العدد 666 صدر بتاريخ 1يونيو2020
كل مسرح له حكايات وأسرار, ليبقى شاهدا على تاريخ المسرح بكل عروضه ومسرحياته ومبدعيه مخرجين وممثلين وفنيين, فكم من نجوم تألقوا ومخرجين أبدعوا لا تعرف الأجيال اللاحقة عنهم وعن إبداعاتهم شيئا, والفن هو عملية إبداعية تراكمية, من هنا رأينا أن نسلط الضوء على بعض من أهم دور العرض المسرحي بمصر بداية انتقاء بالمسارح القائمة والفاعلة حاليا, كمجرد نماذج حتى استكمال الباقين في مجال آخر, وذلك من حيث نشأتها وتاريخها وإمكانياتها ومتطلباتها ومشاكلها التقنية إن وجدت, وأهم المبدعين الذين تألقوا بها. وسيكون ذلك على عدة حلقات وفي نهاية الحلقة الأخيرة سوف أذكر قائمة المصادر والمراجع التي تمت الاستعانة بها.
مسرح البالون
يحتل مسرح البالون موقعا متميزا بكورنيش النيل بالعجوزة بمحافظة الجيزة, ويقع ضمن مجمع ثقافي كبير يشمل مسرح البالون ومسرح الغد والسيرك القومي ومسرح السامر وقاعة منف التابعة لهيئة قصور الثقافة, ويتبع مسرح البالون البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية الذي يشرف عليه قطاع الإنتاج الثقافي بوزارة الثقافة. في بداية الستينيات كان ظهور مسرح البالون في سماء الحركة المسرحية حدثا كبيرا بدأ بحديث تليفوني عام 1960 من الفنان يوسف وهبي إلى الفنان السيد بدير المستشار الفني لفرق التليفزيون المسرحية في ذلك الوقت عن أعجوبة بناء مسرح في شكل بالون قابل للفك والتركيب في ساعات قليلة والحركة من مكان لآخر معروض للبيع في إيطاليا. وتمت الصفقة ووصل البالون إلى الإسكندرية عام 1962, وبدأت الاستفادة به بتشغيله في الإسكندرية بكوم الدكة لعروض فرقة رضا للفنون الشعبية وفرقة القاهرة الاستعراضية وفرقة الأنوار اللبنانية, ثم نقل البالون إلى القاهرة وتم تركيبه بأرض السامر وعرضت عليه أولى عروض الفرقة الغنائية الاستعراضية, وفي العام التالي تم فكه وتركيبه في مكانه الحالي مع ملحقاته التي تضم أربع كرافانات تستخدم كغرف لتغيير الملابس وعربة إضاءة متنقلة وونش ومدرجات متحركة وبلكون متحرك.
حدث حريق كبير في عام 1975 نال مجمع البالون والسيرك والسامر التهمت فيه النيران كل شيء حتى الحيوانات راح منها خمسة أسود من السيرك القومي. وعلى الفور اعتمد يوسف السباعي وزير الثقافة آنذاك ميزانية لإعداد مسرح صيفي صغير بجوار البالون وسرعة تجهيز السيرك وعمل خيمتين جديدتين للسيرك والبالون, وتم التنفيذ والتشغيل في أيام معدودة. ومع مرور السنوات اهترأت الخيمة وطفحت مياه الصرف داخل الغرف وأصبحت خشبة المسرح وإمكانياتها بحاجة إلى التجديد والتطوير، وهو الذي تم في عام 1999 أثناء تولي الفنان عبد الرحمن الشافعي رئاسة البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية, حيث تم تطوير المدخل الرئيس, وإعداد قاعة كبار الزوار, وتطوير غرف الفنانين وقاعة المسرح وخشبة المسرح بتجهيزاتها. ثم تم الافتتاح في يوليو 1999 بحضور وزير الثقافة فاروق حسني , وتم في حفل الافتتاح تقديم العرض الاستعراضي قلب في الروبابيكيا, فكرة وإخراج محمود رضا.
