إلياس بوشري:أسعى دائما لتقديم فرجة متميزة

 إلياس بوشري:أسعى دائما لتقديم فرجة متميزة

العدد 586 صدر بتاريخ 19نوفمبر2018

إلياس بوشري خريج المسرح الجامعي المغربي شابا ولع بالمسرح منذ طفولته حالما وصبيا قدم العديد من التجارب بدولته المغرب ممثلا ومؤلفا ومخرجا للمسرح الحر و الخاص والجامعي وكان حالما بالحضور إلى أم الدنيا مصر كمسرحيا فتحقق خلمه ووفد إليها وممتنا للمشاركة في الملتقى القاهرة الدولي الأول للمسرح الجامعي دورة الفنان الكبير يحيى الفخراني الأول للمسرح  تخطى كثيرا من عراقيل وصعوبات التجربة بعد أن عزم قراره على المشاركة والتقديم في الملتقى وصمد مبدعا ممثلا ومؤلفا ومخرجا أمام محبته لولادة جديدة له في العام المسرح هي تقديمه للعرض المسرحي البرزخ من جديد قآصدا أن يشارك ويتحمل كل خطواته العسرة فبادر بحجز مقعده بين المشاركين الملتقى كما أنه صمم وعزم من جديد للحضور دوما والمشاركة في الدورة الثانية من الملتقى التي يحلم بها  ويتوقعها قريبة ودورة ناجحة ومميزة كالدورة الأولى التي فخر أن شارك بها قبل فوزه بجائزة أفضل نص مؤلف  للمسرح بالملتقى  مناصفة وحصول بطلة عرضه على جائزة أفضل ممثلة دور أول نساء مناصفة  بالعرض .
فشاركته مسرحنا فرحة فوزه بالجائزة وكان لنا معه هذا اللقاء
حدثنا عن بداية ولوجوك لعالم المسرح وشغفك بالتأليف والاخراج المسرحي؟
- بدأت أولى خطواتي المسرحية وانا في الخامسة عشرة من عمري متدربا وممثلا بدار الشباب حسنونة بمدينة طنجة حيث التحقت بنادي عشاق الفنون والمسرح، وهذا النادي الصغير والبسيط الذي استطاع أن يجمع مجموعة صغيرة جدا من شابات وشباب المدينة جمعهم حب للمسرح وشغف شديد وكبير لهذا الساحر الكبير أبو الفنون لاهتمام القائمين هناك على دفع المسرح لوجوده قويا مشاركا في الحركة الفنية و من هنا انطلقت شرارة حبي للمسرح وتستمر تمثيلا و تأليفا و إخراجا فكتبت النص المسرحي ومثلت مع هذا الفريق عدة أعمال مسرحية .
وتابع الياس بوشري عن العروض التي شارك بها ممثلا قال: كما مثلت في عروض أخرى منها “مرض العصر” 2008 إخراج العربي العثماني وسعيد المعلم وعرض “فحالي فحالك” 2012مسرحية غنائية مع المركز اللغوي الامريكي اخراج جورج بجاليا و“كلام الأبكم” 2015من إخراج أحمد بلخضير وعرض “شري دماغك” 2016 في دور الجوكر من إخراج حمزة الوكولي .
ماهي مشاركاتك في التأليف للمسرح منذ البداية وكيف اتجهت للإخراج؟ وأيهما أقرب لك؟
قدمت قبل عرضي الأخير البرزخ كمخرجا ومؤلفا للمسرح خمس عروض مسرحية بدءا من عام 2009 وكانت مسرحية سلطانة لفرقة نور المنار للمسرح قدمت بمهرجان مسرح الشباب ومسرحية ليل المجانين 2010 لنفس الفرقة وقدمت بمهرجان مسرح الشباب - جولة جهوية ومسرحية أنا الاين 2011 بنادي الحداد للمسرح وعرضت بمهرجان مسرح الهواة وتم عرضها أيضا بمهرجان مسرح الشباب وآخر العروض مسرحية والإنتاج الحالي مسرحية بنت ليهودي بفرقة فيستي للمسرح وفنون الفرجة لهذا العام 2018 وهي في طور التوزيع أما عن مسرحية البرزخ فتم إنتاجها 2017 من رفقة نادي فضاءات المسرح والتدبير، بالمهرجان الوطني للثقافة بمهرجان الدار البيضاء الدولي للمسرح الجامعي مهرجان المسرح العربي ونالت استحسان الجمهور وقد شارك العرض بالمهرجان العربي لفنون العرض - الدار البيضاء بدورته الأولى بشهر أغسطس الماضي وحصلت على جوائز بالمهرجان وسعدت لاعادتها بمصر بالملتقى القاهرة الدولي الأول للمسرح الجامعي .
