مسرح محمد عبد الحافظ ناصف موضوع ماجستير في جامعة المنوفية

مسرح محمد عبد الحافظ ناصف   موضوع ماجستير في جامعة المنوفية

العدد 712 صدر بتاريخ 19أبريل2021

حصلت الباحثة هدي سامي نصار، جامعة المنوفية، على درجة الماجستير بتقدير امتياز، عن رسالتها « القضية والبناء الفني في مسرحيات محمد ناصف» تحت إشراف الأستاذ الدكتور فرج عمر فرج أستاذ الدراما والنقد المساعد بكلية التربية النوعية بجامعة المنوفية ورئيس قسم الدراما والمسرح بكلية الآداب بجامعة بني سويف و الدكتورة نهى جلال مندور مدرس المسرح بكلية التربية النوعية، و شارك بالمناقشة الأستاذ الدكتور المساعد عمرو نحلة كلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس و الأستاذة الدكتورة المساعدة بكلية التربية النوعية بالزقازيق شيماء فتحي. 
في مقدمة البحث التي قرأتها قالت الباحثة:لاحظت أن أغلب الباحثين في مجال الأدب المسرحي يقومون بعمل دراسات وأبحاث في الإنتاج المسرحي للكتاب المسرحيين المشاهير فقط، ولم يتجه منهم – إلا القليل – لعمل دراسات علي الإنتاج المسرحي للكتاب المعاصرين، أو حتي كتاب رحلوا عن الدنيا ويعدوا من أفضل كتاب جيلهم، ولكنهم لم يحظوا بالشهرة التي يستحقونها، في حين أن هناك كتابًا أخرين أقل منهم موهبة وإبداعًا نالوا شهرة واسعة، لسبب أو لآخر. لذلك ارتأت الباحثة أن من واجبها أن تقوم بدراسة أحد هؤلاء الكتاب الموهوبين حتي تلفت نظر زملائها من الباحثين الجادين لدراسة أعمال هؤلاء الكتاب، حتي يثرى العمل الأكاديمي والمسرحي بكتاب جدد أو كتاب قدامي لم يلتفت إليهم الباحثون إلا فيما ندر. قالت إن  الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، من هؤلاء وقد  كتب مسرحيات: طلوع النهار أول الليل ،عن الهيئة العامة للكتاب 98، النهر عن جماعة رؤى عام 2000، أرض الله (2008)، وداعا قرطبة (2004)، الفلنكات (2003)، حضرة صاحب البطاقة (2007)، مينا أمير الحياة، نصف امرأة (2015)، مصر إيجار جديد. كما كتب مسرحيات للطفل منها: ساعتي تكذب (2009)، سجين الهاء والواو (2008)، وبرنيطة للأرض (2009). وغيرهم الكثير. 
وأشارت إلى أن الكاتب نال العديد من الجوائز في مجال المسرح منها: جائزة محمد تيمور للإبداع المسرحي عن مسرحية «المخنثون» عام 94، ونفس الجائزة عن مسرحية «طلوع النهار أول الليل» عام 98، ونفس الجائزة أيضًا عن مسرحية «وداعا قرطبة» عام 3003، وفاز أيضًا بجائزة التأليف المسرحي من المجلس الأعلى للثقافة عن مسرحية «النهر» عام 2000، والجائزة نفسها عن مسرحية «أرض الله» عام 2001، ونفسها أيضًا عن مسرحية «الفلنكات»، كما نال جائزة رابطة العالم الإسلامي عن مسرحية «سجين الهاء والواو»، وجائزة سوزان مبارك في مسرح الطفل. كما عرضت لمحمد ناصف عدة مسرحيات هي: «طلوع النهار أول الليل» (مسرح الهناجر سنة 2005)، و»الفلنكات» (المسرح القومي)، و»وداعا قرطبة» (لفرق: طنطا، وبنى سويف، والمنوفية)، و»طلوع النهار أول الليل «(للفرقة القومية بسوهاج)، كما عرضَت له مسارح قصور الثقافة أيضا مسرحيات للأطفال مثل؛»رقصة الفئران الأخيرة»، «النهر» ، و»باب الجنة» . 
