ليلة في حب الأستاذ في حفل توقيع ومناقشة كتاب «حسن عطية أيقونة النقد المسرحى» بالأعلى للثقافة

ليلة في حب الأستاذ في حفل توقيع ومناقشة كتاب «حسن عطية أيقونة النقد المسرحى» بالأعلى للثقافة

العدد 685 صدر بتاريخ 12أكتوبر2020

أقيمت الثلاثاء الماضى تحت رعاية د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة وبأمانة الدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الاعلى للثقافة بالتعاون بين لجنة المسرح والهيئة العامة للكتاب برئاسة د. هيثم الحاج علي ، إحتفالية توقيع كتاب “حسن عطية .. أيقونة النقد المسرحى” ، تحرير وإعداد الباحثين العراقيين د. عامر المرزوك و د. بشار عليوى ، وأدارها د. محمود نسيم ، بحضور كوكبة من الأكاديمين والمسرحيين ومنهم رئيس أكاديمية الفنون د. أشرف ذكى ، والمخرج فهمى الخولى ، د. مصطفى سليم ، د. حاتم حافظ ، دعلاء عبد العزيز ، الناقد أحمد خميس الحكيم ، الناقد ورئيس تحرير جريدة مسرحنا محمد الروبى ، ، د. ياسر علام ، المخرجة رشا عبد المنعم والمخرجة عبير على وآخرون .
انطلقت الأحتفالية بترحيب د. محمود نسيم بالحضور ودعوتهم بالوقوف دقيقة حداد على روح أ.د. حسن عطية وقال أننا اليوم أمام كتاب فكرى متعدد المناهج فهو يحتوى سيرة ذاتية للدكتور حسن عطية وشهادات ودراسات وصورا فهذا الكتاب يعد مقدمة لبحث ودراسات التراث النقدى فى المسرح العربى ومن محتويات الكتاب أيضا فصل هام يراجع فيه مايراه د. حسن عطية أساسيا فى النقد المسرحى ، ويحتوى الكتاب على دراسات متعددة مثل دراسة عن نهاد صليحة ودراسة عن على الراعى وهناك أيضا جانب توثيقى بالكتاب 
ثم بدأت الإحتفالية بكلمة د. أشرف ذكى رئيس أكاديمية الفنون رفيق رحلة الراحل د. حسن عطية الذى تقدم بالشكر للمجلس الأعلى للثقافة ولجنة المسرح برئاسة د. حاتم حافظ وهيئة الكتاب وكلا من د.عامر المرزوك ود.بشار عليوى اللذان ضربا مثلا للوفاء من خلال مبادرتهم قبل الجميع فى عمل كتاب “ حسن عطية .. أيقونة النقد المسرحى “ 
وذكر قائلا  “هذا ليس غريبا عن الشعب العراقى فجميعنا تعلم من المكتبة العراقية فالشكر موصول من الجميع على هذه اللفتة العظيمة والحقيقة أنى تعلمت من د. حسن عطية كيف يكون الأستاذ صديق فهو أستاذى وتعملت منه الكثير ودائما كان يتعامل معنا ونحن طلاب بالمعهد العالى للفنون المسرحية بصفتنا فنانين وليس طلاب ، ودائما د. حسن عطية وهو معيدا ومدرس مساعد ودكتور كان يمثل لنا قامة كبيرة وموسوعة ثقافية ننهل منها وكان لديه بيت خلف نادى التوفيقية كان بيت لكل المسرحيين .
