لهو الملوك على المركز الثقافي بطنطا قريبا

لهو الملوك على المركز الثقافي بطنطا قريبا

العدد 720 صدر بتاريخ 14يونيو2021

فى إطار اهتمام الهيئة العامة لقصور الثقافة، بدأت الإدارة المركزية للشئون الفنية، موسمها المسرحى الجديد بالغربية، حيث تقدم الفرقة القومية المسرحية بالغربية، عرض «لهو الملوك» قريباً، على خشبة المسرح، والنص المسرحي من تأليف الدكتور سيد الامام، وإخراج أحمد عبد الجليل.
وأكّد الدكتور سيد الامام، دراماتورج العرض، أنّ الفرق بين قراءة النص، وتنفيذه إعدادة، ربما يبدو كبيرًا، حيث يجري وضع عدة معطيات في الاعتبار، على رأسها نوع الجمهور، وإمكانيات الفرقة المسرحية، وكذلك المقاربات الموضوعية، ما بين نص عالمي ينتمي للمرحلة الرومانسية، في أوائل القرن الـ19 والمادة التاريخية، التي ترجع للقرن الـ 13 فهناك إشكاليات متعددة، المادة والنص .
ويؤكّد الكاتب أنّه لجأ إلى تفكيك النص وبناءه من جديد، مع الحفاظ على الحبكة والعلاقات الأساسية، الموجودة بين الشخصيات، وتوظيف الإمكانيات الفنية والبشرية والاقتصادية قدر الإمكان، حيث بدأ بعمل مقاربة درامية، بين عالم فرنسوا الملك، والذي من المفترض أنّه ينتمي تاريخياً إلى القرن الــ13، وبين البيئة المحيطة، بحيث بدأ الكاتب عمله الأدبي، إنطلاقاً من رسم خطوط متوازية، بين الملك فرانسوا، ومفهوم الخلافة الإسلامية، الذي تروج له الجماعات الإسلامية، تحت مسمسى الدين، بكل ما فيها من فساد وعلاقات نسائية . 
ويقول الدكتور سيد الإمام: «لجأت لمدخل، من خلال شخصية مارو شاعر البلاط، وباعتباره هو الشخصية المثقفة، ولدية المعرفة بالخلافة الإسلامية، وهو من سيُدخل في ذهن الملك، إعلان الخلافة، وسيجد مؤيدين كثيرين، وكان الفكر السائد في أوروبا، في تلك الفترة إقامة إمبراطورية، خاصّة بعد الحروب الصليبية، لضم الشرق لمحيطهم، وهذا خط مهم، من الخطوط المهمة لإعداد النص، كما يشغل  تريبولية المهرج، خطاً آخر، حيث ساعد الملك كثيراً، وفي النهاية يدفع الثمن، من خلال ابنته، لتتجلى المقولة الأساسية للعرض: من يتنازل مرة واحدة في أن يكون مخلصاً لمبادئه وقيمه، سيدفع الثمن باهظاً، من شرفه وشرف عائلته نفسها، سواء شاء أم أبى، كما كان الخط الاستعراضي شديد الأهمية، حيث حاولنا تقديم عمل استعراضي غنائي، أتمنى أن يكون استثنائياً». 
من جانبه، أكّد المخرج المنفذ، سامي فرة، أنّ هذه التجربة المسرحية، تحدث لأول مرة في الفرقة القومية، فهي تجربة مسرحية استعراضية، باللغه العربية، في ظل الاستعراضات العبقرية، للمدرب رامي جوهر، والموسيقي الرائعة لــ محمد السعيد، واستطرد فرة، قائلاً: «لقد قدمت الفرقة العديد من العروض الجيدة جداً والممتازة: تراجيدي أو كوميدي، ولم تقدم من قبل مسرحاً استعراضياً، وقدم المخرج أحمد عبد الجليل كل إمكانياته الفنية في الإخراج، بالتزامن مع رؤيته الثاقبة للاستعراضات، وهي تعد من أفضل المسرحيات وأكثرها صعوبة، إخراجاً، ولكن قدرة المخرج، وقدرات الفنانين في الأداء والتحدث باللغة العربية، ذللت كل الصعاب،  والمسرحية ستكون مفاجأة للجمهور.
