بقاعة ثروث عكاشة .. مناقشة رسالة الباحثة داليا همام

بقاعة ثروث عكاشة .. مناقشة رسالة الباحثة داليا همام

العدد 659 صدر بتاريخ 13أبريل2020

أقيمت الأثنين الماضى بقاعة “ثروث عكاشة” بمعهد النقد الفنى مناقشة رسالة الماجستير المقدمة من الباحثة داليا همام  والتى حملت عنوان “ غادة الكاميليا وكارمينا بورانا من النص إلى العرض”
وذلك بحضور مجموعة من الأستاذة والأكاديمين لجنة المناقشة والحكم  وهم ا.د أشرف ذكى رئيس أكاديمية الفنون مناقشا من الخارج ،ا.د شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق وأستاذ فلسفة الفن وعلومه، ا.د أحمد بدوى مناقشا ومشرفا أساسيا ورئيس قسم النقد الأدبى ،ا.د سامح صبرى أستاذ الأداء الحركى بمعهد النقد الفنى مشرفا مشاركا ومناقشا ،أ.د وليد شوشه أستاذ النقد والموسيقى ووكيل المعهد العالى للنقد الفنى مشرفا ومشاركا ومناقشا
استهل المناقشة د. أحمد بدوى الذى رحب بالأستاذة والحضور معربا عن سعادته بالتواجد وسط هذة الكوكبة من الأساتذة فى عدة تخصصات مختلفة
ثم قام د. أحمد بدوى بالتعريف بالباحثة داليا سيد همام وسيرتها الذاتية فهى حاصلة على بكالوريوس الدراما والنقد عام 2013 وحاصلة على دبلوم الفنون المسرحية عام 2015 ودبلومة الدراسات العاليا معهد النقد الفنى أكاديمية الفنون عام 2018 وهى تعمل كباحث ثقافى مسرحى بمسرح الشباب بالبيت الفنى للمسرح ، بالإضافة إلى عملها كمسئول النقد بهئية تحرير بنشرة المهرجان القومى عام 2019 وعضو لجنة مشاهدة بالمهرجان ... ألخ وغيرها من المهرجانات فالسيرة الذاتية عامرة بالعديد من الأعمال الهامة                         
تلى كلمة دكتور أحمد بدوى قراءة الباحثة داليا سيد همام لملخص الرسالة وقبل قراءتها لملخص الرسالة وجهت الشكر لجميع الأساتذة والشكر للمعهد العالى للفنون المسرحية الذى درست به معربه عن سعادتها بإلتحاقها بمعهد النقد الفنى ، كما وجهت الشكر لإكاديمية الفنون وذلك لوجود معهد النقد الفنى به والذى ساعدتها جميع أقسامه بشكل كبير فى رسالتها
إرتكزت الباحثة داليا همام فى رسالتها على فكرة هامة وهى فكرة “هنا والأن “  وقالت عنوان رسالتى هو “غادة الكاميليا وكارمينا بورانا من النص إلى العرض “ وأدرس من خلال رسالتى رحلة التحول والإنتقال لهذة النصوص “غادة الكاميليا “ و”كارمينا بورانا “ وصولا لتحولها إلى عروض ولدى مشكلة أساسية ، أحاول الوصول إلى نتائج وحل لهذة المشكلة فى آخر البحث والمشكلة هى “ هل المقصد الدرامى يتغير من المؤلف إلى العرض أم لا “
وقد رصدت رحلة التحول فى ثلاثة فصول الفصل الأول هو تأسيس نظرى يتكون من ثلاثة مباحث المبحث الأول أدرس به فكرة تطور النص وأبدا بفكرة “هنا والأن” فهذا التساؤل هو سبب فى إختيارى العينة البحثية وتابعت فى المبحث الأول أرصد هذا التطور وأبدا من فكرة “هنا والأن “ فى القرن الواحد والعشرين وأعود بشكل عكسى لمعرفة جذور هذة النصوص وكيف كانت وفى المبحث الثانى أتعرف على تطور العروض من خلال فكرة “هنا والأن “ وأشاهد العروض الآنيه الحالية فى القرن الواحد والعشرين وأعود مرة آخرى لبداية تطور العروض عموما فبدأت بأفكار منهج ومسرحيات “إدوارد كريج” و”أدولف آبيا” و “أرتو”وصولا إلى الأفكار الجديدة التى تحوى تكنولوجيا وإنفتاح ورقص وتمازج بين الصورة والحركة