وفي عام 2017 تمت أعمال التجديد والإصلاح مرة أخرى أثناء تولي الفنان هشام عطوة رئاسة القطاع, وأقيم حفل افتتاح كبير بالمسرح في 18 مايو 2017 قدم فيه عرض (بيت الفن) من تأليف حمدي نوار واستعراضات عادل عبده ومن بطولة مروة ناجي، محمد قماح، مجدي فكري، وفتحي سعد، مع عدد كبير من فناني القطاع الاستعراضي.
ومسرح البالون هو المسرح الرئيس للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية والذي يضم عدة فرق هي:
الفرقة الغنائية الاستعراضية
فرقة رضا للفنون الشعبية
الفرقة القومية للفنون الشعبية
الفرقة القومية للموسيقى الشعبية
فرقة أنغام الشباب
فرقة تحت 18
السيرك القومي, ومقره خيمة خاصة مجاورة لمسرح البالون.
ويضم المسرح بجوار هذه الفرق مبان بها غرف عبارة مقرات إدارية وصالات للتدريب والبروفات لفرقة رضا والفرقة القومية وفرقة الموسيقى الشعبية وفرقة أنغام الشباب, وكافيتريا كبير. وتم حديثا أثناء تولي د. فاطمة المعدول رئاسة البيت الفني إنشاء قاعة ملحقة للعروض الصغيرة (قاعة صلاح جاهين), بعد استقطاع جزء من المباني الإدارية لإقامة القاعة المجهزة بأحدث الأجهزة, والتي تستقبل العروض الغنائية والعروض المسرحية الصغيرة سواء من إنتاج القطاع أو باستضافة الفرق من خارجه. وتم حينها بناء مبني إداري جديد مكون من دورين بجانب الكافيتيريا المطل على كورنيش النيل. وتم تخصيص غرفه كمقرات لادارات الفرقة الغنائية وفرقة تحت 18 وفرقة الموسيقى الشعبية، إضافة لإنشاء دورات مياه جديدة به لجمهور المسرح.
قدم على مسرح البالون عدد كبير من الحفلات الغنائية الكبرى لكبار نجوم الغناء بمصر والوطن العربي, كما استضاف البالون كبرى المهرجانات المسرحية والفنية والاستعراضية المحلية والدولية. مثل المهرجان التجريبي والمهرجان القومي مهرجانات الثقافة الجماهيرية ومهرجان آفاق لهواة المسرح، وغيرها الكثير.
خشبة مسرح البالون شهدت عددا كبيرا من العروض الناجحة , حيث ارتبط جمهور فرق الفنون الشعبية رضا والقومية بمشاهدة فقراتهما الاستعراضية الراقصة على خشبة البالون في عروضهما الموسمية والتي تلقى إقبالا جماهيريا كبيرا. كما كان لفرقة أنغام الشباب نصيبا كبيرا في الحفلات الغنائية الكبرى التي قدمتها على خشبة المسرح, وعليها أيضا قدمت الفرقة الغنائية الاستعراضية كبرى أعمالها المسرحية الناجحة والتي منها: ملك الشحاتين, ليلة من ألف ليلة, العشرة الطيبة, مجلس العنطزة, ست الحسن, لولي, الخديوي, عجايب, أحلام ياسمين, السنيورة والتلات ورقات, ينفع كده, قطط الشارع, حارة السنان, البيت الكبير، التانية في الغرام، شباب في عين الرسول، سيرة حب، وغيرهم.
كما قدمت فرقة تحت 18 عروضها للأطفال على خشبة البالون والتي منها: شطورة, نسمة سلام, أراجوز للبيع, قميص السعادة, جزيرة العجايب, فلفل حيران, عم بيانولا، تلاميذ الفيسبوك، ثم أليس في بلاد العجائب والتي حققت أعلى إيراد في تاريخ البالون تخطى مليوني جنيه وذلك عامي 2018 ، 2019 نظرا للإقبال الجماهيري الكبير.
