من اسس التمثيل .. علم وفن الإلقاء

من اسس التمثيل .. علم وفن الإلقاء

العدد 666 صدر بتاريخ 1يونيو2020

 عندما يتصدى الإنسان للتعامل بالكلمات فعليه بداية أن يكون ملما بعلم وفن الإلقاء حتى يكون موصلا جيدا للفكرة التى يريد أن يتحدث عنها ويتمثل هذا فى كافة من يستخدمون الكلام كوسيلة لعملهم نذكر منهم الممثل والمطرب والمذيع والخطيب والقراء والمحامون والمعلمون وهنا نقف وقفة فيما يخصنا فى هذا المقام فالمعلمون الموكل إليهم أن يكونوا خير أداة لتربية وتعليم أبناء هذا الوطن وعليه فالمدرس هو واحد من المستهدفين لهذا البحث فعندما يلقى المدرس درسه بصوت واضح ونبرات معبرة مؤثرة ووقفات سليمة تكون النتيجة الحكمية هو الإلتفات الكامل من الطلاب لما يقول وعليه فالمدرس أولى الناس لمعرفة ذلك .
- الإلقاء هل علم أم فن ؟؟
- الحقيقة أن الإلقاء علم وفن فى آن واحد .
أولا : الإلقاء علم :-
فالعلم نظرى منطقى يندرج تحت مظهر الفكر فعندما تسأل أحدا من الناس 5 5 بكم سيقول الجميع بـ 25 وذلك لأنها قاعدة عملية ثابتة لدى الكافة والإلقاء أيضا لديه بعض القواعد التى ينبغى على للمدرس معرفتها حتى لا يتخطاها بل عليه تعريف الطلاب بها هى:
1- براعة الاستهلال :
ويقصد بها الهجوم على بدء القول وذلك لاجتذاب أسماع المتلقين وجعلهم يتركون أية أحاديث أو أشياء أخرى ويلتفتون إليه وعليه فإذا قام المدرس بشرح الدرس ووجد أن التلاميذ يحدثون بعضهم البعض فعليه أن يعلم أنه لم يحسن الاستهلال وأيضا لا يجيد الإلقاء .
2- أحكام الوقف :
على المدرس وهو يقوم بتأدية عمله أن يعلم أنه ليس كلاما فقط عليه أن يقذف به فى وجه تلاميذه بل أيضا هناك فترات صمت لها قيمتها الفنية المؤثرة والوقف هو قطع الكلمة عما بعدها وذلك لإحداث تأثيرها أو للتنفس أو غير ذلك والوقف له أنواع ثلاثة هامة جدا وهى : الوقف التام – الوقف الناقص (المعلق) – الوقف السيئ .
 ** الوقف التام : وهو الوقف على تمام المعنى .
 ** الوقف الناقص (المعلق) : ويستخدم هذا النوع من الوقف لأغراض فنية متعددة فمثلا استخدم هذا النوع للتشويق وإبراز معانى الكلمات حسب مرتبتها وتغير مقامات الصوت والخروج عن الرقابة فى الأداء والتى تسبب الملل وأيضا يستخدم كمحطة للمتلقى للتزود بالهواء اللازم لاستكمال القول.
أماكن الوقف :
1- بعد القول مثل – قال – قل – قلت – قلنا – قالوا .
2- بعد المنادى . 3- بين المبتدأ والخبر للتشويق .
4- بعد القسم . 5- بعد الشرط وجواب الشرط .
6- بعد السؤال والتعجب والاستفهام . 7- قبل وبعد الجمل الاعتراضية .
8- بعد حروف التلخيص مثل : إذا – أجل – نعم – لكن .
 ** الوقف السيئ : وهو ما يفسد أو يغير معنى ومثال ذلك قوله تعالى (إن الله لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضه فما فوقها)
فإذا وقف المؤدى عند كلمة يستحى فإنها تفسد المعنى ويكون الوقف سيء ولهذا يجب مراعاة ذلك حتى لا نغير ونفسد المعنى .
