النقاد يتحدثون عن عروض ختامي نوادي المسرح 28

النقاد يتحدثون عن عروض ختامي نوادي المسرح 28

العدد 612 صدر بتاريخ 20مايو2019

 عبر 21 عرض مسرحي قدمت بختامي نوادي المسرح الدورة "28" على مسرح قصر ثقافة بنها، تابعت مسرحنا  أراء مجموعة من النقاد الذين شاهدوا بعض عروض الدورة  وتحدثوا عنها عبر الندوات التطبيقية التي عقدت بعد العروض واقتطفت مسرحنا عبر متابعة تلك الندوات أراء بعض النقاد حول العروض المقدمة والتجارب الإبداعية التي تتسم بروح المغامرة  ومحاولات طرق دروب غير مألوفة .
حمدي حسين : أكد المخرج حمدي حسين أن اهم شئ في نوادي المسرح البراءة والاقتحام وهو ما تحقق في العروض التي شاهدها، مشيرا إلى أن تجربة نوادي المسرح قدمت حراكا حقيقيا في الحركة المسرحية.
وحول العروض التي شاهدها عبر المخرج حمدي حسين عن سعادته بالعروض على مستوى اختيار النصوص والممثلين، ، مشيرا إلى أنه تحدث مع مدير النوادي الناقد خالد رسلان مؤكدا ضرورة عمل ورش تدريب للممثل .
 
أشار الناقد باسم عادل: إلى تنوع التجارب التي شاهدها عبر المهرجان من بينها صنعة مخرجة العرض نور اسماعيل في تكوين العرض، وقدمته بشكل مبهر للجمهور، رغم أنها التجربة الأولى للمخرجة.
وحول عرض "الخنزير" قال الناقد باسم عادل أنه قليلا ما يشاهد عرضا مونودراميا  المخرج هو نفسه الممثل في حين أن الأصح أن يكون مخرج العمل المونودرامي بعيدا عن تجسيده للشخصية، لأنه يحتاج لعين تشاهده من الخارج وتشاهد عناصر العمل المسرحي من اضاءه وديكور وحركه ممثل.
وأوضح عادل إلى أن المخرج كان لديه لحظه مهمة من حيث التشكبل الجيد على الخشبة عبر لحظات الإضاءة، وأشاد بانضباط عرضي "الخنزير" وكراكيب دماغ" وأنهما يتشابهان معا في فكرة المجتمع المهزوم نتيجة احباطات تخص العمل والزواج أو مشاكل ما بعد الثورة، مؤكدا أننا أمام عروض تطرح مشكلات طوال الوقت ولابد أن نضع جانبا مشرقا قليلا .
 
وحول عرض "كراكيب دماغ" تسائل الناقد باسم عادل حول السيدة المرتدية للبياض هي نفس سبب الأزمة والتعقيدات الموجودة في المجتمع، أم هي أزمة بناء اجتماعي قاهر لكليهما، موضحا أن العرض قدم جيلا متعلما لكنه شكاء وبكاء ليس لديه وعي لتغيير الواقع ،لكن على المخرج أن يهتم كيف يحاكي الأزمة من خلال بناء درامي يقدم منطقا وقدرة على اكتشاف المشكلات ووجود حلول لها من خلال المسرح.
بينما قدم الناقد هشام إبراهيم قراءات حول بعض عروض المهرجان من بينها  مسرحية "رحلة حنظلة" لسعد الله ونوس وإخراج محمد السيد علي، موضحا أن المخرج قدم العرض في إطار لعبة وحيل المهرجين في شكل أقرب للمحاكاة التهكمية، مشيرا إلى أن الممثلين لديهم الكثير من المهارة الفنية، إضافة لمخرج قدم رؤيته بشكل اكثر جرأة من خلال لعبة أكسبت العرض خصوصية.
وأشار ابراهيم في حديثه عن مسرحية "الخنزير" لماجد عبد الرازق وإخراج أحمد حزين، إلى أن العرض قدم بتنويعات عديدة تظهر رحلة سقوط انسان وتشرده وفقده لعقله نتيجة طرده هو ومجموعة من العاملين للشارع، نتيجة الخصخصة ولجوءه للزريبة فأصبح إنسان بائس ينتهي به الحال بموته، موضحا أن النص بالأساس مونودراما، أضيف إليها خط موازي بخلفية المسرح خاص بالفتي والفتاة في ردائها الأبيض ورداءه الأسود الذي أقام عالما من الهلاوس وبدأ يسقط في مقلب القمامة الذي بدا كآلة جهنمية تفرز الساقطين من الهيئة الاجتماعية،
وفي إشارة لأداء الممثل تحدث الناقد هشام إبراهيم موضحا أن قوة الأداء التمثيلي تظهر أكثر في الاعتماد على الأداء الداخلي، وليس الاعتماد على الأداء الظاهري المباشر ، كي يبتعد الممثل في أدائه عن الشكوى، مضيفا أنه على الدراما أن تجيب على السؤال بين المستوى الخلفي وبين أزمة شحتوت.
 
