قضية يعقوب صنوع .. ما زالت مستمرة (10) بين الماسونية والصهيونية

قضية يعقوب صنوع .. ما زالت مستمرة (10) بين الماسونية والصهيونية

العدد 708 صدر بتاريخ 22مارس2021

قلت في المقالة السابقة إن ترجمة صنوع المنشورة في كتاب فيليب طرازي «تاريخ الصحافة العربية»، حققت غرضاً لجهة معينة، يهمها إدخال صنوع ومصريته وتاريخه وريادته المسرحية في تاريخ الثقافة العربية عامة، والمصرية خاصة!! والسبب في قولي هذا أن ترجمة صنوع المنشورة في كتاب طرازي، تثير عدة أسئلة، منها: لماذا جاء اسم صنوع في الترجمة هكذا «يعقوب بن رافائيل صنوع» ولم يُذكر اسمه «جيمس سنوا» المعروف به منذ عام 1868 وحتى آخر يوم في حياته، حيث تم حفر اسمه «جيمس سنوا» على شاهد قبره في فرنسا!! وما هي «الجهة» التي اهتمت بإدخال اسم صنوع وتاريخه ضمن تاريخ مصر الحديث بوصفه رائداً للمسرح؟! حقيقة .. عندي بعض الشكوك المبنية على «نظرية المؤامرة»، والتي تُشير إلى أن الجهة المعنية بهذا الأمر، هي «الماسونية» أو «الصهيونية»! ولأنني غير متخصص في أيهما، سأطرح شكوكي أمام الباحثين، لعل أحدهم يكون متخصصاً في الماسونية أو الصهيونية، ويتبنى الموضوع ويخرج لنا بنتائج مفيدة في هذا المجال؛ لعلني أكون واهماً في ظنوني!
ماسوني حتى الممات
تحدثنا من قبل عن ماسونية صنوع؛ كونه يحمل درجتي «ماهر ماسوني» عام 1868، ودرجة «أستاذ ماسوني» عام 1879، ونشرنا صورة الشهادة الدالة على ذلك. كما أن أول كتاب له وهو «العربي العجوز» المنشور بالإيطالية عام 1869 يحمل بعض الأفكار الماسونية! وقد أشرت في أحد هوامش كتابي «محاكمة مسرح يعقوب صنوع» إلى كتابات صنوع عن الماسونية في صحفه منذ عام 1879 إلى 1910. أما الباحثة «ريهام عبده» فقد رصدت مئات الصفحات عن ماسونية صنوع وكتاباته في صحفه طوال أكثر من ثلاثين سنة في رسالتها للماجستير، التي أشرنا إليها من قبل، ناهيك عن تحديدها – في الرسالة نفسها إلى – الكثير من الرموز الماسونية المنشورة في صحف صنوع وفي ترويستها لعشرات السنين! فقد وضع صنوع شعار الماسونية في ترويسة صحيفته «الحرية – المساواة - الإخاء»، وهذه الكلمات كانت توضع بين عمودي الماسونية المشهورين لهيكل سليمان!! وفي أحيان كثيرة كان يضع الشعار في الترويسة بين غصني نبات «الأكاسيا» الذي يرمز إلى رابطة الإخوة والاتحاد بين أعضاء الجمعيات الماسونية، هذا بالإضافة إلى أهم رمز ماسوني «المثلث والفرجار» وهو رمز مهندس الكون الأعظم، الذي كان يعلو هيكل سليمان في ترويسة صحف صنوع!!