 واتقدم سامي فرة، بالشكر لأعضاء الفريق، الذين قاموا بأداء السهل الممتنع، وكذلك الساده المسؤلين بفرع الثقافه في الغربيه، وفريق العمل بالمركز، على تعاونهم الدائم؛ لإخراج هذا العمل، بصورة مشرفة للغربية.
أما الدكتور حمدي عطية، مهندس الديكور، فأكد أنّ الرؤية التشكيلية للعرض، تمثل فى المسرح عنصراً اساسياً مؤثراً، كعنصر من عناصر البناء الدرامى للمسرحية، بما تحويه من مناظر وأزياء وإضاءة، وتكوينات فى الفراغ المسرحي، لذلك جاءت الرؤية التشكيلية فى هذا العرض المسرحى، لتخدم الرؤية الدرامية، الأمر الذى يرمى إليه المؤلف، ويجسده المخرج، بمساعدة مصمم الديكور. 
ولفت عطية، إلى أنّه كان لزاماً عدم إغفال العناصر المميزة، فى عمارة زمن الأحداث الدرامية،  بما يتميز من عناصر معمارية وزخرفية، تجعله مميزاً عن غيره، ليبرز مكان الحدث، وهو فرنسا، حيث تدور أحداث المسرحية، فى إطار واقعى واجتماعى. 
المشهد الأول؛ عبارة عن ساحة فى قصر الملك فرنسوا، حيث تم الاعتماد على مجموعة من الطراز، من القرن السادس عشر، بملامح معمارية وزخرفية، تعبر عن زمن الحدث. 
المشهد الثانى؛ ساحة خارجية، بها جزء من سور لقصر أحد النبلاء، ومنزل متواضع، وفى الخلفية جزء من برج كنيسة، يظهر الطراز فى شكل السور وبرج الكنيسة، الذى يعبر عن مكان وزمن الحدث. 
أما المشهد الأخير؛ فهو عبارة عن جسر فى العمق، وجزء من منزل على يسار المشاهد أيضاً، تم المحافظة على الطابع المعماري للطراز، ولكن بما يتناسب وخشبة المسرح.
الملحن محمد السعيد، قال إن طبيعة العرض حسب الرؤية الإخراجية، هي من النوع الغنائي، لتحقيق أكبر قدر من المصداقية الشعورية، والتعبير عن إحساس الشخصية، عن طريق الموسيقى، وعن التوزيع الموسيقي، أكّد الملحن اعتماده على كل الآلات الطبيعية الموجودة في الأوركسترا، من آلات وترية، ونحاسية، وآلات نفخ وإيقاع، من أجل الوصول إلى نوع من محاكاة العصر الذي تدور فيه أحداث النص، إلى جانب الملابس والديكور، ما يجعل الجمهور يعيش في أجواء الأحداث.
وأكد رامي جوهر مصمم الاستعراضات، أنّ بناء الاستعراض، يأتي على أساس تجسيد الأحداث الدرامية للنص الدرامي، وذلك من خلال الربط ما بين الأحداث، وما بين رؤية الأستاذ أحمد عبد الجليل، ورؤية مصمم الاستعراض.
إبراهيم حنفي، أحد أبطال العرض المسرحي، وعضو الفرقة القومية، والذي يقوم بتجسيد شخصية تريبوليه، قال إنّ المهرج بقصر الملك، هو الستار الآمن لنزواته، وناهش أعراض خصومه، حاول حماية ابنته بلانش، وأخفاها عن أوغاد البلاط الذي يضج بالفجور، بعد وفاة زوجته ماريا، وعندما طالتها يد الملك، لم يبق له هدف في الحياة سوى الانتقام والثأر، فتعاون مع سالتا وماجليون، للوقيعة به، لينال منه بنفسه، ويأخذ القصاص العادل، ولكن لتدخل مدام دوكسيه، تم قتل الطهر في شخص ابنته بلانش، ووضعها ف الشوال، الذي سيقدمه سيلتا لــ تريبوليه، فتكون النهايه علي كل ما اقترفت يد تريبوليه  من ذنوب. 
