عبد المنعم رياض: «سرحان الهلالي» تركيبة نفسية معقدة

 عبد المنعم رياض: «سرحان الهلالي» تركيبة نفسية معقدة

العدد 699 صدر بتاريخ 18يناير2021

«أفراح القبة»  واحدة من أشهر روايات الأديب العالمي نجيب محفوظ، كتبها في الثمانينيات، سرد خلالها الأحداث من وجهة نظر إنسانية بحته، بكل ما تحمله من تناقضات، خير وشر، حب وكراهية، وأنانية ومحاولة الالتفاف حول الحقيقة وهل بالضرورة أن ما نراه هو الحقيقة، فتعددت وجهات النظر. وتدور أحداثها داخل هذا النموذج المصغر من الحياة وهو المسرح. عن الرواية قدمت مؤخرا مسرحية تحمل الاسم  نفسه، تشكلت عبر مجموعة من الخيوط التي ربطت الشخصيات  ببعضها البعض، يتحكم فيها ويحركها مدير الفرقة وصاحبها «سرحان الهلالي» الذي جسد دوره الفنان عبد المنعم رياض، الذي رسم ملامح الشخصية النفسية وتحولاتها بدقة كبيرة كانت سببا في حصوله على جائزة المهرجان القومي للمسرح لأفضل دور أول رجال. عن المسرحية  كان لمسرحنا معه هذا الحوار..

كيف ترى أهمية الجائزة بالنسبة للفنان خاصة ممثل المسرح؟
تجعله يشعر أن هناك نوعا من التقدير والتكليل لجهده خاصة مع تجربة مثل»أفراح القبة»؛ لأنها أخذت أكثر من عام ونصف من عمر الفريق بروفات وفي 2020 عرضنا شهرين ثم توقفنا بسبب أزمة وباء كورونا وعدنا مرة أخرى، لذا أتت الجائزة وكأنها مكافأة من الله وإشارة أني أسلك الطريق الصحيح.
- حدثنا عن شخصية «سرحان الهلالي»؟
تتناول المسرحية الحياة الشخصية لأفراد الفرقة وتكشف تفاصيل حياتهم وعلاقاتهم الخاصة، والتي يكتبها مؤلف الفرقة «كرم» ويثور أعضاء الفرقة ضده رافضين الأمر، ومع إصرار سرحان الهلالي مدير الفرقة على تقديمها يضطروا للموافقة، وأجسد دور»سرحان الهلالي»، وهو متسلط، مريض نفسيا، وكل ما يقوم به طيلة الوقت هو فرض وجهة نظره واللعب بالجميع؛ سيناريو الحياة مثل سيناريو التمثيل يسير وفق إرادته، وفكرة أن العرض قائم على نسبية الحقيقة وأنه لاحقيقة مطلقة وكل له وجهة نظر يرى بها الأشياء ويؤمن بصحتها، حتى نكتشف أن كل ما يدور من صناعة»سرحان».

- كيف كان استعدادك للشخصية وكيف رسمت الملامح النفسية بهذه الدقة؟
 التجهيز للشخصية كان صعب للغاية؛ لأنها مركبة وليست مباشرة أو سطحية في أداء الشر المتعارف عليه، بل كان للشخصية طريقة ناعمة ومختلفة تعتمد على حياته وتاريخه وكيف وصل لهذه التركيبة النفسية المعقدة ليصبح ما هو عليه اليوم، فالأدوات الداخلية هنا سبقت الخارجية لأنها هي التي حركت الخارجية، وإلا كان سيخرج الشرير المتعارف عليه؛ لكن هو رجل خفيف يقابله الناس يوميا، خلق حاجزا نفسيا بينه وبين الآخرين  يوهمهم أن»سرحان» شخص عظيم يخاف الجميع الاقتراب منه وهو سعيد ويشعر بالمتعة حين يرى المحيطين به يخافونه، تركيبة نفسية وفلسفية لا يمكن الاعتماد فيها على الأدوات الخارجية حتى يصدقها الجمهور ويتفاعل معها، فحين يقول انه كان يلعب بالجميع يصدقونه لوجود لحظات ليست طبيعية، وكان بداخله أشياء كثيرة تظهر في مواقف ومناطق معينة في الدراما، بالإضافة لتركيبة المرحلة العمرية؛ قدمت ثلاثة أو أربع مراحل مختلفة في فترة الشباب في الخمسينيات ثم الستينيات ثم السبعينيات مرورا بحدث العرض في الثمانينيات، فإننا تتحدث عن ثلاثين عاما من عمر الشخصية، وأمام تغيرات للملامح والجسد والصوت والأداء والتركيبة العقلية والذهنية، وتطور الأمر؛ فطبيعة المسرح في الفترات الأولى وجود أشياء تجربها وتبدأ اكتشاف ما الذي يعطل إحساسك في مشهد ما؛ فتقوم بضبطه بمرور الوقت.
