نظم المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برئاسة الفنان القدير ياسر صادق، احتفالية لصناع العرض المسرحي “الطوق والأسورة”، لحصول العرض على جائزة الشيخ سلطان القاسمي، بالمهرجان العربي للمسرح في دورته الأخيرة التي أقيمت بمصر، بداية هذا العام. حضر الحفل الفنانة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والمخرج إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح، ود. عادل عبده رئيس البيت الفني للفنون الشعبية، والفنان ياسر صادق رئيس المركز القومي للمسرح، والفنان أحمد شاكر عبد اللطيف مدير المسرح القومي، وسيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب، والفنانون سميرة عبد العزيز ومديحة حمدي وأمال رمزي وأحمد سلامة الذي قدم برنامج الحفل والفنان مجدي صبحي، ومن المخرجين فهمي الخولي وعصام السيد وشادي سرور مدير فرقة الطليعة، وسامح مجاهد مدير فرقة الغد. أقيم الحفل الأسبوع الماضي على خشبة المسرح القومي بالعتبة.تضمنت فقرات الحفل تقديم فقرة موسيقية للفرقة الموسيقية التابعة للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وفيلما تسجيليا من إنتاج وإعداد المركز القومي قدم نبذة عن حياة الروائي يحيى الطاهر عبد الله مؤلف رواية «الطوق والأسورة» الذي ولد عام 1938 بقرية الكرنك بمحافظة الأقصر، وكان لوالده تأثير كبير في تكوين شخصيته وحبه للغة العربية، بالإضافة إلى اهتماماته بكتابات «العقاد» و«المازني». في عام 1959 انتقل يحيى إلى مدينة قنا وهناك التقى بالشاعرين الكبيرين «عبد الرحمن الأبنودي» و«أمل دنقل» وقامت بينهم صداقة.. وفي عام 1961 كتب أول قصصه القصيرة «محبوب الشمس» وبعدها «جبل الشاي الأخضر» وفي 1964 انتقل إلى القاهرة ليلحق بصديقه عبد الرحمن الأبنودي.قدمه يوسف إدريس في مجلة «الكاتب المصري» ونشر له مجموعة «محبوب الشمس»، ثم تزوج من أخت صديقه الناقد عبد المنعم تليمة وأنجب بنتين وولدا توفي وهو صغير، ثم توالت أعماله الروائية وكان من أهمها «الطوق والأسورة» التي نشرها عام 1975 فأحدثت طفرة في العالم الأدبي وترجمت إلى عدة لغات عالمية منها «اليابانية، الصينية، البولندية».توفي يحيى الطاهر عام 1981 وهو في أوائل العقد الرابع من عمره. وفي عام 1986 تحولت الرواية إلى تحفة سينمائية على أيدي كوكبة من الفنانين السينمائيين، يقودهم المخرج المتميز خيري بشارة.وتم اختيار الفيلم ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وكان ترتيبه رقم 20 متقدما على عدد كبير من روائع السينما المصرية. الفيلم بطولة عزت العلايلي، شريهان، فردوس عبد الحميد، أحمد بدير، أحمد عبد العزيز، عبد الله محمود، محمد منير.في عام 1996 قام الكاتب المسرحي سامح مهران بإعداد نص مسرحي عن هذه الرواية برؤية وفلسفة جديدة خاصة به، مؤمنا بأن النص المسرحي ليس ناقلا لأحداث وشخصيات الرواية كما هي، وأنه يحاور ويتشابك معها في إبداع من نوع خاص. وعن مخرج العرض الفنان ناصر عبد المنعم، أوضح الفيلم أنه صاحب رصيد كبير من الأعمال المتميزة، وأنه من أكثر المخرجين الذين تصدوا لمسرحة الرواية، ولكن تظل “الطوق والأسورة” هي درة أعماله في هذا المجال، وقد فازت مسرحيته في عام 1996 بجائزة أفضل إخراج مسرحي في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، ليصبح عبد المنعم هو أول مخرج مصري يفوز بهذه الجائزة، وفي العام الماضي قامت فرقة مسرح الطليعة بإعادة إنتاجها مرة أخرى لتشارك في برنامج ذاكرة المهرجان التجريبي، ويشارك العرض في الدورة الحادية عشرة من المهرجان العربي للمسرح التابع للهيئة العربية للمسرح ويحصل علي جائزة أفضل عرض مسرحي، ليصبح “الطوق والأسورة” هو أول عرض مسرحي مصري يفوز بالجائزة منذ نشأة المهرجان.