما على الممثل أن ينمى قدراته و مهاراته المختلفة و يمتلك أدواته .. في هذه المساحة نتعرف على آراء المتخصصين حول كيف يستطيع الممثل خاصة المبتدئ أن يطور من أدائه وكيف يحافظ على أدواته التمثيلية بشكل دائم.

قال د. مدحت الكاشف عميد المعهد العالي للفنون المسرحية:” لابد أن يتعلم الممثل عندما يجد فى نفسه الموهبة والاستعداد لتعلم التمثيل وهذا التعليم سواء كان من خلال أكاديمية أو معهد متخصص أو ورشة فنية وتأتى المرحلة الثانية والاهم وهى المتخصصين الذين سيتعلم على أيديهم حتى يضمن جودة تطويره لنفسه ولأدواته، إذن فالعنوان الرئيسي قائم على التعلم والاكتشاف، فالتعلم فى حد ذاته يتيح عالما من المثيرات التى تجعل الممثل يكتشف أدواته التي يعبر عنها ويتميز بها عن ممثلين آخرين، وأنا لدى قاعدة خاصة تقول “لابد أن يخضع الممثل المبتدئ إلى تدريبات مستمرة لكي يصبح محترفا والممثل المحترف لابد أن يواصل تدريباته لكي يحافظ على احترافيته، وهى الفكرة الأساسية لتطوير الأداء التمثيلي وترتبط ارتباطا وثيقا بمواصلة التدريب والتعلم والاكتشاف..

العلم أصبح له دور كبير فى تدريب وتطوير أداء الممثل
فيما رأى د. أيمن الشيوى عميد كلية العلوم السينمائية بجامعة بدر إن الممثل لديه مجموعة من الأجهزة يمكن تدريبها وتطويرها ومنها الجهاز الصوتي الذي يعتمد في الأساس على الجهاز التنفسي ويرتبط فى نفس الوقت بالجهاز الانفعالي الذى يرتبط بمخارج الألفاظ وكمية الهواء التى تمكن الممثل من التقطيع والتلوين، والجهاز الجسدي الذى يجب أن يكون به ليونة وقادرا على التعبير.
أضاف: عندما ندرب الممثل بشكل عام ندربه على أن يطور هذه الأجهزة وتكون قابلة للتشغيل وطيعة، وهناك أشياء أخرى ندرب الممثل عليها، وعدة تيمات مختلفة تتعلق بأسلوب تفكير معين عند تحليل النص المسرحى بالإضافة إلى أننا نجعله يطلع على الخبرات السابقة لممثلين عالمين، كما أن الممثل الماهر فى مرحلة التحضير للشخصية يتدرب على طريقة أدائه للشخصية وصوته وإحساسه وملابسه وجميعها أشياء تدخل فى نطاق التدريب والدراسة وهناك بعض النجوم حاليا يستعينون بمدربين متخصصين فى التدريب وصناعه الشخصية.

