مخرجات مصريات يتحدثن عن تجاربهن في الجامعة الأمريكية

مخرجات مصريات  يتحدثن عن تجاربهن في الجامعة الأمريكية

العدد 707 صدر بتاريخ 15مارس2021

ضمن فعاليات مؤتمر «كاتبات ومخرجات المسرح المصري» الذي أقيم بالجامعة الأمريكية الأسبوع الماضي، أقيمت ندوة تحت عنوان «كاتبات ومخرجات المسرح المصري: الآن ومستقبلا»، تحدث خلالها عدد من المخرجات حول تجربتهن في المسرح، وهن عبير علي، وعفت يحيى، وعبير لطفي، ونورا أمين. وأدارت الندوة  الدكتورة جيليان كامبانا.
تحدثت المخرجة عبير علي عن كونها مخرجة مسرح في مجتمع يقبل الذهاب إلى طبيبة امرأة على مضض، ويعتبر توظيف امرأة أمام كل مائة رجل في المناصب القيادية انجازا عظيما، ووصفته بأنه مجتمع يعتبر الثقافة رفاهية، والفن إما حراما أو مهنة غير لائقة اجتماعيا للجنسين.
وأكدت أن المسرح المستقل يعامل معاملة الابن غير الشرعي في العالم العربي، ولا يعرفه البعض، وينكر وجوده البعض الآخر، وبالتالي ينكر أطروحاته وتأثيره  وينكر حقوقه بالتبعية، لافتة إلى أن المرأة التي اختارت الفن همشت، والتي اختارت المسرح المستقل ازدادت تهميشا.
وقالت علي إن الواقع العملي أثبت أن الشغل المستمر على الموهبة والحلم والاستمرارية، هو ما يشكل عصب التحقق والتواجد كمنتج جيد لا يمكن الاستغناء عنه، في ظل مجتمعات غير عادلة تمارس تمييزا وتنحاز لمنتج ردئ ويحكم المصلحة، لذلك فلا بدّ من وجود السلعة الجيدة ليستمر السوق.
وأشارت إلى أنها قامت بتصميم ديكور وملابس وكتابة وإخراج أكثر من 25 عرضا مسرحيا، وصممت الكثير من برامج التدريب، كما قامت بالتدريب على حرفيات الحكي والمسرح وبناء وإدارة المؤسسات المسرحية، وحكمت في كثير من المهرجانات والمسابقات، بالإضافة إلى حصولها على جوائز وتكريمات محلية ودولية، وشاركت كعضو بلجان وكيانات كبيرة منها المهرجان التجريبي والمهرجان القومي للمسرح ووحدة ودعم المسرح المستقل.
ولفتت إلى أنها نادرا ما تقوم بإخراج عروض مسرحية عن نصوص جاهزة، وأن أغلب عروضها معدة بحرفية الدراماتورج عن حكايات البيوت والحياة اليومية أثناء الأحداث الكبرى، وهي حكايات الناس العادية في مطابخهم وحجرات نومهم وليست حكايات الزعماء والجنرالات، مشيرة إلى أنها مشغولة بالفلكلور بصفته المنتج الإبداعي والتاريخ الذي ترويه الشعوب في مواجهة الإبداع والتاريخ الرسمي.
كما أشارت إلى أن مشروعها يعتمد على عمل مسرح يستمد أفكاره ومادته من الموتيفات الجمالية المحلية، وطزاجة وحيوية الحياة اليومية والتاريخ، والعمل على تطوير حرفيات كتاب وممثلي المسرح من خلال تقنية الدراماتورج، والعمل على كسر المركزية. وختمت بقولها إن المسرح ليس ملكا للعواصم وسكان المدن الكبرى فقط، وإنما لسكان القرى والمدن الصغرى والمهشمة أيضا وأن من حقهم أن يمارسوه إنتاجا وتلقيا، واستخدامه في التنمية.
أصل الحكاية
وقالت المخرجة عفت يحيى إنها وجدت الطريق بعملها في المسرح، وأثناء تعليمها بالجامعة الأمريكية قررت أن تكمل تعليمها في المسرح، وأنها قدمت أول مسرحية لها «فيرجينيا» على خشبة مسرح الجامعة الأمريكية، ثم عرضتها على خشبة المسرح القومي بقاعة عبد الرحيم الزرقاني لمدة أسبوع. موجهة الشكر للفنان سيد رجب الذي دعمها في بداية مشوارها.
وأكدت على أنه لا يوجد شيء يقدم هباء، وأن المسرح يعني الاقتصاد في الحركة والكلمة، لافتة إلى أنها تخرجت من الجامعة وهدفها هو السفر وتقديم المسرح، وقد استطاعت أن تقدم عرضا مسرحيا كل عام.
