«نصوص المدينة الفاسدة» للكاتب العراقي علي عبد النبي الزيدي

 «نصوص المدينة الفاسدة» للكاتب العراقي علي عبد النبي الزيدي

العدد 722 صدر بتاريخ 28يونيو2021

قال الكاتب العراقي علي عبد النبي الزيدي، إن كتابه الجديد «نصوص المدينة الفاسدة» يشير إلى عالم الديستوبيا الذي عاشه العراق، واقع المؤلف ما بعد 2003، أو ما سببه الاحتلال من تهديم في بنية المجتمع العراقي، الذي عانى من دكتاتوريات قبل هذا التأريخ، وتحوّل تأريخ ما بعد الاحتلال الى امتداد لحرائق وحرب شوارع، وطائفية، وزنزانات وأحزاب فاسدة قادت البلد الى انهيارات جديدة في القيم والأخلاق والاقتصاد.
وأضاف الكاتب علي الزيدي، أن أولئك الذين جاءوا على ظهور الدبابات الأمريكية وصاروا يتعاملون مع الداخل بكونهم خونة وهم هنا لا يختلفون عن الدكتاتور الذي سبقهم بتجويع وإذلال وإبادة الشعب.
وأوضح الكاتب العراقي، أن نصوص الكتاب تؤكد مناخ ما بعد الكارثة أو الزلزال القيمي الذي أحدثه الاحتلال الأمريكي، وكيف بدأت تظهر لنا مشكلات جديدة تهدم بنية المجتمع وتحوِّله الى جماعات متصارعة مع بعضها الآخر بطريقة وأخرى، ولا يملكون سوى لغة البنادق ومسدسات الكواتم لتصفية حساباتهم، وجعل الداخل تقوده مافيات وعصابات من يقف بطريقها سيجد نفسه مقتولاً.
ولفت إلى أن الكتاب يتضمن سبع نصوص مسرحية وهما: «أبونا، حرب العشر دقائق، الشهداء لا يدخلون الجنة، ميت مات، أم شارب، 25سم، حكاية خرافية حدثت عام 2030»، والتي تحمل في روحها بيئة المدينة الفاسدة الخارجة من شبح القتل، شوارعها غارقة بالدماء ورائحة الموت، والكتاب هنا يوّبخ العالم الذي يتفرج على تلك المهزلة.
وجاءت مقدمة الكتاب كالتالي:  
أيها العالم..
حياتنا جميلة جداً...!
إلى درجةٍ لا يمكن وصف سحرها وروعتها، لا أنكرُ أن فيها خيبات على خيبات، وخوف على خوف، واستلاب على استلاب، وقتل على قتل، وفيها جثث مجهولة الهوية تسلم الراية لجثثٍ أخرى مشوَّهة الوجوه، ودموع أمهاتٍ تبكي على دموعِ أمهاتٍ أخرى، ولكن حياتنا تظل جميلة جداً ولا يمكن تخيّل سحر جمالها وعطرها الأخاذ، نعم.. صح فيها السلطات الدكتاتورية وعسكرة المجتمع والمليشيات المنظّمة والأسلحة الكاتمة والقمع والاغتيالات والغدر ووو.
ولكن هذا لا يشكّل شيئاً، فحياتنا تظل أجمل ما يكون، أعرف أن هذه (المدينة/ الوطن) فيها الانسان منتهك الارادة ويعيش صراعات لاتُعد مع الآخر وصلت للقتال بشتى الأسلحة في الشوارع على الاسم والطائفة والمنطقة والشارع ولكننا سعداء بهذا الانتهاك اللطيف والقتال الأخوي الشريف، وسعادتنا العظيمة أيضاً -حتى لا أنسى- لأننا نحارب باستمرار ونُقتل ونجرّب مختلف الأسلحة الجميلة والحبيبة على قلوبنا.
نفقد مئات الآلاف من أحبائنا في محرقة الحرب الذين أغلبهم لا ترجع لنا حتى بقايا جُثثهم أو عظامهم ولكن تبقى حياتنا بمنتهى الجمال والألق والدهشة والرفاهية. أأوووه... لا تقلقوا أرجوكم من الصواريخ التي هدّمت بيوتنا على رؤوسنا، ولا من رصاص القناصين الذين يبحثون عن صدورنا، ولا تشعروا بالخوف من الجوع الذي ينام في بطوننا.. أبداً، فحياتنا هادئة وسعيدة وجميلة جداً، ويمكنكم أن تقرأوا هذه النصوص المسرحية السعيدة للتعرِّف أكثر فأكثر على جمال تلك المدينة الفاسدة والطيبة والنقية...!!
 


ياسمين عباس