وأضافت “ المبحث الأخير يناقش فكرة ظروف الإنتاج وأدرس كارمينا بورانا وقد إكتشفت أنها ليست مردودة لرهبان العصور الوسطى كما هو متداول عنها ولكن يرجع تاريخها لشاعر يدعى “كاتولوس” وقد تعاونت معى فى هذة الجزئية د. فوزية حسن لإنها قامت بترجمة أشعار كارمينا بورانا من الألمانية إلى العربية بالإضافة إلى “غادة الكاميليا” لألكسندر دوماس الأبن
والتى كتبت عام 1848 إبان فترات ثورات الربيع الأوربى وأدرس رحلة تطورها والتى تعد نموذجا لرومانسية مبكرة وفى الفصل الثانى أحلل النصوص والمنهج الذى أعتمدت عليه هو منهج “ التحليل الثقافى “ ويسمح هذا المنهج بالإستعانه بمناهج آخرى ومنها المناهج الإجتماعية
وقد إستعنت هنا بمجموعة من الأدوات بمساعدة دكتور أحمد بدوى فقد إستخدمت “ أداة الفهم والتفسير “ مستعينة بمنهج “البنيوية التوليدية “   فأرى طبقات المجتمع هذة الفترة وأرى الإنساق المضمرة فى النصوص وقد توصلت إلى تيمات أساسية فى كلا من نص كارمينا بورانا وغادة الكاميليا ففى الأولى وصلت إلى تيمة صراع الإنسان مع القدر وشهواته وكيف يستطيع كبحها بينهما فى غادة الكاميليا هناك تيمة أساسية وهى تيمة الحب المستحيل ونص “ليبرتو” ولأنه يقدم بشكل غنائى درست تطورة بالشكل التقليدى “بداية ووسط ونهاية”
وتابعت فى الفصل الثالث أدرس عينة تطبيقية وهى عبارة عن عروض لكارمينا بورانا ففى المبحث الأول أدرس علاقة الموسيقى بالدراما وكيف يرى مبدع الموسيقى الأدب بشكل عام وقد توصلت بمساعدة د. وليد شوشه لكل ما يخص الموسيقى التى كانت أقرب إلى الفلسفة كما ساعدنى د. سامح فى تحليل نص كارمينا بورانا موسيقيا مستعينا ببعض قصائد “كارل أروف “ والتى وضع بها فرتونا فى البداية والنهاية فأصبح بنائها بشكل دائرى والفرتونا تعبر عن تيمة أساسية جوهرية فى كارمينا بورانا ولها صدى معظم الوقت وتعزف على مدار المقطوعة وقد قسمها كارل أورف لثلاثة مجموعات لحنيه بخلاف الفرتونا المجموعة اللحنية الأولى بها قصائد الربيع المجموعة اللحنية الثانية هى الحانة والثالثة هى أحوال العشاق
ويعتمد كارل أورف على فكرة التكرار وقد عرفت هنا كيف يمكن أن يحدث تمازج وتكامل بين الالات الموسيقية والأصوات البشرية
وإستطردت قائلة فى المبحث الثانى والأخير أخترت مجموعة عناصر بمساعدة كلا من د. أحمد بدوى ود. وليد شوشه ود. سامح صبرى وهى عناصر التكنيك والسينغرافيا وهى كل ماهو مرىء على خشبة المسرح بما فيها المؤدى فأدرس كل العناصر وكيف كانت مستخدمة فى العروض فهناك عناصر فكرية وهى الفلسفات الحاكمة فى القرن الواحد والعشرين وفى هذا المبحث نجد أن الرقص يتجلى بشكل كبير بالإضافة إلى جسد المؤدى الذى يعد الإساس و التفرقة بين فنون الرقص المختلفة وذلك بمساعدة دكتور سامح تعرفت على البالية الكلاسيكى والمعاصر والرقص الحديث وغيرها
