إيمان الصيرفي: لا بد من اختيار النص الذي يشبه المجتمع واللغة التي يفهمها

  إيمان الصيرفي: لا بد من اختيار النص  الذي يشبه المجتمع واللغة التي يفهمها

العدد 653 صدر بتاريخ 2مارس2020

ضمن فعاليات مهرجان نقابة المهن التمثيلية الذي أقيم على مسرح النهار، أقيمت ندوة نقدية حول عرض «تحت شجرة الدردار» تحدث فيها المخرج إيمان الصرفي، والفنانة منة تيسير، وأدراها الفنان جلال الهجرسي الذي استهل الندوة بالقول إن العرض يقدم برؤية مختلفة وجديدة وكذلك بديكور وإضاءة رائعين، ونص شائك قدمه المخرج بطريقة محترفة، وتساءل الهجرسي: لماذا يقدم مخرجونا تلك التجارب وما الهدف من تقديمها؟ وهل يقدمونها للجمهور أم للمتخصصين في المسرح؟ أضاف: لذلك فإن عمل المخرج يعد من أصعب المهام، لأنه من يؤلف الأحداث وصانع السينوغرافيا والرؤية والأداء، لأنه من يختار مهندس الديكور ويوجهه لما يطمح له، وهو من يختار شكل الملابس والمسئول عن البنية الصوتية للعرض، أصوات الممثلين والموسيقى والألحان. وسأل أيضا: ما معنى كلمة سينوغرافيا؟ وأجاب: تنقسم كلمة السينوغرافيا إلى قسمين (سينو) تعني المشهد أو الفعل و(جرافيا) التي تعني المكان، وأرى أن مهندس الديكور هو صانع السينوجرافيا، لأنه من يشكل فضاء خشبة المسرح.
أما عن العرض المسرحي (رغبة تحت شجرة الدردار) فأشار الهجرسي إلى أن رؤيته البصرية رائعة حيث استغل المخرج الإضاءة والمكان وطبيعة العلاقة بين الممثلين وبعضهم البعض لخدمة العرض، كما قدم نص “يوجين أونيل” في حقبة زمانية غير الحقبة التي كتب فيها، لذا كانت هناك بعض المشكلات في أداء الممثلين، أولها أن ما يقرب من 60% من كلام الممثلين غير مفهوم، لم أدرك منه غير القليل، وكان يجب على الممثل أولا أن يكون حواره واضحا وهو من أساسيات التمثيل، كما لا بد من السيطرة على البنية الصوتية لدى كل ممثل عند انفعاله.
فيما قال الفنان إيمان الصرفي: شهادتي في عرض (رغبة تحت شجرة الدردار) مجروحة، لأن معظم فناني العرض سكندريون، بلدياتي، وبالطبع أتمنى أن تكون الإسكندرية منارة للفنون وأن تظل كذلك. أضاف: عندما طُلب مني أن أنهي مشواري الفني بتولي إحدى الفرق المسرحية اخترت فرقة الإسكندرية الاحترافية، وعملت جاهدًا على تكوين تاريخ لهذه الفرقة، بحيث تصبح المثل الأعلى أمام الفرق الأخرى.، أضاف الصرفي: أشفق على الخريجين الجدد في المعهد العالي للفنون المسرحية، لأنهم سواء كانوا مخرجين أو ممثلين لم يدركوا طبيعة المجتمع الذي يعشيون فيه، عندما يرغب الفنان في تقديم عرض مسرحي فلا بد من اختيار النص الذي يشبه هذا المجتمع، الذي يحتوي على لغة سهلة، لكي يسهل على الجمهور من غير المتخصصين فهمها، أو القيام بتمصير النص إلى العامية التي أصبحت لغة أساسية في مصر.
كما قالت الفنانة منة تيسير: سعيدة بعرض (رغبة تحت شجرة الدردار) وكذلك بمجهود فريق العمل، وقد أخرجوا كل مواهبهم في تقديم هذا العرض الرائع، لكن ملاحظتي التي أحب أن أوجهها لمخرج العرض “حليم الجندي” هي أن عرض مسرحية في ليلة واحدة فقط سلاح ذو حدين، لذا فلا بد من أن نحرص على تقديم أفضل ما لدينا، خاصة إذا كان مخرج العرض هو بطله أيضا. أضافت: كان يجب على المخرج أن يقوم بعمل بروفات أكثر على الصوت والإضاءة والموسيقى، وأن يهتم بالأشياء الصغيرة، لأنها من الممكن أن تهدم عرضا مسرحيا. أشارت إلى أن الفنان محمد صبحي يعمل 40 بروفة جنرال.. لأنه يدرك تمامًا أنه في ليلة العرض سيكون ممثلاً على خشبة المسرح، فكيف يتصرف إذا حدث خلل في الإضاءة أو الموسيقى أثناء تمثيله. تابعت: لذلك أرى أنه من الصعب أن يكون المخرج هو أحد أبطال العرض المسرحي، لأنه يحرص على بلورة الموهبة لدى الممثلين الآخرين وينسى أنه أحد الممثلين، وأنه لا بد أن يخرج كل طاقته وتركيزه في الشخصية التي يقوم بها.
 

 


شيماء سعيد