وقال الناقد أحمد خميس : واصفا عروض الدورة 28 لنوادي المسرح، بأنها تحمل أفكار الشتات وتوهة الشباب، موضحا أنه لا توجد فكرة محددة لها بداية ووسط ونهاية، فلا يهم المخرجين هذا العام الوصول بنا لمعاني وأنماط اساسية لكن المهم التعبير عن فكرة غياب الحلم وانكسار الشباب والفتاه وفكرة الموت بشكل أو بآخر وغياب التواصل .
 
وفي قراءته لعرضي "تسمحيلي بالرقصة دي" و"اليس في بلاد العجائب" قال خميس اتسم العرضين بوعي في الكفاءة الفنية وفكر عميق رغم قلة الامكانيات المالية للنوادي، محييا مبدعي العرضين و مشيدا بأفكارهم الجديدة المحققة للجمهور.
وأوضح خميس : قدم المخرجان عالمين فالعالم الاول محدد في فكرة تحطم أحلام الشباب والثاني ما حدث لأليس في مجتمع الآن وهنا، ولم يأخذ العرض من حكايتها سوي الاسم وبعض شذرات محطات وصولها من عالم إلي عالم ثان، كما أوضح خميس أن عرض "تسمحيلي بالرقصة دي" يناقش اضطهاد المرأة والاهتمام بالغناء الحي علي المستوى الخلفي لخشبه المسرح، وكذا السينوغرافيا عبر تقديم المخرج لبانوه مقلوب وكأنه العالم المقلوب،
 
وحول عرض صدى الصمت قال خميس : العرض يحمل الكثير من الوعي بالدراما وفنون الأداء والموسيقي والإضاءة، مشيرا إلى استغراق المخرج في الزخرفة، والتركيز على معلومة أن الهم واحد بالنسبة للرجل والمرأة، مما شكل علامة استفهام ليس لها معني في سياق عناصر العرض.
 
