«توظيف المكان لتشكيل الفضاءات المتعددة في العرض المسرحي العراقي» رسالة دكتوراة الباحث دريد هاشم شكور

«توظيف المكان لتشكيل الفضاءات المتعددة في العرض المسرحي العراقي» رسالة دكتوراة الباحث دريد هاشم شكور

العدد 720 صدر بتاريخ 14يونيو2021

تم مناقشة رسالة الدكتوراة بعنوان «توظيف المكان لتشكيل الفضاءات المتعددة في العرض المسرحي العراقي» مقدمة من الباحث دريد هاشم شكور، وتضم لجنة المناقشة الدكتور رياض شهيد علي (رئيسًا)، والدكتور حيدر جوار العميري (عضوًا)، والدكتورة آسيل ليث أحمد (عضوًا)، والدكتور عماد هادي عباس (عضوًا)، والدكتور فرزدق قاسم كاظم (عضوًا)، والدكتور قاسم مؤنس عزيز (عضوًا ومشرفًا). والتي منحت الباحث من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الدكتوراة.

وجاءت رسالة الدكتوراة الخاصة بالباحث كالتالي:
إن أهميةُ المكان في المسرح تكمن في القوة الجوْهرية المُرتكزه فية فالمكانُ بما يملُكُ من مُهيمناتٍ ثقافيةٍ ذات البعد الفني تؤهله لفرض سلطته على العرض في المفهوم الفكري والاجتماعي في العرض والذي يتحدد من قبل السينوكراف فيتحدد المعنى المتولد من الجانب البصري ليدخلُ في القبول أو الرفض فيحدد ذلك فاعليـة المكان والكيفية التي يقدم فيها عرض فني اذا يمكن للمسرح أن يبقى مؤثرا ومتطور وخاصة انه يهتم بالمستحدث لان الهدف من الاعمال المسرحية هو البحث المستمر والواعي في النظريات والتقنية الفنية المتعارف عليها كسلطه خطاب مسرحي تقليدي من اجل تجاوزها والعثور على منهج  مسرحي يساعد على إحلال عناصر جديدة من خلال الشكل والمضمون لذا فان (نظرية التفاعلية الرمزية) تتم في المسرح من خلال تصميم ديكورات ذات نظام رمزي مشترك بين الفرد والمجتمع من خلال تشكيل الذات.
ومن هنا يتمظهر لنا مفهوم التفاعلية الرمزية ونسق الفكري التي لها علاقة في الواقع اجتماعي بطريقة دالة ذات معنى في العرض المسرحي لقد ظهرت النظرية التفاعلية الرمزية في فضاء الاجتماعية بالقرن العشرين ببداية الثلاثينات على يد العالم (جورج هربرت ميد) حيث تعتبر من المحاور الاساسيه التي تبنى عليها النظريه الاجتماعية اذ تقوم على تحليل النسق الاجتماعي وهي تبدأ بتحليل الوحدة الصغرى ومنها الى الوحدة الكبرى لذلك فلقد تبلور التعامل مع المكان وتشكيل الفضاء في العرض المسرحي وأصبح أكثر وضوحا منذُ بداية القرن الماضي بما يمتلك المكان من أهمية ثقافية وجمالية في العرض المسرحي ومن أجل الوصول إلى المتغيرات في الفضاء بمستوياته المتعددة ذات الدلالات التي تُعيد تنظيم العلاقة بين المكان والفضاء ومن هنا حاول الباحث أن يشخص دراسته التي اختار لها عنوانا «توظيف المكان لتشكيل الفضاءات المتعددة في العرض المسرحي العراقي».

مشكلة البحث والحاجة إليه:   
تعد الكتل عنصرآ أساسا لتكوين فضاء العرض المسرحي وذلك كونه يشكل الحيز الذي يرتبط فيه التشكيل الفيزيائي (الحجم - الطول – العرض) بمحتوى العرض لأن الكتلة كمظهر مادي تخلق فضاءها وهذا يعني بأن هناك حالة علاقة من التوافق ما بين الكتلة والفضاء إذ إن بتغيير تلك العلاقة يتغير معها المعنى وهذا يدل على إن الفضاء له خاصية التحول فعندما يشرع المصمم لمعالجة المكان في تجسيد فضاءات النص الدرامي من على خشبة المسرح يعني ذلك تتنوع أنظمة التجسيد وتعدد مستويات الخطاب في العرض حسب مستوى تنوع اداة التشكيل وخاماتها لان لكل مستوى من مستويات العرض نسق وطبيعة خاصة وما يساهم في إظهار ملامح هندسيه في بناء وتشكيل معماري وفق المعطيات المكانية في صياغة الصورة المرئية في فضاء العرض والتي إرتكزت على توظيف آليات وأنساق المكان وفضائة في افتراضاتها الوظيفية والدلالية للاحداث من خلال تعدد انواع الفضاءات الداخلي والخارجي فتأتي المشكلة على كشف سمات وانساق اشتغال المكان لتشكيل فضاءات متعدده داخل العرض بحثا عن عناصرها وسماتها ووظائفها واشتغالاتها من خلال المساحات المفترضة للفضاء المسرحي اذ ان مما لا شك فيه إن التحولات المعرفية للمكان والتي ظهرت في ميادين الفكر والفلسفة والذي شهده المسرح من أجل تبني تجارب وطريقة تصميم لها تأثير على المكان وفضاءه على المستويين الفني والفكري والتي لها تأثير كبير على بنية الفضاء وإشتغاله على وفق بناء العرض والذي يقدم قيمة دلالية متغيرة في المسرح والتعاطي مع المعطيات المتجدده لمكان لذا يجب علينا الاهتمام الكبير بالمكان ليتحقق الاتصال المباشر مع المتلقي فيكون مركز المحتوى الدرامي الذي يسعى إلى إيصاله للمتلقي فيعتمد على الرؤية الجمالية كأساس فاعل لها فيسهم في بناء صورة للمكان ومن أجل الإنفتاح على فضاءات عدّه تأخذ باعتبارها المرجعيات والمصادر الفنية كأساس فاعل لها والتي تفصح عن رؤية جمالية لعمل المصمم ضمن تشكيل أبعاد تهتم بتكوين أشكالاً معبرة عن أفكار المسرح ونتيجتا لما يشغله المكان من اهمية في العرض المسرحي ليس على المستوى الجغرافي فحسب بل على المستوى الفكري الذي يطرح العرض كذلك فلكل عرض مسرحي صبغته الجمالية الخاصة به سواء المكانية او الية الاشتغال على هذا المكان لذا يلعب المكان دورا جماليا ووظيفيا في العرض المسرحي حيث يشتمل على الحيز الذي توظف فيه كل جزئيات العرض فيكون مكانا ممسرحا يعكس افكار العرض وكذلك مكانا جغرافيا يقدم فيه العرض نفسه ويكون المكان المسرحي على انواع منه مسرح العلبة التقليدي ومسرح الشارع والمسرح البيئي وغيرها من التجارب الحديثة التي تبتكر اماكن غير تقليدية وغير مدشنة مسرحيا لتكون نقطة انطلاق جديدة لفكر مسرحي في تجدد دائم  وفي معظم هذه التجارب المسرحية الحديثة التي يشكل المكان جزئا رئيسا في العرض المسرحي.
وذلك من خلال الاهتمام بإعادة ترتيب عناصر المكان ومساحاته وأشكال الكتل مما يبعث الحس الجمالي في نفس المتلقي ويدفعه للتفاعل معه ومن خلال ذلك جاء تلخيص المشكلة في البحث للإجابة عن السؤال في الكيفية التي يتم بها توظيف المكان لتشكيل الفضاءات المتعدده في العرض المسرحي العراقي.