وأوضح  كانت يده ممدودة لمساعدة الجميع وقد شرفت بتدريسه لى بالمعهد العالى للفنون المسرحية فقد تعلمت منه الكثير وظل المعلم ونحن الطلاب ثم سافر إلى بعثة فى أسبانيا، وعاد ولم تكن العودة مفروشة بالورود فقد اصطدم بالواقع المؤلم وكنت أنا أحد الأصدقاء الذى ألتقيت به فى هذا الظرف الخاص وكعادته يواجه هذة الظروف بتفائل وطاقة إيجابية كبيرة وإستطاع د. حسن عطية ورفيقة دربه الدكتورة عايدة علام إجتياز محنة فى غاية الصعوبة آنذاك وبدأ حياته من جديد بدأ من الصفر ورغم كل هذه الصعاب لم يؤثر ذلك على عطاء دكتور حسن بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وكنا فى ذلك التوقيت فنانين صغار وكان دائما التشجيع والإشادة بنا وهذا ما كان نفتقده لدى عدد كبير من الإساتذة 
مشيرا إلى  أن  د. حسن عطية كان حريص على حضور كل العروض فى جميع الأماكن حتى يشاهد المسرح ويتابع الحركة المسرحية وكان يتوائم مع كل الإجيال لذلك كنا نواجه صعوبة بالمعهد  فى الشباب المتقدم لتجسيل رسائل الدكتوراه والماجستير فهو يطلبون إشراف د. حسن عطية وكان ذلك لقرب د. حسن عطية منهم وكان بيته مفتوح وأتذكر فترة رئاسة للمهرجان القومى ،  ودعا بعض المثقفين ودعانى أيضا وكان دائم الحرص على تواجدنا وعلى أن يكون رسولا للأكاديمية  والمثقفين فى الدول لذلك ليس غريب علينا أن نجد إثنين من الشباب المتميزين من العراق الشقيقة ومباردتهم بهذا الكتاب فدكتور حسن له أبناء وتلاميذ فى الكويت والعراق والسعودية وفى معظم الدول العربية وهذا ما يبقى دائما وقد تقلد د. حسن عطية العديد من المناصب لكنه كان دائما متواضعا ولم يتغير فكان دائما يستغل المناصب التى تلقدها لصالح المثقفين والفنانين فكان عميدا للمعهد العالى للفنون المسرحية والمعهد العالى للفنون الشعبية ورئيس للعديد من المهرجانات وكان مكتبة مفتوح للجميع وقد تعلمنا منه كيف يكون الإستاذ رمزا للعطاء والحب 
تلى كلمة د. أشرف ذكى عرض فيلم تسجيلى عن د. حسن عطية والذى تضمن عدة شهادات من زملائه وأصدقائه 
عقب د. محمد نسيم على الفيلم موضحا أن د. حسن عطية من الشخصيات القليلة التى ترك غيابها آثر باقى فقد إستشعر الجميع الآسى بفقدان د. حسن عطية ود. نهاد صليحة فكان إحساسنا مختلف بفقدهم وبتتبع اللحظات والمراحل التى تعاملنا معهم بها ومع الموت إزدادوا حضورا فالموت كاشف عن حضور حسن عطية وليس غيابه 
وتابع قائلا “ كتاب د. حسن عطية .. أيقونة النقد المسرحى “ يعد مبادرة مبصرة وكريمة من الناقدين العراقيين د.عامر المرزوك ود. بشار عليوى وهم من تلامذة دكتور حسن عطية وقد بادرا بإعداد هذا الكتاب من خلال الطواف على مجموعة كبيرة من النقاد والمفكرين والمسرحيين على إمتداد العالم العربى شهادات وتوثيق وقد صدر الكتاب عن سلسلة الإبداع المسرحى الهيئة العامة للكتاب ثم قام د. محمود نسيم بالتعريف بكلا من الناقدين د.عامر المرزوك ود. بشار عليوى 
وفى كلمته أشار د.عامر المرزوك أنه من الصعب الحديث عن الأب فأن يكون المعلم أب تعد مراحل قليلة وعندما يكون المعلم أب وصديق فهنا تكون المسئولية أكبر وعندما يؤمن بك الأب والمعلم تكون المسئولية كبيرة للغاية ، وذكر قائلا “عندما جئت إلى مصر لدراسة الدكتوراة بالمعهد العالى للفنون المسرحية وعندما تركت أبى وأمى وجدت هنا فى مصر أبى د.حسن عطية وأمى د.عايدة علام ، 
وعندما أنجزت الدكتوراة فى يناير 2014 كان والدى الحقيقى قد توفى وقد مر على وفاته ثلاثة أشهر فجئت إلى مصر منتكس وكان د.حسن عطية رئيس لقسم الدراما والنقد آنذاك وقد وجدت أبى الثانى الذى ساندى ودعمنى وخلال هذة الرحلة التى إمتدت منذ عام 2014 حتى وفاة د. حسن عطية هناك تواصل يومى وأسبوعى وكان دائما يوجهنى وينصحنى 