ساهم عدد من كبار المخرجين في سطر تاريخ مسرح البالون بتقديم أعمالهم على خشبة البالون منهم: فؤاد الجزايرلي, سعد أردش زكي طليمات, جلال الشرقاوي, كرم مطاوع, حسن عبد السلام, أحمد زكي, حسن خليل, مجدي مجاهد, السيد راضي, مراد منير, عبد الغفار عودة, عبد الرحمن الشافعي, محمد فاضل, عصام السيد, حسن سعد, ناصر عبد المنعم, حسام الدين صلاح.
كما شهدت خشبة البالون تألق عدد كبير من نجوم الفن منهم: صفاء أبو السعود, عدلي كاسب, عادل أدهم . هدى سلطان, صلاح نظمي, محمد رضا, سعيد صالح, محمود المليجي, هالة فاخر, يونس شلبي, أحمد زكي, أحمد ماهر, عزت العلايلي, صلاح منصور, علي الحجار, كارم محمود, شفيق نور الدين, ليلى جمال, محمود الجندي, رضا الجمال, فايزة كمال, آثار الحكيم, أمينة رزق, عبد المنعم مدبولي, حنان ترك, سميحة أيوب, أشرف عبد الغفور, سمير صبري, شيرين, محمد الحلو, مديحة حمدي, أحمد عبد الوارث, ممدوح درويش, إبراهيم نصر, المنتصر بالله, وغيرهم عشرات النجوم لا يسع المجال لذكرهم .
وقد ارتبط قطاع الفنون الشعبية ومسرح البالون ارتباطا وثيقا باسم الفنان الراحل عبد الغفار عودة حيث شهد طفرة ونجاحا كبيرا ونشاطا هائلا في فترة توليه رئاسة القطاع منذ عام 1991 وحتى عام 1996, ومن الفنانين الذين تولوا هذا المنصب من قبل سعد أردش عبد الفتاح شفشق ومحمود رضا وأحمد زكي وهاني مطاوع وعبد الرحمن الشافعي وحمدي الجابري وفاطمة المعدول وخالد جلال وعصام السيد وهشام عطوة وغيرهم.
أما دار عرض مسرح البالون فقد تولى إدارتها من قبل عدد من المديرين الأكفاء ما بين إداريين وفنانين ومصممين للديكور منهم: صلاح الشربيني, كمال المصري, عباس حسين, جلال عثمان, محمد هاشم, أسامة الشربيني, محمد منذر ومحمد خبازة وغيرهم.
مسرح الغد
(قاعة عبد الغفار عودة)
يقع مسرح الغد بموقع متميز وهادئ على كورنيش النيل بالعجوزة بجوار مسرح البالون. وقد أنشئ عام 1995 على يد الفنان القدير عبد الغفار عودة رئيس قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية آنذاك حيث كانت الفرقة تابعة لذلك القطاع منذ إنشاءها عام1992, وكانت تسمى فرقة الغد للعروض التجريبية. كان الافتتاح بحضور د. فاروق حسني وزير الثقافة حينها, وكان يتولى إدارة الفرقة د. حسين عبد القادر. قام بتصميم المسرح د. زوسر مرزوق (وقد اختير من خلال مسابقة حاز فيها تصميمه على المركز الأول) حيث أبدع تصميما له خصوصية شديدة بهدف إمكانية تقديم الأعمال المسرحية التجريبية والحديثة. حيث تم تصميم أرضية المسرح عبارة عن برتكابلات متعددة على أشكال مثلثات ذات وجهين (دبل فيس) بسمك عشرين سنتيمتر, بحيث يتم رصها في الأرضية فتعطي المستوى الصفر, ويمكن للمخرج أن يأخذ منها لتشكيل منصات وأماكن للجمهور كما يشاء بأي طريقة, وبعد انتهاء العرض يتم تخزينها منها فيها, وكانت تلك البرتكابلات مع اختلاف التشكيل تعطي ما يقرب من 140 شكل هندسي ما بين دائري ومستطيل ومربع وشبه منحرف ومكعب وهكذا حسب استخدام المخرج أو مهندس الديكور أي أنها كانت كعجينة يسهل تشكيلها, أما التكوين ذو الوجهين كي