ورشة للأطفال والطلائع بقصر ثقافة الجيزة

ورشة للأطفال والطلائع  بقصر ثقافة الجيزة

العدد 602 صدر بتاريخ 11مارس2019

في إطار تنمية مواهب وثقافة الطفل يقيم قصر ثقافة الجيزة ورشة تدريبية للأطفال من سن 7 سنوات إلى 12 عاما، وورشة أخرى للطلائع والشباب من 12 إلى 25 عاما، ويقوم على التدريب فيها المخرج مصطفى الشموتي مسئول قسم المسرح بالقصر، وهو مخرج معتمد بالهيئة العامة لقصور الثقافة، قدم خلالها أربع تجارب إخراجية بها، ثم التحق بالدراسة بقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية في العام الماضي.
يقول مصطفى الشموتي إنه استفزه ما لمسه من ندرة اهتمام الهيئة العامة لقصور الثقافة بالورش المسرحية للأطفال، وهو ما دفعه لتقديم المشروع والعمل على تنفيذه في ظل عدم وجود إمكانيات مادية. ويضيف أن الهيئة تهتم إلى حد كبير بفنون الباليه والكورال والفن التشكيلي للطفل، بينما المسرح لا يلقى نفس الاهتمام، موضحا أنه لاحظ أنه لا يوجد موقع ثقافي من مواقع الهيئة ينظم مثل هذه الورشة للأطفال، مما دفعه لتقديم مشروعه (ورشة المبدعين المسرحية الدائمة للأطفال والطلائع) لمديرة قصر ثقافة الجيزة وقتها سارة شكري، التي شجعته وتعاونت كثيرا معه من أجل تنفيذه، فأعلن عن الورشة في يوليو الماضي وتقدم لها ما يقرب من 150 طفلا و80 شابا، وبعد عمل الاختبارات تم اختيار 30 طفلا و35 من الطلائع.
ويضيف الشموتي: اعتمدت في تدريب الأطفال على منهجي ستانسلافسكي وجروتوفسكي في إعداد الممثل من خلال تمارين التركيز والخيال والتخيل والارتجال وتدريبات الصوت واللياقة البدنية، بالإضافة إلى بعض تمارين الحكي، وبدأت العمل على مشاهد اسكتشات جاهزة، ثم اسكتشات ارتجالية كتبها الأطفال بأنفسهم، تعلموا من خلالها كيفية بناء الشخصية الدرامية وأبعادها الفيزيقية والاجتماعية والنفسية.
وأشار إلى أنه استعان في تدريبات اللياقة البدنية بالمدرب عمرو طه الذي بذل جهدا كبيرا في تدريبهم على كيفية التعبير بالجسد وإكسابهم اللياقة، والمرونة، كما استعان بالمدربة أسماء ماهر لتعليم الأطفال فن الإتيكيت، واستعان أيضا بكل من هبة وجيهان العطار للتدريب على فن التمثيل والمكياج.
ويؤكد الشموتي أنه يطمح إلى أن يتم اعتماد الفرقة كفرقة لمسرح الطفل بقصر ثقافة الجيزة، وأن تستمر هذه الورشة داخل القصر ويتم تعميم التجربة في أكثر من موقع ثقافي، وأن يتم تخصيص ميزانية لهذه الفرقة الوليدة حتى تتمكن من الاستمرار وتؤتي ثمارها المرجوة.
وأشار إلى أنه من المنتظر أن يتم تقديم العرض نتاج هذه الورشة يوم 27 مارس القادم، وإلى أنه يعاني من عدم توافر مسرح صالح للعرض لإغلاق مسرح مركز الجيزة الثقافي لدواعي الحماية المدنية، ولي أن قاعات القصر غير ملائمة لتقديم العرض، وتمنى في أن تجد الفرقة التي أسسها من خلال الورشة التي استمرت سبعة أشهر بقعة الضوء الملائمة، مؤكدا أن الفرقة جاهزة لتقديم عرضها في حفلات الهيئة، نوادي مسرح الطفل وغيرها من الفعاليات.
وناشد الشموتي د. أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ولميس الشرنوبي مدير إدارة الطفل اعتماد الفرقة وتخصيص ميزانية سنوية لها، لا سيما وأنها تقوم على الجهود الذاتية منذ تأسيسها، موضحا أن عدد الأطفال داخل الفرقة 21 طفلا وطفلة، والطلائع 15 فردا من الشباب والبنات، من القاهرة والجيزة، كما يطمح في أن يقوم بتدريب هذه الفرقة مدرب جديد كل عام بما يحقق فائدة أكبر لمجموعة المتدربين واستكمال المسيرة.
