«القيم التربوية في نصوص طلال حسن الموجهة للأطفال والفتيان» رسالة ماجستير للباحثة سميعة العبيدي

«القيم التربوية في نصوص طلال حسن الموجهة للأطفال والفتيان»  رسالة ماجستير للباحثة سميعة العبيدي

العدد 724 صدر بتاريخ 12يوليو2021

تم مناقشة رسالة الماجستير بعنوان «القيم التربوية في نصوص طلال حسن الموجهة للأطفال والفتيان» مقدمة من الباحثة سميعة فاضل كعود العبيدي، وذلك بقسم التربية الفنية في كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد، وتضم لجنة المناقشة الدكتور صالح أحمد مهيدي (رئيسًا)، والدكتور حسين محمد علي (عضوًا)، الدكتور مضاد عجيل حسن (عضوًا)، والدكتور حسين علي هارف (مشرفًا). والتي منحت الباحثة من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الماجستير.
وجاءت رسالة الماجستير الخاصة بالباحثة كالتالي: 
هدفت هذه الدراسة التعرف على القيم التربوية في النصوص المسرحية الموجهة للاطفال والفتيان للكاتب طلال حسن، كون الطفل هو اللبنه الأساسية للمجتمع وقد اهتمت اغلب الدول المتقدمة في بناء الاطفال كونهم رجال المستقبل واذا صلح الفرد يصلح المجتمع هذا وقد تناولت الباحثة في الفصل الثاني من هذه الدراسة مفهوم القيم وبالرغم من أنه مفهوم واسع ويتسم بالموضوعية والعمومية إلا أنها ركزت على القيم التربوية التي تشكل أحد الأسس للبناء الاجتماعي وتثبيت وجوده كونها تشكل الاطار المرجعي للفرد والمجتمع. 
ومن خلال هذا المدخل تناولت القيم التربوية في الفنون ومنها الفن المسرحي لأن الفنون تخاطب المشاعر والاحاسيس والعقل وفي المبحث الثالث تناولت مسرح الطفل حيث قدمت نبذة تاريخية عن مسرح الطفل في العراق وانواع مسرح الطفل ثم تناولت الكاتب طلال حسن وأسلوبه في الكتابة للاطفال وعرض لأهم أعماله المسرحية. 
وفي الفصل الثالث اختارت عينة مكونة من اربع مسرحيات للاطفال ومسرحيتن للفتيان وقد توصلت الباحثة بعد تحليل هذه العينة إلى عدد من النتائج أهمها: 
1 - مجموعتي القيم الأخلاقية والصحية كانت هي السائدة في النصوص المسرحية الخاصة للأطفال و الفتيان. 
2 - جاءت مجموعة القيم العقلية في المرتبة الثانية في مسرحيات الاطفال، وجاءت مجموعة القيم الجمالية في المرتبة الثانية في مسرحيات الفتيان. 
3 - جاءت مجموعة القيم الاجتماعية والقيم العلمية في مرتبة متوسطة بين مجاميع القيم التربوية في مسرحيات الاطفال والفتيان.
مشكلة البحث:
منذ نشوء الانسان على هذه الارض بدا في تنظيم حياته وعلاقته مع البيئة التي يعيش فيها، وكان ثمرة هذا التنظيم وضع القوانين والقيم والاعراف التي تكون منطلق لفهم الحياة وتفسيرها، ولو رجعنا الى تاريخ الحضارات نجد ان المجتمعات تزدهر وتتقدم عندما تكون منظمة، وتتمسك بقيم إيجابية يعتمدها الانسان منهجا وسلوكا وتطبيقا، و نلمس التقدم الحضاري من خلال التطبيق الجاد لمنظومة القيم التربوية والعلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية. 