يمكن توظيف كافة الأشكال الهندسية المتقابلة والمتوازية, فإذا وضعت وجهين أمام بعضهما البعض ينتج مثلا منشور أو غيره من الأشكال. السقف مغطى ومتحرك, بحيث يفتح المخرج الأماكن التي ينزل منها قطع الديكور . أما سكك الإضاءة فهي متحركة على عجل وتتحرك في مناطق المنصات التي يحددها المخرج للتمثيل. يبلغ ارتفاع المسرح 15 متر من الأرض, 7.5 حتى الكمر, 7.5 بأعلى الشواية, تبلغ مساحة القاعة حوالي عشرة امتار في عشرين متر. وكل هذا يتيح حرية للمخرج أن يضع منصات التمثيل في أي مكان بالقاعة وكذلك وضع الجمهور يتغير من عرض لآخر حسب وجهة نظر المخرج. كانت القاعة معزولة الجوانب بعزل حديث لمواجهة الأصوات الخارجية مغلفة بخشب من السابرس, ذي سمك كبير وعلفات مثل الأستوديوهات. وتسع القاعة حوالي مائة كرسي لمقاعد المتفرجين وقد تزيد أو تقل حسب رؤية المخرج وتوظيفه لقاعة العرض.
وأثناء عمليات إنشاء المسرح قامت الفرقة بإنتاج سبعة مسرحيات حيث تجولت بها في محافظات مصر كلها في آن واحد و بالتبادل فيما بينها بين كل موقع , حتى تم الانتهاء من افتتاح مبنى مسرح الغد فتم عرضها جميعا على التوالي بالمسرح. وكان أول عرض بالمسرح هو (رحلة الحلاج) من تأليف عز الدين المدني زمن إخراج د. محمد أبو الخير.
في عام 1997 وأثناء تولي الفنان فهمي الخولي, أصدر الوزير د. فاروق حسني قرارا بنقل تبعية المسرح والفرقة إلى البيت الفني للمسرح, مما أثار حفيظة أعضاء الفرقة فحاولوا إثناءه عن ذلك القرار واجتمعوا معه لذلك ولكن لم تفلح جهودهم. وانتقل المسرح إداريا إلى قطاع المسرح بفنانيه فقط دون الإداريين والفنيين والعمال الذين ظلوا تابعين وظيفيا لقطاع الفنون الشعبية في مسرح البالون وأصبح مبنى مسرح الغد إداريا وماليا وفنيا تابعا للبيت الفني للمسرح وإن ظل جغرافيا في محيط حرم مسرح البالون التابع للفنون الشعبية.
عندما تم تطوير وتجديد المسرح عام 2005, وكان حينها د. هاني مطاوع رئيسا للبيت الفني للمسرح حينها, وكانت إدارة شئون الإنتاج بالهيئة تحت إدارة المهندس محمد الصعيدي الذي اقترح التخلص من البرتكابلات ال20 سنتيمتر, وعمل برتكابلات جديدة بسمك 60 سنتيمتر ذات وجه واحد مع تثبيت كراسي ذات تنجيد كلاسيكي على برتكابلات ثابتة, تغيير كل حوائط السابرس بأخشاب أبلكاش, ووافقه د. هاني مطاوع على ذلك وشرع في التنفيذ. ونتيجة عدم اقتناع أبناء الفرقة بهذا الفكر العقيم, استطاعوا تخزين عدة برتكابلات ذات العشرين سنتيمتر بعيدا عن أعمال التجديد لإنقاذها من براثن هذا التفكير. حتى تمت عمليات التجديد لتعود البرتكابلات للقاعة مرة أخرى.
وقد حدثت عدة عمليات تجديد وصيانة أثناء تولي الفنان عبد الرحيم حسن إدارة الفرقة , فتم تجديد المدخل وتغيير سيراميك الأرضيات وإنشاء نافورة في مدخل المسرح, بالإضافة لتجديد وصيانة دورات المياه وغرف الممثلين. كما تم تجديد أرضة المسرح أثناء تولي الفنان إسماعيل مختار إدارة الفرقة. وتم إعادة افتتاح المسرح بحضور د. سيد خاطر رئيس قطاع الإنتاج الثقافي مع إطلاق اسم الراحل عبد الغفار عودة على قاعة العرض بالمسرح.