3- التركيز على مناطق فى الكلام :
يجب أن يم التركيز على مناطق معينة فى الكلام الملقى حتى يصل للمستمع بدقة وذلك للأهمية القصوى لهذا القول وهو ما يسمى بيت القصيد وذلك بمراعاة إشباع حروف اللين لأنها تضيء الكلمة والاهتمام أيضا بالفعل وسط الجملة فهو الذى يضيء الجملة .
4- خروج الحروف من مخارجها السليمة :
نظرا لان الإلقاء هو النطق بالكلام على صورة توضح ألفاظه ومعانيه فلابد للمدرس أن يكون ملما بحروف اللغة العربية من حيث مخارجها حتى لا ينطق حروفا من غير مخارجها فتؤدى عند المستمع لمعنى مخالف لما يقصد ومخارج الحروف الرئيسية خمسة هى :
1- الجوف : وهو مخرج حروف اللين الألف والواو والياء .
2- الحلق : من أقصى الحلق نحو الداخل الهمزة والهاء .
من وسط الحلق العين والحاء .
ومن أدنى الحلق ناحية الفم الغين والخاء .
3- اللسان : وهو مخرج لحروف القاف والكاف والجيم والشين .
4- الشفتان : وهى محرج لحروف الباء والميم والنون .
5- الخيشوف (الأنف) : وهو مخرج لحروف الميم والنون .
هذه هى المخارج الرئيسية ولكن هناك مخارج أخرى مثل طرف اللسان من سقف الحلق بشكل ترددى مثل الجرس فى الراء وطرف اللسان مع الأسنان فى حروف الظاء والذال والثاء .
ثانيا : الإلقاء فن :-
ولذلك لكون القول عندما يقال بطريقة فنية جيدة يحدث أثرا بالغا فى النفس البشرية والمشاعر والأحاسيس ويحدث ذلك بإتباع الأتى :
1- رفع الصوت وخفضه (الفوليوم) : ويتم ذلك حسب مقتضيات الألفاظ وأهميتها فى القول
 ويؤدى ذلك لكثرة الرتابة والملل لدى المتلقى .
2- تغليظ الصوت وترقيقة (التون) : ويقصد به الأداء بصوت رقيق غليظ حسب مقتضيات القول
 والتنقل بينهما أيضا يكسر الملل والرتابة ويؤدى إلى تشويق المستمع لمزيد من الاستماع .
3- الأداء من الجواب والقرار : وهما منطقتان للأداء الأولى هى الأداء من الحنجرة وتسمى منطقة  الجواب والأخرى هى الأداء من الصدر وهو المنطقة الدافئة وتسمى القرار والتنقل بينهما أيضا  يساعد على التشويق وعدم الملل .
4- استخدام الإشارة : يؤدى استخدام الإشارات الصحيحة مع الأداء باليدين إلى تأكيد المعانى ولفت نظر المتلقى لأهمية ما يقال .
5- استخدام الإيماءة : ويتم ذلك عن طريق تحريك الرأس بإيماءات ذات مدلول ومعنى يتفق مع  القول الذى يلقى فيزيد من تأكيده بالإيحاء إلى أهميته .
6- التعبير بالوجه : مع كل ما سبق يجب على المؤدى أن يقوم بتغيير تعبيرات الوجه حسب معانى ما  يقال حتى يجذب المتلقى لمتابعة تعبيرات الوجه مع حركة الرأس مع إشارات الأيدى وذلك بواسطة حاسة البصر والمشاعر والأحاسيس ويتم ذلك فى نفس الوقت الذى يكون المدرس يلقى فيه درسه بشكل جيد يلتقطه الطالب المتلقى عن طريق حاسة السمع فيؤدى ذلك إلى شغل جميع حواس الطالب مع أستاذه فلا يمكنه الإنشغال عنه بأى شيء آخر وهذا يأكد أهمية المسرح ومفرداته ومنها الإلقاء فى العملية التعليمية


مجدى مرعى