«الأنسنة وتمثلاتها في عروض المسرح العراقي» في رسالة ماجستير للباحثة فاطمة رفعت

«الأنسنة وتمثلاتها في عروض المسرح العراقي»  في رسالة ماجستير للباحثة فاطمة رفعت

العدد 703 صدر بتاريخ 15فبراير2021

تم مناقشة رسالة الماجستير بعنوان «الأنسنة وتمثلاتها في عروض المسرح العراقي الاكاديمي المعاصر» مقدمة من الباحثة فاطمة رفعت اسوادي، وتضم لجنة المناقشة الدكتور رياض موسى سكران (رئيسًا)، الدكتور قبس إبراهيم محمد (عضوًا)، والدكتور حسن عبود النخيلة (عضوًا)، والدكتور عامر محمد حسين (عضوًا ومشرفًا). والتي منحت الباحث من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الماجستير.
وجاءت رسالة الماجستير الخاصة بالباحثة فاطمة رفعت اسوادي:
كان المسرح هو العامل الرسالي والتثقيفي فقد أستثمر المسرحيون هذه الصفات في إيصال أفكارهم ورسائلهم لكون حامل هذه الصفات يكون في أغلب الأحيان مقبولاً لدى المجتمع وبالتالي تقبل رسالته أيضاً ؛ فنلاحظ على سبيل المثال إن المؤلفين والمخرجين الذين يصنعون عملاً مسرحياً عمدوا إلى إضفاء هذه الصفات الإنسانية على الشخصيات ؛ وهكذا يواشج المسرحيون بين الصفات الإنسانية وبين الشخصية التي ستحملها ليوصلوا أفكارهم، فقد أنسن المؤلفون والمخرجون كل شيء ليس الممثلون وحدهم بل حتى سينوغرافيا العرض المسرحي يمكن أن نميزها بالطابع الإنساني.
لذا عمدت إلى دراسة الأنسنة في المسرح وآلية تمثلها فيه في بحثها الموسوم: (الأنسنةوتمثلاتها في عروض المسرح العراقي الأكاديمي المعاصر).
وتتضمن الدراسة الحالية أربعة فصول ؛ أحتوى الفصل الأول وهو الإطار المنهجي على مشكلة البحث والتي انتهت بالتساؤل الآتي: (كيف تتمثل الأنسنة في عروض المسرح العراقيالأكاديمي ؟)، وكانت أهمية البحث بمنزلة محاولة جادة لإحتراث أرض الأنسنة والتعرف عليها بوصفه مصطلحاً فضلاً عن ذلك متابعة الأعمال الأكاديمية للتوصل إلى محتواها الأنسني وما أفاده الدارسين في مجال الفنون والمسرح من مفردة الأنسنة في مجال عملهم، ويهدف البحث الحالي إلى: (التعرف على الكيفية التي تتمثل بها الأنسنة في عروض المسرح العراقيالأكاديمي)، وقد حددت الباحثة الدراسة بحدود موضوعية وهي: (دراسة الأنسنةوتمثلاتها في المسرح العراقي الأكاديمي)، وحدوداً مكانية تمثلت في (العراق/ كليات الفنون الجميلة)، وحدودا زمانية وهي (2010- 2019م)، وتناولت الباحثة تحديداً للمصطلحات الواردة في عنوان البحث.
أما الفصل الثاني وهو الإطار النظري فقد قسمته الباحثة على ثلاثة مباحث ؛ تناولت في المبحث الأول (الأنسنة في الفكر الفلسفي) إذ قامت بتبيان ماهية الأنسنة من وجهة النظر الفلسفية لنخبة من الفلاسفة على مر العصور من القديم إلى الحديث ؛ أما المبحث الثاني فقد أُدرِجَ تحت عنوان (الأنسنة في علم الأنثروبولوجي) وعمدت فيه إلى تعريف الأنسنة وإيضاح مفاهيمها من وجهة نظر الأنثروبولوجيين، أما المبحث الثالث فجاء بعنوان (الأنسنة في المسرح العالمي) إذ قامت الباحثة بتناول مجموعه من المسرحيات العالمية ودراسة العنصر الأنسني فيها من وجهة نظر النقاد والباحثين ؛ وتلاه الدراسات السابقة ومؤشرات الإطار النظري حيث خرجت الباحثة بخمسة عشر مؤشراً من متن البحث.    
أما الفصل الثالث وهو اجراءات البحث، فقد قسم على مجتمع البحث المتمثل بالعروض المسرحية الأكاديمية المقدمة في كليات الفنون الجميلة العراقية وهي (بغداد، بابل، البصرة، الموصل، واسط) وللمدة الزمنية (2010- 2019)، وتلاه عينه البحث والتي اختارتها الباحثة بشكل قصدي وهي خمسة عروض مسرحية (رماد، صرخة انتيجونا، طقوس الدم والشهادة (الحر الرياحي)، حين سقط المشبك، تخيل الكلمة المفقودة) فقد مثلت هذه العروض عينة عن المجتمع الأصلي، وبعدها منهج البحث المتمثل بمنهج البحث الوصفي التحليل والذي اختارته الباحثة لكونه المنهج الأنسب لمثل هذه الدراسة ؛ وتلاه أداة البحث التي بنتها الباحثة من مؤشرات الإطار النظري، وفي ختام هذا الفصل جاء تحليل العينات المختارة.
أما الفصل الرابع وهو الخاتمة، فتكون من النتائج التي خرجت بها الباحثة ومن ضمنها الآتي:
إنَّ اهم جوانب الأنسنة هي البحث الدؤوب عن آلية معينة تمكن الإنسان من إثبات نفسة وتحقيق ذاته واستثمار قدراته للوصول إلى النجاح وكان هذا جلياً من خلال ما توصلنا إليه في كل من مسرحية (رماد، صرخة انتيجونا، الحر الرياحي، حين سقط المشبك، تخيل الكلمة المفقودة).
إن الأنسنة تميز الصفة الإنسانية فقط ولا تميز الجهة التي تحمل هذه الصفات سواء اكانت جهة دينية او اجتماعية ؛ فالأنسنة ترى الإنسان بصفاته لا بانتمائهِ وقد ظهر هذا الأمر لدينا في مسرحية (الحر الرياحي، حين سقط المشبك، تخيل الكلمة المفقودة).
إن الأخلاق والنبل والتعقل والارتقاء بالمستوى الذهني والمعرفي والعقلي كلها شكل من أشكال الأنسنة يراد من خلالها إصلاح المجتمع وكان هذا واضحاً في مسرحية (الحر الرياحي)  ومسرحية (صرخة أنتيجونا) ومسرحية (تخيل الكلمة المفقودة).
وبعدها الاستنتاجات التي خرجت بها الباحثة من البحث فهي تتمثل بالآتي:
تنطلق النزعة الإنسانية من الإيمان بالحياة ووجوب الاستمتاع بها.
تبين الأنسنة قدسية الذات البشرية وتؤكد على احترام كرامة الإنسان.
ترى الانسنة أن الأصل هو مصير الإنسان وحدوده وميوله وطبيعته البشرية.
 


ياسمين عباس