قالت أيضا إنها ليست مخرجة تقليدية، وإنه بسبب خبرتها الحياتية كانت تطلعاتها مختلفة في المسرح،  خاصة أنها تأثرت بثقافات مختلفة.
كذلك  أشارت يحيى إلى أن مهرجان المسرح المستقل يعاني مشكلة في العلاقة بين النقاد والمسرحيين، وأنها عملت في ظل ثقافات مختلفة منها أيرلندا، والبرازيل، والمغرب، وأنها اكتشفت مفردات المسرح من خلال مسرحية «صحراوية» وقدمتها   ثلاث مرات في حياتها بين كل مرة والأخرى 10 سنوات.
وأكدت أن الاحتياج للمسرح هو أصل الحكاية، وأنه يغير من تركيب نفسه من أجل الاستمرار والتفاعل مع الحياة، مما يعزز الوجود في الحياة والاستمرار في العمل.
الوهابية!
فيما قالت الفنانة والمخرجة عبير لطفي إن الحكاية بدأت معها منذ الصغر دون أن تدري، مشيرة إلى أنها كانت تحب لعبة التمثيل، وتم اكتشاف هذه الموهبة عند دخولها المدرسة، واشتراكها في مسرحها.
ولفتت إلى أن علاقتها الحقيقية بالمسرح بدأت من المرحلة الثانوية، حيث اشتركت في مسرحية «بيت الدمى»، وأنها تحب اللغة العربية منذ صغرها على عكس الكثير من الطلبة.
وذكرت أن مخرج العرض قال إنها الوحيدة التي ستكمل في مجال التمثيل، وأنها قدمت في معهد فنون مسرحية ثلاث مرات، ونجحت في الثالثة، وأن ارتباطها بالمسرح وعشقها له ساعدها أن تكمل فيه.
وقالت إنه أثناء دراستها بالمعهد شاهدتها الدكتورة نهاد صليحة والكاتبة فتحية العسال، وشجعاها، وعرفاها معنى المسرح النسوي، وقالت إن الهجمة الوهابية هي السبب الرئيسي فيما نعاني منه الآن.
وذكرت أنها عملت بمسرح الطليعة، ومسارح الثقافة الجماهيرية، وبعد أن تخرجت من المعهد، درست الإخراج تحت إشراف الفنان سعد أردش، وقامت بإخراج أول عرض في قاعة عبد الرحيم الزرقاني بالمسرح القومي، ولاقت المسرحية صدى واسعا وكبيرا على مستوى النقاد والجمهور، ثم فكرت في تقديم مهرجان للمسرح النسوي، وقدمت المشروع للدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة ورحبت به كثيرا، وستظهر الدورة التأسيسية للمهرجان هذا العام.
لغة الجسد
فيما قالت المخرجة نورا أمين إنها نشأت في دائرة يسارية وفنية، وإن النقد السياسي والاجتماعي كان شيئا ضروريا في حياتها، وساهم في تكوين شخصيتها، وتطورها كإنسانة، لافتة إلى أن هذا النقد ساهم في توسيع الدائرة المحيطة بها، وجعل المسرح وسيلة لخلق عالم فني وجمالي وشاعري من الممكن ألا نجده في وسائل التعبير الأخرى.
وأشارت إلى أنها تفتقد قضايا القهر على المسرح وهي التي تشكل جزءا أساسيا من حياة المرأة في العالم كله، مؤكدة أن نسبة التحرش الجنسي، التي يتعرض لها أغلب المواطنات المصريات على مختلف أعمارهن من سن الطفولة حتى الستينات، تشكل جزءا من وعيهن.
وتابعت: التعبير عن قضايا القهر النفسي مهم جدا، وأيضا القهر الإنساني بتحديد إنسانية المرأة، وأشارت إلى أن مسرحها يركز على جماليات القبح، بداية من أول عرض لها وهو «الضفيرة» من تأليفها وإخراجها، الذي أسست به فرقتها عام 2000، وكان يقوم على جماليات القهر، وقد كانت تريد أن تعكس الواقع الذي تعيش فيه.
وأشارت أمين إلى أن كل ما في الواقع قابل للتحويل إلى عمل مسرحي، وإلى أنها كانت تبحث طوال الوقت عن مسرح صدامي به نقد سافر.
وذكرت أن ما ساعدها على اكتشاف لغة الجسد هو عملها في مجال الرقص بمختلف أشكاله، مشيرة إلى أن الجسد في حالة مواجهة دائمة مع المجتمع الذي يريد أن يحوله إلى سلعة، موضحة أنها قامت بإعداد نصوص عالمية ولكن ما يصدر منها هو ذاتها، وختمت بقولها إن هناك تفاوتا كبيرا في الخطاب النسوي المقدم.
 


ياسمين عباس