أهمية البحث والحاجة إليه:
اذ تكمن أهمية هذا البحث بأنها دراسة  في مفهوم توظيف المكان لتشكيل فضاءات المتعدده في العرض المسرحي العراقي ولانهما يشكلان موضع نقاش لدى المسرحيين   وسيسهل الكثير من الصعوبات على العاملين في حقل الفنون المسرحية فضلا عن الباحثين في المسرح العراقي.

هدف البحث:
يهدف البحث الكشف عن قدرة المصمم في انتاج معمارية هندسية ذات تعددية فضائية في العرض المسرحي.

تحديد المصطلحات :  
التشكيل 
يعرف : بانة بناء لشكل أو تصميم لمجموعة مع ذلك فهو ليس صورة فالتكوين قادر على التعبير عن شعور وحالة الموضوع، ويعرف كذلك «اسس وضع الاجزاء معا ليتكون منها شكل ما ضمن المفهوم الفني» بأنه « مجموع العلاقات التي يستقطبها كل عنصر من العناصر الداخلية لتنتظم  وجوده».
التوظيف    
وعرّفه سكوت « أنه الفائدة المعينة التي يحققها الشيء»، ويعرف كذلك « تحويل وظيفة جمالية باستخدامه استخداما مغايرا لطبيعته بحيث يرمز ويدل على غيره، ويعرف أنها وظيفة الفعل الذي تقوم به الشخصية والتي يتوقف تعريفه على دلالته لمجرى الاحداث».
تعريف اجرائي:
هي عملية التي تحدد مسار الشيء حتى نصل الى اعادة صياغة للاشكال بالعرض.
المكان:             
جاء في قولة تعالى: (واذكر في الكتاب مريم اذ انتبذت من اهلها مكانا شرقيا) ويعرفه ارسطو «المكان موجوداً ما دمنا نشغلهُ ونتحيز فيه ، وكذلك يمكن ادراكه عن طريق الحركة»، ويرى «افلاطون» إن المكان غير مستقل عن الاشياء، بل يتجدد ان يكون شيئاً يشغل جزءاً من المكان وبينة كانت بأن المكان هو صورة قبلية للحدوس التجريبية، وعبر «الفارابي» عنه هو الجسم الحاوي وسطح الجسم المحوي يسمى مكانا، وحدده «هونزل» على الرغم من أنه تأكد لنا أن الخشبة هي عادة بناء ليست بطبيعتها البنائية التي تجعلها خشبة مسرح بل حقيقة كونها تمثل مكاناً دراميًا، ويعرف بأنه الوسط المثالي يتصف بطابع خارجية اجزائه فيه تتحدد موضع.
التعريف الاجراني: المكان هو تأسيس فكري متجدد يعطي قيمة للموجودات في المساحات المرسوم بمنطلقات ومقترحات جديده عن طريق بيئة تقديم العروض.
الفضاءات المتعددة: ويعرفه «العبيدي» هو ما تحتاز فيه الشيء او ما يحويه ذلك المكان  ويفصله عن باقي الاشياء، ويعرفه «سعيد يقطين» إن الفضاء اعم من المكان لأنه يشير إلى ما هو أبعد من التحديد الجغرافي، ويعرفه «صالح إبراهيم» كل معقد لايمكن اختزالة الى مجرد، وعرفه «إبراهيم عباس» بإنه شكل الفضاء الجغرافي من المكان الاساسي المركزي الذي أقيمت حول الابنية الاخرى، ويعرف «ماري ألياس» كذلك بأنه هو الحيز المتخيل الذي يتحقق بشكل ملموس ومرئي على الخشبة بعناصر الديكور واكسوار وحركة الممثل، ويعرف «يوسف محمد» بأنه المدى الواسع المحيط بالأرض مساحه أو فراغ.
 


ياسمين عباس