وربما يرى البعض أنني أتجنى على صنوع، لذلك أربطه بالماسونية رغم أن بعض أعلام عصره كانوا أعضاء في الماسونية! وهذا احتمال وارد؛ ولكن لم يكن هؤلاء الأعلام يحملون شهادة ماسونية رسمية بأنهم حصلوا على درجتي «ماهر وأستاذ»، ولم يكونوا رؤساء محافل ماسونية مثل صنوع! ولم يضعوا شعارات الماسونية ورموزها في ترويسة صحفهم! ناهيك عن أن بعض هؤلاء الأعلام خرجوا من الماسونية عندما اكتشفوا أهدافها الحقيقية، خلافاً لصنوع الذي ظل ماسونياً حتى مماته، وبعد مماته!! وكفى أن شاهد قبره في باريس منذ وفاته وحتى الآن يحمل رمزين ماسونيين: الأول شاهد قبره نفسه، وهو «المسلة الفرعونية» التي ترمز إلى الحياة الأبدية في المفهوم الماسوني، والتي فسرها البعض بأنها رمز لتمسك صنوع بفرعونيته كونه «مصري ابن مصري!!». والرمز الآخر غصن نبات «الأكاسيا» – الموجود على المسلة - ويرمز إلى رابطة الإخوة والاتحاد بين أعضاء الجمعيات الماسونية، والذي ظنه البعض «غصن زيتون» رمزاً للسلام!! وهذا يعني أن يعقوب صنوع عاش ماسونياً ومات ماسونياً، ودفن في قبر ماسوني، ترعاه الماسونية حتى الآن، كما هو واضح من صورة قبره!!
صهيوني قبل الممات
ماسونية صنوع رغم وضوحها، ربما تجد من يقبلها، ومن لا يقبلها، وهذا راجع إلى فكر الباحث وجديته في البحث، ومدى إلمامه بالماسونية وأسرارها وأهدافها في العالم العربي في تلك الفترة! أما الصهيونية، فأرجو من الباحثين العمل الجاد على تبرئة صنوع منها، وهذا ما أتمناه، لأنها لو ثبتت ستكون وصمة عار على «جميع» من كتبوا عن صنوع منذ عام 1953 وحتى الآن - كما سأتحدث عن ذلك في حينه - لذلك حاول البعض ممن يعتمد على النقل من الكتابات السابقة التي كُتبت عن صنوع بعد عام 1953 نفي تهمة الصهيونية عن صنوع!! لذلك أرجو من الباحثين تفنيد كل ما سأقوله عن صهيونية صنوع تفنيداً علمياً!
أثبتت الباحثة «ريهام عبده» أن صنوعاً في صحفه عام 1879 كتب مقالات دعائية لبعض أعلام الصهيونية ومموليهم، مثل البارون «روتشلد» أهم داعمي الصهيونية، والممول المالي الأهم لها، والذي كتب بلفور وعده المشؤم له بتخصيص فلسطين لتكون وطناً قومياً لليهود! وفي مقابل ذلك رفض صنوع نشر أية مقالة تهاجم البارون في صحفه!
وفي كتابي «محاكمة مسرح يعقوب صنوع» أشرت إلى أن صنوعاً كتب في صحفه عام 1898 مقالات يرحب فيها بهجرة يهود أوروبا إلى البلدان العربية التابعة للدولة العثمانية، وأن هجرتهم كانت مفيدة في انتعاش العمل وظهور الإنجازات بفضل هجرتهم، مثل قوله: «إن اليهود بأوروبا ابتدوا يحتفلون ويخطبون الخطب محثين بها بعضهم بعضاً على المهاجرة إلى الممالك المحروسة ليتخلصوا من الاضطهاد التعصبي الذي ثار نقمة في بعض أنحاء أوروبا وأرجاءها. وبالفعل هاجر منهم جم غفير قاصدين التبعية العثمانية لعلمهم بعدم البحث والالتفات أو التعصب في الأديان والمذاهب، لأنهم رأوا بأن كرم مولانا السلطان عز نصره لم يخص بدين ولا ملة. وقصد جلالته الوحيد راحة الجميع واستمرارهم في الهناء ومنع ما يجلب لهم الأذا والكدر ولذلك رأينا في زمن يسير زاد عدد النفوس سكان الأقطار العثمانية حرسها الله .... وما هذا إلا من صفاء قلب مولانا الخليفة وشفقته وعلو همته ووضع الأمور كلها في نظام مجيد فازدادت الأشغال وراجت المتاجر فنمت المحاصيل وعلى هذا المنوال بمشيئته تعالى ستزداد في كل عام بل في كل يوم».