وأكد خميس في قراءته لعرض "آدم لا يأكل التفاح" علي صعوبة الفكرة لما تحتاجه لشخص ذي خبرة عميقة ورغم ذلك قدمها المؤلف ونفذها المخرج بشكل ممتاز بدأ من آدم وتعرفه علي الأشياء من حوله مرورآ بالعالم (وليم) المؤمن بدارون والفتاة التي عشقته وكيفية تراجعه عن التعلق بأفكار دارون وإيمانه في النهاية.
وحول عرض "المغنية الصلعاء" عبر خميس عن سعادته بالعرض وكيف تناول مخرج " المغنية الصلعاء "النص برؤية كوميدية لم يطرحها بهذا الشكل سوي القلائل من المخرجين أصحاب الوعي والخبرة الكبيرة، موضحا أن النص طرح معنى مهم "أن اللغة لم تعد كيان مهم للتواصل بين الناس" ولكن رغم عمل المخرج على تيمة العبث إلا أنه كان عليه الاقتراب بالحكاية أكثر للمتلقي ، فقد كانت لدية الامكانيات للوصول للمشاهد، لكنه أراد اضحاك المتلقي ونسي المعاني الموجودة بالنص،
واشار إلى أن المخرج دارس للعبث بشكل جيد ولديه وعي تام به وكان عليه أن يجعل المتلقي يتذكر دائما الحكاية فيستغني عن بعض الحوارات التي لامعني لها، فأظهر لنا معاني جمالية وكوميديه بدون معني، وقد ساعدته فكرة البانوهات المفرغة لتقديم عرضه الكوميدي بكفاءة، ومع مجموعة الممثلين استطاع المخرج هاني يسري، أن يقدم ببراعة كيفيه التحرك من الثبات للحركة والعكس، وكيف يصل لإنسانية اللعبة ثم يعيد المشاهد مرة أخرى عبر عرضه لأن الأمر لا يخرج عن كونه لعبة، وأن يقدم النص بدون أن يشتت للمتلقي عبر تنوع وتناغم بين الممثلين حركتهم وتعبيراتهم حتي علي مستوي الاطفال الصغار .
وحول عرض المغنية الصلعاء وليلة في القبر قال خميس : تناول العرضان لفكرة الموت بفروق جوهرة كبرة بين المخرجين، مشيرا إلى عرض "ليلة في القبر" والذي اعتمد فيه المخرج على نصين يحملان تيمة تعبيرية في الأساس، وهي ثبات لحظة ما قبل الموت مباشرة واسترجاعها، بينما اعتمد مخرج الغرفة 119 على ثلاثة نصوص، عبر مجموعة من الشباب تحطمت أحلامهم مما يطرح علامة استفهام حول تلك النهايات
 
واشار خميس إلى أن عرض "ليلة في القبر" يوجد لدى المخرج مجموعة من الأفكار عن الموت وعن انكسار الحلم وضياع أساسيات الحياة، عبر تقسيمها على مجموعة من الأنماط والشخصيات للتأكيد على الفكرة، ولكن لا توجد محطات نقف عندها كمشاهدين فنحن طول الوقت في ومضات تيمات وأفكار وأحلام يمكن ألا تتحقق، مما يستوجب أن يكون لدى كل مخرج تساؤل طوال الوقت ( هل الفكرة وصلت للمتلقي أم لا) .
وحول سينوغرافيا العرضين قال خميس بعرض ليلة في القبر ارتبكت الخشبة بمجموعة بانوهات عليها رسومات جميلة لكنها لم تخدم العرض وغير مناسبة – على حد قوله – بينما عش العنكبوت والقمامة بعرض الغرفة كانت مناسبة للدراما بل وكانت عنصرا فعالا .
 
