سأستمر في نشر السعادة وصية عم صابر المصري في حفل تأبينه!

سأستمر في نشر السعادة وصية عم صابر المصري في حفل تأبينه!

العدد 635 صدر بتاريخ 28أكتوبر2019

«اليوم وبعد أن تجاوز عمري 80 عاما وفقدت بصري تماما، أعلن أنني سأستمر في نشر السعادة والضحك بين الناس، لم أفقد الأمل يوما في قدرتنا على صنع عالم سعيد فلا تفقدوا الأمل في ذلك»، تلك كانت وصية عم صابر المصري، شيخ لاعبي الأراجوز، بعد أيام من تجاوزه سن الثمانين لم يمهله القدر أكثر من أيام معدودات، ووافته المنية يوم 7 أكتوبر الجاري.
أقامت فرقة ومضة لعروض الأراجوز بالتعاون مع بيت السناري التابع لمكتبة الإسكندرية، حفل تأبين لشيخ لاعبي الأراجوز العم صابر المصري، في مقر بيت السناري بالسيدة زينب.
وقال الدكتور نبيل بهجت، خلال حفل تأبين شيخ لاعبي الأراجوز: «عندما تتأمل قسمات وجهه لا ترى إلا الوطن. تسمع صوت أمانته يحيط بالمكان فتشرق وجوه الأطفال بالضحك حتى تغرورق أعينهم بالأمل، يحملها للناس من دون مقابل، أن تصنع ذلك فتلك عبادة، أن تحملها للناس فتصلي صلاة الفرح وتلزم باب الفرح، فتلك عبادة، أن تحيا مثل المصباح بقلب العتمة لينير لأهل الدرب طريقا، فتلك عبادة».
وأضاف «بهجت»: «في صحبة العم صابر تشعر أنك في حضرة عشق صوفي، هو إمام الفرح فيها، سألته عن شعوره بالضحكات التي تنهمر عليه ولا يراها بحكم فقدان نظره في السنوات الأخيرة؟ فأجاب: «قلبي يراها»، ولسان حاله يقول: «قلوب العاشقين لها عيون.. ترى ما لا يراه الناظرون».
وألقى «بهجب»، خلال الحفل، قصيدة تقول كلماتها: «وبفقدك صارت كل مباهجنا أشياء، وتناثر قلبي كزجاج مكسور فوق رصيف العمر، من يجمعني ويرمم شرخ الوجد/ فرفيق الدرب وشيخ طريقتنا أخرجنا من حضرته/ بل قد خرج ليرقى/ ترك الجُلّاس دون الورِد ودون دليل، كنت تجلي وأنيس الخلوة بابا للملكوت/ كنت وكنت لم يكشف سرك إلا الموت/ فأعذرني لو بحت. أن تصنع من قلب الجوع الفقر، القهر، الضحكات فتلك عبادة/ أن تحملها للناس فتصلي صلاة الفرح وتلزم باب الفرح فتلك عبادة/ أن تحيا مثل المصباح بقلب العتمة لينير لأهل الدرب طريق، فتلك عبادة/ مولاي الحمل ثقيل والكل تخلى أو باع/ مولاي قد عاهدنا الله فلماذا أسرعت خطاك إلى النور وحيدا وتركت غريبا/ لا أبكي جزعا بل خوف من كشف الستر/ فشيخ طريقتنا وإمام الحضرة أخرجنا أو قُل مَل من الجلّاس ودخل بطي النور فحُجبنا».
شارك العم صابر في الكثير من المشروعات والمبادرات التي أطلقتها فرقة «ومضة»، ومنها: “مشروع إعادة الأراجوز للشارع” الذي بدأ منذ 2003، و”مشروع دراما في الفصل المدرسي” الذي بدأ منذ 2007، و”مشروع هنروح للناس مسرح ببلاش” في 2013، كما شارك بعروضه في عمل مشروع الأرشيف القومي للأراجوز المصري الذي أصدره المجلس الأعلى للثقافة في 2012.
قدم عم صابر عروضا في الكثير من دول العالم ومنها: «إيطاليا، وإسبانيا، وفرنسا، واليونان، وتونس، وموريتانيا، والكويت، والبحرين، والإمارات، وغيرها»، كما كان يقدم عرضا أسبوعيا مع الفرقة في بيت السحيمي بالمجان للجمهور، وحصل كذلك على الكثير من شهادات التقدير والدروع، من وزارة الثقافة التونسية، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت، والمكتب الثقافي المصري بموريتانيا، والمكتب الثقافي المصري بفرنسا، والمكتب الثقافي المصري بالكويت.
أما أهم الجوائز التي حصل عليها في حياته، فكانت جائزة الكنوز البشرية الحية من الشيخ سلطان القاسمي في 2016، وكذلك تكريمه من الهيئة العربية للمسرح في 2015. فيما كان أحد منجزاته الكبرى هي مساهمته في الاعتراف العالمي بفن الأراجوز من خلال منظمة اليونيسكو، كأحد أهم الفنون البشرية التي يجب الحفاظ عليها من الانقراض.
 

 


ياسمين عباس