وعن نتائج البحث أشارت قائلة “ وصلت إلى مجموعة من النتائج ومنها أن هناك حالة تجاور بين العروض فنجد عروض الرقص الحديث بجانب عروض الرقص المعاصر وجسد المؤدى وقد رجعت إلى الفنون القديمة ومنها اللعب بالعصى وعرائس القفار بالإضافة إلى الأكروبات وفنون السيرك كما أن عروض القرن الواحد والعشرين يترك المخرج بها النهاية مفتوحة للمتلقى وهو الذى يضع النهاية بنفسه بالإضافة إلى وجود عوامل مشتركة بين غادة الكاميليا وكارمينا بورانا مع  الملاحظة أن غادة الكاميليا رواية وكارمينا بورانا شعر ولكن الزمن التى قدمته به غادة الكاميليا هو عام 1848 وهى ثورات الربيع الأوربى وهى نفس الفترة التى ترجمت به أشعار كارمينا بورانا هذا بالإضافة إلى عروض القرن الواحد والعشرين والتى تعتمد بشكل كبير على الحركةوالموسيقى عقب قراءة ملخص الرسالة تم عرض مادة فيلمية لمقتطفات من عروض لكارمينا بورانا وأوبرا لاترافياتا
وفى كلمته وجه د. أشرف ذكى التحية للإساتذة المناقشين فى الرسالة معربا عن سعادته عن تواجده وسط هذة الكوكبة المتميزة من الأساتذة ومناقشة الرسالة فى معهد عريق مثل معهد النقد الفنى كما أشاد بإختيار الباحثة داليا همام لموضوع الرسالة معقبا على بعض الأمور الخاصة بالرسالة على مستوى الشكل والمضمون ومنها مقدمة البحث وضرورة إعطاء الهوامش مساحة أكبر بالبحث بالإضافة إلى سؤال البحث والنتائج الخاصة به.
بينما أعرب د. شاكرعبد الحميد عن سعادته بالتواجد على المنصة مع د. أشرف ذكى وإعتزازه  به كأنسان ومثقف وإدارى موضحا أن علاقته به بدأت منذ أكثر من 20 عاما ووجه الشكر إلى كلا من د. أحمد بدوى د. وليد شوشه ود. سامح صبرى أشاد دكتور شاكر عبد الحميد بالباحثة داليا همام واصفا إياها بالباحثة الطموحة موضحا تأسسها بشكل جيد فى المعهد العالى للفنون المسرحية والذى أكتسبت من خلاله العديد من المهارات بجانب المعهد العالى للنقد الفنى فقد جمعت بين الحسنيين
وعقب د. شاكر عبد الحميد على بعض الملحوظات ومنها ان كارل اورف كتب عمله “كارمينا بورانا “ فى عام 1935 وعرضت فى عام 1937 فترة وصول هتلر للحكم فلم يكن كارل اورف يتمتع بالنزاهة الثورية فقد نال رضى من الحزب النازى وقد حاز على شهرة كبيرة فى ألمانيا لهذا السبب وضرب د. شاكر عبد الحميد لمثال هام لكارل اورف وهو تخليه عن صديق الذى كان يعمل فى جناح ثورى ، بالإضافة ثورات الربيع الأوربى عندما فشلت إنتهت بنظم حكم قمعية فلا يمكن التركيز فقط على الجوانب الإيجابية دون ذكر الجوانب السلبية ، بالإضافة إلى تشابه المرحلة الحالية وما نتعرض من من فيروس كورونا لما كان يحدث فى العصور الوسطى من تفشى وباء الطاعون الإسود ولكنه معهد لعصر النهضة بعد ذلك كما ان العمل يتحدث عن الموت والقدر والصعود والهبوط الذى يحدث فى حياة الإنسان موضحا أن “كارمينا بورانا “ جاءت فى توقيتها ثم ذكر دكتور شاكر عبد الحميد بعض الملحوظات الخاصة بالمصطلحات الرئيسية والاهتمام بالمخلص الخاص بالرسالة بالإضافة إلى عدم التكرار فى الأسماء وأختتمت المناقشة بحصول الباحثة داليا همام على درجة الماجستير بتقدير إمتياز

 


رنا رأفت