تحديات وأمنيات في حلقة نقاش «أونلاين» المسرحيون يرسمون خريطة الطريق لمستقبل المسرح السعودي 2030

تحديات وأمنيات في حلقة نقاش «أونلاين»  المسرحيون يرسمون خريطة الطريق لمستقبل المسرح السعودي 2030

العدد 674 صدر بتاريخ 27يوليو2020

في ظل الاحترازات الأمنية في مواجهة تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد ( كوفيد ــ 19 ) ووعيًا بدور “ المسرح “ في المجتمع، نظمت “ فرقة شباب المسرح “ بالرياض في المملكة العربية السعودية مساء 20 يونيه الماضي حلقة نقاش مسرحية “أونلاين “بعنوان (استشراف المسرح السعودي في ظل رؤية المملكة 2030) بإشراف رئيس الفرقة بندر الحازمي، و مشاركة الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح وفنون الأداء سلطان البازعي، والسينوغراف والمخرج المسرحي عبدالعزيز العسيري، رئيس فريق المسرح الوطني عبد العزيز السماعيل، والكاتب والمخرج المسرحي علي السعيد، والسينوغراف والمخرج المسرحي نوح الجمعان، والناقد والمخرج المسرحي نايف البقمي، ورئيس فرقة مسرح الطائف المخرج سامي الزهراني، وأدار الحوار بالحلقة المخرج والمنتج المسرحي خالد الباز.
قال الكاتب والمخرج علي السعيد: شهد عام 2020 في الجانب الثقافي تحولًاً مهمًا يعد ركيزة أساسية في سبيل تحقيق الرؤية الجديدة، بعد العقود الماضية التي بُذلت فيها جهود عديدة من قبل عدة جهات ومؤسسات تهتم بالمسرح منها وزارة التعليم، جمعية الثقافة، والفنون، ورعاية الشباب، وزارة الإعلام، بهدف تنمية وتطور المسرح بالمملكة، غير أن كافة هذه الجهود هي نتاج الاجتهادات الشخصية من المثقفين والفنانين وخصوصًا المسرحيين، وكانت تفتقر إلى الخطط والاستراتجيات والأنظمة واللوائح ــ منها جهود جمعية المسرحين كأحد مؤسسات المجتمع المدني في هذا المجال من قبل، أضاف السعيد : نحن نقف اليوم بصدد منصة مسرحية جاءت نتاج قرار سيادي من قبل الدولة، وهي هيئة “ المسرح والفنون الأدائية “ تعمل تحت مظلة وزارة الثقافة، ازداد بفعل وجودها الشعور بالأمل والغد المشرق للمسرح السعودي، وأصبح هو الشعور السائد لدى الكثير من المسرحيين بالمملكة ، وتابع السعيد : نحن نشهد القرارات الكثيرة والمتنوعة من قبل الهيئة من بينها إعلان مبادرة “ المسرح الوطني “، وتهل علينا في كل يوم جديد بشائر مبهجة من قبل الوزارة بقرارتها، وكان آخرها برنامج “ تصنيف المهن الثقافية “، والإعلان عن إنشاء وتأسيس كلية الفنون بالتنسيق مع الجامعات، والتوجه نحو فتح برنامج الدراسات العليا في مجال المسرح، وكل هذه الخطوات تغمرنا بالأمل الكبير نحو مستقبل أفضل للحركة المسرحية بالمملكة، ومن بشائر الخير أيضًا اتجاه وزاه الثقافة نحو إنشاء “بيوت الثقافة“ في مختلف محافظات، ومدن المملكة، ودعم الوزارة بالمنشآت والتجهيزات للمسرح، وتابع السعيد :أتمنى الشروع في وضع خطط ولوائح تنظيمية توطد العلاقة بين هيئة المسرح كهيئة تشريعية تنفيذية للنشاط المسرحي، والجهات الثقافية والفنية والتعليمية الحكومية وغيرها على حد سواء، والعمل على توفير مهن وظيفية للمسرحيين، والبحث عن سبل التعاون الممكنة مع وزارة التعليم نحو تنظيم حصة للمسرح في مراحل التعليم العام كسائر المواد الدراسية، ونأمل تخصيص الميزانيات الكافية الداعمة للفرق المسرحية،
 البنية التحتية
