في ندوة لمناقشة اعماله عبدة الزراع : اتجهت الي مسرح الطفل لإيماني بأنه أرقي الفنون وأصعبها

في ندوة لمناقشة اعماله عبدة الزراع : اتجهت الي مسرح الطفل لإيماني بأنه أرقي الفنون وأصعبها

العدد 612 صدر بتاريخ 20مايو2019

أقيمت فى مركز بحوث وتوثيق أدب الطفل ندوة عن شعر ومسرح عبده الزراع للأطفال وذلك بحضور كلا من الكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف ،والكاتب مصطفى غنايم ،والكاتب عبد الله مرشدى ،د. أشرف قادوس مدير عام المركز، الكاتبة صفاء عبد المنعم ومجموعة آخرى من الكتاب                            

وقد أدار الندوة الكاتب الكبير يعقوب الشارونى                                                  
فى البداية تحدث الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف عن مسرح الزراع للطفل متناولا فى مداخلته مسرحيتين هما " كوكب سيكا" و" القلم المغرور"                                            
 وقد أكد فى حديثه أن عبده الزراع فى مسرحيته " القلم المغرور" قدم عملا جيد جدا للإطفال خياله الخصب وما يحويه من أفكار ودروس تربوية                                    
 وأشار قائلا " لقد كان عبده الزراع موفقا فى أن يقدم شخصية القلم الذى يغتر بنفسه كثيرا ، ويتفاخر حتى يصل إلى الكبرياء المريض ، حين يتصور أنه الوحيد الهام بين الأدوات الكتابية فى شنطة التلاميذ،وأن لا أحد غيره لديه ما يمتلك من قوة عن باقى الأدوات               
وتابع يبدأ بينه وبين هذة الأدوات صراع فتقوم كل أداة بإستعراض قدراتها ومنها الأدوات التى لا يستطيع القلم دونها أن يمارس عمله فكانت " البراية " هى أشد الأدوات مواجهة له ، إذ أنها الوحيدة التى تستطيع أن تقلم سن القلم وتخرجه للحياة أو الوجود حين يقصف هذا السن وفى نهاية المسرحية يعيى القلم أن حياته ووجودة يتربط بوجود باقى الأدوات                            
وإستطرد ناصف قائلا "قدم عبده الزراع ذلك من خلال حوارات بسيطة ورشيقة تنقل الحدث بشكل مباشر دون إطالة أو ملل وكان هناك صرعان صراع خارجى مع الأدوات وصراع داخلى مع القلم نفسه حيث بدأ فى مراجعة نفسه مرة آخرى ليعود الى عقله ويعود لحياته ، بين أقرانه من الأدوات                                                
وقد إستطاع الكاتب أن يبعث برسالة تربوية تساهم فى تعديل سلوك الأطفال والطلبة دون مباشرة فجة أو درس مباشر "                                                    
وإختتم الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف ، حديثه موضحا أن المسرحية كانت من المسرحيات المختارة فى عام 2005 ضمن مهرجان الكاتب المسرحى  المصرى الأول الذى أسسه دكتور أسامة أبو طالب ليقدم أعمالا لكتاب لم تقدم أعمالهم من قبل على خشبات مسارح البيت الفنى                                 
بينما طرح الدكتور أشرف قادوس مدير عام مركز توثيق وبحوث أدب الطفل التابع لدار الكتب والوثائق القومية فى مداخلتة بعض الأزمات التى يعانى منها كل من شعر ومسرح الطفل بمصر،                                                                               
وقال أنه برغم تميز مصر الثقافي وريادتها الثقافية على مستوى الوطن العربي إلا أن مسرح الطفل يعانى من ضعف الميزانيات المالية المخصصة لإنتاج مسرح طفل يتسم بجاذبية الطفل إليه بديلا عن الإستخدام الكثيف لمواقع التواصل الاجتماعي ومنها اليوتيوب لدى الأطفال، سواء كانت تلك الجاذبية على مستوى النص أو العرض المبهر المقدم للطفل،                                     
وإن كانت وزارة التربية والتعليم تبذل جهودا فى ذاك الإتجاه إلا أنه من الملاحظ أن هذا الجهد لا يجذب سوى الأطفال المشاركين بالمسرح المدرسي إن وجد فى حدود مجتمعهم المحلى الضيق                                 
ولو توقفت مسابقة المسرح المدرسي على مستوى مدارس الجمهورية لتوقف هذا النشاط                          ،
وأشار قائلا "هنا لابد أن أتذكر فضل المسرح المدرسي على تكويني منذ مرحلة رياض الأطفال الذى أمتد إلى المرحلة الجامعية فلولاه ما تعلقت بأبو الفنون،                                                            
أما فيما يتعلق بشعر الأطفال فأرى أن عملنا بمجال أدب وثقافة الطفل يحتم علينا إخضاع المقررات الدراسية على الأطفال بمراحل تعليمهم المتتالية لتحليل نصوصها الشعرية وإكتشاف مدى مناسبةتقديمها لأطفال كل مرحلة عمرية من حيث الأهداف والمفردات التى تتضمنها وعلاقتها بقاموس الطفل اللغوي، فأثناء عملنا الميداني نلاحظ جفاف مناهج اللغة العربية من إثارة ومتعة الأطفال بما يتعرضون له من نصوص شعرية يرتبط بها الطفل ويحفظ بعضها بسهولة ويسر مما يساهم فى تشكيل عقل ووجدان الطفل وقت تعرضه إليها وبخاصة أن طفل اليوم يتميز بأنه يحيا بعالم إلكتروني يتعرض خلاله لمجتمعات وثقافات عدة ومن العبث أن نفصله عنها بالحرمان ويبقى الأمل فى توفير بدائل من شأنها أن تقلل من حجم إستخدامه لها بما يحميه من مخاطر التعرض غير المدروس لها بما يحصنه ثقافيا من بعض مخاطر تلك المواقع وبخاصة غير المعلومة الهوية منها والتى تستهدف بث أفكار مغلوطة وتحاول أن تقنع الطفل أحيانًا بما لا يلائم واقعه فيعيش هذا الطفل فى فصام عن مجتمعه                                                        