وتحدثت الناقدة ليليت فهمي عن عرضي اليس في بلاد العجائب وتسمحيلي بالرقصة دي بقولها : يتحكم في العرضين سلطة غائبة لا نعلمها وكأن هناك سلطة غيبية تتحكم فيه فلا نعرف من أين أتت أليس وكيف ستخلص هذا العالم، ووصفت عرض "تسمحيلي بالرقصة دي" بأنه اتسم بسردية شعرية طويلة مع اختفاء الفعل المسرحي وبدا النص كأنه تداعيات، مشيرة إلى روعة الموسيقى الحية، الا أن العرض لم يحفل بوجود سياق بين التنويعات المختلفة في الموسيقي، وحول عرض أليس في بلاد العجائب اشارت لعدم وجود مبرر درامي لدخول الممثلين وخروجهم في أي وقت من أي مكان.
وحول عرض "صدى الصمت" تساءلت الناقدة ليليت فهمي في بداية قراءاتها حول المانع من وجود الدراماتورج علي خشبة المسرح، ولماذا لم تظهر الموسيقي الحية برغم أنها معبرة وجميلة، واصفة مسرحية صدى الصمت بأنها عرض حيوي استطاع مخرجه فك خطابيته عبر الدراماتورج، مشيرة إلى أن وجود الأشكال الهندسية من دائرة ومثلث ومستطيل أكدت علي فكرة الانضباط في عالم غير منظبط وهو ما قدمته الدراما، إضافة لنجاح الإضاءة البيضاء في تأكيد فكرة خارج الإيهام والخط الاصفر بالدخول في الإيهام ووجود مساحه ساخنه دلت علي علاقه الشخصيات بتاريخها والمساحة الباردة أكدت علي علاقة الشخصيات ببعضها .
وحول عرض " المغنية الصلعاء" قالت الناقدة ليليت فهمي : أن الديكور لم يُظهر لنا طبقة شخصيات العرض خاصة أننا نعلم إنهم من الطبقة البرجوازية والحكاية بأكملها تدين هذه الطبقة، مشيرة إلى أن الموسيقي جاءت لتساعد علي الايهام والمشهد عكس ذلك تماما، وكان علي المخرج أن يعيد ترتيب الظواهر دون تفسير ولكن الديكور جاء مفسراً لكل شئ، كما جاء مشهد نهاية العرض زيادة عن الحاجة، مشيرة في النهاية إلى أن المخرج نجح في تقديم النص بشكل كوميدي رائع .
وأوضحت فهمي : أن عرضي ليلة في القبر و المغنية الصلعاء يشتاركان في رؤى سوداوية لكنها تؤدي إلى الأفضل فنص ليلة في القبر يتحدث عن المشكلات النرجسية، ويذهب عرض الغرفة لنفس الفكر عبر نثرية طويلة بالعالم المحتجز داخل عش العنكبوت فيحقق فيها حالات الانفجار المباشرة، فالمخرج قدم عالما لا يوجد فيه أكل ولا إنجاب وهما شيئان يمثلان الوجود الإنساني، مع حذف الفروق الجوهرية العميقة بين الناس ليعبر عن تماثلهم .
بينما اشادت فهمي بمونولوج "أنفخ البلونة" والذي جاء موجعا جدا في غاية الرقة والجمالـ مؤكدة على حضور فكرة الانتحار بالعرضين وإننا لا بد أن نفكر في العبارات الرحيمة بعيدا عن العبارات والمجازات الكبرى التي تكون مضللة أحيانا.
وعبر الناقد محمود الحلواني عن شكره لتجربة نوادي المسرح لما حققته هذا العام من نجاحات بدعم الهيئة العامة لقصور الثقافة، ولكل الفرق المسرحية على مستوى محافظات الجمهورية .
وفي تعقيبه على اسم نص "ثائر على سرير العزلة" بأنه يصلح لأن يكون عنوانآ لقصيدة شعرية تفعيليه تمتلئ بالرمز والتجريد، مشيرا إلى اعتماد النص على تقنية الهدم والبناء والتفاصيل المتغيرة في كل حكاية، فإذا بنا لا نجد إلا هدم يعقبه هدم حيث تمت إضافات كثيرة أخلت بالنص الأصلي.
وأوضح الحلواني أنه لا يوجد شيء مجاني على خشبة المسرح، فلابد أن يكون له مبرر درامي وضرب مثالا بالمقاطع الموسيقية لعرض "ثائر على سرير العزلة" والتي جاءت جميلة جدآ في ذاتها ولكن تفتقد للمبرر الدرامي، إضافة لطريقة التمثيل التي اعتمدها ممثلو العرض والتي كانت أقرب للتمثيل لكاميرا الفيديو وليس المسرح.
و حول نص ( بيت آل بيجاسوس) قال الحلواني يطرح العرض إشكالية ومجموعة تساؤلات من أهمها لمن يتوجه هذا العرض أو عمن يتحدث والقضية التي يطرحها تهم من?، واشار الحلواني إلى أن هناك مسافة بين العرض وبين المشاهد رغم مصرية النص، حيث يقدم طائر مجنح وانهيار كامل على مستوى العلاقات الاجتماعية وأسماء آلهة وانهيار حضارة
وأوضح الحلواني أنه استشعر حالة من الجدية وراء العرض فلا يوجد استسهال في الحركة ولا الإضاءة ولا أداء الممثلين .
 