- ألم تتخوف من فكرة ارتباط الجمهور بأبطال المسلسل والمقارنة بهم؟
كونها رواية للأديب والروائي الكبير نجيب محفوظ فهو أمر يسبب القلق، بالإضافة لمشاهدة العمل بأبطال ونجوم أحبهم الجمهور، مع المخرج محمد يس؛وبالتالي بقدر هذا القلق كان هناك تحد لعمل تركيبة مغايرة تماما عما قدموه ويؤثر في الجمهور، وكان من الصعوبات التي واجهناها أننا نتعامل مع عمل فني نجح بشكل كبير، وهناك جمهور فوجئ بأن هناك رواية لمحفوظ اسمها» أفراح القبة»- فما يعرفه الناس رواياته المشهورة»أولاد حارتنا»، أو «بين القصرين»- وبالتأكيد تخوفنا من فكرة المقارنة؛ ولكن؛ التناول مختلف وكل ممثل يقدم دوره كان عليه أن يضيف ما فهمه وبصمته الشخصية من خلال خبراته الحياتية والفنية والمخزون الثقافي والمعرفي لديه؛ فمن أي زاوية يراها وكيف يحب أن يشاهدها الجمهور، وربما بعد أعوام يقدمها آخرون – حتى وإن لم يقبلها الجمهور- ولكنهم يثبتوا أن لديهم وجهة نظر مختلفة واستطاعوا تغيير ما قدمناه.
- هل استغرق فهم النص وقتا طويلا من فريق العمل خاصة أن الرواية لم تكن مفهومة للبعض؟
هناك»فلاش باك» وتداخل أزمنة؛ فربما ترى زمنين في وقت واحد، فاحتاج الأمر «لمذاكرة» وهدوء، ليس قراءة عادية من «بروفة ترابيزة» ثم انفعالات الشخصيات وتركيبتها النفسية وعمل الحركة، فيمكن أن تمر بحدث واحد وانت متقدم عمريا وفي جملة أخرى تجد نفسك في الستينيات في الوقت الذي تتحدث وانت في الثمانينيات، حدث ارتباك في البداية وتساءلنا هل سيفهم الجمهور ما يدور وفكرة تناول وتغيير الشخصيات ووجهة نظرهم؛لكن؛ سيفهمه لأننا عملنا على ذلك فكيف يحكي»كرم» في حدث ما عن والدته وفجأة توحد مع الحدث وأصبح داخله ثم يتحول لصغير ثم لرجل كبير، و»سرحان» حين يعاتب «طارق» وفجأة ينقلب الزمن لزمن ثاني وثالث، وفي كل زمن وحدث عليك أن تقفل التركيبة النفسية والعصبية للشخصية، وكيف يتحرك ويتحدث ويشعر ويفكر، بالفعل أخذنا وقتا جميعا لاستيعاب كل ذلك وتنفيذه، بقدر شكله الجمالي عليك أن تجعله صادقا – المسألة تكمن في التنفيذ- والممثلين هم ممن يطلق عليهم في الوسط «فراودة» وإلا ما كانوا مكثوا لعامين بجانب التجربة لشعورهم أنها ستثري الحالة الفنية لديهم.