وتابع قائلا “ لابد أن نفى بحق هذا الشخصية الإستثنائية وعندما ترأست قسم الفنون المسرحية فى جامعة بابل التى بها كلية الفنون الجميلة والتى أنشأت منذ عام 1982 كان جزء من الوفاء رد الجميل العلمى والإنسانى فذهبت وإقترحت موضوع رسالة دكتوراة لأول مرة بالوطن العربى المنهج السسيولوجى للناقد د. حسن عطية وسوف تناقش خلال ستة أشهر بإشرافى، وعندما طرح هذا الموضوع بالعراق نال قبول وإستحسان كبيرا لأنهم يعرفون من هو حسن عطية فعندما يذهب بكل ما يحمل من علم وإنسانية وأخلاق وثقافة فهو يكتب عن جميع العروض ولا يترفع وقد رفقته كثيرا هنا فى مصر وفى العديد من المهرجانات فى البلدان العربية 
وأضاف “عندما تجلس بجانبة فى إى عرض مسرحى وتتحدث يعطيك الكثير وكان دائما ينادينى بكلمة صديقى وهو مكان يخجلنى كثيرا فهو قامة مسرحية ونقدية كبيرة ويسبقنى بأضعاف من الخبرات فهو رجل إستثنائى، وعلينا أن نقول أن حسن عطية سيبقى بما تركه من ميراث ثقافى ومسرحى ونقدى متمثلا فى مؤلفاته 
واختتم مداخلته موجها الشكر لكل الجهات التى بادرت فى إستذاكر د.حسن عطية ووجه الشكر لدكتور محمود نسيم الذى كان له الفضل فى إنجاز الكتاب “حسن عطية .. ايقونة النقد المسرحى” ،ولكل من ساهم فى إنجاز هذا الكتاب، كما وجة الشكر للجنة المسرح برئاسة دكتور حاتم حافظ وذلك لإحتضانهم هذة الفعالية للأب والاستاذ الناصع بالبياض د.حسن عطية 
بينما أكد د. بشار عليوى أن مشاركته مع د. عامر المرزوك فى إعداد كتاب “حسن عطية .. أيقونة النقد المسرحى”، ماهو إلا جزء من الوفاء لقامة  نقدية مسرحية عربية كبيرة لها صولات وجولات فى عموم ثنايا المشهد المسرحى العربى المعاصر، ليس فى نطاق مصر ولكن فى العالم العربى كله لذلك كان هذا الرجل أياديه بيضاء على جميع طلابه وأصدقائه ومحبيه ومن هم مقربين إليه لذلك فى كل معرفة مسرحية نذكر حسن عطيه فهو لم يكن إنسان عاديا بالمعنى المتدوال الحرفى وأنما كان استثنائيا فى كل شىء على المستوى الإنسانى والمعرفى والعلمى والأكاديمى والإبداعى فقد ترك آثر كبيرا تمثل فى عشرات الكتب 
وتابع قائلا “ حسن عطية هو الناقد العربى الوحيد الذى كان يكتب فى المسرح والسينما والتلفزيون وهذه علامة نادرة جدا فى الثقافة العربية أن يكون هناك ثمة ناقد يجيد قراءة العروض والأعمال السينمائية والدرامية حسن عطية املتك تلك الخاصية دون عن باقى النقاد العرب ومن النادر أن نجد ناقد يترأس جمعية نقاد المسرح وجمعية نقاد السينما فى آن واحد 
د.حسن عطية ترك تراثا نقديا زاخرا ستحتفى به الأجيال القادمة فدائما تقدم لنا الثقافة المصرية والمسرح المصرى علامات بارزة وعن كاتب “حسن عطية .. أيقومة النقد المسرحى “ 
وأضاف “هذا الكتاب إحتوى مجموعة من الشهادات والكلمات لعدد وافى من أصدقاء وطلابة ومحبى حسن عطية من عموم العالم العربى وميزة هذة الشهادات والدراسات كتبت خصيصا لهذا الكتاب، وحرصنا أن يتضمن الكتاب بين دفتيه ، التراث النقدى الزاخر للدكتور حسن عطية لكى يكون الكتاب كما خططنا له مرجع مهما للباحثين والطلبة والمهتمين والنقاد والدراسين فى عموما الأكاديميات المسرحية العربية للتعرف على عقلية وفكر نقدى مسرحى تنويرى أمن بالإنسان أولا وأخيرا وخاصة أن دكتور حسن عطية يمتلك منهج نقديا متفردا وهو المنهج السسيولوجى وهذة ميزة آخرى لهذا الرجل العظيم 
وإستطرد قائلا “ تضمن أيضا الكتاب تعريف بنتاجات وإصدارات دكتور حسن عطية ورسالته الإبداعية والإنسانية من خلال عرض لبعض الصور التى تنشر لأول مرة فالكتاب توثيقى فكرى نقدى ومن النوادر أن يضم تأليف كتاب عن ناقد أمتلك دفتى النقد على مستوى السينما والمسرح والتلفزيون رحم الله أستاذنا وفقيدنا الغالى د.حسن عطية .