وتابع بوشري و اعتبر كل تجربة خضتها مؤلفا وخرجا هي ولادة جديدة لي كمخرجا شابا ومسرحيا أعدها هامة وغنية ومفيدة جدا لأقدم عرضا مسرحيا من جديد وأواصل الطريق الذي بدأته واتمنى دوما النجاح به خاصة في الوصول إلى وعي وعقول المتفرجين وقلوبهم ليزداوا محبة للمسرح وإقبالا عليه .
- بالعرض المسرحي البرزخ شاركت ممثلا ومؤلفا ومخرجا ونلت عن التأليف فقط جائزة أفضل تاليف بالملتقى فهل كنت متوقعا للفوز حيال مشاركتك بالعرض ؟
عند تقديمي وتجهيزي لعرض البرزخ وتقديمي التجربة بطنجة بالمغرب لم أكن انا ممثلا بعرض مسرحية البرزخ اساسا لكنه نظرا لظروف مادية فقط عند قراري للمشاركة بالعرض في الملتقى بمصر وظروف كانت ستعيق حضورنا وتشريفنا بالمشاركة تعذر على بعض أفراد الفريق النادي الحضور للملتقى بالقاهرة لذا اضطررنا لتعديل في بعض المشاهد لكي تتلائم مع ممثلين اثنين بدلا من أربعة هم أبطال وممثلي العرض عندما أنتج وقدم بالمغرب لذا سعدت أكثر بالتوفيق في تجازو كل مشكلات عدم لحضور وأسعدني تواجدي قبل الفوز أو تحقيق جائزة
وبالنسبة للجائزة فكانت غير متوقعة لي مطلقا وبتاتا خاصة وإن النص هو باللهجة المغربية الدارجة “العامية” شديدة المحلية التي نعرف أنه قد يصعب فهمها نوعا ما رغم بساطتها وسهولة مفرداتها .
وكيف تخطيت هذه المشكلات والعراقيل والصعوبات في التجربة وأنت تشارك مشاركة دولية خارج دولتك للمرة الأولى ؟
إن العراقيل والصعوبات هي أكثر ما تدفع الفنان الصادق والمخلص لتجربته للعمل أكثر وللتحدي أكثر وللبحث أكثر دوما عن الوصول بها إلى الآخر وخاصة في الفن والمسرح وصولنا إلى المتفرج ومتلقي جديد وادراكه ووعيه بتجربتنا كان دفعة قوية لنحاول دوما ونسعى فكيف سنمارس الفن دون صعوبات؟ فاللقمة السهلة لا مذاق لها فقط تحملنا نقل العرض وانتاجه لمصر وقمت بتقديم إعداد درامي للنص والعرض يناسب عدد الحضور من الفريق إلى الملتقى .
 ماهي الرؤية والأهداف التي تمنيت توصيلها من خلال التجربة نصا وعرضا ؟
أطمح دائما أن أضع أمام الجمهور مرآة ترينا كل شيء، العيوب و المميزات لكل قضايانا و أن يستطيع كل متفرج إيجاد نفسه في شخصية ما بعروضي أو حوار ما أو حركة ما قصدت بها اتساع أفقه وخيالاته نحوالأفضل دوما وغد مشرق وأن أكون صادقا مع نفسي أولا فيما أعتقد به وأصدقه وكذلك مع جمهوري الذي حضر بغية مشاهدة العرض، فجمهور المسرح واع ومدرك له ردة فعل مباشرة و صادقة جدا عن غيره من فنون الفرجة الأخرى.