إمكانيات الممثل المثالي
فيما قال د. علاء قوقه رئيس قسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية: إذا كنا نتحدث عن تطوير الأداء للممثل الذى أصبح ممثلا بالفعل فمن المفترض أن يشارك بورش لتنمية قدراته ويكون دائما على وعى بعناصره وقدراته من جسد وصوت وأدوات داخليه وخارجية مع محاولة الوصول لإمكانيات الممثل المثالي، وان يكون قارئا ومتابعا للأعمال الفنية المختلفة مثل الفن التشكيلي والباليه والأوبرا والسينما بجانب تنمية الإمكانيات الداخلية، مثل تركيزه وخياله وقدرته على التذكر وهناك تدريبات على هذه المهارات علاوة على المشاركة فى أعمال حتى وإن كانت على مستوى الهواية بقصد تنمية أدواته.
وتابع: أما عن الممثلين الجدد والشباب فعليهم الالتحاق بورش للتمثيل حتى يتطور الممثل المبتدئ ويستفيد، وعليه انتقاء الورش التي ستفيده، وأن يكون على فهم ووعى بالمذاهب التمثيلية المختلفة، واقعية أو عبثية أو تعبيرية.
وأضاف: من المهم أن يتعلم العزف على إحدى الآلات الموسيقية فهى تلعب دورا كبيرا فى تنمية قدرات المخ، ومن ناحية أخرى يكتسب مهارات العزف وهى مسألة مفيدة للممثل ومن الممكن أن يتعلم الرقص، فأى مهارة يكتسبها تضيف إلى إمكانياته، فالفنون تتكامل فيما بينها وهو ما يصب فى مصلحه عمله كممثل
وعن إمكانية حفاظ الممثل على أدواته قال: كى يحافظ الممثل على أدواته فهو بحاجة لما يسمى “الروتين اليومي للممثل“ عن طريق التدريب الدائم، أن يقوم بعمل تدريبات للتنفس وللجسد وللصوت وان يحافظ على إمكانياته، فإمكانيات الممثل تقل تدريجيا إذا ظل فترة دون أن يعمل، ومن الممكن أن يتعلم فن البانتومايم، وهو يفيده في تنمية خياله وأدواته التعبيرية، ومن المهم أن يشاهد أعمالا سينمائية وتلفزيونية سواء أكانت محلية أو عالمية، يجب أن يكون مطلعا على ما وصل إليه فن التمثيل، ويجب أن يكون الممثل مواكبا للتطور الحادث فى العالم.
الوعي الكامل
بينما أوضح د. أسامة فوزى أن الأداء التمثيلى يختلف من وسيط إلى آخر، سواء مسرح أو تلفزيون أو سينما، وأن الممثل يطوع أدائه طبقا للوسيط الذي يعمل به، قال: على سبيل المثال الأداء المسرحى به نوع من أنواع المبالغة، وخاصة أن العلاقة بين الممثل والمتلقي مباشرة، فمن الطبيعي أن يبالغ الممثل في إبراز جميع أدواته، سواء الداخلية أو الخارجية، بعكس التعامل مع وسيط الكاميرا التي تكون على أبعاد قريبة، فطبيعة الأداء والإحساس مختلفة عن المسرح لأن الكاميرا تكشف أدق التفاصيل ولأن التلفزيون والسينما يتم الاعتماد فيهما على نوعية الكادر “لقطة طويلة أو قصيرة أو متوسطة “ وحتى فى نوع الكادر يختلف أداء الممثل فى السينما والتلفزيون.
وتابع:” الأداء التمثيلي يأتى من الوعي الكامل للممثل بأدواته وتطويعها طبقا للوسيط وطبقا للحالة التي تفرضها الدراما، وطالما أدرك الممثل أدواته الخارجية والداخلية يستطيع تطوير أدائه وأدواته وذلك يأتى من خلال الممارسة المستمرة والمشاهدة والمتابعة والمراقبة، ففي النهاية الممثل يقدم شخصية من المجتمع ويجب أن يكون لديه ذاكرة بصرية قوية ترى الأنماط المجتمعية وتحفظ أدق التفاصيل، وبالتالى يحصل على الأداء الواقعي للشخصية نفسها ويطوعها طبقا للوسيط الذي يعمل به.

ثقافة المشاهدة
فيما قال الدكتور سيد خاطر: التمثيل فى حد ذاته تطور، فهو يتطور وفقا للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فعلى سبيل المثال التمثيل في فترة الثلاثينيات والأربعينيات كان اقل تطورا عنه في فترة الخمسينيات والستينيات، حيث كان للحالة الوطنية وقوانين الاشتراكية آثر كبير وكان التمثيل فى هذه الفترة يعرف “بالتمثيل الصدري “ وبمعطيات الفترة الحالية سنلاحظ اختلاف الأمر، ومع تطور الحياة أصبح التمثيل أقرب للواقع فالتمثيل “أن لا تمثل” ومن الأمور الهامة لكي يطور الممثل من أدواته أن يهتم بما يعرف ب “ثقافة المشاهدة” التي غرضها الأساسي التعلم وعليه مراقبة الممثلين المحترفين سواء قبل المشهد أو أثناءه، إي يقوم بالتحضير الجيد، وليست هناك قواعد محددة للتطوير ولكن إذا كان لدى الممثل عيوب فى النطق فعليه الاستعانة بمتخصصين فى الإلقاء أو كان يعانى الممثل من عيوب في جسده وحركته فعليه أن يستعين بخبير بتدريب الممثل، وتتوقف الجودة الأدائية للممثل على اهتمامه ومتابعته لكل ما هو جديد على مستوى التمثيل وهو ما يحقق فارقا كبيرا لديه .

التدريب المستمر
د.نبيلة حسن عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية قالت:” تطوير الأداء التمثيلي له مدارس، وهى مسألة قائمة على التدريب ولها مناهج واضحة، فعلى كل ممثل معرفة أدواته والبدء فى تنميتها من واقع التدريب المستمر، وحتى يحافظ على أدواته التمثيلية لا يجب أن يتوقف وأن يظل في حالة تدريب مستمرة ومتواصلة مثل لاعب كرة القدم، كذلك الممثل يجب أن يظل فى حالة تدريب لتطوير أدواته، وأساليب التطوير لها مناهج عدة ومن الصعب ذكرها فهى تحتاج إلى محاضرات عديدة .