تلى كلمة الناقد د بشار عليوى مجموعة من الشهادات لزملاء وأصدقاء وتلامذة دحسن عطية من المسرحيين والأكاديمية  
 “تعلمت منه قيمة الأستاذية” 
قال .د. حاتم حافظ فى شهادته عن د. حسن عطية “ علاقتى بدكتور حسن عطية كانت منذ 24 عاما وهذا العمر قد مضى منذ إلتحاقى بالمعهد حتى أصبحت معيدا ثم دكتور بقسم الدراما والنقد وقد أشرف دكتور حسن عطية على رسائلى فى الدكتوارة والماجستير وفى بعض الأحيان كان له بعض التحفظات على الطريقة التى أكتب بها الدراسات، فكان  يرى أن الجانب الإبداعى لدى أكبر من الجانب البحثى واعتبره واحدا من الآباء المؤسسين لى فكريا فى النقد فتأثرت به كثيرا وبإتجاه اليسار منذ المحاضرة الأولى معه والجدل الذى حدث بها عن أدب إحسان عبد القدوس فقد تصدمنا حول أدب إحسان عبد القدوس .
وإلتفت منذ هذة المحاضرة إلى فكرة “المنهج” فالأمر لا يتوقف عند إيمانك بمجموعة من الأفكار ولكن هناك منهج لرؤية العالم ، ولذلك اعتبره من المؤسسين لعقلى النقدى أما الجانب الآخر الذى تعلمته من د.حسن عطية هو الجانب المتعلق بالإستاذية وأذكر موقف هاما عندما كنت طالبا بالفرقة الأولى نشر لى مقال بمجلة المسرح وتصادف نشر المقال بجانب مقال د. حسن عطية إستشعرت بالحرج كثيرا بوجود مقالتى بجانب مقالة أستاذى، ولكنى فوجئت وهو داخل المحاضرة يحمل المجلة ويبدأ المحاضرة وهو فى قمة السعادة بنشر مقالى بجانب مقالة ويعرض المقالة على زملائى  هذة القيمة تعلمتها من د. حسن عطية فالإستاذية من الصعب أن تكون لدى كل الإساتذة فهناك الكثير درسوا لنا ولكنهم لم يتركوا بصمة الإستاذية مثل دكتور حسن عطية 
“أفكاره هى ممارسته فى الحياة” 
وجهت د. عايدة علام زوجة د. حسن عطية الشكر للمجلس الأعلى للثقافة ولكلا من الناقدين د.بشار عليوى ، د.عامر المرزوك وقالت “الحقيقة سعادتى أن د. حسن عطية ترك فى كل أقليم تواجد به بذرة نبتت فاليوم حفل حب حول شخص لم يختلف عليه أثنين د. حسن عطية هو رفيق الدرب وحتى وإن إختلف فكريا مع البعض كان الحب والإحترام هو الأساس، وأتفق مع د. عامر مرزوك فلم يكن د. حسن عطية يذكر أحدا بسوء على الأطلاق فدائما كان ينظر للجانب الأيجابى ، وقد تعلمت منه حكمة هامة فى حياتى وهو النظر إلى نصف الكوب الممتلىء وليس النصف الفارغ فكانت أفكار د. حسن عطية هى ممارسته فى الحياة وفى 4 سبتمبر الماضى فوجئت بأنه قد مر أربعون عاما على زواجنا لم أشعر بهم فكانت رحلتى معه رحلة صداقة .
وتابعت “ د. أشرف ذكى ذكر فى حديثه مرحلة تعد من أصعب ما مررنا به فعندما نعود من البعثة ونحن نشعر بإنتصار بحصولنا على الدكتوراة وقد حصلت عليها من نفقتنا فكان دكتور حسن مبعوث وإقتطع من مبلغه الشهرى حتى أخطو معه طريقة فرفض أن يصعد وأن يتعامل معى بصفتى الزوجة المرافقة ، وقررنا أن نصعد سويا وأن نتعلم اللغة الأسبانية سويا فقد ذهبت للبعثة ولم أكن قد تعلمت اللغة الأسبانية بعد .
