العدد 659 صدر بتاريخ 13أبريل2020
اختتمت فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الإبداع المسرحي بجامعة أسيوط 12 مارس الماضي التي انطلقت في 8 مارس بخشبة مسرح قاعة النيل بالجامعة لخمسة أيام متتالية ليشكل المهرجان آخر فعالية شهدت لقاءًا فنيًا في هذا العالم الساحر المسرح ،وقد شهد منافسة 16 عرضًا مسرحيًا من مختلف كليات الجامعة قُدموا كثمرة حب وجهد كبير من المسرحيين بأسيوط تمثلوا فيما يلي :
عروض المهرجان
قدم فريق مسرح كلية الزراعة عرض “ تحت الترابيزة “ تأليف سامح عثمان ، وإخراج وفاء كامل وقدم فريق الطب البشري عرض “ تياترو 48 “ فكرة: محمد عماد ، قصة : عمر عبد العزيز تأليف: محمود محمد سيد ، وإخراج فادي جمال ،وقدم فريق الهندسة عرض “ الشحاتين” دراماتورج وإخراج محمد جمال ،و قدم مسرح التمريض “ التهامية “ تأليف: محمد مصطفى ، وإخراج أحمد ممدوح وقدم مسرح العلوم عرض “ الغولة “ تأليف : بهيج إسماعيل ،دراماتورج : شاذلي فرح ، وإخراج محسن سعيد ، وقدم فريق مسرح التربية النوعية عرض “ بداية النهاية “ تأليف وودي آلن وإخراج محمد يسري ، وقدم مسرح الآداب عرض” بروميثيوس “ عن “من يحكم الإله “ تأليف أحمد سمير وإخراج أحمد عبد العظيم ،وقدم فريق الطب البيطري عرض “ تيجي بكام “ تأليف وإخراج محمد أمين وقدم مسرح كلية الحاسبات والمعلومات عرض “ س . ح . م “ عن “ الفلنكات “ تأليف أحمد يوسف وإعداد : أندرو إسحق وإخراج مارك صفوت ، وقدم فريق مسرح التربية عرض حلم طالع لتحت “ لعبة الحياة “ تأليف جماعي للفريق ، دراماتورج وإخراج حسام رفاعي ، وقدم فريق مسرح الخدمة الاجتماعية عرض “ ساحر الحياة “ تأليف محمود جمال ، وإخراج بيشوي نشأت وقدم مسرح الصيدلة عرض” فوتوشوب “ تأليف محمد خليفة ، إعداد أحمد عبد العظيم ، وإخراج جماعي لفريق العرض ، وقدم مسرح كلية الطفولة المبكرة عرض “ قلعة النساء “عن “نساء شكسبير” تأليف سامح عثمان ، إعداد وإخراج محمد لطفي ،وقدم مسرح التربية الرياضية عرض “ كل الطرق تؤدي لــ 60 داهية “عن كتاب مصطفى شهيب إعداد وإخراج أحمد عبد الباسط ، وقدم فريق مسرح التجارة عرض “ دواير × عقل زومبي “ تأليف أحمد سمير ، وإخراج أحمد ثابت الشريف ، وقدم مسرح الحقوق عرض “ موت معلن “ عن “وقائع موت معلن “ تأليف غابريل غارسيا ماركيز دراماتورج : خالد رسلان وإخراج ضياء المطيري .
صراعٌ دائمٌ
قالت المخرجة وفاء كامل : يطرح عرض”تحت الترابيزة “ قضية الصراع بين الطبقات الاجتماعية ، وسعيهم نحو الوصول لمعيشة أفضل بطرق كثيرة عبر خطط يحكمها في بعض الوقت الأطماع والأحقاد ويقدم المجتمع منقسمًا إلى فئتين تتمثل الأولى في وجودها بالأعلى “ فوق الترابيزة “ وهم من يحكمون ويتحكمون في الفئة الأخرى وهي الأدنى والأضعف والحاشية من المهمشين والفقراء من يعيشون “تحت الترابيزة “ ويحلمون دائمًا بالصعود لأعلى بكافه المحاولات التي تنتهي دومًا بالفشل وبتصاعد الأحداث ينتهي العرض بالعودة إلى البداية ، وكأن شيئًا لم يكن وكل في مكانته ، لتؤكد رؤية النص والعرض أن القوة بالمجتمع وبالعالم تميل كل الميل في اتجاه واحد فقط دون الآخر .
إهداء خاص
فيما قال المخرج أحمد ممدوح : قدمنا مسرحية “ التهامية “ إهداء إلى روح الصديق الراحل أحمد سعيد أحد أعضاء فريق مسرح كليتنا التمريض ، الذي توفي ّ قبل العرض بأيام قليلة إثر حادث أليم ، و رغم أن الفريق كله قد تألم كثيرًا لرحيله غير أننا حاولنا استكمال المسرحية وتقديمها إهداءً لروحه فقد كان يتمنى دومًا أن يشارك بدور مميز بعرض يسعد به الجمهور كما تعود من عروض كلية التمريض بالجامعة .
