9 ورش مسرحية بالتجريبي والمعاصر.. أولها «مسرح المقهورين» لإسلام سعيد

9 ورش مسرحية بالتجريبي والمعاصر..  أولها «مسرح المقهورين» لإسلام سعيد

العدد 526 صدر بتاريخ 25سبتمبر2017

انطلق مهرجان القاهرة للمسرح المعاصر والتجريبي في دورته الـ 24، وللعام الثاني على التوالي يقدم «المعاصر و التجريبي» الورش الفنية المصاحبة لفاعليات المهرجان، فبعد النجاح التي حققته الورش في الدورة السابقة، يقدم المهرجان التجريبي في دورته الجديدة 9 ورش فنية تضم خبراء المسرحيين في العالم والوطن العربي .
فيقدم «مين جين خواى» الصين محاضرة فى الإخراج المسرحي، ورشة دراسة المشهد لـ «جيلز فورمان» بريطانيا، ورشة جماليات التدفق لـ «هيثم عاصم» ألمانيا / مصر، ورشة الإضاءة المسرحية لـ «منى كنيعو» لبنان، ورشة الموسيقى و الرقص المسرحي «نيكولاس كانتيللون» سويسرا، ورشة العيادة المسرحية لـ «جبار خماط» العراق، ورشة المسرح الوثائقي لـ «دينيس بوتكس» أمريكا، ومحاضرة فى الكتابة المسرحية لـ «فيمى أوشوفيسان» نيجيريا، وورشة مسرح الشارع لـ «إسلام سعيد»  مصر، والتي بدأت قبل انطلاق المهرجان ببضعة أيام بمسرح أوبرا ملك .
«مسرح المقهورين هو بروفة من أجل الحقيقة، إنه يعني بالتحديد الإعداد لمحاولة تغيير الواقع بدلاً من مراقبته » أوجستو بوال رائد تجربة مسرح المقهورين في العالم  
هكذا بدأ إسلام سعيد تجربته الأولى في ماراثون الورش الفنية بمهرجان القاهرة للمسرح المعاصر التجريبي، فعلى مدار أربعة أيام في الفترة من 12 وحتى 15 سبتمبر 2017، نجح إسلام سعيد في كسر الحاجز بين المتدربين والجمهور وخرجوا بعرض مسرحي قدموه في الشارع أمام جمهور حقيقي.
وبدأت الورشة بجلسة تعارف بالمتدربين، وقام بتقديم نبذة تاريخية عن مسرح الفضاءات المفتوحة والتي يندرج تحتها مسرح الشارع أو مسرح المهمشين والمقهورين ورائده أوجستو بوال.
“إن مسرح المقهورين هو المسرح الذي يدفع باتجاه التغيير وليس التطهير”.
«لا للفزلكة»
نقطتان هامتان تطرق إليها إسلام سعيد في الورشة، خلال شرحه  لكيفية صناعة مسرح الشارع، وكيفية استخدام الأدوات المتاحة لجذب الجمهور، وقام بعرض تجربته في عروض الفضاءات المفتوحة، في منطقة الإمام الشافعي، والتي اعتمدت على مفهوم مسرح الشارع بمعناه الحقيقي، وكيفية اكتشاف المواهب الموجودة في الشارع، وإعادة توظيفها بداخل العرض المسرحي من خلال تجربته في مسرحية “في ميدان الإمام” مع فرقة الإمام الشافعي لفنون الشارع.
وكانت أهم النقاط التي شدد عليها إسلام في التدريب هي عدم استخدام «الفزلكة» وهي الفلسفة بمعناه السلبي أي أن الممثل يجب أن لا يطيل الكلام بحيث لا يشعر الجمهور بأنه يتكلم في شيء لا يعلمه، وفي تلك الحالة ينصرف عنه الجمهور، وأهمية استخدام الدعاية الشعبية، وكيفية تطويع الإمكانيات المتاحة لجذب الجمهور، لأنه بدون جمهور لا يكتمل المشهد المسرحي، وخاصة في مسرح الشارع لأن العلاقة هنا تكون علاقة تكاملية.