بسؤالها عن دورها في العرض المسرحي، قالت عبير شهاب، أنّ دورها في عرض الملك يلهو، هو تجسيد شخصية ماجيلون، الفتاة العاهرة، التي تعمل في حانة،  فيأتي إليها زبون مثله مثل غيره، زاعماً أنّه الملك، فتسخر منه، ولم تصدقه، لتتلاعب به، حيث وقع في حبها، وهي أيضا وقعت في حبه، وفي الوقت نفسه يجهز سالتا ويستعد لقتل الملك،  فيبدأ صراع بينهما، إلى أن تأتي أختها، فتكتشف، ماجيلون، أخباراً لم تعرفها من قبل، فيبدأ سالتا في التحدث مع لوسي  وماجيلون، حتي يفي بوعده لتريبوليه، بالانتقام له، إلي أن ينتهي الأمر بقتل بلانش، وهو ما سوف نرى تفاصيله في العرض المسرحي.
ويقول أسامة المشد، عن تجسيده  لدور الملك، هو ملك ساخر متبجح، شديد الصراحة، وهو مزيج بين زير النساء والسكير، لايهمه وطنه، أو شعبه، ولكن كل ما يهمه هو نزواته وشهواته، مرفه رفاهية الملوك، يخطط لنزواته وشهواته، ولا يخطط لوطنه أو شعبه، حتى جعل أمرهما في يد أحمق الناس، فهو متفرغ لغرامياته فقط.
وتقول سامية جمال، أنّها تجسد شخصية بيرارد، وهى المسؤلة عن رعاية بلانش، وتحافظ عليها طبقًا لتعليمات والدها، وتحثها على الصلاة، والذهاب إلى الكنيسة، وهى تفهمها جيداً، وعندما عرفت بحب بلاش لطالب فقير، تحاول أن تبعدها عنه؛ لأنّه لايليق بمستواها.
ويقول تامر يوسف، الذي يجسد شخصية مارو، شاعر القصر، إنّ شخصية الشاعر تعكس مدى ثقافته، حيث إنّه سافر إلى عدة دول، ولا سيما الدول العربية، وتعلم وتأثر بثقافتها، ولأنه سجن ذات مرة، وجرب مرارة السجن، بسبب كلمات قالها، قرر أن يداهن وينافق الملك، ويعيش بجبن تحت سقف الظلم والفساد، كاتماً كلماته، وعلّم الملك ثقافات الملوك الخاصة بالشرق، وما ملكت أيديهم من جواري، لأنّه يعلم نزوات الملك، فجملها في عينيه، إلا إنّه لم يستطع أن يكمل في هذا الأمر، بإعدام دى فاليه، فهرب وقرر أن يتوب، وندم علي ما فعله.
سمر مسعد، تجسد شخصية، مدام دى كوسيه، وهي سيدة من الغجر، وزوجة مورد النبيذ للقصور الملكية، تحظى بإعجاب الملك، فمنح جوزها الدوقية، ليكون قريباً منها في القصر، حيث حاكت المؤامرات للإيقاع بتروبوليه، مهرج الملك، وكاتم أسراره.
ناصر العطار، يجسد شخصية سالتا باديل، الضابط المتقاعد، بعد أن أصيب، والذي احترف القتل بالأجر، ولجأ إليه مهرج الملك للثأر له، ولشرف ابنته، من الملك، ولكن دون أن يخبره أنّه يريد الملك، وعندما عرف أنّ ضحيته هو الملك، لم يتراجع احترماً لكلمته مع تربيوليه، لأنه يتعامل بشرف مع زبائنه، إلي أن تأتي أخته لوسي، أو مدام دي كوسيه، لتربك له كل الحسابات، وفي النهاية يقررا قتل شخص آخر بدلاً من الملك.
وتجسد خلود كامل، شخصية بلانش، ابنة تريبوليه مهرج القصر، وهي فتاة نقية، خشى عليها والدها، ولكنه خاف عليها، فخبأها في وكر قديم، مع خالتها بيرارد، التي تربيها وتقوم برعايتها، وتصحبها إلى الكنيسة من آن لآخر، وفي يوم خدعها الملك، وتنكر في صورة طالب فقير، لا يغير سترته (المرقعة) حتى يقوم بإيقاعها واغتصابها، بتخطيط من مدام دي كوسية، حيث قام باختطافها والتعدي على شرفها، وصُدمت فيه، ورغم ذلك كانت لا تزال تحبه.
