العدد 601 صدر بتاريخ 4مارس2019
أقام المركز القومي للمسرح والفنون الشعبية برئاسة الفنان القدير ياسر صادق ندوة نقدية للعرض المسرحي “ جاري التحميل” من انتاج فرقة مسرح الشباب وذلك الاسبوع قبل الماضي علي خشبة مسرح ملك برمسيس، ضمن البرنامج الشهري لندوات المركز . تحدث فيها من النقاد الكاتب عبد الرازق حسين والكاتب عبد الغني داود بحضور صناع العمل وكوكبة من الاعلامين والصحفيين أدار الندوة الباحث علي داود.
وجه الكاتب عبد الرازق حسين التحية للمركز القومي للمسرح متمثلا في مديرة الفنان ياسر صادق علي دوره الكبير في إقامة مثل هذه الندوات وتوثيق عروض مسرح الدولة، كما وجه الشكر للمخرج عادل حسان الذي “ أعاد مسرح الشباب بقوة وأعطي الفرص الحقيقية للشباب ودعمهم لتقديم مثل هذه العروض علي خشبة مسرح الشباب”
عن النص قال عبد الرازق حسين ان المؤلف سامح عثمان شاب يمتلك موهبة حقيقية قدم نصا رائعا وأنه يجيد كتابة الحوار بشكل مكثف.وأنه أثار حالة من الاستفزاز الدائم لدي المتلقي، و اعتمد علي تقديم المفاجآت والصدمات من البداية حتي نهاية العرض، كلما استطاع المتلقي ان يقف عند نقطة معينة ينتقل به المؤلف إلي حالة مختلفة تماما، كما في حالة اشتباك مستمر مع فيلم قديم أو مسرحية، كما اعتمد علي تطور الشخصيات بشكل موازي وان كان يعتمد في الأساس علي شخصيات واضحة مثل لاعب الكورة والأم والراوي، بينما لا يوجد مشاهد درامية يتطور من خلالها العرض المسرحي.
أضاف ان المؤلف كان ذكيا عندما وضع فكرته في هذا القالب الفني لكي يقدم رسالته كما يشاء، يضيف ويحذف بعض الشخصيات والأفكار كما يريد داخل هذا القالب الفني وهذه التيمة التي يمكن أن تستمر لمدة عشر ساعات دون أن يشعر المتلقي بملل، كما استطاع المؤلف أيضا أن يجعل المتلقي حريصا علي متابعة كل شخصية، مشيرا ان هذا التوليفة الدرامية تنقصها فقط بعض الخيوط البسيطة لربطها ببعض.
وعن مخرج العرض أكد عبد الرازق انه استطاع ترجمة النص علي خشبة المسرح من خلال التوظيف الجيد للممثلين والحركة علي المسرح وصناعة عرض متدفق يتميز بالحداثة، وفي السياق ذاته أكد أن الديكور لعب دورا حياديا لكي يستوعب كل مشاهد المسرحية بحلول بسيطة ساهمت فيها الإضاءة بملء بعض المساحات الضوئية بالخلفية لكي تعبر عن المكان ، وقد أدت وظيفتها الجمالية خلال العرض
وعن الممثلين قال لابد أن نتوقف كثيرا أمام النجم ياسر صادق الذي يؤدى دوره بحالة من الاستمتاع بعيدا ان الأداء الروتيني اليومي بالنسبة لممثل المسرح، وقد استطاع أن ينتقل من شخصية إلي شخصية مختلفة بكل يسر، وأشار إلى أن هذه الشخصية كأنما هي المتحدث الرسمي باسم العرض، و اختتم حديثة بتوجيه التحية لباقي أبطال العرض من الطاقات الشابة.
بينما أعرب الكاتب عبد الغني داود عن سعادته بما شاهده علي خشبة المسرح من إبداع فني “من كتيبة العشرة، أي مجموعة الممثلين الشباب الذين أدوا أدوارهم ببراعة بقيادة الفنان ياسر صادق” أضاف: لقد دهشت عندما علمت من المخرج عادل حسان مدير فرقة الشباب ان معظم هؤلاء الممثلين الشباب ليسوا من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية وإنما هم محبي للفن فقط ومع ذلك قدموا لنا عرضا متميزا وكأنهم محترفين ودارسين للمسرح.
أضاف أن النص رسم لوحات فوتوغرافية متمثلة في مشاهد مأخوذة من فيلم أو مسرحية قديمة استطاع المؤلف من خلالها أن يقدم المحاكاة الساخرة من الصور التقليدية، وأشار إلى أن المتلقي كان ينتظر دلالات الرسائل التي قصدها المؤلف من النص، مما اضطر الكاتب في النهاية للجوء إلي المباشرة أو الخطاب المباشر، وأوضح أن هذه من المشاكل التي يصطدم بها المؤلف أثناء البناء الدرامي للنص وتعد عيبا من عيوب الكتابة. أكد داود ان المخرج حاول أن يقدم الرسالة بصورة لائقة لكل الفئات، تتخللها بعض الكوميديا البسيطة التي تخدم الهدف من العرض بعيدا عن الكوميديا الصارخة أو المبالغة في “ التهريج” الذي نشاهده حاليا في احد عروض القطاع الخاص. كما أكد أن مصمم الإضاءة إبراهيم الفرن كان بارعا في تصميم الإضاءة، لأنه أوحي من خلالها بكثير من الدلالات النمطية.
و أعرب الفنان القدير ياسر صادق بطل العرض عن سعادته بكل الآراء التي طرحت أثناء الندوة وردا علي ما قاله الكاتب عبد الغني داود فيما يخص فكرة المباشرة أوضح أن الشخصية التي قام بتجسيدها مبنية من البداية علي عقد اتفاق ضمني بين الممثل والملقي ، وأنها تحمل المعني من البداية، مشيرا إلي أن مع التحدث باللغة العربية والتحدث عن الوريث ومواصفاته بدأت الشخصية في طرح كل المعاني في تصاعد ليبني الحدث الدرامي، حتى وصل إلى ذروة الحدث ونزل إلي الجمهور.
وفي النهاية أكد المخرج سامح الحضري ان العرض هو لمسة إنسانية عن الإنسان المشوه داخليا، قدمها من خلال هذه التيمة التي طرحت علي خشبة المسرح، مضيفا أنها تفوق فكرة ان يكون الطرح سياسي. وأشار الحضري إلى ان العرض موجه لكل فئات المجتمع من مثقفين و وعاديين، واختتم الحضري كلمته بتوجيه التحية لكل صناع العرض .
“جاري التحميل” بطولة ياسر صادق . رامي نادر مالك العلي . براء عسل . زيزو . ريم عبد الحليم . محمد امين . ليلة نبيل . نيرمين نبيل . مروان عثمان .
موسيقي والحان :محمد شحاتة . غناء: ليلة نبيل . محمد امين
ديكور: حمدي عطية . ازياء “ رباب البرنس
اضاءة :ابراهيم الفرن .
مادة فيلمية:محمود صلاح . ياسر عطية
استعراضات : محمد ميزو . سوشيال ميديا :محمد فاضل
تأليف: سامح عثمان . اخراج: سامح الحضري