رامز عماد :
تحدث الناقد رامز عماد عن عرضي " ثائر على سرير العزلة" و " القطة العميا" مشيرا إلى أن عرض ثائر على سرير العزلة دارت أحداثه داخل غرفة خاصة بذلك الشخص الثائر الذي قرر الذهاب لقصر الحاكم فيتم تهديده بإطلاق النار عليه إذا لم يتحرك سريعآ من أمام القصر ثم يعود بتقنية فلاش باك لنرى أحداث العرض ثم العودة لنفس لحظة البداية.
وقال عماد أنه كان على المخرج أن يتفهم ان هذا النص له طبيعة خاصة حيث يتكون من مجموعة مونولوجات تدور داخل عقل الثائر، ويستدعي عبرها مجموعة من الشخصيات فإذا بنا نجد أن من لم يقرأ النص، تثار في ذهنه مجموعة تساؤلات كان يستطيع المخرج الإجابة عليها من خلال الصورة البصرية ، موضحا أن تلك التساؤلات تشمل من هو آدم الذي يحدث لنا حاله من حالات العزلة والانقطاع ولماذا تم حذف المشهد الأول من النص رغم أنه المشهد الاستهلالي وهل تم تقديم حالة ثورية معينه عبر عنها أداء الممثلين وهل تم تقديمه الآن بنفس الروح والحالة التي قدم بها منذ 2003 .
 