وأضافت “ الأن أقدر قيمة رفضه أنه يصعد بمفردة فلم يكن يتعامل معى أنى مجرد زوجة فنحن أصدقاء قبل أن نكون زوجين ، وقد لمس د. أشرف ذكى فترة فى غاية الصعوبة من حياتنا فقد كان لدينا قبل العودة للوطن أحلام ومشروع كبيرفلم يكن لدينا صالون كما هو متعارف عليه فى جميع المنازل ولكن كان لدينا مكتبة فكنا نستقبل كل ضيوفنا بها فأصبح البيت عبارة عن مكتبة كبيرة وبعد عودتنا فوجئنا بإستيلاء مالك البيت على الشقة وكانت هناك رحلة كبيرة من القضايا فتحطم الحلم فقد كان تخطيطنا عمل صالون أدبى كبير نستقبل به أصدقائنا، وقد كنت آنذاك معينة بالثقافة الجماهيرية ولى العديد من الأعمال إعتبرها متميزة فقد حصلت على عدة جوائز ، وشعرت فى ذلك الحزن والآسى فقد كانت البعثة تحوى العديد من المكتسبات تضاءلت أمام ما حدث لنا بعد عودتنا وقد ساندنا ووقف بجانبنا د. أشرف ذكى وساعدتنا فى إيجاد شقة جديدة وفى غضون تلك الأثناء كان د. حسن عطية شديد التفائل ولم ييأس وكان لديه أمل فى أن يعوض ما حدث ، وكان دائما يذكرنى بالمكسب الذى حصلنا عليه وهو حصولنا على الدكتوراة التى لا يمكن أن تسرق وهو بالفعل إنجاز أن أحصل على الدكتوراة باللغة الأسبانية وقد أنقذنى من اليأس بالنظر إلى الغد المشرق وقد إكتسبت العديد من التجارب من خلاله ولذلت أحى بأفكاره وتشجيعه فكان محبا للحياة متجاوز بإستمرار للحظات الحزن وقد ساهم فى تطوير وتحول شخصيتى بشكل كبير.
رجل مسرح 
وجه المخرج الكبير فهمى الخولى الشكر لكلا من الناقدين د. عامر المرزوك ود. بشار عليوى لمبادرتهما بعمل كتاب عن د. حسن عطية واصفا إياها بالمباردة العظيمة والمخلدة .
متمنيا أن يتدارك تلامذة وأصدقاء وزملاء د. حسن عطية هذا الخطأ ، وإسترجع الخولى أول لقاء بينه وبين د. حسن عطية وكان ذلك عام 1966 عندما كان طلاب بالمعهد العالى للفنون المسرحية قسم الدراما والنقد وكان المخرج فهمى الخولى طالبا بقسم التمثيل والإخراج. 
وصار بينهما إلتقاء كبير وكان دائما يلاحظ حمله لبعض المراجع والكتب التى ليس لها علاقة بما يدرسه ولكن تشمل هذة المراجع مجموعة من العلوم المختلفة فكان د. حسن عطية يؤمن بأهمية أن يلم المثقف بجميع العلوم المختلفة والفنون فقد كان قارىء عظيم بالإضافة إلى حرصه على متابعة جميع العروض المسرحية بشغف كبير فهو يعد رجل مسرح من العيار الثقيل تفرغ لأبو الفنون كما تزامل معه فى لجنة المسرح . 
كان محبا للجميع 
إرتكز د. مصطفى سليم فى حديثه عن د. حسن عطية إلى عدة نقاط هامة تخص علاقته بالدكتور حسن عطية فكانت النقطة الأولى هى تعارفه به عام 1992 منذ أن كان فى أسبانيا وإشادته به ومعه الدكتورة نهاد صليحة وهو لا يعرفه ولكنه علم بوجود شخص من الممكن أن يكون نافعا للأكاديمية وكان لايزال د. مصطفى سليم طالبا ولم يتخرج بعد فكان يشجعه ويسانده ، وانتقل د. مصطفى سليم للحديث عن نقطة هامة فى شخصية د. حسن عطية والمتمثلة بعلاقته بالمرض والموت فقد رفض د. حسن عطيه إخبار إى شخص بحالته الصحية وما يمر به فكان لديه صمود وثابت كبير وإرادة إنتصرت على المرض لأكثر من عام ونصف فكانت قدرته على مواجهة المرض شبه أسطورية وغير مسبوقة وكان محبا للجميع .