صور للمهمشين
قال المخرج محمد جمال : عرض “ الشحاتين “ كولاج عن “دراما الشحاذين” للكاتب الكويتي بدر محارب ، والبؤساء لفيكتور هوجو ، و” هبط الملاك فى بابل “ تأليف فرديريش دورينمات ، ويقدم حالات وصور متعددة من الواقع المعيش للمهمشين في المجتمع دون إيضاح كامل عن هويتهم بأسلوب يمزج بين الفانتازيا والواقع ، ويطرح هموم هؤلاء المهمشين بأسماء شخصيات أجنبية فيبرز سمة الاغتراب النفسي للشخصيات التي تتقارب كثيرًا مع شخصيات في المجتمعات العربية ، وتدور الأحداث في زمن غير محدد لهؤلاء المهمشين ، ويُظهر التجاهل والقمع الذي يتعرضون له الذي يتشابه مع واقع المهمشين في الكثير من البلاد العربية.
آلة النهاية
قال المخرج محمد يسري : يدور بداية النهاية (infinity) تأليف الأمريكي وودي آلن ترجمة وإعداد طارق راغب في العصر الإغريقي عن قصة مؤلف لا يستطيع إيجاد نهاية لمسرحيته ،و يتناقش مع الممثل في محاولة لإيجاد نهاية ،وبالعرض تظهر الشخصيات الدرامية من صالة الجمهور منها أحد الفتايات التي تدرس الفلسفة و تطلب المشاركة في التمثيل ، ومن بعدها المؤلف طه الحكيم و من ثم باقي الشخصيات من بينها “ نفيسة “ من رواية “بدايةونهاية”للأديب العالمي نجيب محفوظ حتى يأتي أحد المخترعين ويقدم اختراعه (آلة النهاية) التي يخرج منها زيوس ليقدم نهاية لأحداث المسرحية بعد تصاعدها وتعقيدها ؛ لكن هذه الآلة تسقط وتتحطم ،ونعود لبداية الأحداث لكن يتغير مسار شخصيات العرض الذي يهدف إلى وعي الإنسان بذاته ، ودفعه أن يبحث عن حلول لمشكلاته بنفسه ، ولاينتظر منقذًا خارجيًا أوأن تأتيه الفرص حتى ينجح في رحلته بالحياة ، ويعي أن التفكير بالماضي لايساعد على المضي بخطوات ناجحة للمستقبل ،ويقدم العرض باتجاه عبثي في طرح قضيته .
حلم يتحقق
قال المخرج فادي جمال : إن فريق مسرح الطب من أوائل الفرق فى جامعتنا ورغم صعوبة الدراسة الأكاديمية بالكلية غير أن العديد من طلابها بمختلف الدفعات يحرصون دومًا على المشاركة بالمسرح ، فهم يعدونه مهمًا كثيرًا في حياة الإنسان ،وكان الفريق يقدم الكوميديا فقط لكنا حاولنا هذه السنة أن نقدم مسرحًا مغايرًا ، و بدأنا أولى خطواتنا نحو ذلك بعرض” تياترو48 “ وبمشاركة مميزة من بعض الأساتذة الأجلاء مع طلابهم بالتمثيل والتحضير الذي امتد نحو عام كان في مقدمتهم ممن درّسوا لنا وكان لهم دور مهم وأساسي بالعرض منهم د. محمد عماد د. عمر عبد العزيز ،ود. محمود عبده و وبدعمهم وعلمهم ، وخبرتهم بالحياة استكملنا الطريق في مواجهة كل الصعوبات مع المسرح والدراسة ،وأوضح جمال : “ يقدم العرض قصة اثنين من الأصدقاء وحيد والشيخ طه جمعهما الحلم لإقامة فرقة مسرحية وسعيهم نحو تثقيف أهل الصعيد فى أسيوط سنة 1948 حيث كانت عروض الفرق المسرحية لا تصل للعامة ، وتقدم فقط للسادة والأغنياء ،وبتصاعد الأحداث يواجه وحيد ،وطه مشكلات عديدة تتمثل أهمها في مواجهة سلطات المال ، و الحكم والنظام ، والسلطة التنفيذية حيث الإجراءات الحكومية في تعليماتها وصعوبة الحصول على التصاريح ،ويحاول الصديقان أن يجدوا حلولًا لمشكلاتهم ، ويفترقان ليصبح وحيد وحيدًا أمام خيارات صعبة في رحلته الشاقة لتحقيق حلمه ، وبتصاعد الأحداث وبعودة الشيخ طه صديقه ومع مساندته ومساعدة حبيبته فريدة يكملوا الطريق ويتحقق الحلم بتأسيس الفرقة المسرحية والمسرح ويقدموا عرضًا غنائيًا ناجحًا للجمهور ،ومع هذا العرض تنتهى أحداث عرضنا “ تياترو48 “ .