وقد انعكست هذه المنظومة على الفنون بشكل عام والمسرح بشكل خاص، لان المسرح يحمل رسالة من خلال محاكاته لكل نواحي الحياة، وتنظيم القيم يبدا من مرحلة الطفولة لذا نلاحظ ان الكثير من الدول المتقدمة والتي تسعى للتقدم بدات تهتم بالاطفال والفتيان، واعتماد المسرح كوسيلة تعليمية و تربوية في تنوير الطلاب وعادة يكتسب الطفل والفتى منظومة القيم من العائلة والاقران ووسائل الاتصال ونحن الآن نعيش في عالم بلا حدود لأن وسائل الاتصال و خاصة القنوات التلفزيونية الفضائية وشبكة الإنترنت كسرت كل الحدود الجغرافية وبامكان العمل الفني وخاصة الدرامي الوصول إلى كل بيت وكل فرد دون حواجز او معوقات، وهذا الواقع يفرض على المؤسسات التربوية و العائلة والمهتمين بمسرح الطفل والفتيان، إعادة النظر بأساليب ترسيخ القيم لدى الجيل الجديد، وبامكان المسرح ان يحقق الكثير من الاهداف التربوية، من خلال الحكايات المشوقة وطبيعة الافعال والحركات التي يؤديها الممثلين، بالإضافة إلى استخدام تقنيات الصوت والاضاءه والازياء والديكور التي تتضافر لتقديم القيم التربوية والجمالية، بطريقة مشوقة يمكن من خلالها ترسيخ المعلومات بشكل اسرع ممايحصل عليه اثناء الدروس، ومن خلال وسائل اللعب والترفيه التي يعتمد عليها مسرح الطفل يمكن لهذا النوع من المسرح ان يلعب دوراً مهماً في تقديم مضامين فكرية تحمل قيم أصيلة يجب ترسيخها للأجيال القادمة في وقت أصبح الجميع من الصغار والكبار بأشد الحاجة إلى إعادة ترتيب منظومة القيم لديهم بسبب المشاكل الأمنية ودخول ثقافات غربية على مجتمعنا. 
ومن خلال اطلاع الباحثة على النصوص المسرحية المخصصة للأطفال والفتيان لبعض الكتاب العراقيين، لاحظت بأن أغلب هذه النصوص مستمدة أما من تاريخنا القديم والحديث أو التركيز على بعض البطولات والمواقف الإنسانية لشخصيات عراقية وعربية يعرفها الجميع، وبالإضافة إلى كذلك فإن قسم منها يحاكي بيئة الطفل وواقعه الحياتي، ولابد من وضع معالجات معاصرة تحبب للطفل والفتى أهله ووطنه وأصدقائه، كما تشجعه على حب العلم والمعرفة والتعاون، والسلوك الجيد ونبذ السلوك السلبي، والحوار والحبكة البسيطة يمكن ان يفهمها الجميع. 
كما أن هناك بعض النصوص فيها قيم علمية وتربوية تحاكي بعض المناهج الدراسية يمكن للطفل والفتى أن يتعلم بعض المفاهيم العلمية و الانسانية عن طريق هذه المسرحيات ومن أشهر مؤلفين في هذا المجال الكاتب العراقي طلال حسن الذي كتب أكثر من 200 نص مسرحي للاطفال والفتيان، تم تقديم اغلبها داخل العراق وبعض الدول العربية وحصدت العديد من الجوائز، لذا وجدت الباحثة ان هذه النصوص تتضمن قيم اصيلة في مختلف جوانب الحياة، ومنها الجوانب التربوية لذا فمن الضرورة التعرف على  (المضامين والقيم التربوية في نصوص مسرحيات طلال حسن الموجهة للاطفال والفتيان).
أهمية البحث :
تتجلى أهمية البحث الحالي بما يأتي 
1 - التعرف على القيم التربوية السائدة في مسرحيات الاطفال للكاتب طلال حسن وطبيعة البناء الدرامي وكيفية معالجة الفكرة كي يستفيد منها كتاب مسرح الطفل والمهتمون بهذا الفن. 
2 - قد يفيد البحث على حد علم الباحثة كلا من طلبة معاهد و كليات الفنون الجميلة على كيفية بناء النص الدرامي ومحاكاة حياة الاطفال والوصول إلى عوالمهم الخاصة. 
3 - يفيد المؤسسات الفنية التي لها علاقة بمسرح الطفل من أجل ترسيخ القيم الأصيلة في النصوص المسرحية  الموجهة للاطفال. 
4 - يشكل إضافة معرفية للمكتبة الفنية و يكون مكملا للبحوث والدراسات في هذا المجال.
 


ياسمين عباس