النوستالجيا وتمثلاتها في النص المسرحي العراقي أول رسالة دكتوراة للمسرح تناقش «أون لاين»

 النوستالجيا وتمثلاتها في النص المسرحي العراقي أول رسالة دكتوراة للمسرح تناقش «أون لاين»

العدد 676 صدر بتاريخ 10أغسطس2020

في ظل استمرار تفشي جائحة فيروس “كورونا“ المستجد “كوفيد ــ19“ لعام 2020، ومعايشة معظم دول العالم لتطورات هذا الحدث الذي ترك آثاره على كل المجالات بالحياة ومنها النشاطات الثقافية والفنية في كل الاتجاهات، لا يقف المسرح أبدًا مكتوفي الأيدي ؛ فيستكمل المسرحيون في كل العالم رحلتهم معه بحب كبير له، ويستمرون في خطوات طريقهم بالعمل في مسارته المتعددة معلنين قوة، وأهمية الفنون في مقدمتها هذا الساحر “أبو الفنون“، وكانت من بين هذه الخطوات مباردة وخطوة قوية في مجال البحث العلمي الذي يزيد المسرح تطورًا وتنمية تمثلت في مناقشة أطروحة لرسالة الدكتوراة في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل “أون لاين“ في دولة الصمود “العراق “ .
في البحث العلمي للمسرح
«رسالة دكتوراة تناقش إلكترونيا في خمس ساعات ونصف»
خمس ساعات
قال الفنان، والأكاديمي المسرحي العراقي د .عامر صباح المرزوك: وفق الظروف التي يمر بها “العراق في ظل جائحة كورونا“ ومن أجل تواصل الحياة واستمراريتها ودعمًا للحركة العلمية كانت قد قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالعراق استمرار العام الدراسي من خلال تحويل الدراسة إلى إلكترونية، وجعل التعليم من خلال البيوت من أجل إكمال مستلزمات العام الدراسي 2019 /2020، وحتى لا يذهب جهد الطلبة هباءً، وبالفعل تم استكمال متطلبات الدراسة بشكل إلكتروني،وهذا بدوره انعكس على جميع النشاطات العلمية في الوزارة ومن ضمنها المناقشات العلمية، فقد تحولت إلى مناقشات إلكترونية على برنامج “ الزووم (Zoom )، وتابع المرزوك : وتمت مناقشة أول رسالة للدكتوراة بالعراق في مجال البحث العلمي للمسرح في 5 يوليو السابق في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل، وجاءت بعنوان ( النوستالجيا وتمثلاتها في النص المسرحي العراقي) للباحثة رغد حميد مجيد حسون الرفيعي، تخصص التربية المسرحية ، وتكونت لجنة المناقشة من : الأستاذ الدكتور حميد علي حسون الزبيدي رئيسًا، وعضوية الأستاذ الدكتور عباس محمد إبراهيم، والأستاذ المساعد الدكتورة ايفان علي بيرم، والأستاذ المساعد الدكتور أمير هشام عبد العباس، والأستاذ المساعد الدكتور حميد عبد الله قدح، ومشاركتي الأستاذ المساعد الدكتور عامر صباح المرزوك عضوًا ومشرفًا للرسالة ، وأوضح المرزوك، وقد استمرت المناقشة لمدة 5 ساعة ونصف بشكل علمي ومهني رصين، وملاحظات قومت البحث وأخرجته بحلة جديدة، فشكري وتقديري للسيد رئيس وأعضاء لجنة المناقشة على جهدهم العلمي رغم الظروف التي نمر بها صحيًا، وكل التوفيق للباحثة العزيزة في رحلتها العلمية، وهي تتوج جهدها بالامتياز .
السياق الاجتماعي
فيما قالت الباحثة د . رغد حميد مجيد حسون الرفيعي: غالبًا ما يشعر الفرد بالأمان النفسي والراحة والطمأنينة، في التعرف على أحداثه وحياته الماضية، في حين أنه قد يشعر بالخوف أو القلق بشأن المستقبل، ويتم الحكم عليه بحكم خاطئ بسبب نظرته النفسية، وحادث مؤلم لم يحدث له بل للآخرين، ثم ظن أنه سيواجه يومًا ما، ومن الغريب أنه لا يعيش في الوقت الحاضر، إذ يتم سحب لحظات من السعادة منه، دون أن يشعر وبسرعة، ربما تكون التغييرات البطيئة التي حدثت في الماضي، خاصة في السياق الاجتماعي، قد سهّلت على الأشخاص التعامل مع المشكلات، مقارنة بالمقاييس السريعة المتغيرة في هذه الحقبة، لاسيما بين