ويقول عمرو طه – عضو بفرقة بورسعيد للفنون الشعبية – إنه يساعد الشموتي في هذه الورشة منذ شهرين، وإن الأطفال موهوبون ولديهم سرعة استيعاب عالية جدا، موضحا أن التدريبات اعتمدت على التوافق العضلي العصبي والسمعي وبعض فنون البارشعبي والباركلاسيك، مؤكدا أن الفرقة تحتاج لبقعة ضوء إعلامي واهتمام من الهيئة والجهات المعنية، واعتمادها وضرورة تعميم التجربة على جميع المواقع الثقافية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة.
ويضيف عمرو طه أن له تجربتين سابقتين في تدريب الطفل منها فرقة أطفال بورسعيد، وفرقة الشرف المسرحية للأطفال.
وأكد أن مثل هذه الورش تضيف الكثير للطفل فهي تكسبه طاقة إيجابية كبيرة في التعامل مع الكبير والصغير، وكيف يهتم بنفسه وملابسه ونظافته، لافتا إلى متعة العمل مع الطفل في تبسيط المعلومة والحركة بالضحك والترفيه.
وتقول مروة مراد إنها واحدة من أولياء أمور الأطفال اختارها الشموتي لتكون مساعدا له في الورشة لتنسيق مواعيد التدريبات وهمزة وصل بين أولياء الأمور والمدربين داخل الورشة، مضيفة أنها علمت بالورشة عبر موقع قصر الثقافة على الإنترنت، فسارعت بالتقديم لأبنائها، لافتة إلى أنها مهتمة بالمسرح والمجال الفني منذ طفولتها وقد لمست في أطفالها نفس الهواية وأحبت أن تدعمها وتطورها، لذا طلبت في البداية من المدرب حضور البروفات لتتعلم قواعد وأسس التمثيل، فوافق ثم أسند إليها مهمة مساعدته وفوضها في التواصل مع أولياء الأمور وإبلاغهم بالملاحظات التي تخص أبناءهم.
التقينا أيضا بمجموعة الأطفال داخل الورشة، وطرحنا بعض الأسئلة حول ما تعلموه خلال هذه الفترة من الناحية الفنية وما أضافته اجتماعيا ونفسيا، وقد تعمدنا نشر ذلك بأسلوبهم وتعبيرهم الخاص، فيقول چوني هاني (12 سنة): “بحب التمثيل وكنت أحتاج تدريبا وفهما وفعلا دخلت الورشة وتعلمت معنى التمثيل وفهمت علاقتي بخشبة المسرح وتدربت على الاستعراض حتى أكون ممثلا شاملا، وتعلمت أن الممثل الموهوب لا بد أن يكون ملتزما في مواعيده وعنده ثقة في نفسه”.
وتقول جومانا (11 سنة): “أنا جومانا أحمد، أحب التمثيل والتقليد جدا لكن كان ينقصني التدريب، وكنت أخاف جدا أن أواجه وأعبر عما بداخلي، قدمت في الورشة وفعلا تغيرت واستفدت وتعلمت أشياء كثيرة جدا أولها الثقة بالنفس والقدرة على  المواجهة والتعبير، وتعلمت كيف أرتجل والقدرة على الوقوف على خشبة المسرح وكيف يصل صوتي للجميع وأن أوصل رسالتي للجمهور، كما تعلمت الالتزام والانضباط في المواعيد”.
وقالت جودي ممدوح (7 سنوات): “بحب التمثيل جدا وبعشق الرقص والاستعراضات واتعلمت في الورشة إزاي أعرف أنظم نفسي وصوتي يطلع على خشبة المسرح وأمام الجمهور وكمان إزاي أقدر أعبر عن إللي جوايا وأقدر أرتجل، كمان اتعلمت فن الاستعراض من مستر عمرو وإزاي نحرك جسمنا وحركاتنا وأهم حاجة أني يبقى عندي ثقه أمام الجمهور والناس، وعرفت أصدقاء وأخوات ليا كتير وأصبحنا أسرة واحدة”.
أميرة نصار (12 سنة) قالت: “سبق لي العمل على المسرح ولكن التجربة مع مستر مصطفى مدرب التمثيل ومستر عمرو مدرب الاستعراضات مختلفة لأنني استفدت من الورشة من التدريبات الاستعراضية وتعلمت فن الارتجال والثقة بالنفس والتعاون والالتزام”.
وقالت ريتاج رمزي (11 سنة): “اتعلمنا التحكم في النفس والوقفة الصحيحة والانضباط النفسي والحركة والارتجال وسرعة أخذ قرار لو حصل أي موقف لخبطنا، واحترام المشاهد، وأهم شيء التزامنا بالمواعيد”.
وتضيف أختها ريماس رمزي (11 سنة): «عند انتهاء الموعد كنا بنفكر هنعمل إية جديد للبروفة التالية، حتى وقت الدراسة بنحاول نخلص كل واجباتنا للذهاب للبروفة والحمد لله طلعنا من أوائل المدرسة بسبب تشجيعنا في بروفات التمثيل”.
وعد عبد المنعم (7 سنوات) قالت: “أنا أصغر وحدة في أصحابي وبحب التمثيل وبحب التقليد واتعلمت حاجات كتير وحبيت أصحابي أوي”.