أشارت أيضا إلى أن  محمد ناصف كتب القصة القصيرة، والرواية، وسيناريوهات مصورة للأطفال، و قدم له التليفزيون مسلسلين هما حكايات رمضان أبو صيام و حارة الموناليزا وله عدة ترجمات، كما صدرَّ له عدة مؤلفات نقدية. 
تناولت الباحثة الموضوعات والقضايا والمشكلات التي تناولها محمد ناصف في مسرحه، وكذلك البناء الفني؛ من حيث التطور الدرامي، ولغة المسرحيات وسماتها، و الصراع ونوعه وتطوره ، والشخصيات وتطورها وسماتها،  ودرست الباحثة كيفية تقسيم محمد ناصف لخشبة مسرحه، ومدي نجاحه في اختيار المكان والزمان لأحداث مسرحياته، و تناولت لغة الحوار عنده ، ومدي ملاءمته للتعبير عن موضوع المسرحية، وبيئة الحدث الدرامي و شخصيات المسرحية. كذلك توقفت الباحثة عند النص المرافق (الإرشادات المسرحية) و لغة الرمز والإسقاطات المسرحية التي لجأ إليها– خوفًا من الرقابة أو للبعد عن المباشرة في إبداعاته المسرحية – كما تعرفت علي الأسلوب الذي تميز به ناصف في كتابته لنصوصه المسرحية                                                         
وعن مشكلة الدراسة قالت «إن الأدب المسرحي جدير أن يعبر تعبيرًا صادقاُ عن المجتمع، لأنه يستطيع أن يطرح قضايا كثيرة ومتنوعة، وبذلك يُصبح النص المسرحي نابعاُ من واقع المجتمع ومعبرًا عنه؛ فالمسرح منذ أن بدأ وهو لصيق بمجتمعه وقضاياه، وكان وما زال أداة جيدة للتعبير عن هموم ومشاكل المجتمع، وأداة تثقيفية وتوعوية لمشاهديه ومتلقيه، ومساحة تعبير عن أفكار وتطلعات جمهوره. 
وأوضحت أن ازدهار الفنون عامة - والمسرح بصفة خاصة - يرتبط بما يحققه المجتمع من تقدم فى ميادين الفكر والاقتصاد والسياسة، وفى طريقة الحياة. ومن ثم اقترنت العصور الذهبية للمسرح العالمي بعصور الازدهار الفكري والثقافي والحضاري، قديمًا وحديثًا. ورأت أن المسرح بشكل خاص لا يمكن أن ينفصل عن واقعه، ولا يستطيع الفن أن يبقى بعيدًا عن اضطرابات العصر الذي يرى فيه النور. 