هذا الدليل على صهيونية صنوع، ربما يفنده أحد الباحثين، قائلاً: إن صنوعاً هنا لا يرحب بهجرة يهود أوروبا إلى البلاد العثمانية بقدر ما هو يكتب إرضاء للسلطان العثماني، الذي يأخذ منه راتباً شهرياً كي يخصص صحيفته «أبو نظارة» لتكون منبراً لكل ما يريده السلطان العثماني، ومادحة لكل أفعاله، وصداً منيعاً لكل من يعارضه! ويستطيع من يتبنى هذا الرأي أن يستشهد بوثيقتين نشرتهما الباحثة «ريهام عبده» في رسالتها - أعطيتهما إياها، بعد أن أرسلهما لي الأستاذ تيسير خلف – إحداهما تقول: «إلى نظارة المالية الجليلة .. لما كان تسديد وإعطاء الرواتب المتراكمة للشيخ أبو نظارة من مقتضيات الإرادة السنية الصادرة من قبل صاحب مقام الخلافة، فإننا نأمل همتكم بتنفيذ ذلك»!! وفي الوثيقة الأخرى نقرأ الآتي: «صدرت الإرادة السنية لحضرة السلطان بالموافقة على قيام الشيخ أبو نظارة مدير صحيفة أبو نظارة التي تطبع وتنشر في باريس بزيارة الخزينة الهمايونية والاطلاع على ما فيها يوم غد الخميس. والأمر لسيدي في العمل على تأمين زيارة المومأ إليه الخزينة الجليلة وفق الأصول [توقيع] كبير قرناء حضرة السلطان»!!
نأتي الآن إلى أهم دليل – من وجهة نظري - على صهيونية صنوع، وهو دليل مؤرخ في عام 1911، وهو العام نفسه الذي تبادل فيه صنوع مع طرازي الخطابات بخصوص أهم ترجمة نُشرت عن صنوع في أول مرجع عربي ذكر اسم صنوع بالنطق العربي لأول مرة!! الدليل هو كتاب «أسرار اليهود» المنشور في مصر عام 1911 لمؤلفه «نسيم ملول»! فهذا الكتاب يحمل تقريظاً أو «مدحاً» بقلم وتوقيع «ج. سنوا. أبو نظارة» أي «يعقوب صنوع»! هنا سيسألني الباحث ويقول: ما علاقة ذلك بصهيونية صنوع؟! سأقول الآتي:
الكتاب نشرته «جمعية النهضة الإسرائيلية»، وكتب المؤلف كلمة بهذا الخصوص، قال فيها: «لما كانت جمعية النهضة الإسرائيلية قد أُسست لنصرة الحق من جهة ولإعلاء شأن الأمة الإسرائيلية والمدافعة عنها بكل الطرق الممكنة مادياً وأدبياً من جهة أخرى، وكان أول همها التوفيق بين العناصر المختلفة مذهباً ولغة ومشرباً ومصافحتها، ورفع لواء السلام والمحبة والألفة بينها، وقد قامت جمعية النهضة بوضع هذا الكتاب عملاً بأحد مبادئها الأساسية وهي المدافعة عن الأمة الإسرائيلية وإعلاء شأنها، نظراً لمساس الحاجة إلى ذلك».
وربما من يقرأ هذا الكلام يظنه كلاماً متسامحاً لجميع شعوب العالم ليتجهوا نحو السعادة والإخوة والتسامح .. إلخ، ولا يظنه كلاماً يحمل أفكاراً صهيونية!! ولكن عندما يبدأ قراءة الكتاب، سيجد عبارات لا يستطيع أن يمرّ عليها مرور الكرام، دون أن يتوقف عندها، مثل: «قام زعماء هذه الفئة المنبوذة من الله والمبغوضة من الناس لمحاربة الأمة الإسرائيلية الضعيفة المشتتة الشمل المتفرقة في مشارق الأرض ومغاربها» .. «إن الإسرائيليين يجعلون كل همهم الآن في إعادة المُلك لإسرائيل، وبرهانهم على ذلك استعمارهم لإراضي فلسطين» .. «إن الإسرائيليين يجتهدون في الزراعة والصناعة في فلسطين لقصدهم بإعادة المُلك لإسرائيل»!!