فيما قال السينوغراف والمخرج المسرحي نوح الجمعان :على مدار أكثر من أربعين عامًا بالعمل المسرحي، ومن خلال التجارب التي قدمتها، وشاركت بها في اتجاهات وأنماط مختلفة بالمسرح أرى أن أبرز تحديات المسرح السعودي والتي يجب أن ننتبه لها جيدًا في بداية الطريق وننطلق منها هي “ البنية التحتية “ فجميعنا يعرف أن مسرحي السعودية لايمتكلون دورا للمسرح أو أي مقرات مناسبة لتقديم العروض لذا نحن في احتياج إلى إنشاء أبنية مسرحية متعددة الأنماط وتمثل مختلف المدارس المسرحية، مسرح العلبة الإيطالية، والدائري والمفتوح ومسارح خاصة لعروض المونودراما، وكذلك توفير الدعم المادي واللوجيستي لتنفيذ عروض مسرحية جيدة ، وأن ندفع لتأسيس فرق مسرحية مختلفة التوجهات، ونحافظ على هذا الاختلاف، وألا نتوجه نحو نمط أو اتجاه واحد من المسرح وأن تمنح الحرية نحو الاتجاه لتقديم كل الألوان المسرحية. وتابع الجمعان : أتمنى أن يكون لدينا موسم مسرحي ممتد في جميع مدن المملكة، ولا يقتصر على تقديم المسرح بالأجازات الأعياد، وأن تقدم مهرجانات مسرحية محلية متخصصة للكبار والشباب والأطفال، ولعروض المونودراما، ونحن ممتنين لقيام وزارة الثقافة بتنظيم مسابقة في التأليف المسرحي لتثري مسرحنا السعودي، كما نتمنى أن تقدم خططًا للمشاركة بالمهرجانات المسرحية في دول الخليج، وباقي الدول العربية ، وبالعديد من المهرجانات الدولية، ونأمل في العمل على خطط و برامج لتنظيم مهرجانات محلية وعربية ودولية بالمملكة لتحقيق التبادل المعرفي والثقافي والفني و ألا يقتصر السفر والمشاركة على قليل ومحدد من المسرحيين ، وأن نسعى لاحتضان واستضافة الكوادر من مختلف المسرحيين خارج المملكة، ونعمل على التطوير المسرح من خلال تنظيم الورش التدريبية في جميع المجالات المسرحية للشباب، والاطلاع على اتجاهات المسرح خارج السعودية وأضاف الجمعان: أتمنى أن نهتم بالجانب العملي أكثر من النظري وأن نهتم بالتوثيق المسرحي للهواة والمحترفين بالفرق المسرحية وتوفير قاعدة بيانات لجميع المسرحين .
المهن الثقافية
وقال المخرج والممثل ورئيس فرقة مسرح الطائف “سامي الزهراني“: تعد السعودية ضمن أوائل الدول العربية في اعتمادها للمهن الثقافية والأولى على مستوى الخليج، وأغلب الدول العربية تصنف الفنان مهنيًا على أنه ( موظف) بشكل عام وتترك تصنيفه الفني للوزارة التابع لها، وهذا الجهد الكبير والمبذول من وزارة الثقافة لاعتماد هذه التصنيفات المهنية الفنية هو خطوة أولى في عالم الاحتراف والتنظيم الجيد وهذا ماتسعى إليه وزارة الثقافة للتماهي مع رؤية 2030، وإشغال هذه المهن يكون عبر رافدين مهمين وهما: الأكاديمي، و الهاوي، ولم يكن للجانب الأكاديمي وجود خصوصًا بعد أن ألغيت شعبة المسرح بجامعة الملك سعود بالرياض، أما حاليًا ومع اعتماد الدراسة بنفس الجامعة في كلية الثقافة والفنون، وفتح الدراسات العليا (الماجستير) بجامعة الملك عبد العزيز بكلية الآداب تخصص أدب مسرحي، والمتخرجين من المعاهد المسرحية في الدول العربية الشقيقة، بعد فتح الابتعاث الثقافي من قبل وزارة الثقافة في تخصص المسرح، وجاري التحضيرات لفتح العديد من الأكاديميات والكليات التي تختص بالمسرح. أضاف الزهراني : المسرح فن الممارسة العملية و يجب على المؤسسات التعليمية الوصول لمخرجات تفيد سوق العمل وتعمل في هذه المهن بشكل جيد ومفيد، بتأسيس أكاديميات تختص بالمسرح و تعني بالتخصصات العملية .