التدخل الغربي
قال باتريك نادر من فرقة الطب البيطري: يقدم عرض “ تيجي بكام “ قصة بعض الشباب الذين يعانون من أزمة البطالة ويلتقون دومًا في مقهى أحد أصدقائهم دون دفع أي مقابل مادي فيتعثر حال الصديق اقتصاديًا فينصحه أحد الغرباء “الدخيل “ أن ينشأ نقابة للعاطلين يجمع فيها هؤلاء الشباب من أصدقائه وغيرهم من العاطلين مساهمة منه في حل أزمة البطالة ، وليشتغلون بوظائف تبدو في ظاهرها حسنة و باطنها هي أعمال غير أخلاقية وغير شرعية كأعمال الدجل والاحتيال لأنهم لايجدون غير ذلك بديلا ،وأضاف باتريك يطرح العرض تفاعل الجانب الإعلامي بالمجتمع مع هذا الحدث في صورة المذيعة التي تذهب من خلال عملها لمقابلة منشأ النقابة فيقتربان من بعضهما البعض ويتفقان على الزواج وتشاركه في نشاطه الجديد وتقديم الدعايا عنه ليصبحا شريكان أيضا نحو إفساد المجتمع ،ويقدم العرض شخصياته الدرامية بصورة متباينة حيث يقدم المرأة التي أحبت صاحب المقهى بماضيه أنها مجتمعه ووطنه الذي يدفع بها نتاج أعماله وخذلانه لها والابتعاد عنها إلى الانتحار، وكأن المجتمع يهوي ويحاصر بأعمال إجرامية تؤدي إلى تدميره وانتشار الفساد به وبالنهاية يلقي الجميع باللوم والتهم لصاحب هذا المقهى “ الزعيم رضا “ويرتكز العرض على تقديم صورة واضحة لرفض التدخل الخارجي الغربي لحل مشكلات وأزمات المجتمع .
تجربة حقيقية
قال المخرج بيشوي نشأت : إن ماحدث بكواليس عرض “ساحر الحياة” منذ التفكير بتقديم العرض ، معي ومع كل أعضاء الفريق حتى نهايته يعكس واقعًا حقيقيًا عايشناه لأحداث النص وحبكتها الدرامية ،ويعد لي تجربة إنسانية مهمة وفريدة ، ويرتكز العرض على تقديم شخصيات عديدة تمثل حالات متباينة ومتعددة من مجتمعنا منهم من يتألم من المعاناة ، والحرمان والتوحد والحاجة للحب ، وممتن كثيرًا للعرض وأتمنى التوفيق في كل ماهو قادم .
ثورة ضد شكسبير
قال المخرج محمد لطفي “ قلعة النساء “ يقدم ثورة الشخصيات النسائية بنصوص ويليم شكسبير ،ورفضهم للنهايات المأساوية التي كتبها لهم ويطرح العرض الصراع بينهن وبينه كخالق لهم في إطار محاكمته حتى تتصاعد الأحداث بسيطرتهم عليه ووضعه داخل تابوت وانتصارهم عليه وينتهي العرض بمفارقة درامية حيث نجد كل ماحدث كان حلمًا لشكسبير وهو يفكر برؤية جديدة لنص جديد يكتبه وكان ذاك كل ماحدث بالعرض منذ بداياته .
تشكلت لجنة تحكيم المهرجان من الفنان طارق الدسوقي رئيساً للجنة والفنانة شيرين مستشاراً للجنة ، وبعضوية د. محمد ثابت بداري عميد كلية الفنون الجميلة ، ود.منتصر القللي رئيس قسم التربية الموسيقية بكلية التربية النوعية ، والناقد المسرحي/ صلاح فرغلي ، والمخرج المسرحي /أسامة عبد الرؤوف ، والمخرج المسرحي محمد جمعة مقرراً للجنة ومديراً للمهرجان .
أقيم المهرجان تحت رعاية أ.د طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط ود. شحاتة غريب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب ، وتحت إشراف د. وجدى رفعت عميد كلية التربية النوعية مستشاراً للجنة الفنية ، و أ/ عز الدين المنصوري مدير عام رعاية الشباب ود. أحمد شريت مدير إدارة الاتحادات الطلابية ومنسق عام المهرجان ، وأ/ ماجد خليل مدير إدارة النشاط الفني .