هذا الكتاب مدحه صنوع، وهذه الأفكار شجعها صنوع، فكتب المؤلف «نسيم ملول» كلمه تحت عنوان «تقاريظ الكتاب» قال فيها: «لم يخطر لنا ببال، ولم يدر في خلدنا قط عند مباشرتنا تأليف هذا الكتاب بأن يلاقي استحساناً عظيماً من العقلاء سيما من اشتهر منهم في عالم العلم والأدب والصحافة العربية، وما كنا نتوقع بأن حضرة العالم العامل والأستاذ الفاضل «الشيخ أبو نظارة» شاعر الملك وصاحب جريدتي العالم الإسلامي وأبو نظارة في باريس «يكون في طليعة المؤيدين لنا في هذا المشروع الخطير»، بما أظهره لنا من دلائل الإعجاب والاستحسان والترغيب بما تكرم علينا حفظه الله».
لم يكتف صنوع بتقريظه الكتاب وتشجيع أفكاره، بل جعل من نفسه موزعاً وبائعاً للكتاب في فرنسا!! ففي آخر صفحات الكتاب نشر المؤلف أماكن بيعه هكذا: «في الإسكندرية» عند الخواجا عزرا سلفيرا بشارع سوق السمك القديم، وفي «باريس» عند الشيخ أبو نظارة شاعر الملك بشارع ريشيه نمرة 43، وفي «تونس» عند جريدة الصباح، وفي «كلكوتا الهند» عن إخوان ساسون، وفي «يافا» عند موسى أفندي هرون يني، وفي «حيفا» عند إبراهيم أفندي عبادي، وفي «طبريا» عند وكالة القنصلية الفرنساوية، وفي «مغد» عند مراد أفندي ليفي نونو، وفي «القدس» عند موسى بننايم، وفي «بيروت» عند جريدة الحقيقة.
أتمنى من الباحث الذي سيشكك في صهيونية صنوع، أن يسألني ويقول: لماذا تعدّ صنوعاً صهيونياً؟! هل لأنه كتب مدحاً في عدة صفحات لكتاب «أسرار اليهود»، أو لأنه باع الكتاب ووزعه في فرنسا؟! فلماذا لا تعدّ هذا التصرف مجرد مجاملة، أو عملاً مدفوع الأجر؟! وماذا سيكون الأمر إذا اكتشفنا أن مؤلف الكتاب «نسيم ملول» ليس صهيونياً، حيث إنه اسم غير معروف؛ لأن من غير المعقول أن نتهم مادح الكتاب بالصهيونية، ولا يكون مؤلف الكتاب نفسه صهيونياً؟!
سؤال وجيه بالطبع ويستلزم أن نبحث عن مؤلف الكتاب، ونرى هل كان صهيونياً أم لا؟! لذلك حاولت أن أتجنب أي معلومات عنه متاحة في الإنترنت، ولم أشأ أن أبحث عنه في أي مرجع مصري، بل تعمدت أن أبحث عنه في أحد المراجع من داخل فلسطين وقبل نكبتها، والمرجع هو جريدة «حقيقة الأمر» التي تصدرها النقابة العامة للعمال اليهود في فلسطين المعروفة باسم «الهستدروت»! فقد نشرت مقالة تعريفية عنه عام 1947، تحت عنوان «الدكتور نسيم ملول: الكاتب والصحفي اليهودي العربي»، وذلك بمناسبة صدور كتاب جديد له، فقالت الجريدة:
«نشرت مؤخراً دائرة الناشئة التابعة للجمعية الصهيونية كتاباً بالعربية باسم «الداء والدواء»، تضمن ملخص كراسة الدكتور بينسكر عن «داء» الشعب اليهودي المشتت وكيفية مداواته. وهذه الكراسة هي الحجر الفكري الأساسي في الحركة الصهيونية. وقد قام بنقل ملخص الكراسة إلى العربية الدكتور نسيم ملول. ونرى من الفائدة في هذه المناسبة أن نقدم للقراء نبذة عن حياة هذا الكاتب وما انتجه في ميدان الأدب والصحافة: منذ 40 سنة وهذا اليهودي الفلسطيني الوطني، الذي تشرب بروح الآداب