وأوضح الزهراني إن الرافد الآخر المهم لإشغال المهن الثقافية هو “ الهاوي “، وأن هناك العديد من المعوقات التي تواجه هذا الرافد منها : عدم وجود مظلة رسمية للهواة وهم المكون الرئيس للمسرح السعودي وسوف يتم الاعتماد عليهم لمدة أربع سنوات قادمة على الأقل إلى أن يتم تخريج الدفعات الأولى أكاديميًا، وإن خيار النقابات المهنية لهذه الفئة مهم جدًا حيث تساعدهم في استخراج شهادات أو تصاريح مهنية لمزاولة العمل المسرحي، والتكثيف في تأهيل هذه الفئة من خلال الدورات والورش التدريبية القصيرة واختتم الزهراني : إن التصنيف المهني السعودي لبعض المهن الفنية مهم جدًا، والمتقدم لهذه المهن يجب أن يكون على وعي كامل بالتحديات التي سوف تواجهه وأن يلتزم بأسلوب حياة خاص والمحافظة على التدريب المستمر و الاهتمام بالسيرة الذاتية إضافة الى العديد من الأمور على المستوى الاجتماعي والنفسي من الواجب بالنسبة للممثل السعودي دراساتها والاهتمام بها قبل أن يلتحق بهذه المهنة .
الفرق الأهلية الخاصة
 فيما قال المخرج والسينوغراف عبد العزيز العسيري إن أول فرقة أسست رسميًا عام 1961 م بمكة المكرمة على يد الشيخ الأديب الراحل / أحمد السباعي باسم “ دار قريش “ للتمثيل القصصي الإسلامي وصدر تصريحها من وزارة الإعلام آنذاك وقد تم إيقاف نشاطها قبل أن تبدأ أول عروضها، وهناك بعض الفرق المسرحية الأخرى كفرقة “ فنو جدة “ 1986 كانت تمارس نشاطها دون الحصول على تصريح وفرق أخرى كانت تعدل من وضعها النظامي كفرقة مسرح الطائف لتقدم مسرحًا، وأوضح عسيري أنه “ بانتقال النشاط الثقافي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب و الرياضة إلى وزارة الإعلام سابقا - وزارة الثقافة و الإعلام لاحقا – وزارة الثقافة حاليًا - والذي شمل انتقال جمعية الثقافة و الفنون للوزارة ثم قيام الوزارة باعتماد اللائحة الأساسية لجمعية المسرحيين السعوديين بقرار وزير الثقافة والإعلام فقد أصبحت سلطة إصدار التصاريح من اختصاص الجمعية وفق الفقرة الثانية بالمادة السابعة كما أصبحت مسؤولة عن شؤون الفرق بموجب الفقرة الثالثة والخامسة من ذات المادة، وهذا ما دفع كثير من الفرق إلى الحصول على تصريح من الجمعية التي أقامت أول مهرجان محلي للفرق الأهلية في 23/5/2011 م بمدينة الرياض وتم اختيار ستة فرق للمشاركة .
وتابع العسيري : قامت الجمعية بإصدار تصاريح للفرق مقابل رسم لمدة ثلاثة سنوات قدره 1500 ريال حينها أدرك مجلس إدارة جمعية المسرحيين السعوديين الحاجة إلى تحديد إطار يوضح آلية تكوين الفرق المسرحية وتمت الموافقة من المجلس على إضافة مادة خاصة بالفرق على أن يتم عرضها على الجمعية العمومية لاعتمادها ونتيجة الصعوبات التي عانتها “جمعية المسرحيين السعوديين” وعدم عقد جمعيتها العمومية وتعطل عملها ظهرت الحاجة إلى جهة تقوم بدورها في منح التصاريح فكانت “ جمعية الثقافة والفنون “ التي لا تمتلك هذه الصلاحية لأنها ما زالت معقودة لجمعية المسرحيين السعوديين و لائحتها مازالت سارية للآن .
التنمية الثقافية و الاجتماعية
وأضاف عسيري : لأن غالبية الفرق هدفها الأساسي تقديم نشاط فني والمساهمة في الحراك الثقافي الوطني دون استهداف الربحية فهي إذا بحاجة إلى الدعم المالي الذي يسند استمراريتها.