ويقول يوسف عبد اللطيف: “التمثيل هو حلمي وهدفي اللي بسعى ليه من صغري، خصوصا أني من أسرة فنية عاشقة للتمثيل، وحلمي لما أكبر أدرس التمثيل وأدخل معهد الفنون المسرحية، وأبقى ممثل ومخرج زي جدو، ..أنا كنت في ورشة للفنان محمد صبحي.. بس، بجد ورشتنا ارتبطت بيها أكتر”.
وتقول حبيبة أحمد (8 سنوات): “اتعلمت الصوت العالي وإزاي أمثل من جوايا وأعبر عن مشاعري ماتكسفش على المسرح”.
فيما قالت مريم أحمد (11 سنة): “باحب الورشة جدا وبشعر بالسعادة وأنا فيها لأني تعلمت منها حاجات كثير جدا فرقت في حياتي عموما.. تعلمت إزاي أقف على خشبة المسرح وماتكسفش وأقدر أقنع الجمهور ويكون صوتي عالي وواضح وأقف بوشي للجمهور.. واتعلمت الالتزام بمواعيد البروفة والاستعراض وزادت ثقتي بنفسي ويفتخر بكوني ممثلة مسرح أمام زملائي بالمدرسة وأهلي”.
ومن ورشة الطلائع التقينا بمجموعة أخرى من المتدربين لنتعرف عليهم وعلى ما أضافته الورشة لكل منهم، فيقول مرقص مدحت (17 سنة) إنه انضم للورشة منذ 3 أشهر وهي أول مشاركة له في المسرح أو في ورشة تمثيل، وأن المدرب قد اكتشف موهبته في الكتابة والتمثيل وأعطاه الثقة بنفسه، وأنه يقوم ببطولة الاسكتش الذي كتبه بنفسه.
ويقول محمد حميدو (ميجو 19 سنة): اشتركت في المسرح المدرسي قبل ذلك لكن هذه الورشة مختلفة تماما عن كل ما تعلمته قبل ذلك، فقد تعلمت الكثير عن خشبة المسرح والرقص، وطبقات الصوت والتحكم فيه، والثقة بالنفس والتركيز والخيال.
ويقول محمد إبراهيم (18 سنة): شاركت في عرض مسرحي من قبل بقصر ثقافة السيدة زينب وبالمسرح المدرسي، لكن هذه الورشة كانت مختلفة تماما، وأبرز ما تعلمته التواصل والتفاعل مع الآخر.
وتقول رحمة محمد (17 سنة): أمارس المسرح منذ أن كان عمري 12 سنة بقصر ثقافة البدرشين، ولكني تعلمت هنا ما لم أتعلمه من قبل، الارتجال وتحليل الشخصيات الدرامية، وطبقات الصوت والتحكم بها، وتمارين الخيال والتركيز.
وتقول جنة وليد (15 سنة): أمارس كتابة القصص وهو ما شجعني على خوض تجربة التمثيل، وبالفعل التحقت بهذه الورشة وتعلمت منها الكثير، وسأظل أمارس الكتابة والتمثيل رغم أن طموحي هو دخول كلية الهندسة أو كلية الإعلام.
ويقول أحمد رمضان (20 سنة): أنا أدرس بكلية التربية بجامعة الأزهر وليس من سبيل لممارسة المسرح داخل الجامعة، ولكني أبحث عن أي فرصة لممارسة المسرح وتعلمه، خصوصا أن والدي شاعر، وقد استفدت خبرات كثيرة من هذه الورشة منها الثقة بالنفس وهو ما كنت أفتقده قبل ذلك.
وكذلك عبّر محمود المصري (21 سنة) عن سعادته بهذه الورشة التي أضافت له الكثير فنيا واجتماعيا، مشيرا إلى أنه شارك في عرض مسرحي من قبل لإحدى الفرق الحرة.
ويقول أحمد رجب محمود (16 سنة) إن الورشة رائعة، وتمنى أن تستمر أكثر من ذلك، وأنه يطمح لأن يكون مهندس بترول ورغم ذلك لن يفوت فرصة التمثيل والتعلم من مثل هذه الورش.
وقال شادي ابراهيم الحسيني : “ اتعلمت من ورشة التمثيل المسرحي ازاي ارتجل على المسرح ولو زميلي غلط في جملة مثلا اداري عليه واخلي غلطته متبانش وكمان اتعلمت ازاي يبقى صوتي واضح و عالي عشان اسمع صوتي لآخر واحد قاعد في المسرح واتعلمت ازاي ابقى واثق من نفسي وان انا ابقا فاهم كل كلمة بقولها في اي دور اخده مهما كان ، واتعلمت ازاي ابتكر افكار واعمل اي دور يتقالي من غير ما افكر في مهما كان الدور ده ايه ،واتعلمت كمان ازاي اعمل استعراضات وازاي ابقى ماشي مع زمايلي كأننا شخص واحد او كيان واحد بنتحرك مع بعض في كل حركة ،واتعلمت ازاي اقف وقفة صح  في المسرح واني ابقى  باين من بين زمايلي امام الجمهور ،واتبسطت جدا ان انا اشتغلت مع المخرج  مصطفى الشموتي “

 


عماد علواني