وفي تعقيبه على عرض "القطة العميا" قال الناقد رامز عماد : غلب على العرض حالة من الحزن والرتابة، بينما استخدمت الموسيقى في العرض ليست كأداة من أدوات العرض بل ظهرت وكأنها تعمل ضده، وأوضح عماد أن العرض تجربة مختلفة تعتمد على تكسير القوالب الدرامية الثابتة، ولكن هل طرح لنا المخرجين تنويعات بصرية مختلفة عما تم تقديم تلك النصوص بها من قبل وهل جاءت اختيارهم بهذه النصوص من منطلق هم وفكرة أرادوا تقديمها بما يتناسب مع 2019 .
وعقب الناقد رامز عماد: بان لديه مجموعة تساؤلات لصناع التجربة التي يشاهدها، متسائلا هل هذه التجربة هي الأولى بالنسبة للمؤلف في مجال الكتابة المسرحية أم له تجارب مسرحية اخري? وهل طرحت المسرحية اين نحن وفي اي زمن درامي ؟، وهل كانت التجربة مكتوبة بشكل بعيد عن النص المسرحى ثم تحولت الفكرة ليقدمها لنا المؤلف بهذا الشكل، ولماذا قرر المؤلف سرد الأسطورة ? وهل كانت هناك أزمة في الفضاء الدرامي والفضاء المسرحي ولماذا قام بكسر الحائط الرابع ? وهل طبيعة النص أكبر من طبيعة العرض على خشبة المسرح ،مما أحدث نوع من التوتر والارتباك على خشبه المسرح، خاصة أن المؤلف هو المخرج
وأوضح عماد أنه على المستوى السمعي جاءت الموسيقى متنوعة ولكنها لا تضيف شيئا ، و الأزياء الرسمية "البدل" التي كان يرتديها الممثلون كانت لامعة وكأنها من القرن 21 وياقات القمصان تنم على أنها من السبعينات، وتساءل حول الساوند كلاود وهل جاء مناسبا مناسبا لطبية العرض أم لا ؟ مضيفا أن هناك أيضا أزمة مع اللغة باستخدام اللغة العربية الفصحى و هل جاء استخدامها كلغة للعرض للشعور بفخامة العرض وإذا تم تقديم العرض بالعامية هل كان أفضل وأكثر مناسبة ؟ .
، استهل الناقد رامز عماد حديثه عن عرض "شباكنا ستايره حرير" بوصفه أن العرض يعد تجربة نسوية بحكم أن مؤلفته ومخرجته إمرأة، مشيرا إلى أن فكرة العرض تدور حول الشباك والمفتاح والرجل المتحكم في كل شيء، فهو سبب الأزمة وهو مغاير تمامآ عن طبيعة التفكير الأنثوي، هذا على مستوى صيغة النص، بينما نجد في العرض حالة من حالات التشتت في بعض الأحيان من الإضاءة والإرتباك في بعض كيوهاتها، موضحا أن شخصيتي (الأم والخالة) طوال الوقت يخرجون من نفس قماشة الجدة حتى أيضا صوت الفتاه المغاير الذي تم قمعه منتظرا للرجل، وحول عرض "الجوزاء" نوه إلى أننا أمام عرض دراما راقصة، مشيرا إلى أنه لابد وأن نعلم أن هناك أدوات مهمة لعروض المسرح الراقص، من بينها وجود بناء درامي يتم تقديمه من خلال الجسد، أي عن طريق مجموعة من الأفعال الجسدية، إضافة لمجموعة الأدوات المساعدة سواء الموسيقي والإضاءة، كما اكد على أن من الأساسيات المهمة التي تقوم عليها العروض الراقصة - إذا اعتبرنا هذا العرض راقصا - (الموسيقى) مشيرا إلى ما كتب في وثيقة العرض "البانفلت" تنفيذ موسيقي كيف ذلك والعرض كله مجموعة إعداد موسيقي لروئ ثقافية مختلفة مثل موشح أندلسي وموال وموسيقى لبنان وأخرى من شمال أفريقيا، وانعكس ذلك أيضا على مستوى الأداء وموضحا أن (الدراما الحركية الفكرة الرئيسية فيها أن تكون الموسيقى نابعة من خلال مجموعة من التنويعات غير المتمازجة ثقافيا وصنعت حالة من حالات التشتت وعدم التمازج)، كما أضاف أن العرض كان يحتاج لتكثيف، مثل بعض التجارب الراقصة التي نشاهدها في التليفزيون مع مدة لا تزيد عن خمسة دقائق، وأننا أمام عرض من خلال شخصية "الجوزاء" وحالات الانشقاقات التي تجعل المخرج يعيد ويعيد حتى يصل في النهاية إلى حالات الاقتراب والبعد، متسائلا هل كان يحتاج لكل هذه التنويعات الكثيرة التي أصابتنا بالملل ؟ وهل نحن أمام فعل درامي مؤدي على شكل أداء جسدي؟ أم نحن أمام مجموعة من الأفكار التي تطرح وتترك بدون تسلسل ولا ترابط؟.
قال د. طارق عمار فى تعقيبه على عرضي ثائر على سرير العزلة و القطة العميا أن السبب وراء تصدى المخرج لنص بعينه منطلقاً من ذلك إلى أهمية دراسة النص المقدم قبل الشروع فى إخراجه وقدم مثالاً على ذلك بأن مخرج عرض "ثائر على سرير العزلة" لم يفطن إلى رمزية استخدام إسم "أدم سميث" كبطل للعمل حيث يمثل الإسم دلالة شديدة الوضوح من أن صاحب نظرية الأخلاق أصابه الإحباط من العالم المادى والقهر الواقع عليه حتى أنه فضل الانسحاب صامتاً من العالم .
 
وأكد عمار أن المخرج وقع فى فخ السميترية المفرطة فى نص لا يتسم بذلك على الإطلاق مما أدى إلى وصول المتلقى لحالة الملل رغم قصر زمن العرض نسبياً . وأما عن عرض "القطة العميا" فقد تحدث عمار عن أن النص يعد من أوائل النصوص التى طبقت نظرية ما بعد الدراما فى المسرح المصرى حيث لا توجد حبكة للنص ككل وإنما حبكات فرعية لكل مشهد على حدة تصنع إطار العرض فى مزيج متناغم إلا أن هذا المزيج يحتاج إلى تعامل حذر من المخرج حتى لا يقع فى فخ التسطيح كما حدث فى العرض .
 