وفي أواخر عام 2019, بعد نهاية عروض المهرجان التجريبي أغلق المسرح عدة أشهر منقبل إدارة الدفاع المدني حتى تم تنفيذ شروط ومواصفات هيئة الدفاع المدني.
شهد مسرح الغد عروضا عدة حققت إقبالا جماهيريا كبيرا ونجاحا رائعا مثل (ذات الهمة) من إخراج عباس أحمد, و(شفيقة ومتولي) إخراج أشرف زكي, (يوم من هذا الزمان) إخراج د. عمرو دوارة (أخبار أهرام جمهورية ) إخراج سامح مجاهد, (حلم يوسف) إخراج طه عبد الجابر, وعروضا حققت نجاحا فنيا متقدما مثل (ملك الغرفة المظلمة) , (عين في الجنة وعين في النار) إخراج إسماعيل مختار, (رحلة الحلاج) إخراج د. محمد أبو الخير, (جلجامش) إخراج د. أحمد زكي , (كيد النسا) إخراج عادل أنور, ,فكانت هناك مرحلة نجح فيها مسرح الغد في تقديم عروض مغايرة عن الأشكال التقليدية, باستخدام الفضاء المسرحي بأكثر من شكل, سواء دائري أو على شكل حرف U أو حرف L, أو صف الجمهور على الجانبين أو الأربع جوانب أو في المنتصف, ومن العروض التي تميزت في ذلك عرض مسرحية ماكبث لسعيد سليمان والتي استخدم فيها ثلاث مستويات رأسية للتمثيل, وفي مسرحية جلجامش , تم بناء كوبري بأعلى القاعة تم عليه التمثيل , وكذلك تم استخدام البالكون الخاص بالسوفيتا بالتمثيل وأيضا استخدمت كابينة الإضاءة في أحد العروض, .. فكان هذا تفكير وأسلوب فناني الفرقة , حتى عندما يأتي مخرج من خارج أعضاء المسرح كان يتم شرح الإمكانيات المتنوعة للقاعة له حتى يتمكن من توظيفها التوظيف المغاير والمختلف بعيدا عن التقليدية.
في السنوات الأخيرة والتي شهدت عودة أبناء الفرقة لإدارتها شهدت إحياء فكرة الاستخدام المغاير والتجريبي للقاعة في العروض التي قدمت بها, مثلما في عرض (لعبة العراف) للمخرج عمر الشحات حيث شكلها على حرف U والجمهور من ثلاث جهات, وفي عرض (شقة عم نجيب) وظف المخرج جلال عثمان الجوانب الأربعة للتمثيل وجلس الجمهور بالمنتصف على مقاعد يدور بها 360 درجة للمشاهدة, وكذلك في عرض (شامان) للمخرج سعيد سليمان حيث كان التمثيل بالمنتصف والجمهور من الأربع جهات. وفي عرض (حلم وكداب) للمخرج محمد دياب قسم القاعة بالطول إلى شطرين . و من العروض المتميزة في هذا عرض (نفس المكان) للمخرج صلاح الحاج عام 2006 حيث أقام دائرة بالمنتصف تدور حول نفسها بشكل ديناميكي ويدور عليها التمثيل.
