ضمن فعاليات مهرجان نقابة المهن التمثيلية ندوة عرض «المنعزل»

ضمن فعاليات مهرجان نقابة المهن التمثيلية ندوة عرض «المنعزل»

العدد 646 صدر بتاريخ 13يناير2020

ضمن فعاليات مهرجان نقابة المهن التمثيلية في دورته الرابعة أقيمت ندوة عن عرض “المنعزل” تأليف محمد أبو العلا السلامونى وإخراج سلمى رضوان
تحدث بالندوة الناقد أحمد خميس الحكيم والمخرج إيمان الصيرفي بحضور المخرجة سلمى رضوان.
 بدأت الندوة بمداخلة الناقد أحمد خميس الذي قال : تحت التهديد مسرحية للكاتب محمد أبو العلا السلامونى حصل بها د. علاء قوقه على جائزة التمثيل بإحدى دورات المهرجان القومي وحصل الكاتب محمد أبو العلا السلامونى على جائزة التأليف كما حصل عن العرض المخرج محمد متولي على شهادة تميز، وقدم هذا العمل مرتين أحدهما بمركز الهناجر للفنون والمرة الثانية بمسرح الغد واليوم نرى النص مرة أخرى تحت اسم “ المنعزل “ .
أضاف: هناك اختزال للعديد من مواقف النص الأصلي بحيث بقيت العلامات الأساسية كما هى، وتساؤلنا الآن: ماهى العلامات الأساسية ؟ هي تشمل الصراع الداخلي بين الزوج الذي أتم عشرة سنوات داخل السجن فى جريمة لم يقترفها وطوال الوقت يفكر بأن زوجته هى السبب الرئيسي للزج به فى السجن.
وتابع : فى العرض عالمين راهن عليهما كلا من المخرجة والمعد وهذان العالمان يحتدم بينهما صراع، فالعالم الأول هو عالم الحلم الذى يبدأ العرض به وذلك من خلال مشهد الأشباح التي تحيط ببطل العرض وتنتهي المسرحية عند نفس الحالة فى بناء دائري، والصراع الثاني هو بين الزوج والزوجة، والمحاكمة الرئيسية التى يقيمها الزوج لمجموعة القضاة الذين حاكموه وفى نفس الوقت المحاكمة التي يقيمها لزوجته التي تعد السبب الرئيسى لدخوله السجن ، وهذا الرهان عملت عليه المخرجة بمنطق التصور الذي رأته وكان هذا التصور فى عقلها يعد أكثر أهمية من الذي خرج على خشبة المسرح.
وأضاف الحكيم : كانت هناك بعض المشكلات فى الحركة وفى استقبال بعض الأفكار التي يتم تمريرها للمتلقي بأننا فى عالم الحلم، والشخصيات التى تعبر عن الحلم و تختلف عن الشخصيات الحقيقي،ة وكان من الهام أن يتضح للمتلقي أننا فى عالم الحلم، وأن يتضح هذا العالم جماليا في عين المتلقي فطالما ذهبنا إلى هذا الرهان فى الطرح فيجب الذهاب إليه بكفاءة.
واستطرد قائلا : إذا قمنا بتجنيب الدراما الحركية التي بدأ بها العرض المسرحى وانتهى بها الحدث الدرامي فقد كان يجب العمل على مستوى آخر وهو المشاهد الداخلية ، وهى توضح لنا الحياة الصعبة التى عاشها الزوج وعلاقته بالزوجة التي تتعدد الشخصيات بداخلها، ففى وقت ما توضح لنا أنها محبة لهذا الزوج وتنتظره لمدة عشر سنوات، وفى مشاهد أخرى يتضح أن هذه السيدة غير سوية فهي تقيم علاقة مع المحامى الخاصة بالزوج وكما سبق وأشرت فهناك رهان على الكابوس والحقيقة فى نفس الوقت، وهى تركيبة معقدة تتطلب تدرج فى الأداء ووعى مختلف من لحظة إلى لحظة أخرى.. أضاف: كما تبدو هناك خشونة فى تقديم الشخصيات وخشونة في تمرير هذا النوع من القضايا والأفكار للمتلقي ليتشبع بهذه القصة،
كذلك يجب على المخرج الذي يقدم تجربته الأولى أن يكون مخرجا فقط وليس مخرجا وممثلا فى العرض نفسه ، فهو رهان صعب للغاية، يجعل المخرج لا يرى لحظات هامة من التكوين الداخلي للعرض المسرحى، فهناك مشهد لم يظهر أداء الممثل وما المعنى الذي من المفترض أن يقدمه، تابع :