أن يكون موسوعيا
الفنان القدير ياسر عزت قال: في البداية يجب أن يسأل الممثل نفسه «لماذا أمثل؟» فإذا لم يجد بداخله الشغف الكامل لهذه المهنة فعليه أن يبتعد تماما عنها. فالشغف يرتبط ارتباطا وثيقا بالموهبة، والمشكلة الدائمة التى تواجه أغلب الممثلين الجدد هى ممارستهم للتمثيل وهم ليسوا متملكين لأدواتهم بشكل كامل، وهو ما يحتم عليهم التمكن من أدواتهم وتطويعها لخدمة هذا الفن، ومن هنا تأتى أهمية الدراسة والتدريب، بشكل متوازي، يجب على الممثل التدريب على خياله ومقوماته الجسدية وهو ما يجنبنا العديد من المشكلات فى تدريب الممثل، وهذا من واقع تجربتي كمدرب للتمثيل أواجه مشاكل عديدة في تدريب الممثل، وهذا يرجع للبدايات الخاطئة لبعض الممثلين الجدد.
وتابع “لابد للممثلين الجدد الارتكاز على منطقتين هامتين هما: التطوير والاكتشاف. تطوير الذات واكتشاف القدرات. وتطوير القدرات يأتي بالتدريب المستمر، وكذلك المشاهدة والمراقبة المستمرة لكل الممثلين الكبار، وأن يكون منفتحا على فنون وثقافات أخرى، فالمدارس فى الفنون تتشابه مع بعضها البعض، في المسرح والفن التشكيلي والفنون الأخرى وهو ما يساعد الممثل على ربط الأشياء ببعضها البعض، كما من المهم أن يكون الممثل موسوعيا.
وأضاف: التمثيل جزء كبير منه عملية عقلية خاصة،حيث يقوم الممثل بتخليق الشخصية التي يقدمها و كيف سيقدمها وماذا ستكون مبررات أفعالها، وبعد ذلك يأتي الجزء الجسدي وقدرته على تنفيذ تصوره للشخصية التى خلقها. واكتشاف الذات يأتى مع الوقت والممارسة فجميعنا نرى فنانين بدأوا حياتهم الفنية بشكل متواضع وبمرور الوقت رأينا أعمالا عظيمة لهم، وهو أمر يصل له الممثل بعد أن يكتشف نفسه وينضج ويصل لمرحلة لا يشبه فيها أحد ويكون له طعم خاص، ومرحلة اكتشاف الذات لا تنتهى ولا تنضب و نصيحتي للممثلين الجدد أن يحاولوا أن يصلوا لمرحلة لا يشبهون فيها أحد.

أدواته الداخلية والخارجية
فيما أكد د. محمد عبد الهادي على أنه: لكي يطور الممثل المبتدئ أدواته فلابد أن يعي أسس التمثيل، وهى التركيز والتخلص من التوتر. أضاف: وهناك أساسين هامين كيف يطور الممثل من أدواته الداخلية وهى أن يطور من خبراته الحياتية، فهناك ضرورة للاحتكاك ومراقبة كل طبقات وشرائح المجتمع، وتشمل الأدوات الداخلية القراءة في جميع الفنون والعلوم المختلفة التي تفتح له آفاقا أرحب وأكثر اتساعا فى مكنون عقله ووعيه وإدراكه، وبالنسبة للأدوات الخارجية فعليه ممارسة الرياضة بهدف التحكم فى عضلات الوجه والجسد وهى نقطة هامة للممثل المبتدئ، فمن الهام التعرف على الأوضاع الحركية ودلالاتها ومدى تأثيرها، كذلك تنمية خبراته الشعورية والانفعالية حتى لا يصاب بالتبلد، فهناك ضرورة لتسجيل جميع المواقف التي مر بها وعاصرها حتى يستعيدها عند التمثيل، وعليه بالتدريب المستمر والمتواصل حتى ينضج ويصبح له شخصية فنية مختلفة.

الالتحاق بأكثر من ورشة
ووجه الفنان أحمد كمال بعض النصائح للشباب الجدد فقال “ هناك ضرورة لاختيار مكان التدريب المناسب وهو ما يحتاج لبحث وتقصى، فهناك أماكن عديدة لتدريب الممثل وعلى درجة كفاءة كبيرة وعلى الممثل المبتدئ أن يلتحق بأكثر من ورشة حتى يكتسب العديد من الخبرات مع أكثر من مدرب، كما أن هناك ضرورة لعمل عدة تدريبات على الصوت والتنفس واللياقة البدنية التي تساعد الممثل في تطوير أدائه التمثيلي وعليه مشاهدة الأفلام والعروض المسرحية، ليس للمتعة ولكن للدراسة مع تدوين الملاحظات، مع ضرورة القراءة المستمرة، ومن الهام أن يوسع الممثل المبتدئ من مداركه الفنية، فيجب أن يتدرب على الرقص والموسيقى واليوجا.


رنا رأفت