العدد 619 صدر بتاريخ 8يوليو2019
عشرة عروض مسرحية قدمها شباب المخرجين باللقاء الثاني لشباب المخرجين من 19 وحتى 30 مايو الماضي على مسرح قصر ثقافة الأتفوشي، وحضر افتتاحه د. ايناس عبد الدايم وزير الثقافة ود. أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وترأس المهرجان المخرج هشام عطوة نائب رئيس الهيئة، وتنظمه الإدارة المركزية للشؤون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، والإدارة العامة للمسرح بمديرها المخرج عادل حسان.
قدم شباب المخرجين تجاربهم التي أتت متنوعة بين النص الأجنبي والتأليف المحلي والإعداد عن وسيط غير مسرحي، والدارماتورج، وحظت العروض بمناقشات مستفيضة من لجنة التقييم التي ضمت كلا من المخرج د. جمال ياقوت، والناقدة د. سامية حبيب، والفنان إيهاب حمدي، ومصمم الديكور وائل عبد الله، والمخرج محمد دسوقي، والكاتب خالد رسلان، والمخرج عادل حسان.
التقت «مسرحنا» ببعض مخرجي اللقاء للحديث عن تجاربهم.
زكي ثروت: مخرج عرض «الكمامة» الذي أوصت اللجنة بإخراجه ضمن عروض خطة فرق الأقاليم، تحدث قائلا: الحمد لله تم اعتمادي من خلال اللقاء الثاني لشباب المخرجين والمقام بمسرح الأنفوشي الكبير بالإسكندرية، وأرى أن لقاء شباب المخرجين نافذة جديدة لاعتماد المخرجين وأنها أفضل من الاعتماد عن طريق نوادي المسرح، لأنها توفر ميزانية أكبر من ميزانية النوادي، وتقام على مسارح أفضل مثل مشرح الأنفوشي، مشيرا إلى أن مسرح الأنفوشي من أفضل المسارح في مصر من حيث الإمكانيات والتقنيين.
وأوضح ثروت: النقطة الأهم في اللقاء هي ألا يتجاوز المخرج سن 40 عاما لدفع دماء جديدة وشباب واعٍ مثقف يمتاز بالحيوية للإخراج بفرق الأقاليم، لبعث روح جديدة بأمل جديد.
وأشار زكي ثروت: تم اعتمادي في اللقاء الثاني عن عرض «الكمامة» تأليف ألفونسو ساستري وإخراجي، تدور أحداث المسرحية حول شخصية أحد الجنود الفاشيين الذين نقلوا عقليتهم الإرهابية إلى داخل أسرتهم، وتعامل مع أبنائه، وزوجاتهم بعقلية قمعية، كان يغلفها بادعاءاته الباطلة للحفاظ على التقاليد، وتماسك الأسرة، حتى يفضحه أحد ضحاياه الذي خرج من السجن، وكشف حقيقته المجرمة، فيتخلص منه ليكتشف البوليس جريمته، وتكون زوجة ابنه الأكبر من تفضح جريمته، وحقيقته، فيقبض عليه وينهار بيته.
العرض من بطولة خالد عبد السلام، عبد الباري سعد، نادر صلاح، هديل محمد، هدير عزمي، عبد الله عزمي، عمر الكومي، ندا عمران.
المخرج محمد حمزة الحاصل على جائزة المركز الثاني في الإخراج، قال: بخصوص اللقاء الثاني كان نهاية مشوار طويل على مدار سنتين كاملتين من ورش ومتابعات وعروض ونتائج سواء اجتياز مرحلة أو فشل، وكنت أتساءل مع كل مرحلة عما يليها وجدواها، وتم قبول مشروعي المسرحي «المارستان» بعد مناقشته من الدكتور علاء عبد العزيز، والمخرج عادل حسان والكاتبين خالد رسلان ومحمد مسعد، والمخرج سعيد منسي.
وأوضح حمزة أن العرض لاقى قبولا كبيرا في ليالي عرضه ببورسعيد، ومن لجنة التحكيم د. زياد يوسف، ود. سيد الإمام، مشيدا بجدهمها في التنوير على المناطق المهمة بالعرض والعمل على تطويرها، مما كان لها تأثير واضح على العرض باللقاء، ولم أقابل أية صعوبات بالسفر أو الإقامة أو على المسرح نفسه.
وعن اللقاء الثاني لشباب المخرجين قال حمزة: ساعدت جهود كثيرة في خروج اللقاء بشكل مشرف فنيا، ونجاح كبير مقدما الشكر للأستاذة هالة الجباس التي تابعت التجربة خطوة بخطوة والمخرج إبراهيم فهمي مسئول المسرح بالفرع ومدير القصر السيد السمري، إضافة لجهود المسئولين بالمهرجان في التسكين والتقنيين خاصة إبراهيم الفرن الذي ذلل كل الصعاب لخروج التجربة بشكل لائق رغم الصيام والسفر والامتحانات والضغط النفسي على الفريق.
وحول عرض المارستان قال حمزة: أما عن عرض «المارستان» الذي قمت بمسرحته عن رواية من تأليف (محمد الجيزاوي) وهو ما جعل للعرض زخما جمهوريا سواء في بورسعيد أو أي مكان، حيث يناقش العرض نوعا جديدا من الجنون الذي انتشر في المجتمع وهو (جنون القرار) وكيف ينتقل الجنون عن طريق العدوى، مشيرا إلى أن الخيانة هي محرك رئيسي لكل انتقام ومرض.