- لكل شخصية داخل العمل رسالة فما الرسالة التي أراد»سرحان» توجيهها؟
يريد أن يقول أنه يتدخل في كل وجهات النظر، وليس هناك حقيقة مطلقة والحقيقة المطلقة الوحيدة وجود الله، والإنسان يحمل ميزاني الخير والشر، وأن منطقه هو الذي وضع أبطال العرض في هذه المنطقة، لاحقيقة كاملة والشرف كلمة مطاطية تستخدم بشكل مطاطي؛ فقد تحكم على شخصية ترتدي ملابس بشكل معين بالعفة والشرف وأخرى متحررة ، في حين أنك إذا تعمقت داخل النفس البشرية ربما تكتشف العكس، لا تصدر أحكاما ولا علاقة لك بما يدور داخل الناس، ويقول سرحان في النهاية:»مين فينا شريف بجد؟!..ماحدش يعرف فين الحقيقة ..خليكم واضحين وماتدخلوش في نوايا الناس».
- الرواية كان الأنسب لها المسرح وليس التليفزيون فما رأيك؟
بالتأكيد هو الأنسب؛ فمحمد يس يمكننا القول أنه ممن من الله علينا بوجوده هو وكاملة أبو ذكري، وقدم مسلسل ناجحا، لكنني حين قرأت الرواية لأول مرة منذ وقت طويل كان لي وجهة نظر أن نجيب محفوظ كان يشعر أنها مسرح وكتب أحداثها في مسرح وأنها فرقة مسرحية تحكي قصة حياتها في ثلاثون عاما نتيجة لجريمة قتل تحدث، الرمزية لدى نجيب كانت تذهب للمسرح، هذا العالم الصغير الذي يشبه الحياة والعالم الكبير؛ وهذا ما جعلنا نراهن على العرض.
- في العموم كيف ترى فكرة تحويل الروايات لمسرحيات، وما الرواية التي قرأتها وقلت نعم تصلح للمسرح؟
أؤيد فكرة تحويل الرواية لنص مكتوب سواء لعمل مسرحي أو سينمائي أو تليفزيوني؛ فبدلا من عمل «ريفرانس» فيلم أو مسلسل «وهندمته» ليناسب العادات والتقاليد؛ فلدينا موروث جاهز لنجرب الاستعانة به، وحين ينتهي نفكر بالاستعانة بما هو خارجي،وهذا الأمر يشكل فارقا بيننا وبينهم؛ فهم يستعينون بخيالهم لأن ليس لديهم هذا الموروث الذي نملكه، وللأسف لدينا مشكلة أن المؤلف المصري لم يعد موجودا على الساحة بقوة؛ حيث كان لدينا ألوان مختلفة من التأليف؛ فتجد أسامة أنور عكاشة بجانب صفاء عامر ومحمد جلال عبد القوي وجميعهم كانوا في عصر واحد»عتاولة»في التأليف، وكانوا يلجأون لأعمال أجنبية وعربية ويحولون الروايات لأعمال فنية بديعة، بينما اليوم لدينا كاتب أو أثنين، وأدعو المؤلفين بدلا من اللجوء لنص هلك عرضا ابحث عن رواية جديدة ربما تجد فيها هدفك؛ فتفاجأ أن هناك جيل قرأها وحين يجدها يأتي خصيصا لمشاهدتها أوستفاجأ بقارئ جديد للرواية لم يكن يعرفها قبل العرض، أما عن الروايات التي يمكن أن تقدم على خشبة المسرح فهناك روايات الرعب للكاتب حسن الجندي، وكذلك كتابات أحمد مراد، وهناك الكثيرين.
- ما الدور الذي تتمنى تقديمه على خشبة المسرح؟
هناك الكثير من الأدوار منها دور قدمته ولم يأخذ حقه وهو»المفتي» في طقوس الإشارات والتحولات؛ وكنت أتمنى تقديمه لعدد ليالي أكبر؛ لأنه حين تخلق شخصية تعيش داخلك و متعة الممثل أن يخلق شخص غيره وبعد أن يخرج كل الأحاسيس والتركيبات التي يفترض أن يقدمها هذا الشخص يبدأ الممثل بالبحث عن شخصية غيرها، وتلك متعتنا الأساسية، وهناك عمل اسمه»مكان مع الخنازير» في دور اسمه بابل له تركيبة نفسية صعبة أحب تقديمها.