الدعم المالي و المعرفي
وقال العسيري : إن مخرجات رؤية 2030 داعم قوي للمسرح و ما يرتبط به و منها الفرق المسرحية الخاصة فنظرة سريعة على بعض الجوانب نجد أن برنامج “جودة الحياة 2020 “ يهدف إلى إنشاء دار أوبرا و 18 مسرحًا وهو ما يطرح إمكانية الاستفادة منها مستقبلا حيث أن جميع الفرق لا تمتلك مسارح خاصة بها بل تعتمد على ما تتيحه لها جمعية الثقافة و الفنون من استخدام مسارحها ومما يجعلنا نطرح إمكانية أن يتم تخصيص بعض المباني الحكومية أو الأثرية للفرق تتخذها مقرات لها مما يخفف عنها بعض الأعباء المالية، كما أن الكثير يعول على دور هيئة المسرح والفنون الأدائية التي أنشئت هذا العام 2020 أن تتولى كافة شئون المسرح وتكون هي الجهة الوحيدة المسؤولة عنه .
عبد العزيز السماعيل:المرأة ستكون حاضرة و فاعلة ومؤثرة على خشبة المسرح السعودي .
الدراما في التعليم
 فيما قال رئيس الفرقة الوطنية للمسرح عبد العزيز السماعيل: أسعدني كثيرًا حس المسؤولية العالي من قبل المسرحيين السعوديين نحو التفكير بشئون المسرح وتضافر الجهود لصنع مستقبل أفضل للمسرح بالمملكة، فنحن نخوض هذه المرحلة، فريق المسرح الوطني، و هيئة المسرح وفنون الأداء، وجميع المسرحيين بالمملكة، ونتشارك مرحلة المخاض مع الوزارة التي تخطط في مجال “ البنية التحتية “ نحو تقدم وتطور للحركة المسرحية . وأضاف السماعيل : ينقصنا بالمسرح الوطني تحديد القوائم والأسماء للفرق المسرحية بالمملكة، ونحن نتجه إلى دراسة هذا الجانب، ولدينا بمسار الإنتاج اتجاهين، الأول هو الإنتاج المباشر لعروض مسرحية من خلال المسرح الوطني، والمسار الثاني هو الإنتاج بالتعاون مع الفرق المسرحية، وبالعام القادم 2021 سنشارك الفرق المسرحية في إنتاج عروض عديدة للأطفال وغيرها، والمتميز من كل العروض بالمسارين سيعاد تقديمه بجولات مسرحية في مختلف محافظات ومدن المملكة، وسنحاول جاهدين أن نساهم في تطوير كل الفرق إداريا لتستمر في تقديم فعالياتها بمنهج منظم وخطط يتم دراستها لتحقيق هذا الهدف . وتابع السماعيل : سوف نهتم بمجال نشر المسرح بالتعليم من خلال مسار “ الدراما في التعليم “ والتي ستتمثل في إنتاج عروض للطلاب من قبل المسرح الوطني أو بالتعاون مع الفرق المسرحية لجميع الصفوف بكل المدارس، وتكون مخصصة ومناسبة للطلبة وسلوكياتهم، وأكد السماعيل : نحن نحتفي بمشاركة وحضور المرأة على خشبة المسرح السعودي ، وأعد ذلك حجر الزاوية، وأهم خطوة حدثت مع رؤية المملكة 2030 فالمرأة السعودية ستكون حاضرة وبشكل فاعل ومؤثر بالمسرح بكل اتجاهاته في الفترة المقبلة.