قال الزراع: أن الكتابة للأطفال عموما صعبة وشائكة وتحتاج قدرات وموهبة خاصة، لا تتوفر لدى الكثيرين، وخاصة أن مسرح الطفل يعتبر من أهم إنجازات القرن لما يحدثه من تأثير مباشر على عقل ووجدان الطفل، فهو الأكثر تأثيرا من أى فن آخر، من خلال عناصر العرض المسرحى كالنص والاغانى، والموسيقى، والديكور، والإضاءة، والاكسسوارات، وحركة الممثل على خشبة المسرح، وقدرته على التواصل مع الأطفال المتلقيين للعرض،                                                                   
وأضاف قائلا "إتجهت إلى مسرح الطفل على وجه الخصوص لإيمانى بأنه أرقى الفنون وأصعبها كتابة وإبداعا، فقدمت لمسرح الطفل حوالى عشرة عروض فى شتى ربوع مصر من خلال مسرح الثقافة الجماهيرية، والمسرح القومى للأطفال، الذي قدمت له عرضين الأول (القلم المغرور) عام 2005 ، من إخراج محمود حسن، وعرض ضمن المهرجان الأول للكاتب المسرحي المصرى، وكرمت عنه فى هذا المهرجان، واستمر عرضه ثلاثة والعرض الثانى هو "كوكب سيكا" عام2014 من إخراج وبطولة سيد جبر، واستمر عرضه حتى فبراير من هذا العام إى طوال خمس سنوات متتالية، وكرمت عنه فى الإحتفال بإنتصارات أكتوبر بالمسرح القومى للاطفال عام 3014 ، كما كتبت أغانى العديد من مسرحيات الطفل، فكتبت للقومى للأطفال أغانى عرض (على مبارك فارس من مصر) من إخراج محسن العزب عام 2006، وأغانى مسرحية (حديقة الأذكياء) من تأليف وإخراج صلاح الحلبى عام 2010، وكان هذا العرض بطولة الفنان الكبير عمر الحريرى، الذى رحل أثناء عرض المسرحية، وأكمل الدور الفنان ناصر سيف، وطافت مسرحياتى بيوت وقصور الثقافة، فمسرحتى (حديقة الأسرار) عرضت فى الحديقة الثقافية بالسيدة زينب فى رمضان عام 2004، اخراج عادل بركات،                                                              
 ومسرحية (حكاية قلم رصاص) عرضت على قصر 25 يوليو اخراج عادل بركات عام 2005، ومسرحية (امبراطور البلى) عرضت على مسرح قصر ثقافة العمال، بشبرا الخيمة عام 2009, من إخراج يوسف ابو زيد، وفاز هذا العرض بجائزة أفضل نص ثانى فى المهرجان الأول لمسرح الطفل عام 2010، وأوبرت (حكاية الولد ميشو) عرض على مسرح قصر شبين الكوم عام 2006، وعلى خشبة مسرح العريش فى نفس العام، ومسرحية ( القلم المغرور) عرضت بعد ذلك مسرح المنيا عام 2012, ومسرحية ( ثورة الألوان) عرضت على مسرح قصر ثقافة كفر الشيخ إخراج حسن فرو عام 2015، وفازت بالمركز الأول على مستوى الجمهورية من أحمد يوسف وغيرها من العروض                                                                 
قال الكاتب عبد الله المرشدى فى دراسته لديوان غنواية فى لعباية للأطفال  " ما أجمل أن نأتى بكنوز تراثنا القديم بعد أن نبدل ثيابه بثياب عصرية ممتعه ونضعه فى " فاترينه" زجاجية مضاءة بألوان الطيف تلفها موسيقى ملائكية  هادئة ، هذا مافعله ديوان " غنواية فى لعباية " الجزء الثانى حيث جاء بكنوز تراثنا الغنائى كى يضعه بين ، أيدى أطفالنا بكلمات جديدة تناسب العصر ، وتملس الحس الطفولى برفق وشاعرية ، وتعمله فى جو ملائكى دروسا مهمة ورائعة                                                          
وتابع قائلا " يفتتح الشاعر ديوانه بغنواية الدبة وقعت فى البير" وهنا تتجلى رؤية الشاعر فيما يقدمه للإطفال محافظا على كنوز التراث فالدبة ، فالدبة التى وقعت فى البير وكان صاحبها راجل خنزير أصبح الأن صاحبها راجل أمير وهنا يبادرنا الشاعر برؤيته الثاقبة ، وأدواته القوية ، ومعرفته لخصائص الفئة التى يكتب لها فجعل صاحب الدبة راجل أمير بدلا من خنزير ،                                                             
وأضاف ينتقل بنا الى واقع وقوع الدبه فى البير على مزاج الأمير فيقول " من يومها وهو زعلان بيفكر على طول حيران فى الدبة وإزاى يخرجها من جوا البير الغويط  وهنا مزج بين الغنوة ، والقصة من بداية وقوع الدبه فى البير ، ثم العقدة والتفكير فى خروج الدبة من البير ثم ينتقل بنا الشاعر الى الحل الجميل فيقول " قام جاله راجل حويط بحباله شدها فى الحال " فقد كان الحل موفقا جدا وبعيدا عن الخيال                                                         