- وما سبب ابتعادك عن المسرح؟
عملت مع مسرح الهواة والجامعات والثقافة الجماهيرية وأكاديمية الفنون وعروض خاصة، لكن القطاع العام لم أستطع اللحاق به .ما هو موثق لي الموسم الأول والثاني من تياترو مصر، وفي البيت الفني قدمت «أسطورة واحد» إخراج د.أشرف النعماني بمسرح الطليعة، والأخر «قصة حب» لدكتور هاني مطاوع عام 2007 على مسرح الغد، وأخيرا «أفراح القبة»، ثلاثة عروض في القطاع العام خلال خمسة عشر عاما خطفني خلالها التليفزيون لبعض الوقت، فأصبحت أشارك سنويا في ثلاثة أو أربع مسلسلات ووجدت المسرح يبتعد فجأة لأنه يحتاج لوقت وإخلاص وجهد ليخرج بالشكل اللائق، وبطبيعة الأمر لا أقوم بقياس المسألة بالكم بقدر الرغبة في تقديم  دور جديد ومختلف للمتفرج، فلماذا يشاهد العمل إن لم يجد ما يضيف له ويقدم جديدا، ومع تجربة «أفراح القبة» لن أترك المسرح مرة أخرى، كنت أشارك من خلال مهرجان المسرح العربي أو الدراسات العليا لبعض المخرجين من الأصدقاء؛ لأن الأمر لن يستغرق أكثر من أسبوعين، فليس لدي رفاهية لأكثر من ذلك كما حدث في أفراح القبة، لكنني لن أترك المسرح مرة أخرى فهو «الفيتنس» الحقيقي للمثل.
- قلت أنك بدأت مع مسرح الهواة فحدثنا عن مشوارك منذ البداية؟
رحلة طويلة بدأت بمسرح المدرسة الثانوية،ثم تحمست للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية لكن رفض والدي؛ فالتحقت بكلية الحقوق، واستعانوا بي للانضمام لمنتخب الجامعة بجامعة بني سويف وكان مخرج المنتخب أحمد البنهاوي، وكان واحدا من ثلاث شخصيات أثرت في حياتي؛ فحصلت معه على أفضل ممثل جامعات في مسابقة شباب الجامعات 2008/2009، وشاركت في مسرحية»بكرة» لمحمود الطوخي رحمه الله، و»انت حر» لينين الرملي، وحصلت على أول جامعات مرتين متتاليتين، ثم انضممت لفرقة قصر ثقافة الفيوم –بلدي- من خلال المخرج الراحل صلاح حامد وقدمت معه عددا من التجارب النوعية منها:»هاملت» ، «ملحمة السراب» لسعد الله ونوس، وشاركت في «رابعة العدوية» وحصلت على أفضل ممثل قوميات عام 2010، مرورا باستديو الممثل للفنان محمد صبحي وقبولي ضمن مائة ممثل اختيروا من بين خمسة آلاف متقدم، ثم التحقت بالدراسات الحرة بالمعهد العالي للفنون المسرحية أثناء دراستي بكلية الحقوق وأنهيتها، وتخرجت من الكلية بعد تسع سنوات من الدراسة إرضاء لوالدي، وشاركت أيضا في مسرحية»أغنية على الممر» بساقية الصاوي وحصلت على أفضل ممثل،وأول خطوة احترافية كانت مسلسل»عفريت القرش»، ثم «كلمة حق» ، ثم «بنت من الزمن ده» ، والأجزاء من السادس حتى الثامن من سيت كوم»راجل وست ستات»، و»ماليش غيرك»، «أفراح إبليس»، «المنتقم»، «فرعون»، «الهروب»، رحلة طويلة كان أخرها الدحيح بدور أينشتاين، ومسلسل إلا أنا «ربع قيراط».