شهد الحفل أيضا فقرة غنائية للمطرب كرم مراد، وفي نهاية الحفل قامت وزيرة الثقافة ورئيس المركز القومي للمسرح بتكريم أبطال وصناع العرض بتسليمهم شهادات تقدير مقدمة من المركز، وهم الفرقة الموسيقية المكونة من: إبراهيم علي، محمود عكاشة طلبة، السيد موسى قنديل، علي إبراهيم. ومساعدو الإخراج: آدهم طارق، فاطمة طافش، شريف فاروق. والممثلون: غنا رضا، سلمى عمر، فرح عناني، سارة عادل، شبراوي محمد، شريف القزاز، محمد حسيب، أحمد طارق، نائل علي، محمود الزيات، أشرف شكري، المطرب كرم مراد، مارتينا عادل، فاطمة محمد علي. والإداريون: ياسر نور الدين مدير عام الشؤون المالية والإدارية بمسرح الطليعة، ورحاب طايع (مكياج) وأسامة عبد المنعم (نحت) وجمال رشاد (رؤية موسيقية) ومحيي فهمي (ديكور) ونعيمة عجمي (أزياء) وإبراهيم (مخرج مفذ).كما قدم درع المركز القومي لاسم الروائي يحيى الطاهر عبد الله والكاتب سامح مهران والمخرج ناصر عبد المنعم ومدير مسرح الطليعة الفنان شادي سرور والمخرج إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح.وفي لفتة طيبة قام رئيس المركز القومي للمسرح الفنان ياسر صادق بتكريم وزيرة الثقافة وأهداها درع المركز القومي للمسرح تتويجا لمجهوداتها المثمرة في الحركة المسرحية.وفي كلمتها أعربت الفنانة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة عن سعادتها بهذه الجائزة التي حصل عليها العرض وقالت إنها فخورة بهذا العمل المتميز وبصناعه وأبطاله، متمنية المزيد من التألق والنجاح الدائم للمسرح المصري وأبنائه، وأهدت أسرة العرض درع وزارة الثقافة تكريما خاصا لهم على ما حققوه من إنجاز.ومن جانبه قال الفنان ياسر صادق رئيس المركز القومي للمسرح، إن فوز العرض المسرحي “الطوق والأسورة” بجائزة أفضل عرض في المهرجان العربي للمسرح في دورته الحادية عشرة، يعد تتويجا لمجموعة متميزة من العروض المسرحية التي أنتجت وقدمت في المهرجانات الدولية، مضيفا أن المسرح المصري أصبح في السنوات الأخيرة قادرا على المنافسة، وأن وزيرة الثقافة الفنانة إيناس عبد الدايم هي الداعم الأول للحركة المسرحية، مؤكدا أن الجميع يثمن حرصها الدائم على متابعة العروض المسرحية، مما يعكس إصرارها على عودة المسرح المصري إلى مكانته الطبيعية.بينما قدم الفنان أحمد سلامة الشكر للمركز القومي للمسرح على هذه الاحتفالية التي جمعت كل محبي المسرح المصري، احتفالا بمبدعي وصانعي العمل المسرحي «الطوق والأسورة» أول عرض مصري يحصل على جائزة المهرجان العربي، واصفا هذا اليوم بيوم التميز والقيمة.المخرج ناصر عبد المنعم قدم الشكر والتحية لوزيرة الثقافة على التكريم، كما قدم الشكر والتحية أيضا للبيت الفني للمسرح متمثلا في رئيسه المخرج إسماعيل مختار ومسرح الطليعة ومديره المخرج شادي سرور الذي كان داعما قويا للعرض، وللمركز القومي للمسرح، كما شكر البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية متمثلا في رئيسة د. عادل عبده وفرقة مسرح الغد التي قدمت للعرض كل العون، متمثلة في مديرها الفنان سامح مجاهد، مؤكدا أن حالة النجاح هذه للعرض تعكس تواصل وترابط كل جهات وزارة الثقافة للنهوض بالحركة الثقافية والمسرحية.وفي تصريح خاص أعربت سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب عن سعادتها بوجودها في المسرح القومي الذي تعتبره بيتها، وخصوصا في القاعة الرئيسية للمسرح التي تحمل اسمها، وقدمت التهنئة لأسرة العرض المسرحي على حصولهم على الجائزة، مؤكدة أنها حضرت للاحتفاء بهم وبالمسرح المصري الذي ينهض من جديد على أيدي قيادات واعية مدركة قيمة المسرح.بينما أعرب الفنان أحمد شاكر عبد اللطيف مدير المسرح القومي الذي شهدت خشبته الاحتفال عن سعادته، وقال إن المسرح القومي هو صرح من صروح مصر الثقافية. وتتزامن هذه الاحتفالية مع قرب مرور مائة عام على إنشاء المسرح القومي، متمنيا أن يستمر القومي في العطاء وأن يشع إبداعا وثقافة وتألقا مسرحيا، وأن يظل حاضنا لكل الاحتفالات بقامات المسرح المصري.