قال الأديب والكاتب الكبير يعقوب الشارونى شاهدت مسرحية القلم المغرور عند عرضها للمرة الأولى وإكتشفت أن الشاعر الكبير عبده الزراع ، هو أيضا كاتب مسرحى خبير بفن كتابة المسرح للأطفال                  
وصف الشارونى نص القلم المغرور قائلا " مسرحية القلم المغرور تجمع بين المتعة والتشويق والحوار الممتاز خفيف الدم والصور القريبة جدا من الإطفال وفى نفس الوقت فهو يجمع ما بين الحوار الجيد ، والأثر الذى يتركه العمل فى نفوس الأطفال وهذة أهم مقومات مسرح الإطفال الناجح التشويق والأثر الإيجابى فى الأطفال                                                
وقد شجعته فى ذلك الوقت على أن يستمر فى الكتابة لمسرح الطفل بجوار إهتمامه بالشعر                                                               
الكاتب مصطفى غنايم أشار فى حديثه إلى تجربة عبده الزراع المتنوعة مابين شعر الفصحى مثل ديوان "الوردة" الصديقة واشعار العامية مثل "غنوايه فى لعباية" بالإضافة إلى كتابة مسرحيات الاطفال مثل "القلم المغرور" و" كوكب سيكا " وحكايات مثل و"ألوان عمر" ثم تحدث عن قصة " ألوان عمر " والتى تتحدث عن قضية عصرية وهى إرتباط أطفال اليوم بالوسائل التكنولوجية الحديثة وهل هذة الوسائل قادرة أن تزيح الوسائل التعليمية القديمة ؟                     
وقد تجلى هذا فى ترك بطل القصة عمر " الألوان" وإتجه الى الكمبيوتر  مما أدى الى تمرد الألوان على عمر وبدأت أجهزة الكمبيوتر فى عمل لقاء وحوار فيما بينها                                                           
وتابع فكرة العمل تدور حول فكرة التعايش والتكامل والتعاون بعيد عن الصراع والصدام ويتجلى ذلك فى معرفة عمر فى نهاية القصة إلى أن الكمبيوتر له أدوار والألوان لها أدوار بجانب التكنولوجيا وهو ما يعزز من فكرة التعايش والتكامل ويعكس ضروة الحوار المجتمعى                                                           


وإختتمت فاعليات الندوة بمجموعة من المداخلات                                                                
 


رنا رأفت