التنظيم والتشريع
و قال المخرج والناقد المسرحي نايف البقمي: يعاني المسرح السعودي منذ سنوات عديدة من عدم وجود مظلة تحتويه وتهتم بشأنه في مجال التنظيم والتشريع ، ورغم وجود إدارة للمسرح منذ البداية فإن الاهتمام بالمسرح كان يتمثل في إقامة الفعاليات والأنشطة المسرحية دون برامج تخص الجانب التشريعي، و أول التحديات التي ستواجه المسؤلين بهيئة المسرح والفنون الأدائية والمسرح الوطني هي مطالبات المسرحيين بإقامة الفعاليات المسرحية في القريب العاجل ؛ غير أنه في وقتنا الحالي نحن في احتياج كبير لبرنامج للتشريع والتنظيم لكل ما يخص المسرح . أضاف البقمي: كنا بفريق جمعية “ الثقافة والفنون “ نقوم بمحاولات لوضع برنامج للتشريع ولتنظيم العمل المسرحي ؛ لكن مطالبات الفرق المتتالية بتنفيذ الفعاليات شغلتنا عن ذلك و أتمنى أن نتجه نحو وضع برامج وخطط للمسرح تخص جانب التشريع لأن ذلك هو الجانب الأهم، و أن تُعرف كافة القواعد التشريعية للمسرح بكل المؤسسات بالمملكة، وأن توضح تلك القواعد هوية المسرحي، ومن يحق له تقديم ممارسة العمل المسرحي من الأفراد أو الفرق ، وأن يتم تحديد اللوائح والجزاءات ويتم الإقرار بها من قبل وزارة الثقافة ، ونأمل في الاستعانة بالكوادر المسرحية في هذه المرحلة التأسيسية من داخل وخارج المملكة، كما نتمنى الاهتمام بالدراسات المسرحية كجانب مهم للمسرح، و الاهتمام بالفرق المسرحية وبرامجها وخططها ولا نسرف في وجود عدد من الفرق دون الوعي بما تقدمه، و نهتم بمحاولة توفير مقرات لهذه الفرق ، و البحث عن مؤسسات العمل المدني التي تعتني بالجانب الاستثماري، كما نتمنى ألا نسرف في العروض المسرحية المقدمة، وأن نسعى إلى تنظيم وإقامة فعاليات حقيقية يحتاجها المسرح بالمملكة .
مقترحات وحلول
فيما قال الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية “سلطان البازعي“ : سنعمل بجهد كبير على وضع خطط دعم و تطوير الفرق المسرحية الأهلية، وأن يكون لديها سجلات تجارية، لمنحها التراخيص، وكذلك العمل نحو استدامة عمل هذه الفرق وعدم توقفها عن نشاطها، والعمل على إيجاد حاضنات لتطوير عملها وأن تكون قادرة على المنافسة عالميًا . وأشار البازعي إلى أهمية دور الجمعيات المسرحية في ذلك، كما ذكر العديد من القرارات التي اتخذتها وزارة الثقافة بهدف تطوير الثقافة و التقدم بالمسرح في المملكة ، وفي مقدمة هذه القرارات مبادرة إنشاء “ بيوت الثقافة “ في جميع محافظات المملكة بعدد يتجاوز 150 بيت، وإنشاء نحو 150 مسرحًا بكل محافظة وقاعات للتدريب، وأكد على مبادرة برنامج “الابتعاث الثقافي“ من خلال إرسال مجموعة من السعوديين والسعوديات لدراسة مختلف التخصصات الثقافية بما فيها المسرح وفنون الأداء في أكاديميات متخصصة خارج المملكة، وكذلك إيجاد مسرح، ونشاط مسرحي للبنين والبنات في جميع مناطق المملكة.
وأضاف البازعي: إن المسرح الوطني سيقوم بجهود كبيرة من أجل إيجاد وإنتاج أعمال مسرحية متميزة عالية المستوى ذات جودة فنية ومدعومة إنتاجيًا، وتابع “إن ما تقوم به هيئة المسرح والفنون الأدائية والهيئات الأخرى، هو استكمال لأدوار كانت تقوم بها جمعية الثقافة والفنون على مدى تاريخها الطويل من خلال فروعها في المناطق وبإمكاناتها المحدودة في وقتها، حيث قدمت الجمعيات أعمالًا ومواهب ما زالت تعمل حتى الآن في المشهد الفني، وهذا الدور سيكون مستمرًا، ولكن سيكون على أسس مؤسساتية، وأكد البازعي : تحرص الهيئة على خلق تجربة حقيقية، وفنية وثقافية وتعي أن الجمهور هو العنصر الأساسي فيها، إضافة إلى الاهتمام بالمحتوى الذي سيقدم له من خلال المسرح الذي نأمل أن يطرح الثقافة المحلية من خلال عروضه، وأن تكون مصدرا أساسيًا في تقديم العروض، ونأمل الاهتمام بالبحث عن موضوعات وقضايا تخص الجذور والهوية بالمملكة، وسنبحث في شأن الوصول لتقنيات جديدة ومتطورة حديثة تساعد المسرح في المستقبل وتعمل على نهضته ومواكبته لكل جديد .


همت مصطفى