وداعًا ناجي شاكر .. رائد «فن العرائس»

وداعًا ناجي شاكر ..  رائد «فن العرائس»

العدد 574 صدر بتاريخ 27أغسطس2018

منذ أيام قليلة رحل عن عالمنا أحد أهم رواد فن العرائس، صاحب أبطال الليلة الكبيرة والشاطر حسن، وبنت السلطان، وحمار شهاب الدين، إنه ساحر مسرح العرائس ومؤسسه الفنان ناجي شاكر، والذى تتصف مسيرته الفنية بالريادة في معظم أعماله التي قدمها، فهو أستاذاً جامعياً وتتلمذ على يديه العديد من الفنانين والذين أصبحوا أساتذة ومُعلمين .
ويُعد  ناجي شاكر صاحب مشروع فني متكامل، فهو الفنان الكبير والأكاديمي العريق ويمثل حالة ريادة شديدة التميز والوضوح، وتشكل أعماله تجاربًا شديدة التميز والخصوصية في تاريخ مسرح العرائس المصري، واستفاد بكل ما أتيح له من خبرات، اكتسبها من داخل مصر ومن خارجها، ومن تجاربه الشخصية التي اعتمدت على ابتكاراته الخاصة، فقدم بداية قوية لمسرح العرائس المصري؛ هذا بالإضافة إلى عمل العديد من أفيشات الأفلام السينمائية وديكوراتها مثل فيلم شفيقه ومتولى، والعروض المسرحية مثل مسرحية «الزير سالم» من إنتاج المسرح القومي، و»سهرة مع الجريمة» إنتاج المسرح الحديث.
وعبَّر لفيف من المسرحيين والأكاديميين والفنانين التشكيلين ومحبيى الفنان الكبير الدكتور ناجي شاكر الذي رحل عن عالمنا، يوم السبت الموافق 18 أغسطس الجاري عن عمر يناهز 86 عاما، بعد صراع مع المرض عن حزنهم الشديد وتعازيهم  لرحيل المبدع الكبير.
وقالت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة إن مصر فقدت أحد أهم مبدعيها في فنون الديكور ورائد فن تصميم العرائس حيث رسم بخطوطه الإبداعية العديد من المسارات الفنية المختلفة في السينما والمسرح ووصفت رحيله بالخسارة الكبير للفن المصري والعربي.
فيما قال الفنان اسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح إنه بوفاة رائد فن العرائس والفنان التشكيلي ناجي شاكر فقد الوسط الثقافي المصري والدولي أحد أهم مصممي ومطوري فن العرائس، فإسهاماته الفنية تعد بصمات خالدة في وجدان المصريين صغارا وكبارا، ويُعد من أهم مصممي العرائس في مصر والعالم .
كما نعت إدارة المهرجان الدولى للمسرح التجريبى والمعاصر والهيئة العربية للمسرح، وإدارة مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة حيث قالت : « إنه برحيل ناجي شاكر تفقد الحياة الفنية أحد أهم رواد فن العرائس في مصر والعالم ومبدع الأعمال الرائعة في السينما والمسرح وصاحب البصمة التي لن تتكرر على أفيشات عشرات الأفلام المصرية، كما أنه أحد الأساتذة الكبار الذين ساندوا مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة لتخرج دورته الأولى إلى النور يحمل «بوسترها» توقيعه بتصميماته وخطوطه الرقيقة مهديا تلاميذه من مؤسسي المهرجان قطعة من روحه الراقية، وأن  ناجي شاكر سيرحل بجسده لكنه سيبقى في ذاكرة كل عشاق الفن في مصر والعالم، وستبقى أعماله تضيئ الطريق للأجيال المقبلة من المبدعين».
فيما أهدى  الفنان محمد فوزي عضو الفرقة المصرية للعرائس، جائزة المهرجان العالمي للعرائس بروسيا، كما يستعد قطاع شؤون الإنتاج الثقافى، برئاسة المخرج خالد جلال، لإقامة حفل تأبين له .
 وقال المخرج ناصر عبدالمنعم: «وداعا يا حبيبنا وأستاذنا ناجي شاكر.. لن ننساك وستبقى حاضرًا بإبداعاتك الاستثنائية التي استقرت في وجدان الشعب المصري»، فيما قال المخرج أحمد السيد: «وداعنا مبدعا واستاذا ومخلصا متفاني وعايش ومآثر فينا وفي قلوبنا.. ارقد في سلام»، المخرج محمد نور مدير فرقة مسرح القاهرة للعرائس: «دكتور ناجي شاكر سلاما لروحك ولنا العزاء، اليوم تطوى صحفة اخر عمالقة فن العرائس، علمتنا واسعدتنا وبفراقك أوجعتنا» فيما نعت مصممة الأزياء نعيمة عجمي:» إن الدكتور ناجي شاكر هو أستاذي ومعلمي، وقد أعطى حياته للفن ولطلبه، فعلمهم الإبداع الحقيقي، أنعيه وقلبي يعتصره الحزن، ستظل بيننا بفنك وأعمالك الجليلة العظيمة، لن ننساك أبدًا، وداعًا يا أنبل وأجمل فنان».
وقال  الدكتور عادل عبده، رئيس البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، :»لقد فقدنا قامة فنية كبيرة تُعد خسارة للفن المصري والعربي، وتتلمذ على يده العديد من الطلاب الراغبين في تعلم فن الديكور وكان لهم المثل الأعلى والقدوة، وقدم خلال مشواره الفني والإبداعي الكثير لفن العرائس فقد تميز بتصميم ديكور مسرحيات وأفلام عدة تُعد كنزا من كنوز مسرح العرائس.
وقال المخرج خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافى: « أن ناجي شاكر له بصماته الكبيرة طوال مشوار حياته، وترك ثروة فنية كبيرة فى عالم تصميم العرائس، وأن رحيله يمثل خسارة للوسط الفني والتشكيلي المصري والعربي، إضافة للخسارة الشخصية لأب وأستاذ عزيز وغال».
فيما نعاه  الناقد والفنان التشكيلي الدكتور صلاح بيصار أمين عام نقابة الفنانين التشكيليين قائلًا :»أن الحركة التشكيلية قد فقدت أحد أعمدة الفن المصري وهو الفنان ناجي شاكر ولكن ما تركة يعوضنا عن خسارته، وأن له قيمة كبير في الإبداع التفكيري والمعاصر، حيث رشحته نقابة التشكيليين للحصول على جائزة الدولة التقديرية وحصل عليها عن جدارة لدوره الريادي في فن العرائس حيث حول الصورة الإذاعية لصلاح جاهين إلى صورة بصرية جذابة أسعد بها الكبار والصغار والتي أصبحت في نسيج الوجدان الشعبي.


كاتب عام