وحول جائزة أفضل ثاني عرض قال حمزة: جائزة العرض الثاني لا يمكن أبدا تكافيء فريق المارستان ولا يمكن أبدا تكون على قدر ما بذلوه من فن وجمال السينوغرافيا التي حققت جائزة تميز للفنان محمد الأسمر، موضحا أن الممثلين يستحقون جوائز بالفعل والميك آب لأماني حافظ والكيروجراف لعالية شلبي والإضاءه لإبراهيم أحمد والملابس لشيرين الدقاق، وفريق التمثيل الأجمل والأقوى وعلى رأسهم الأستاذ الكبير عمر الحلوجي.
وأضاف حمزة: أنا باعتباري مخرجا أنسب كل الفضل لله ثم الفريق الذي شرفني وشرف نفسه وشرف اسم بورسعيد، والحمد لله على الجائزة ودرع الثقافة والاعتماد مخرجا، وإن شاء الله أقدم والمخرجون الذين تم اعتمادهم في الدورات القادمة ما يشي بنجاح المشروع الكبير والجميل الذي بدأه دكتور صبحي السيد ويكمله المخرج عادل حسان، والذي أتمه على أكمل وجه الفنان الجميل المجتهد خالد رسلان.
وقالت المخرجة رضوى محمود التي حصلت بعرض «الجريمة والعقاب» على جائزة خاصة لفضل أداء جماعي: العرض يتحدث عن العدالة وكيفية تحقيق تلك العدالة ويتساءل هل يكون القتل وسيلة لتحقيق العدالة وإصلاح المجتمع? حيث يتحدث عن طالب فقير يسعى للسلطة مستغلا فتاة فقيرة لقتل عجوز مرابٍ، كي يصنع بنقوده المدينة الفاضلة التي يحلم بها. وأشارت رضوى محمود إلى أنها أخذت مونولوج راسكلينكوف في نص «الجريمة والعقاب» الذي يقسم فيه الناس لنوعين النوع العادي والنوع الذي يعيش لقضية وهدف، وحولت الموضوع من دائرة الذات لدائرة المجتمع، والقضية تحتاج لشعب يؤيد القضية ليكون سلاح البطل.
وأوضحت رضوى قائلة: صنعت العرض داخل حانة للقتيل وحينما تمت تبرئة القاتل حول الحانة لمكتبة ولمكان يصلح للحياة ونشر فكره، وهو نفس ما صنعه نابليون بونابرت في حملاته في البلاد اللي احتلها، مشيرة إلى أن فريق العمل معظمه في بدايات الطريق، لذا فكرت في تحويل النص إلى حركة مع تضفير نقاشات المحقق والمتهم بين المشاهد الراقصة وأرد على الموضوع برقصة تعبر عن حالة معينة مثل فكرة تحول سونيا لعاهرة بسبب الأحوال الاقتصادية وانتحارها.
وحول تجربة اللقاء الثاني لشباب المخرجين، قالت رضوى: كانت تجربة جميلة حيث يتجمع المخرجون من المحافظات المختلفة مما يتيح تبادلا ثقافيا، خاصة مع حضورنا لكل العروض، التي استفدنا منها جدا من وجهة نظري، مشيرة إلى أن لجنة التقنيين قامت بمناقشة العرض بشكل إيجابي مشيرة لنقاط الضعف والقوة في محاولة لتطوير العرض.
وأشارت رضوى محمود إلى أن الجائزة الجماعية كانت تعبيرا موفقا جدا لأن العرض نفسه يقوم على فكرة «الجماعة – الشعب» الذي يمثل مصدر القوة لفكر البطل وأنهم على أرضية واحدة.
أما المخرج محمود جمال مرسي والحاصل على الجائزة الأولى في الخراج باللقاء الثاني، قال: الملتقى أثبت تطور الفكرة التي بدأت منذ عدة سنوات لدعم المخرجين واستنبات جيل جديد من المخرجين الواعين والمثقفين المالكين لأدواتهم لصناعة عروض هادفة وتوعية ثقافية للمتلقي عبر أفكار جديدة ورهانات جمالية مختلفة.
وأوضح مرسي: وقد تجلت تلك الأفكار والورش عبر ظهور الملتقى الثاني بشكل أفضل من الملتقى الأول، مما يدل على نجاح المشروع، مشيرا إلى أن التقييم والمناقشة تما بمنتهى الشفافية لوجود الكثير من الفنانين الحقيقيين والأساتذة في مجالاتهم ضمن لجنة التقييم والمناقشة، وهو ما انسحب على الجوائز التي جاءت في مكانها الصحيح.
وأضاف مرسي: بالنسبة لجائزة المخرج الأول أعتبرها فضلا من الله وتتويجا لجهود تم بذلها بكد واجتهاد للوصول لأفضل نتيجة ممكنة، وانسحب ذلك على جودة العرض، رغم الضغوط والأفكار التي واجهتها دوما لنجاح التجربة، معتبرا أن الجائزة دافع كبير لتحقيق الأفضل، شاكرا لجنة التقييم والجمهور وفريق العمل.