العدد 712 صدر بتاريخ 19أبريل2021
ضمن الاحتفال بمئوية ثروت عكاشة الذي افتتح الأسبوع الماضي بالمجلس الأعلى للثقافة، أقيمت جلسة «ثروت عكاشة والفن» أدارها الدكتور مصطفى الرزاز، وتناولت عدة محاور، منها علاقة ثروت عكاشة بالسينما وتحدث في هذا المحور المخرج أحمد فؤاد درويش، كما ضمت محور «ثروت عكاشة في عيون المعماريين»، وتحدث فيه الدكتورة دليلة الكردانى، كما تحدث الفنان عز الدين نجيب تحت عنوان «ثروت عكاشة فارس لم يترك جواده»، وتحدث الدكتور مصطفى سليم عن «ثروت عكاشة وأكاديمية الفنون».
وحول «دور ثروت عكاشة في المسرح» تحدث المخرج عصام السيد فقال إن دكتور ثروت عكاشة رغم ضخامة ما قدمه للثقافة المصرية فإن ما قدمه للمسرح يعد غير معروف وغير محدد، وأرجع ذلك لعدة أسباب، السبب الأول على حسب ما قاله الدكتور ثروت عكاشة في مذكراته هو أن الدولة تأرجحت في استراتيجيتها بالنسبة للفن بين الكم والكيف. ففي نفس الفترة التي كان فيها عكاشة على رأس وزارة الثقافة، كان دكتور عبد القادر حاتم على رأس وزارة الإعلام، وفي نفس اللحظة التي كان يحاول فيها عكاشة أن يقيم حركة مسرحية قائمة على الكيف، كان حاتم يعمل من خلال جهاز التليفزيون، وقد أنشأ مجموعة من الفرق المسرحية التي بدأت ب 4 فرق ووصلت بعد ذلك حوالي 10 فرق لتغطي الإنتاج التلفزيوني، هذا الإنتاج الذي كان يحتاج إلى كم كبير من المسرحيات لعرضها، فبدأت تظهر مسرحيات هذه الفرق وبدأت تسجل المسرحيات ثم تذاع بعد ذلك على شاشات التليفزيون، وكانت مصر كلها تتحدث عن مسرحيات فؤاد المهندس ومحمد عوض وغيرهما، ولا تتحدث عن مسرحيات المسرح القومي. أشار المخرج عصام السيد إلى أن هذا التناقض أقلق دكتور ثروت عكاشة قلقا شديدا، ففي الوقت الذي أقام فيه الثقافة الجماهيرية كانت وزارة الإعلام تقوم بعمل ما يسمى بالمسرح العائم، هذا المسرح الذي كان يلف القرى ويقدم الأعمال المسرحية، وكان ثروت عكاشة يعتبر ذلك تسلية أو اقل من ذلك، ما جعله يعترض على هذا التضاد طوال فترة رئاسته لوزارة الثقافة. أضاف: وعلى الرغم من أن الأمر ظل كما هو ، و لم يستطع عمل شيء تجاه هذا التناقض، فقد عمل كان يحسب له أنه كان يقف أمام وزير الداخلية و يستطيع أن يقول لا. في الفترة الأولى له على رأس وزارة الثقافة. تابع السيد : في الفترة الثانية لثروت عكاشة تم تقليص الفرق المسرحية خاصة بعد عام 1968. وأوضح أنه خلال تلك الفترة قام الدكتور ثروت عكاشة بعمل شيئين لم يسبقه إليهما أحد ، هما ترجمة كتاب «المسرح المصري القديم» عن المسرح الفرعوني، وهو أول كتاب مترجم في مصر، اهتم بتعريف المسرحيين بما يسمى بالمسرح الفرعوني، وكذلك تدعيم البعثات وإحضار مخرجين كبار ليقدموا تجاربهم في مصر، كما ساهم في نشر ثقافة رفيعة خاصة بالمسرح، ما عمل على تأسيس الوعي بالمسرح.
وأشار السيد إلى أن معركة ثروت عكاشة مع الكم لم تكن هي معركته الوحيدة، لأنه بعد ذلك دخل معركة أخرى مع مجموعة من أهم المخرجين في المسرح مثل عبد المنعم الصاوي ومن خلفه كرم مطاوع وسعد أردش وغيرهم، ونتيجة لهذه المعركة تركت هذه المجموعة وزارة الثقافة وتبناها بعد ذلك التلفزيون. ونوه السيد إلى أنه بسبب تلك المعارك التي خاضها عكاشة دفاعا عن الكيف ضد الكم، الذي تتبناه الدولة، لم يكن لدينا دراسات دقيقة لما قدمه الدكتور ثروت عكاشة في مجال المسرح.
وأضاف: ولكن بالرغم من ذلك قدم دكتور لويس عوض مجموعة من المقالات في الأهرام تحدث فيها عما قدمه ثروت عكاشة للمسرح، لذا يعد لويس عوض هو المرجع الوحيد في هذا الشأن.
وأكد المخرج الكبير على أن دكتور ثروت عكاشة كان يفكر في كيفية الارتقاء والنهوض بالوعي،ويعمل على ذلك ولكنه كان يعمل في ظروف مضادة، كلها تقف ضد ما يفكر فيه ويخطط له، ومع ذلك ترك تأثيرا كبيرا ومقدرا و محترما.
وفي النهاية قال المخرج عصام السيد: أود أن استغل هذه الندوة و أطالب الأخوة المسرحيين والمختصين والنقاد أن يقدموا معلومات موثقة و بالأرقام، وليس عبارات انشائيه عن ما قدمه ثروت عكاشة للمسرح.