ولم يكن لديه شلة خاصة تهمس بأذنه ، ووصفه بناصع البياض هو وصف دقيق من د. عامر المرزوك وكانت النقطة الاخيرة هو تشجيعه له فى أولى أعماله والتى تحمل عنوان” بانوراما فرعونية “ والتى لم يتمكن د. حسن عطية من  مشاهدته لسفره إلى البعثة ولكنه عندما عاد سعى لمشاهدة النسخة المصورة من العرض فى المركز القومى للمسرح وقرأ النص وكتب عنه بشكل جيد.    
تجربته هامة فى النقد التطبيقى 
  عقب أحمد خميس على نقطة آثارها المخرج الكبير فهمى الخولى تخص عدم مبادرة تلامذة وأصدقاء د. حسن عطية بعمل كتاب يختص بأسهاماته موضحا أن يوم وفاة د. حسن عطية كان هناك إتفاق مع د. حاتم حافظ على عمل ملف بالنشرة اليومية للمهرجان التجريبى وتم تطوير الأمر بعمل كتاب عن د. حسن عطية وبالفعل إهتم د. حاتم حافظ بالأمر ،وأهتمت إدارة المهرجان التجريبى بهذا الأمر وكان بالفعل هناك تقدم من قبل د. عامر المرزوك ود. بشار عليوى بعمل كتاب عن دكتور حسن عطية وتم إعادة نشر جميع دراسات دكتور حسن عطية بنشرة المهرجان التجريبى .
وتابع قائلا “ تجربة دكتور حسن عطية تجربة هامة ومتميزة فى النقد التطبيقى وكان ذلك يتمثل  فى إهتمامه الكبير بالنقد التطبيقى من خلال متابعته للعروض والقضايا المسرحية ومنا هنا تأتى أهمية  د. حسن عطية الجمالية والعلمية . 
واسترجع الناقد أحمد خميس موقف هام مع الدكتور حسن عطية وذلك عقب وفاة د. حازم عزمى فقد بادر خميس بمحادثة دكتور حسن عطية وكان فى ذلك التوقيت يرأس المهرجان القومى للمسرح وإقترح عليه إقامة ندوة للتعريف بالدكتور حازم عزمى أو تسمية جائزة النقد بأسم د. حازم عزمى وبالفعل إستجاب للأمر وتم إطلاق اسم د. حازم عزمى على جائزة النقد  .
   حسن عطية الناقد الإستاذ الأب 
أوضح الناقد محمد الروبى رئيس تحرير جريدة مسرحنا أن هناك ألقاب يمكنها أن تسبق اسم د. حسن عطية فقال “ يمكن مثلا أن تصفه بضمير مستريح بالأستاذ ويشهد على ذلك مئات من تخرجوا على يديه سواء بالمعهد العالى للفنون المسرحية بيته الأول والأخير أو فى كليات ومعاهد فنية مختلفة أو عبر تواصله مع كل طالب علم حتى ولو لم يكن من تلامذته المباشرين ، كذلك يمكنك أن تصفه بالناقد وتشهد على ذلك مقالاته وكتبه وندواته ولقاءاته التفلزيونية ، وفى كل منها ستلمس معنى أن يكون الناقد لا ينفصل عنده موضوعه الفنى عن محيطه الإجتماعى والسياسى.  
وكيف لم يقع يوما فى فخ الخلط بين موقفه السياسى وبين موقف العمل الفنى وتابع قائلا كذلك يمكنك أن تصفه وبضمير مستريح بالأب لكل من ارتبط به تلميذا أو زميلا أو صديقا أو حتى عابر سبيل التقاه مرة أو مرتين فى ندوة أو مهرجان أو حلقة بحث وإستطرد قائلا “ المتتبع لمسيرة الجرل النقدية سيكتشف بسهولة أنه كان من بداية لطريق جديد فى النقد المسرحى ، هو فى حقيقته رافد متطور لطريق أكبر مهده الآباء المؤسسون وأضاف هو إليه ما أصطلح على تسميته ب”النقد التطبيقى “ ذلك الذى لا ينفصل عن النص المسرحى فى العرض عن بقية عناصر تضيف إليه أو حتى تسحب من قيمته ، فكان البداية الحقيقة المؤسسة على العلم لقراءة العرض المسرحى بتفاصيله التى علمنا أنها جزء لايتجزأ من رسالة العرض إن زاد عن حده إنقلب إلى ضده وأدخل العرض فى متاهات تفسيرية تضيع معاها الرسالة أو المعنى ، وكان يحكمه فى ذلك إيمان راسخ بأن العرض المسرحى هو بالأساس للناس وبالناس لا يصح أن يصاب بتعال مجان يصيب ناس العرض بإغتراب ينفرهم منه أو بقصور وتهاون هو فى حقيقته نوع آخر من التهاون هذة الملامح “الصفات “ هى ما شكلت خصوصية حسن عطية الناقد الإنسان وهى ما تعلمناه على يديه سواء فى قاعات الدرس المغلقة أو فى مجالات الحياة الرحبة. 