ماهو شعورك بعد الفوز بجائزة التأليف من خلال مسابقة الملتقى بمصر ؟
إن الفوز بهذه الجائزة يعني لي أنني على بداية الطريق الصحيح نحو ما أبذل فيه جهدا بغية الوصول للمزيد من النجاح والابداع و أن العمل الجاد المقدم بإخلاص وحب يأتي بثماره عاجلا أم آجلا و أن هذا الفوز تشريف و تكليف في نفس الوقت للاستمرار في الوعي في حمل مسؤلية كونك مسرحي يحمل رسالة نحو المتفرجين .
كيف ترى مكانة ووضع الحركة المسرحية المصرية في ضوء ما شاهدت من عروض بالمسرح الجامعي؟
لقد تابعت وسأظل أتابع المسرح المصري بشغف كبير و خاصة الجامعي نظرا لما تحمله هذه التجارب من أفكار و تقنيات متميزة وحديثة ومعاصرة، أما بخصوص العروض المصرية المشاركة بالملتقى فلقد شرفت ببلدها و أوضحت تلك المواهب الشابة المتميزة والقدرات الهائلة التي تزخر بها الجامعات المصرية من مسرح واع ومدرك للجوانب الحياتية المتعددة بمصر من جوانب اجتماعية واقتصادية وسياسية وملائم لطبيعة الجمهور من المتفرجين المقدم له هذه التجارب فضلا عن قرار وتقييم لجان التحكيم والتنافس القوي والمثمر من خلال الملتقى .
وماهي رؤيتك للمسرح بالمغرب والمسرح العربي ؟
المسرح المغربي في تطور مستمر فلقد عرفت الآونة الاخيرة تطورا ملحوظا في النصوص المسرحية و التقنيات الإخراجية و ظهور تيارا وموجة المسرح المعاصر الذي يفسح مجالا اكثر للإبداع و التميز لكل المسرحيين بالمغرب .
أما المسرح العربي فهنالك تفاوت من دولة لأخرى لذا أتمنى المزيد من التقدم والتطور بالمسرح لما له من دور أساسي ومهم في بناء المجتعات وله القدرة على التعبير عن هموم الشعوب ومشكلاتها واناشد الحكومات العربية على ضرورة الاهتمام بالحركة المسرحية والمسرحيين خاصة المسرح المدرسي و الجامعي الذي يعد مهد وبذرة هامة لانتاج مسرح قوي في كافة المؤسسات التي تنتج مسرحا بعد ذلك .
- ما هو الدور التي تلعبه إقامة المهرجانات المسرحية، المحلية والدولية ؟
كل الفعاليات والتجمعات المسرحية وبصفة خاصة المهرجانات واللقاءات المسرحية المحلية منها والدولية تسعى في المقام الأول و الرئيس للقاء تتبادل فيه الخبرات الثقافية والفنية مما له الأثر الايجابي الكبير على منتجي ومبدعي هذه الأعمال والعروض المسرحية التي يجتمعون معا لتقديمها في وعي وادراك وحب فضلا عن التنافس أو السعي للحصول على مركز أو جائزة فتلعب دورا هاما في إثراء الثقافة المسرحية و في تبادل الخبرات كما أن التجارب المتنوعة والولفدة من دول وثقاقات مختلفة تماما عن بعضها البعض من دول عربية وغربية مثال ما حدث في ملتقى القاهرة الدولي الأول للمسرح الجامعي تسمح للجمهور المحلي بإكتشاف مدارس وتيارات مسرحية من مختلف دول العالم .