طرح عمار فى نهاية تعقيبه ظاهرة غياب فلسفة نوادى المسرح القائمة على تجربة المخرج لأدواته بمعنى اختبارها وليس الإتيان بجديد فهو فى النهاية لا يزال فى طور التكوين كمخرج .
وحول عرض بيت آل بيجاسوس قال د. طارق عمار : إن هذه النوعية من العروض تقوم على محاولة المؤلف اقحام بيئة غير مصرية بشكل فج لصناعة عمل مسرحى غريب عن نسيج المسرح المصرى مؤكدا ان هذه الظاهرة تنذر بالخطر نظرا لخلو تلك النصوص من البنية الدرامية الحقيقية واعتمادها على التلفيق ومحاكاة عروض مسرحية وسينمائية اجنبية لا لشيء سوى مجرد المحاكاة
تناول عمار مسئولية المخرج عن عمله ومدى تقاعسه الواضح عن تدريب الممثلين بشكل سليم الى جانب عدم درايته الواضحة بكيفية تشكيل فضاء الصورة المسرحية الى الحد الذى دفعه بعمل موقع لتمثيل بعض المشاهد فى صالة العرض وخارج الخشبة دون اى داع يذكر . كما جاء الديكور خال من اى دلالات حتى الدلالات التقليدية للزمان والمكان مما جعله عبئا على العمل
فى النهاية تساءل عمار حول السبب الذى يدفعنا لمكافأة مثل تلك العروض وتصعيدها للمهرجانات الختامية رغم خلوها من اى قيمة
 
وحول عرض "شباكنا ستايره حرير" تحدث واصفا العمل بتجربة عمل نسائي وان كانت له بعض الملاحظات، حول النص في ( فعل قتل هذه الطفلة ) فقد جاء القتل بشكل غير مبرر وجاء في لحظة فجائية بدون أي تمهيد، كما أن النص به حالة من حالات الرتابة والاستاتيكية، حيث أجبرت المخرجة أنها وضع الممثلتين ( الأم والخالة) في بؤرة في مقدمة المسرح ودائما تتناوبا الجمل والحركة للأمام و للخلف فقط، مشيرا إلى أنها مشكلة تتعلق بالنص، وليست لدى المخرجة ولم يك من الضروري التمسك بهذه الرتابة، مختتما حديثه عن العرض بوصفه عرض مسرحي متماسك .
 
وحول عرض " الجوزاء" قال د. طارق عمار: أجد أنه من الظلم والاجحاف أن تشارك مثل هذه النوعية من العروض في مهرجانات ذات عروض تقليدية، ولابد أن يكون هناك حالة من التوافق والتناغم بين العروض المشاركة في مثل هذه المهرجانات، موضحا أننا إذا صنفنا الراقصين على خشبه المسرح هل هم راقصين أم ممثلين فنجد أنهم ليسوا ممثلين نهائيا، لأن الممثل يستخدم مجموعة أدوات من ضمنها صوته وهذا لم يحدث وبالتالي لا يمكن تصنيفه ما قدم على أنه عرض مسرحي .
وأكد عمار: أن المخرج قدم سكريبت "سيناريو" أظهر فيه حالة الانفصال والتردد والثورة على الذات، فلن نجد الخط الدرامي الذي نسير خلفه للوصول كما قاله، حتى على مستوى التشكيل البصري فقد كان غير مبررا، فلماذا تم وضع بابين بهذه الطريقة ولماذا استخدم تلك الألوان كلها علامات استفهام غير مبررة، موضحا أن المفاجأة جاءت حينما قدم المخرج مداخلة عن عرضه قال فيها أن لن يستطيع أن يفك رموز وشفرات هذا العرض إلا من يهوى قراءة الابراج ومتمعن في علم الكواكب وارتباطها بالأبراج.( حيث قدم الجوزاء) البرج بما يحتويه هذا البرج من صفات.
 
 
 


أحمد زيدان