وتخللت الورشة التدريبية تدريب الإرتجال والصوت، وكيفية تطويع المهارات الفردية لكل ممثل كسرعة البديهة، للتأكيد على أن الممثل هو مالك زمام الأمور من حيث التفاعل مع الجمهور المتواجد في الشارع، ولابد أن يكون لديه المهارة الكافية للتعامل مع أية أحداث خارجية “ مثل تفاعل الجمهور مع العرض وردود أفعاله تجاه ما يقدم له، وأن الرهان في مسرح الشارع هو بالأساس يقع على وعي الجمهور، واستقباله وتفاعله مع ما يقدم له .
كما تم عرض بعض التجارب للمتدربين الذين قاموا بعمل عروض لمسرح الشارع، وقدم أحد المتدربين تجربته في مترو الأنفاق والذي قدم خلالها مونولوج مسرحي بداخل إحدى عربات المترو وتحدث خلالها كيف تطور المشهد، ففي البداية جاءت بالصدفة، حينما قرر أن ينزل المترو ويلقى أحد المنولوجات، وبعدها تطور الأمر واستعان بأحد الممثلين وكانوا يقدمون عرضهم في الساعات الأخيرة من اليوم حتى يكون لديهم القدرة على عرض المشهد بعيدًا عن فترات الذروة والإزدحام بداخل المترو .
وكانت أحد أهم مميزات الورشة أنها احتوت على مجموعة من العناصر الشابة التي لم تكن لهم أي علاقة بالمسرح، حيث  خرج المتدربون إلى الشارع في ثاني أيام التدريب، وقاموا بعمل تجربة مسرحية مرتجلة دون أي ترتيب مسبق، مما فاجئ المتدربين واستطاعوا كسر حاجز الخوف من الشارع، وقدموا أغاني راب مرتجلة على أنغام “الطبلة “ والتي بدأت من مقطع أغنية وتطورت لعمل مسرحي لمدة 10 دقائق، وشدت أنظار المارين بالشارع أمام مسرح أوبرا ملك .  
في لقاء مع متدربي الورشة حكوا لمسرحنا عن الورشة وماذا قدمت لهم
سمية صلاح : مسرح الشارع سحر لم أكن أتوقعه
وتقول سمية صلاح الدين أحد المتدربين أن ورشة مسرح الشارع هي مجرد بداية لشيء كبير لم أكن أعرف عنه شيء من قبل، وأن مسرح الشارع هو سحر فتح لي أبواب لم أكن أتوقع أن أعبر من خلالها .
سوسن يوسف : إسلام فاجئنا بالخروج من قاعة التدريب للشارع
وتضيف سوسن يوسف إحدى المتدربات أن ورشة الشارع كسر حاجز كبير بيني وما بين الناس في الشارع، لم أكن أتوقع أن يخرج بنا إسلام إلى الشارع وكنت متوقعه أن يكون التدريب بداخل القاعة، وخروجنا للشارع جعل لدينا قدره كبيرة على كيفية التعامل مع الجمهور،وكان أهم شيء في التدريب أننا قمنا بعمل نتاج لما قمنا به خلال فترة التدريب .
إسلام سعيد ممتن للتمعاصر التجريبي لإتاحة الفرصة للعمل وسط هذه المجموعة
ويقول إسلام سعيد أنه ممتن لمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي والمعاصر لإتاحة له الفرصة للعمل وسط تلك المجموعة، كما أن المهرجان وفق بشكل كبير في إتاحة الفرصة لغير المسرحيين لحضور الورش وخاصة ورشة مسرح الشارع وأن مستواهم تحسن بشكل ملحوظ خاصة عندما كسروا حاجز الخوف ونزلوا بعرض مسرحي مرتجل إلى الشارع وعرضوا أمام جمهور حقيقي تجربتهم دون خوف.  

 


سمية أحمد