كبار السن، وتابعت رغد الرفيعي : عندما يشعر الشخص أن حياته على وشك الانتهاء وتغيرت إلى الأسوأ، فالعقل الذي يتسم بالدفء والعواطف، يستدعي ذكريات طيبة عن الماضي، لمنحه دفعة هو بأمس الحاجة للتعامل معها،لكنّ الحنينَ له أساسٌ نفسي، أُطلق عليه مصطلح (النوستالجيا)،اخترعه الطبيب السويسري ”يوهانس هوفر“ (1867:1928م) في أواخر القرن السابع عشر، بعد ملاحظة مجموعة من العمال السويسريين الذين يتقاضون أجورًا، والذين كانوا من المغتربين، يعانون من أعراض شائعة مثل عسر الهضم والأرق، وعدم انتظام ضربات القلب، واتضح فيما بعد، أن الأسباب الرئيسة كانت الحنين والشوق إلى الوطن، أصبح الكشف عن “النوستالجيا “ عملية استقلالية، وظاهرة في مجتمعنا العربي المعاصر؛ لذلك يُعنى هذا البحث بدراسة (النوستالجيا وتمثلاتها في النص المسرحي العراقي)، وتضمن الفصل الأول (الإطار المنهجي للبحث) مشكلة البحث المرتكزة على الاستفهام الآتي: ما النوستالجيا؟ وما تمثلاتها في النص المسرحي العراقي؟، في حين تجلت أهمية البحث بوصفه منجزًا معرفيًّا يفيد دارسي الفن المسرحي ونقاده، فضلًا عن ذلك، تم اشتقاق هدف أساس للبحث، ألا وهو تعرّف النوستالجيا وتمثلاتها في النص المسرحي العراقي، واقتصرت حدود البحث على النصوص المسرحية العراقية المنشورة للمدة من (2011: 2017م)، واختتم الفصل بتحديد مصطلحي: النوستالجيا والتمثلات.
الإطار النظري
وأوضحت رغد الرفيعي : في حين تناول الفصل الثاني (الإطار النظري) ثلاثة مباحث: عني المبحث الأول منها بدراسة مفهوم النوستالجيا مفاهيميًّا على وفق ثلاثة محاور: (فلسفيًّا، نفسيًا، اجتماعيًّا)، فيما عني المبحث الثاني منها بدراسة مفهوم النوستالجيا ثقافيًّا على وفق ثلاثة محاور: (النوستالجيا في الأدب، النوستالجيا في النقد، النوستالجيا في الموسيقى)، أما المبحث الثالث فتناول تمثلات النوستالجيا في النص المسرحي، واختتم الفصل بالدراسات السابقة والمؤشرات التي أسفر عنها الإطار النظري،وأضافت الرفيعي: خصص ”ببحث الدكتوراة“ الفصل الثالث لإجراءات البحث، حيث حددت الباحثة مجتمع البحث المتكون من (30) نصٍ مسرحيٍ عراقيٍ منشورٍ، وتمَّ تحليلُ خمسٍ منها، هي:
1. مطر صيف، تأليف علي عبد النبي الزيدي، 2011م.
2. عالم سفلي، تأليف صلاح حسن، 2012م.
3. عزف على حراك الجمر، تأليف قاسم مطرود، 2013م.
4. الجنة تفتح أبوابها متأخرة، تأليف فلاح شاكر، 2015م.
5. نساء الحرب، تأليف جواد الاسدي، 2017م.
الطابع الرمزي والتعبيري
 وتابعت الباحثة رغد الرفيعي : بينما احتوى الفصل الرابع على النتائج التي توصلت إليها في البحث وتمت مناقشتها، منها:
 1. أنتجت النوستالجيا انفعالات نفسية ناتجة عن الكبت الأسري أو الاجتماعي في النص المسرحي، ذات الطابع الرمزي والتعبيري، كما في مسرحيات (عالم سفلي)، و(الجنة تفتح أبوابها متأخرة)، و(نساء الحرب).
2. إرغام الشخصية على تلبية متطلبات المجتمع، بشكل قسري وجبري، يؤدي إلى نوستالجيا الغربة داخل الوطن، كما في مسرحيتي (الجنة تفتح أبوابها متأخرة)، و(مطر صيف).
3. أظهرت نوستالجيا المكان فاعليتها، في الحاضر والماضي، فيكون الحاضر ماضيًّا، والماضي حاضرًا، كما في مسرحيتي (عالم سفلي)، و(نساء الحرب)، واختتمت الرفيعي : فضلاً عن ذلك، فقد قمت بتقديم مجموعة من الاستنتاجات التي تمخضت عن البحث بالمناقشة، واختتم هذا الفصل الرابع والأخير بمجموعة من التوصيات التي أوصيت بها كباحثة على أنها من وجهة نظري أتمنى الأخذ بها مستقبلًا، ثم ذكرت المقترحات، وذكرت المصادر، والمراجع، و قدمت بالبحث ملحق بمجتمع البحث، وملخص للبحث باللغة الإنجليزية.

 


همت مصطفى