وعليه رأت أنه: لما كانت الدراما المسرحية تقدم نماذج من الشخصيات والموضوعات المختلفة ، وهذا التقديم قد يكون إيجابيا أو سلبيا مما يساهم فى خلق صورة ذهنية أو انطباعا معينا لدى جمهور المسرح عن الشخصيات أو الموضوعات، و لما كان لكل عمل مسرحي بناءه الفني الذي قد يختلف من مؤلف مسرحي إلي أخر، ولما كان الشكل الفني ليس المقصود به الزخارف الخارجية للعمل المسرحي فقط، وليس بقالب مسرحي جاهز يصب فيه المؤلف أفكاره فيه، بل يمتد ويشمل كل شيء في المسرحية؛ حيث أنه يشبه الكائن الحي الذي لا يمكن فصل مضمونه عن شكله، بل إن مضمونه يذوب فى شكله ليصبح كيانًا واحدًا، ولما كان الكاتب المسرحي ابن بيئته؛ ويجب أن يكون ملمًا بأغلب أحداث مجتمعه حتي يستطيع أن يعبر عن هذا المجتمع تعبيرا صادقا ؛ فإن دراسة أي كاتب مسرحى موهوب ومتميز جدير بأن يعطينا فكرة واضحة ومستنيرة عن المجتمع الذي يعيش فيه ، وقد رأت الباحثة من خلال قراءتها لمسرح محمد عبد الحافظ ناصف أنه كاتب مميز من السهل أن يتعلم منه القارئ والمتلقي لمسرحه ، وان يعرف بعض قضايا مجتمعه من خلال بناء فني جيد ، بوصفه من كتاب المسرح المعاصرين، لذلك قررت الباحثة دراسة مسرحه. ، وقد بلورت مشكلة الدراسة فى التساؤل الرئيسي التالي: ما القضايا التي طرحها الكاتب فى مسرحه، وما شكل البناء الفني الذى صب فيه هذه القضايا، وتضمنت الدراسة تساؤلات أخرى هي:  هل تأثر مسرح محمد ناصف – عينة الدراسة – بمسرح بريخت ؟ هل يوجد تناص لديه ؟ 
أما عن أهمية الدراسة فأشارت إلى أنها تطرح قضايا تهم المجتمع المصري و تفيد دراسي الأدب المسرحى والعاملين فى حقل المسرح، خاصة مع ندرة الدراسات التى تم تنفيذها على مسرح محمد ناصف، و أنها تلقى الضوء على كاتب مسرحي مهم لم يحظ بعد بالشهرة التي يستحقها. تضمنت أهداف الدراسة إذن التعرف على أهم القضايا والمشكلات التي أراد محمد ناصف طرحها من خلال مسرحه ، و التعرف على البناء الفني لمسرحه و على الأساليب الدرامية التي اتبعها للتعبير عن اشكالياته وقضاياه، و كذلك رصد ظاهرة التناص .
وقد خلصت  الباحثة إلى عدة  نتائج هي: القضية التي يناقشها النص المسرحى « أرض الله « هى تناحر العرب والمسلمين فيما بينهم بسبب أرائهم المختلفة والمتضاربة في الدين الاسلامى، وتكالب حكام العرب على الحكم وعشقهم للسلطة ما سبب ضعف الأمة الإسلامية. لجأ محمد ناصف إلى التاريخ واستحضار شخصية الفقيه العز بن السلام لكي يعرض قضيته في نصه « أرض الله « . أحداث مسرحية « أرض الله « منطقية وغير مفتعلة ومترابطة،والحدث يعتمد على الحدث الذي سبقه، بالإضافة إلى أن المسرحية تحتوى على صراع جيد. مسرحية « أرض الله «تعتمد على شخصية رئيسة واحده وهى شخصية «العز بن عبد السلام « وهى شخصية لها مقومات معروفة وسلوك معروف. لا توجد نقطة تحول فى مسرحية « أرض الله « خاصة فى الشخصية الرئيسية بها . استخدم الكاتب أسلوب مسرح الإسقاط السياسي فى « أرض الله « . تناولت مسرحية «حضرة صاحب البطاقة « قضية تاريخية حدثت في العصر الفاطمي في فترة حكم الحاكم بأمر الله، تناول محمد ناصف فيها  إشكالية العلاقة بين الحاكم والمحكوم بشكل مباشر. لم تلحظ الباحثة بها أي إسقاط سياسي على أى عصر آخر. وقد تناول ناصف قصة الحاكم بأمر الله بشكل جزئي. تأثر الكاتب بمسرح بريخت في مسرحياته عينة الدراسة . القضية التي أراد الكاتب طرحها في نصه «طلوع النهار في أول الليل « هى قضية  الحكم في بلادنا العربية . يتميز الكاتب بمشاهدة القصيرة والكثيرة فى نفس الوقت. 
 


رنا رأفت