كما أعتقد أن المخرجة وقعت فى صعوبة كبيرة وهى الاشتغال على شخصية الزوجة وهى شخصية معقدة ولها تركيبة من نوع خاص والاشتغال على الحركة مع مجموعة الممثلين والاشتغال على تداخل العناصر مع بعضها البعض مثل الموسيقى وكفاءة الديكور والحركة وأداء الممثل، ولذلك يفضل للمخرج الذي يتصدى لإخراج عمل للمرة الأولى أن يقلل من مهامه ويتفرغ فقط للإخراج والحقيقة أنى مشفق على مخرجة العرض والضغوط التى تعرضت لها.
 وفى النهاية حيا خميس المخرجة وفريق العمل وخاصة أن العمل مر بالعديد من الصعوبات” وأضاف: سلمى رضوان الممثلة أكثر أهمية من سلمى رضوان المخرجة لأنها اجتهدت كثيرا فى الشخصية الدرامية التي قدمتها، وقد قدم الفنان ياسر أبو العينين دور رائعا خاصة في اهتمامه بجانب اللغة العربية الفصحى، وقد حقق عنصر الديكور الحد الأدنى من الدراما ،كما تميز عنصر الأزياء والماكياج فى تقديم الشخصيات التي ترتدى أقنعة، وهو أمر جيد يوضح ما وراء الشخصيات،
وأخيرا أتمنى أن تستكمل سلمى رضوان مشوارها الفني بتقديم عروض أهم بوعى أكبر وبامتلاك أكبر لعناصر العرض المسرحى.
وفى مداخلته وجه المخرج والناقد إيمان الصيرفي الشكر للناقد أحمد خميس الحكيم وذلك لتحليله النقدي الواعي لكل مفردات العرض مؤكدا على أهمية الندوات فى إفادة جميع عناصر العملية المسرحية وقال الصيرفي إن العرض أصابه بصدمة حيث هرب من يد فريق العمل .
وحول فكرة أن يشغل المخرج نفسه بالتمثيل داخل عروضه قال : إن مفردات العمل المسرحى تتطلب متابعة وملاحظة دقيقة ما قد يسبب ضغوطا على المخرج عندما يمثل ، وهو ما ظهر على مخرجة العمل فالتمثيل يتطلب درجة من درجات الثبات غير العادية.
واستطرد قائلا “ وقعت مخرجة العمل فى مأزق كبير ولا أدرى لماذا ؟ وخاصة أنها كمخرجة تدرك أن الصوت أحد أدوات التوصيل الرئيسية ، فهناك ألفاظ غير واضحة فى بعض المشاهد، بالإضافة إلى حركتها المترددة بين الذهاب والعودة واهتمامها بتفاصيل أخرى على حساب اللحظة الدرامية وهو شىء يمثل خطورة كبيرة . أضاف: وبرغم وجود الفنان ياسر أبو العينين المتمكن من أدواته ، خاصة اللغة العربية الفصحى إلا أن بعض الممثلين لم يجيدوا نطق اللغة بشكل صحيح من حيث إيقاعها وجرسها وجمالياتها الخاصة بالإضافة إلى أن الشخصيات المحيطة وقعت فى نفس المأزق وهو عدم وضوح الألفاظ وهو ما أدى إلى تناثر همسات وضحكات فى المسرح، وبرغم كفاءة الموسيقيين فى العزف فقد تم استخدام بعض الجمل الموسيقية من عرض سبق وهي الجمل التى تحوى قلق وتوتر.
وتابع : هناك أبجديات للعمل المسرحى ومنها عدم ظهور الكواليس ولكننا كمشاهدين رأينا الكواليس خلال أحداث العرض وكان من الممكن إخفائها وجميعها أمور يمكن التغلب عليها من خلال تقديم تجارب أخرى ،وأختتم مداخلته بتقديم الشكر لكل مجموعة العمل التي تحمست للتجربة متمنيا تقديم تجارب متميزة في المرات القادمة.
بينما أشارت سلمى رضوان إلى حبها لنص الكاتب محمد أبو العلا السلامونى موضحه أن النص فلسفي ما يجعله متعدد وجهات النظر لكل من يشاهد.
وأوضحت: “هناك خط درامى كنت أتمنى أن يتضح وهو أن بطل العرض فنان سجين لأوهامه وأحلامه وهو خط هام للغاية، وقد قدمت النص برؤيتي الخاصة المختلفة عن ما تم تقديمه من قبل.
تابعت قمت بعدة جلسات عمل مع معد النص وليد طارق بقسم الدراما على النص وأحترم وجهات نظر الأساتذة والمتخصصين، ففكرة عمل المخرج كممثل في العمل أمر بالغ الصعوبة، وقد عانيت كثيرا نظرا لظروف العديد من الممثلين ، وهو ما جلعنى أقدم دور الزوجة و لإصراري على تقديم هذه التجربة وحبي لها.
 

 


رنا رأفت