اليهودية من جهة والآداب العربية في مصر من جهة أخرى، يعمل بجد ونشاط في ميدان الصحافة والثقافة باللغة العربية. وقد دبج بقلمه السيال المئات لا بل الألوف من المقالات في الصحف المصرية «المقطم، السلام، الإخاء، المؤيد، مصر الفتاة، الأهرام» واللبنانية والفلسطينية، وكان رئيس تحرير بعض الصحف التي أصدرها باللغة العربية، وأهمها جريدة «السلام»، التي صدرت طيلة ثلاث عشرة سنة في يافا ثم في القدس. كما اشترك في سني 1925 – 1927 في تحرير الجريدة الأولى التي أنشأتها الهستدروت بالعربية «اتحاد العمال»، وهو يشترك – في تحرير هذه الجريدة أيضاً – منذ إنشائها حتى الآن. وقد ألفّ بالعبرية والعربية ونشر عدة كتب وكراسات منها «أسرار اليهود» ظهر في مصر، و«سوريا ومصر» ظهر في يافا، ورواية تمثيلية باسم «شهامة العرب» أو «السموأل وامرؤ القيس»، ورواية تمثيلية «سقوط بابل»، كما ألفّ قاموساً عبرياً عربياً ظهر في تل أبيب، وقاموساً عربياً عبرياً لم يظهر بعد إلخ. وقد أكثر الدكتور ملول من النقل من الآداب العبرية والعالمية إلى اللغة العربية، ونشرت بعض ترجماته بصورة متسلسلة في الصحف أو في مؤلفات خاصة. ويقوم في الآونة الأخيرة بالنقل إلى العربية بتلخيص واختصار الكتب الأساسية للزعماء الصهيونيين المفكرين. وقد ظهر في السنة الأخيرة مختصر كتاب «التحرير الذاتي» للدكتور بينسكر، الذي ظهر في سنة 1882 وفيه شرح عميق وافٍ لماهية حياة اليهود في مهاجرهم واستحالة استمرار هذا التشتت. وقد فرغ مؤخراً من ترجمة قصة خيالية للدكتور هرتسل منشئ الصهيونية السياسية، باسم «البلاد القديمة الحديثة» وستظهر هذه القصة خلال السنة الحالية. والدكتور ملول إنما يقصد في كل ما كتبه وألّفه وترجمه أن يكون جسراً بين الشعبين الساميين، اليهودي والعربي. وقد حاول أن يشرح للقراء العرب في ألوف المقالات ماهية الأعمال والمشاريع اليهودية في فلسطين وفائدتها الحالية والنهائية معاً للعرب، كما شرح ماضي الشعبين لدى التقائهما في الأزمنة الغابرة، البعيدة والقريبة. هذا من جهة، أما من الجهة الأخرى فقد سعى دائماً إلى اطلاع اليهود على حياة العرب وثقافتهم القديمة الكبيرة، كما سعى إلى رفع شأن تعليم اللغة العربية بين يهود فلسطين خاصة ويهود الشرق عامة. وقد كان مديراً للمدرسة اليهودية الكبيرة في بغداد في أيام المغفور له الملك فيصل الأول الذي زار المدرسة ومدح الأستاذ ملول على عمله. هذا وأستاذنا لا يزال يزخر نشاطاً وجداً ويعمل بدون لأي في ميدان التأليف والترجمة. أمدّ الله في عمره وحقق أمانيه النزيهة في اتفاق الشعبين الساميين بأقرب وقت».
الموضوع الآن في يد الباحثين وجهدهم في البحث والخروج بنتيجة: هل كان صنوع صهيونياً أم لا؟ أما أنا فالنتيجة لا تهمني الآن، بقدر ما يهمني أن الصهيونية نفسها، كانت وراء إدخال صنوع في تاريخ مصر؛ بوصفه مصرياً ورائداً مسرحياً .. كما سنرى عندما نصل في حديثنا إلى ما حدث في عام 1953!!


سيد علي إسماعيل