- هل تصنف نفسك ممثلا كوميديا؟
أحب أن أوضح أولا أنا لست كوميديان لكنني ممثل كوميدي، ولا أحبذ فكرة التصنيف فالكوميديا لون مما أجيد تقديمه؛ لأن الممثل يجب أن يجيد كل الألوان»التراجيدي، اللايت كوميدي، التركيبات النفسية المعقدة»، والجمهور هو من يستحسن رؤيته في أي منها، وفكرة التصنيف كانت من أسباب رهاني على مسرحية» أفراح القبة»، وأنا متصالح كثيرا مع نفسي وأعي أن هناك كوميديان يستطيع إضحاك الجمهور أفضل مني كثيرا، وأعلم أني أحب كوميديا الموقف واللايت كوميدي بينما الكوميديا المعتمدة على اللفظ والإفيه والفارس هناك عظماء يستطيعون تقديمها من جيلي وأجيال أخرى.
- وما رأيك في الكتابات الكوميدية في مصر حاليا؟
لدينا «كارثة» في الكتابة الكوميدية بشكل عام سواء في المسرح أو التليفزيون، تحولت فكرة الكتابة الكوميدية في مصر للارتجال - والارتجال جزء من العملية الفنية الكوميدية أيا كانت ، لكن أن تصبح هي الأساس! فالممثل حين يؤلف ويقوم بالحوار والدراما والكوميديا في نفس الوقت»دماغه بتجيب آخرها» فكل قد حباه الله بما يميزه وإلا لقام الممثل بكل الأدوار وتم الاستغناء عن المخرج والمؤلف، أيضا.. ليس عيبا أن تتعرف على ذائقة الجمهور ولكن لا تستعين بالسوشيال ميديا وما يكتب من «طرائف» لإضحاك الجمهور، فعليهم فهم أن الكوميديا تخاطب عقل المتفرج، حين يفهم جيدا المعنى سيجعله يضحك، لكن ما نراه هو»زغزغة» للمتفرج إلا ما رحم ربي ممن يتمسك بالكوميديا التي اعتدنا عليها ويرفض تغيير كتاباته حتى وإن قيل أنه مدرسة قديمة،الكوميديا التي اهتموا فيها بالبنية الدرامية والموقف دون بذل مجهود وافتعال. نحتاج لمثل هذه الكتابات.
ما تقييمك لهذه الدورة من المهرجان القومي ؟
دورة رائعة من حيث التخطيط والتنفيذ، بالإضافة لاختيارها مناسبة 150 عاما من المسرح المصري للاحتفال بها ضمن فعاليات هذه الدورة، وقد خلقت حالة بديعة لدى المسرحيين، كون المسرح في مصر كبيرا وقديما، بخلاف أنه يقام في ظل ظروف كورونا، 29 عرضا في مسارح مختلفة دون أي مشاكل؛إذن فنحن أمام إدارة مهرجان واعية، و قد فهمت الآن لماذا أغلق الفنان يوسف إسماعيل على نفسه المكتب في المسرح القومي ليخرج بهذه النتيجة الراقية، مهرجانا يليق بمصر وتاريخها، أيضا تحيز اللجنة كان للعمل الفني وليس للمجاملة والمحاباة؛ وقد منحت ياسمين وافي أفضل ممثلة صاعدة على أربع دقائق ونصف قدمتهم على خشبة المسرح، فقد تحيزت للقيمة وقدرت جهد الممثلة  التي قدمت تركيبة صعبة.
 - هل ترى أن المهرجان يحقق مردوده الثقافي ؟
بالتأكيد؛ فمصر تنتقل من مرحلة لمرحلة أكثر تطورا، قد لا نرى هذه النقلة العظيمة لأننا أتينا من طور التعب والإجهاد والثورات وبدأنا في الاستقرار في ظل ظروف اقتصادية صعبة؛ وبالضرورة كل ذلك أثر على الفن؛ وكون الفن يأخذ خطوة متقدمة في ظل هذه الظروف – ربما ليست قفزات سريعة- فمصرنا تتطور، والسوشيال ميديا جعلت الناس تعرف أن هناك مهرجانا للمسرح، أكبر حدث مسرحي في مصر،أتمنى أن نستمر في ريادتنا ونتطور لأننا نقف عند نقطة ثابتة على الرغم من وجود جيل كبير من الشباب الواعي الذي يريد تحقيق طفرة في المسرح.


روفيدة خليفة