وقال أحمد راضي ، يجسد دور لاندرى الوزير، وذراع الملك، والمخلص له، يقع في مكيدة دربها النبلاء، فيقدم استقالته. 
ويبدي ناجي حفور، سعادته بالعمل تحت قيادة مخرج كبير وقدير، بحجم الأستاذ أحمد عبد الجليل، لافتاً إلى أنّه رشحه لدور فاليه، وهو من قاد جيش الملك الأب ، وهي شخصية محورية طوال العرض.
ويقول محمد السايس: أقوم بتجسيد بدور مدير الشرطة، دى بيين، الذى يعمل فى القصر الملكي الفرنسى، تحت حكم الملك فرانسوا دى فالوا، اللعوب، وبالتالي فهو مدير شرطة سلبي، لا يقوم بعمله كما ينبغى، ولايعمل إلا ما يحلو للملك، سواء مراقبة عشيقاته، أو تنفيذ أوامره،  أو مشاركة الملك فى حفلاته الماجنة.
ويقوم محمد جمعه بدور دى جورد، من حاشية الملك، وهو شخص سكير، تآمر مع بقية الأمراء على تريبوليه، وابنته، قام بإصدار وتنفيذ حكم الإعدام في الكونت فاليه، القائد السابق، من أجل إرضاء للملك.
ويقول محمد علاء الخطيب: أشارك فى تجربتي الأولى  كممثل، خارج الحيز الجامعي، وذلك من خلال عرض مسرحية لهو الملوك. . 
وتقول المطربة حبيبة محمد: هي تجربة جديدة بالنسبة لي كممثلة، لكنها ليست جديدة بالنسبة للاستعراضات، التجربة رائعة، لمست بداخلي عدة معاني، نبهتني إلى القدرة على توظيفها، وأكسبتنى ثقة وقدرة على التعاون مع مواهب مميزة، كما تشرفت بالعمل تحت قيادة المخرج الأستاذ أحمد عبد الجليل، وتعلمت منه الكثير، وأتطلع إلى تكرار التجربة. 
المطربة دينا كرم، تقول إنّها تجربتها الأولى، ضمن الفرقة القومية، مؤكّدة سعادتها  بالمشاركة، ضمن فريق مكون من مواهب في الأداء المسرحي والاستعراضي والغنائي، وعبرت عن أمنياتها لتحقيق الأفضل مستقبلاً، في ظل جدية فريق العمل، والقدرات الكبيرة لمخرج العرض، الأستاذ أحمد عبد الجليل، والمخرج المساعد الأستاذ حسن خليل، وباقي أعضاء الفريق.
عرض لهو الملوك، مأخوذ عن نص الملك يلهو، للكاتب الفرنسي فيكتور هوجو، تقدمه الفرقة القومية بفرع ثقافة الغربية، بإقليم غرب ووسط الدلتا، ومن إنتاج الإدارة العامة للمسرح، للعام  2021التابعة للإدارة المركزية  للشؤون الفنية، بالهيئة العامة لقصور الثقافة.
العرض من إخراج أحمد عبد الجليل، دراماتورج الدكتور سيد الإمام، مخرج منفذ سامي فرة، تصميم ملابس وديكور الدكتور حمدي عطية، موسيقى وألحان محمد السعيد، استعراضات رامي جوهر
العرض بطولة : إبراهيم حنفي، تامر يوسف، ناجي حفور، اسامة المشد، أحمد راضي، سمر مسعد، خلود كامل، سامية جمال، عبير شهاب، ناصر العطار، محمد جمعة، أزهار زين العابدين، بوسي المنشاوي، فؤاد الشهاوي، أحمد مرسي ، محمد صبري، محمد علاء، محمد السايس، هاني محسب، آلاء راغب، حسن مدحت، آسر يوسف، أحمد سعيد، عمر الشافعي، مؤمن نصر. غناء أيمن محمد، دنيا كرم، حبيبة محمد، أحمد علي، محمد مصطفى.
تنفيذ الإخراج: حسن خليل، مساعدو الإخراج: دعاء منصور، سلمى سامي


حسن خليل