تولى إدارة فرقة الغد عدد كبير من المديرين بداية من د. هناء عبد الفتاح الذي تم في عهده إنتاج خمسة عروض (1992-1993) وهي “أوقات عصيبة”, “شغل أراجوزات”, “السيرك الدولي”, “ساعة الصفر”, “ليش ياعليش”. لكن أول مدير للفرقة في مقر مسرحها الحالي كان د. حسين عبد القادر الذي قام بتجربة تجول عدة عروض في المحافظات في آن واحد, وقد أنتج في عهده ثمانية عروض وهي: “بكرة”, “رحلة الحلاج”, “أرض لا تنبت الزهور”, “فيلوكتيتوس”, “الليلة نضحك”, “فصيلة إعدام”, “الطريق , “المولوية”. ثم أشرف الفنان جلال عثمان عليها حيث استكمل خطة د. حسين عبد القادر والتي يتضمن عروض “من يملك النار”, “ملك الغرفة المظلمة”, “بانوراما فرعونية”, “امرؤ القيس في باريس”. ثم أخيرا عرض “الفهلوان” الذي توقف بمجرد تولي المخرج فهمي الخولي قيادة الفرقة بعد ذلك عام 1996, ثم شريف عبد اللطيف, سامح مهران, سامي عبد الحليم, جلال عثمان, خالد جلال, ياسر جلال, ناصر عبد المنعم, حمدي أبو العلا, عبد الرحيم حسن, محمود النقلي, إسماعيل مختار, ويتولى إدارتها الآن الفنان سامح مجاهد.
قدم بقاعة مسرح الغد أكثر من مائة وسبعة عشر عرضا مسرحيا منذ إنشائها وحتى الآن. ولصعوبة حصرها في هذا المقال سنذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: رحلة الحلاج إخراج محمد أبو الخير, ملك الغرفة المظلمة إخراج سامح مجاهد, امرؤ القيس في باريس إخراج جلال عثمان, يا نيل ياعين (عرض بانتومايم استعراضي) إخراج أحمد نبيل, ذات الهمة إخراج عباس أحمد, حدوتة ملتوتة إخراج أشرف فاروق, شفيقة ومتولي إخراج أشرف زكي,حريم الملح والسكر إخراج محمود حسن, أخبار أهرام جمهورية إخراج سامح مجاهد, سعدى ومرعي إخراج أشرف زكي, ياسين وبهية إخراج سعيد سليمان, جلجامش إخراج أحمد زكي, السلطان يلهو إخراج عمرو دوارة, امرأتان إخراج محمد متولي, قصة حب إخراج هاني مطاوع, يوم من هذا الزمان إخراج د. عمرو دوارة, كيد النسا إخراج عادل أنور, سيمفونية لير إخراج انتصار عبد الفتاح, وغيرها حوالي 117 عرضا مسرحيا آخرها (فطائر التفاح) من إخراج محمد متولي. وقبل التوقف المفاجئ الناتج عن جائحة كورونا توقف العمل معها بالبروفات النهائية وقبل العرض بأيام قليلة لمسرحية (جنة هنا) إخراج محمد صابر. يذكر أن أول عرض لفرقة الغد سنة 1992 فور إنشائها مسرحية (أوقات عصيبة) إخراج سمير العصفوري, ولم تكن قاعة مسرح الغد قد أنشئت بعد فقدم العرض على مسرح اتحاد الطلاب المواجه لمسرح الغد بكورنيش النيل بالعجوزة.
وقد شهد مسرح الغد تألق عدد كبير من النجوم. منهم: أحمد نبيل, ايمن عزب, سامح الصريطي, حنان ترك, رانيا فريد شوقي, محمود الحديني, سامي مغاوري, عهدي صادق, فتوح أحمد, علي عبد الرحيم, داليا مصطفى, محمد كامل, سوسن بدر, سهير المرشدي, حنان مطاوع, محمد متولي, أحمد راتب, عبد الرحيم حسن, محمود الجندي, سلوى خطاب, سمير حسني, أحمد الحجار, عثمان محمد علي, سميرة عبد العزيز, خليل مرسي, حنان سليمان, محمد شرف, وغيرهم.
وقد تولى إدارة دار عرض مسرح الغد عدد من الكفاءات الإدارية والفنية, منهم على سبيل المثال: مصمم الديكور الراحل عماد مختار وكان أول مدير لقاعة الغد عند افتتاحها عام 1995, ثم مصمم الديكور أيضا عباس حسين, وكرم شحاتة وعادل يوسف, وشريف دياب وغادة الجمبلاطي ومصمم الديكور محمد هاشم وغيرهم, ويتولى إدارة دار العرض بمسرح الغد الآن مصممة الديكور مي زهدي.