حسن عطية .. إداريا
قالت ماجدة عبد العليم مدير مركز المعلومات بالبيت الفنى للمسرح والمنسق العام للمهرجان القومى 2020 عن دكتور حسن عطية “ لن تفيه الكلمات حقه وإن كانت شعرا فهو الذى نال حظا كبيرا من أسمه حسن الخلق والعطاء وأعلم أن شهادتى فيه مجروحة لما يمثله عندى من قيمة كبيرة على المستوى الإنسانى والعلمى فقد شرفت بالعمل معه كمنسق عام للمهرجان القومى للمسرح وذلك أثناء رئاسته للمهرجان دورتين متتاليتن الدورة العاشرة عام 2017 والدورة الحادية عشر عام 2018 الأستاذ الدكتور حسن عطية الذى أسهم فى إرساء أسس الثقافة المسرحية  والنقد الفنى فى مصر والوطن العربى لوحظ من بداية رئاسته للمهرجان القومى للمسرح ببوادر تغيير ورصد لاهمية النقد الفنى كضلع أساسى فى الحركة المسرحية وتأكيدا لاهمية النقد الفنى جاء اسم الدورة العاشرة حاملة لأسم الناقدة د. نهاد صليحة ، كما إستحدث جائزة غير مسبوقة وهى جائزة أفضل مقال نقدى والحق يقال أن دكتور حسن عطية قد أستنهض بالنقد الفنى بعد رئاسته للمهرجان القومى كما إستعان بالرواد من النقاد المصريين أستعان أيضا بشباب النقاد وذلك فى المحاور الرئيسية لندوات المهرجان. 
دكتور حسن عطية الإنسان 
وصف الناقد هيثم الهوارى د. حسن عطية بانه واحد من أبرز وأهم النقاد ليس على مستوى مصر فقط بل على المستوى الدولى والعالمى فقد لعب دورا كبيرا فى تنمية الحركة النقدية الفنية والأجتماعية بشكل عام والمسرحية بشكل خاص بكتاباته وكتبه وإهتمامه أيضا بالمجتمع والمتلقى فهو الأستاذ الذى تتلمذ علي يده أجيال كثيرة سواء بشكل أكاديمى او فى الحياة العامة وانا واحدا منهم فلم يدرس لى بشكل أكاديمى لكنى كنت تلميذا مخلصا لكل تعاليمه طوال سنوات صداقتنا فقد تعملت منه الكثير أهمها كيف يكون الناقد محايدا يهتم بموضوعه بشكل علمى دون يؤثر عليه فى إى شىء  .
أن تكون ناقدا 
استرجع دكتور عصام أبو العلا بداية تعارفه بالدكتور حسن عطية وكان ذلك فى ثمانينات القرن الماضى وبالتحديد عام فقد كان طالبا بالسنة الأولى قسم الدراما والنقد وكا وقتئد يعمل معيدا بالقسم شاب أسمر اللون ممشوق الجسد لايحب السكون فى مكان واحد يتحدث بطلاقة هنا وهناك فى أرجاء المعهد وتابع قائلا منذ الشهر الأول بدأت صداقتى به فهو معيد نشيط مؤمن بما يقول ويفعل وقد عرفت منه عمله منذ البداية وهو اهتمامه بالنقد الإجتماعى وبالرغم من أننى اعلنت له يوما أننى لا أميل إلى هذا المنهج لم يغضب منى بل قالها بصراحة ليس المطلوب أن نكون نسخا متطابقة بعضنا البعض وأن الاختلاف ثراء للعملية النقدية وقد إستمرت علاقتى به كمعيد ثلاث سنوات متتالية يرشدنى لبعض الكتب ويعطنى الكثير منها قبل أن يسافر ألى بعثته إلى أسبانيا ناقشت معه فكرة رسالة التخرج وأثنى عليها وأمدنى ببعض الافكار التى تعيننى على تنفيذها خلال العام الدراسى القادم ، ثم سافر دكتور حسن عطية إلى البعثة ليعود ويجدنى معيدا بالقسم وقد خضنا معا بعض الندوات وشاركنا معا فى مؤتمر عبد الرحمن الشرقاوى بجامعة المنوفية .
