محمد دسوقي المدير الفنان: تحديد أهداف المؤسسة ووضوح الرؤية أهم سمات المسئول الناجح

محمد دسوقي المدير الفنان: تحديد أهداف المؤسسة ووضوح الرؤية أهم سمات المسئول الناجح

العدد 709 صدر بتاريخ 29مارس2021

محمد دسوقي،  مسرحي من طراز خاص، وفنان ذو طابع متميز، علاوة على تفوقه فى الإدارة. وقد برز ذلك في إدارته لعدة مسارح ومؤسسات، ما جعله  يستحق لقب الإداري الفنان. استطاع دسوقي  صنع نجاحات هامة تركت آثرا وبصمة خاصة فى الحركة المسرحية المصرية، ونتج عنها تقديم العديد من المبدعين فى جميع مجالات فنون المسرح، فدائما كان له السبق فى اكتشاف الطاقات الإبداعية ومنحها الفرصة لعرض إبداعاتها. ممثل بارع وله مدرسته الخاصة فى الأداء، شارك فى العديد من المسرحيات والأعمال الدرامية والسينمائية.
 محمد دسوقي مواليد 3 فبراير 1961 ممثل ومخرج مسرحي، حاصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج المسرحي دفعة 1987 و دبلوم الدراسات العليا في الإخراج المسرحي من أكاديمية الفنون، المعهد العالي للفنون المسرحية دفعة 1991، سافر في منحة دراسية إلى إيطاليا عامي 1997 1998 لدراسة الإخراج وتنمية وتعزيز قدراته الفنية والإبداعية . أقام في إيطاليا مجموعة من الفعاليات و الورش الفنية أهمها ورشة تدريبية بأكاديمية الدراما الوطنية في روما سيلفو دا ميكو لمسرح برتولد بريشت، ساعده فيها مدير الأكاديمية البروفسور ماريا موزاتي اكراما زميل دراسة أستاذه سعد أردش رحمة الله.  كما  أخرج أيضا مسرحية «الكراسي» تأليف يونسكو
شارك بالعرض في مهرجان روما لمسرح القاعدة الشعبية، وهو مهرجان محلي تنظمه وتشرف عليه محافظة روما، فحصل على جائزة أفضل عرض مسرحي ضمن 14 فرقة إيطالية، فكرمه  وزير الثقافة المصري في ذلك الوقت الفنان فاروق حسني على هذا الإنجاز، وأرسله إلى مهرجان افينيون بفرنسا ، كما شارك   عرضه الإيطالي «الكراسي» في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 1998 وعرض بمسرح الجمهورية.  
بعدما عاد إلى الوطن من المنحة الدراسية حصل على جائزة الدولة للإبداع الفني في مجال الإخراج المسرحي،  ثم عين ممثلا بهيئة المسرح عام 1988 بفرقة المسرح الحديث ، ثم انتقل إلى فرقة المسرح القومي  وظل بها حتى خروجه إلى المعاش في 18 أكتوبر 2012 .
تم انتدابه مديرا لفرقة مسرح الطليعة حتى 30 سبتمبر 2015 فحققت معه  إنجازات ونجاحات لم تحدث منذ فترة إدارة الفنان سمير العصفوري لها، ويكفي أن الفرقة حصدت 13 جائزة من أصل 20 جائزة في المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الثامنة  عام 2015 .
انتقل الى إدارة مركز الهناجر للفنون في الأول من أكتوبر 2015 واستمر حتى الثالث من  فبراير 2021 و استطاع تقديم إنتاج متميز للهناجر، وحصد الكثير من الجوائز، منها : أفضل عرض مسرحي مستوى ثان مسرحية الرمادي إخراج عبير على، ثلاثة  جوائز لعرض الزومبي إخراج طارق الدويري، أفضل عرض تراثي من بولندا مسرحية أرزاق إخراج رضا حسنين، أفضل عرض مسرحي « أيام صفراء للمخرج اشرف سند، بالإضافة إلى سبعة جوائز أخرى لنفس المسرحية من المهرجان القومي للمسرح المصري الدورة في  2019.
بدأ محمد دسوق ممثلا في مسرح الطليعة عام 1980 من خلال فرقة 79 التجريبية التي أنشأها الفنان سمير العصفوري من أعضاء نادي مسرح الطليعة، وشارك في  مسرحيتين، « الليل طويل» و» هاملت 81 « من إخراج الراحل سامي صلاح.
 تشكل عقله ووجدانه في الصالون الثقافي بمسرح الطليعة، حيث  كان يجلس مستمعا إلى الكبار صلاح عبد الصبور و سمير سرحان و عبد العزيز حمودة و محمد عناني و احمد العشري و محمود ياسين. كان لهم الأثر الأكبر على تكوينه إلى أن التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1982 .  اعتبر نفسه ابنا لزمن وجيل من الأساتذة العظام ومنهم سعد أردش وكمال ياسين وعبد الرحيم الزرقانى وكرم مطاوع.
يعتبر أن  أهم فتراته  في الإدارة كانت من 18 أكتوبر 2012 حتى 30 سبتمبر 2015 في فرقة مسرح الطليعة، وقد أرجع ذلك إلى كونه كان يدير المسرح في مرحلة سيوله وفوضى عارمة كانت تمر بها الدولة المصرية وقد عاصر مرحلة محمد مرسي وغزوة الصناديق وعلاء عبد العزيز وزير الإخوان، و كان يتعرض  لإرهاب بعض الفنانين والتظاهر في حوش المسرح.
ولأنه تربى في فرقة مسرح الطليعة فقد كان  يعرف قيمة هذه الفرقة التي أنشأها الفنان سعد أردش عام 1961 بعد عودته من إيطاليا، فكان يفعل كل ما يستطيع  للحفاظ عليها من الضياع، وكان يسير – حسب قوله - على جمرة من النار ويضع نصب عينه أهداف الفرقة و أولها استعادة الذاكرة التي تم محوها بفعل الثورة، فكانت الفرقة تنتج  4 مسرحيات بقاعة صلاح عبد الصبور و 4 مسرحيات بقاعة زكى طليمات، كما أنتجت أعروض مسرحية مهمة  مثل  طقوس الموت والحياة ومارا صاد وهاي ياليلة هوووي، وثري دي وهنا أنتجون وروح وعروض أخرى كثيرة، فعادت الفرقة إلى سابق عهدها في مرحلة الازدهار .
كان مقتنعا أن مركز الهناجر للفنون ملكا لجميع شباب المسرح أيا ما كانوا هواة ،  محترفين،  مستقلين.  وأن  فلسفة إنشاء المركز قامت على دعم الجميع، وليس فريقا بعينه، وكان دائما يقول ذلك، وأن  هذه هي العدالة والتنمية الثقافية، أن يعمل الجميع، شرط الإبداع الحقيقي، وأن تكون هناك رؤية حديثة تقدم على المسرح، وان  الهناجر أقرب إلى مسرح الطليعة من حيث التوجه والفلسفة.  كما كان  يعرف كيف يختار المشروع والمبدع واحتياجات الفرقة ومسئولية الوزارة.
رؤيته  الفنية تتلخص في أن الاختيار أهم مرحلة، ثم التنفيذ و تحمل مسؤولية الاختيار. يقول إن  مسؤوليتك هي قدرتك على قراءة البشر وتحديد أهداف المؤسسة الثقافية والفنية، بغض النظر عن طموحات البشر الشخصية وأن ضوح الرؤية تنجح مشروعك
 


رنا رأفت