إلى أى هدف سيكون سعيك في الحركة المسرحية وماذا تنوي أن تقدم مستقبلا لجمهور المسرح من قضايا ؟
أريد واسعى دائما أن أقدم فرجة متميزة وأن أطرح في نصوصي المسرحية موضوعات تلامس وتخص هوية مجتمعاتنا العربية وخصوصيتها في أزماتها الاجتماعية والاتسانية الحقيقية وألا أقدم أعمالا تبعد ايديولوجياتها عن قضايانا المحلية كمسرحية البرزخ التي شاركت بها من خلال الملتقى مثلا التي تتخد من وضعيةوهوية ووجود المرأة داخل المجتمعات العربية موضوعا أساسيا والتي حاولت يها ان أطرح أزمة الوجود للأنثى داخل هذه المجتعات رغم كل هذا التطورالذي وصل إليه العالم بأسره في كل مكان .
ماهي أمنياتك وطموحاتك المستقبلية من خلال تجاربك القادمة في الإبداع بالكتابة والإخراج ؟
أطمح أن أقدم مدينتي الحبيبة طنجة وبلدي الغالي المغرب بأفضل صورة خاصة في الملتقيات الدولية وأن أساهم ولو بشكل بسيط ورمزي في التعريف بالمسرح المغربي عربيا وعالميا وأن اكون خير خلف لخير سلف فالمسرح المغربي حملته أكتاف رواد متميزون نساءا ورجالا كالراحل الطيب الصديقي ومحمد حسن الجندي و ثريا جبران وعبد الحق الزروالي والطيب لعلج .. وغيرهم وحاليا تم انتاج مسرحية بنت ليهودي2018 وهي في طور التوزيع من تأليفي وإخراجي .
وماريك وانطباعك عن مصر بعد زيارتك الأولى لها ومشاركتك بالملتقى ؟
زيارة مصر وبدون اي مبالغة هي حلم عاليا وكبيرا كان فأصبح حقيقة فمصر دائما كما سمعنا وعرفنا أم الدنيا ومهد الحضارات والفنون وهوليود الشرق وسعيد كذلك بكل الحفاوة والترحاب الذي وجدناه من كل القائمين على إقامة الملتقى من لجان الاعداد والتنظيم والاستقبال كان همهم الأول والأكبر انجاحه ووصول المسرح لعدد أكبر من المتفرجين برقي ونظام ووعي بكل المسرحيين المشاركين.
وفي النهاية شاكرا إلياس بوشري ومقدما كل الثناء لحضوره الذي اعتز به كثيرا إلى وطن رآه وطن ثان ومحبا له فاتحا ذراعيه لتقديم تجربته وولادته المسرحية الجديد ممتنا لكل المتفرجين وتحيتهم الكبيرة والجميله له عقب مشاهدة عرضه البرزخ متمنيا الحضور في المرة القادمة مؤكدا مشاركاته المتوالية القادمة في ملتقيات ومهرجات مسرحية بالوطن الجميل مصر واختتم حديثه قائلا :
أحب أن أتوجه بالشكر الجزيل وأن انحني احتراما وتقديرا لكل من ساهم في انجاح ملتقى القاهرة الدولي الأول للمسرح الجامعي خاصة أنه حظي برعاية فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
والشكر موصول لمدير الملتقى ومؤسس وصاحب فكرة الملتقى المخرج عمرو قابيل ولكل نساء ورجال هذا الملتقى الرائع واللجان التنظيمية والاعلام المصري المتميز والراق سواء وسائل الإعلام المرئية أو السمعية أو المكتوبة أو الالكترونية.
كما لا يفوتني أن أشكر الأستاذ الطاهر القور مؤسس نادي فضاءات المسرح والتدبير بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة المغرب، وكافة اعضاء النادي الحاليين والقدماء ولجميع كاست مسرحية البرزخ خاصة الذين لم يتسنى لهم الحضور للملتقى ولا انسى فرقتي فيستي للمسرح المعاصر وفنون الفرجة بطنجة المغرب (حمزة الوكولي - مريم - خنساء - أيوب - هيثم - الگيلي - أجياش - أسامة - نهيلة - أمين . شكرا لهم دعما لوصولنا لمصر ومشاركتنا وفوزنا .”


همت مصطفى