اعتمد على مفاهيم لوكاتش ولوسيان جولد مان 
بينما أشار دكتور محمد سمير الخطيب إلى مشاركته بندوة دكتور حسن عطية بفعاليات المهرجان التجريبى فى دورته ال27 موضحا إعتماد د. حسن عطية على مفاهيم لوكاتش ولوسيان جولد مان ،الذى ستند على مفاهيم البنية الدالة ورؤية العالم، وحاول تطبيقها على الدراما والظواهر المسرحية المختلفة موضحا إعتماده على إستخدام المنهجية السيسيولوجية فى دراسة الظاهرة المسرحية.
إرتكز د. علاء عبد العزيز رئيس المهرجان التجريبى إلى نقطة هامة عن دكتور حسن عطيه فقال “كل تلامذته الحقيقيين كانوا فى كثير من الفترات على خلاف معه وهى سمة هامة فى دكتور حسن عطية .
وأتذكر فيما يخصنى مكثت فترة طويلة للخروج من فكرة الشكلانية سواء فى كتاباتى التى كان يغلب عليها  الجمالية أكثر من البعد الإجتماعى وفى النقد والتحليل فكان يغلب على كتاباتى الجوانب الشكلانية أكثر من الجانب السسيولوجى، وقد بذل معى د. حسن عطية مجهودا كبيرا حتى بدأت بشكل تدرجى بالتأثر والإقتناع وتتغيرت كتابتى وكذلك رؤيتى وقراءتى للأشياء .
وأعتقد أن الشىء المميز والهام هو أن ثنين من النقاد العراقيين كتبوا هذا الكتاب وحرروا واهتموا بصدوره وأصدرته الهيئة المصرية العامة للكتاب وهناك الكثير من الإصدارات المزمع إصدارها وهناك ندوة أقيمت بالمهرجان التجريبى عن دكتور حسن عطية وأبرز النقاط الهامة التى طرحها د. محمود نسيم هو أن دكتور حسن عطية عابر وتلامذته فى جميع انحاء الدول العربية .
أتفقت الكاتبة المسرحية رشا عبد المنعم مع كلا من الناقد محمد الروبى ود. علاء عبد العزيز فى خلافه مع تلامذته  فقالت أعتبر نفسى واحدة من تلاميذه على الرغم من أنه لم يدرس لى داخل قاعة الدرس 
وقد اختلفت معه للحد الذى وصل للصدام ومكثت فترة طويلة اتعامل معه بتحفظ شديد وعندما سألته هل هو غاضب منى فكان رده مفاجىء فهو لم يغضب منى قط  ، وأعتبر أننا فقدنا جزء كبير من ثروتنا النقدية بفقد د. نهاد صليحة ود. حسن عطية فهما يعدان سند نقدى حقيقى متاح على الرغم من إنشغالهم ولكنهما كان يدعمان كل المسرحيين 
 المخرجة عبير على ذكرت قائلة “أدين بالفضل لدكتور حسن عطية ودعمه لى فى الوقت الذى كان يعتبرنى الكثير أنى لا أقدم مسرحا وكان يناقشنى ويتابع أعمالى وقد رأى أحد عروضى فى المهرجان القومى وشجعنى حتى أقدم عروض كثيرة ولا أكتفى بعروض الحكى فقط فكنت أعتبر الحكى جزء من تراث المسرح الهام للغاية .
وفى رأى هذا الرجل لديه نافدة مفتوحة وأفق مفتوح فى تقبل كل ماهو جديد ويتيح له الدعم الكامل والمساحة ، فهو أحد الشخصيات الهامة فى دعم تطور المسرح والحركة المسرحية فهو ليس أصولى للفن فهو أحد مانح الحياة للحركة المسرحية والفنية .


رنا رأفت