أحمد بهاء الدين شعبان: الكتاب يؤرخ لما يعرف بـ«مسرح السجون»

أحمد بهاء الدين شعبان: الكتاب يؤرخ لما يعرف بـ«مسرح السجون»

العدد 571 صدر بتاريخ 6أغسطس2018

أقامت دار بتانة للنشر والتوزيع ندوة لمناقشة كتاب «مسرحيون في الحركة الوطنية» للكاتب المسرحي سليم كيتشنر، وناقش الكتاب كل من المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، والناقد والكاتب المسرحي أحمد خميس الحكيم، والدكتورة كريمة الحفناوي، والدكتورة حياة الشيمي، وأدارها الشاعر شعبان يوسف، أعقب الندوة حفل فني ضم أغاني الشيخ إمام، لبعض من أعضاء فرقة «الأوله بلدي».
قال الشاعر شعبان يوسف إن عنوان كتاب «مسرحيون في الحركة الوطنية» عريض جدًا، ويحتاج إلى شغل مؤسسي وليس شغل أفراد، إلا أن الكاتب «سليم كتشنر» استطاع أن ينجز بعض من ضرورات هذا العنوان، وإن كان من خلال وضع شروط للتحدث عن المسرحيين في الحركة الوطنية، ولكني أرى أن تلك الشروط غير صحيحة فهي اختراع من دماغ الكاتب بعقلية الفنان الذي بداخله، بالإضافة إلى أن الكاتب استطاع أن يضعنا على قمة أحداث كثيرة جدًا، فقد حشد في تلك الدراسة عدة اقتباسات ولا يوجد أي شخص تحدث من هذه الزاوية من قبل.
وأشار الناقد أحمد خميس الحكيم إلى أن ما يتناوله كتاب «مسرحيون في الحركة الوطنية» للكاتب سليم كتشنر على الجانب الفني لم يحدث في العالم كله، وهي فكرة الفنانين المعتقلين الذين استطاعوا تقديم عروض مسرحية داخل السجن بعد استشهاد «شهدي عطية»، وأن إدارة السجن سمحت لهم ببناء مسرح داخل السجن بالجهود الذاتية، فاستطاعوا أن يقدموا عروض مسرحية عالمية ومحلية، وأيضا وجود مسرح للعرائس يقدم من خلاله عروض (خيال الظل)، مضيفا أن مقدمة الكتاب التي قدمها الكاتب استطاع أن يتناول من خلالها الموضوع بشكل منهجي محدد ا فيها القياسات التي سيتم العمل من خلاله، وأضاف الناقد أن الكاتب قدم بشكل أساسي الشخصيات التي سيتناولها داخل كتابه، أما منهجيًا فقد ارتكز على فكرة التعامل مع مجموعة من الفنانين المسرحيين في الفترة من سنة 1959 وحتى سنة 2011 بشكل تفصيلي، مشيرًا إلى أن أهمية الكتاب تكمن في المقدمة التي قام عليها الموضوع، والذي استطاع فيها الكاتب أن يخرج من التكوين الفلسفي للمسرح السياسي وعلاقة الفنان بالسلطة، وتابع: ومن ضمن المسرحيات التي كتبت في سجن الواحات، مسرحية «حلاق بغداد» التي استلهمها الكاتب «ألفريد فرج» من كتاب (ألف ليلة وليلة)، بشكل مختلف عن التي يراها الجميع، وأشار أحمد خميس إلى انتهائه من كتابه الذي يتناول فيه مسيرة الناقد والمخرج المسرحي «مهدي الحسيني»، والذي سيصدر قريبًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، مؤكدًا أن الكاتب «سليم كتشنر» استطاع أن يبرز دور «مهدي الحسيني» في كتابه «مسرحيون في الحركة الوطنية»، ولكنه تناوله ضمن مجموعة شخصيات أخرى طبقًا لموضوع الكتاب.
فيما قالت د. كريمة الحفناوي، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إنه من الممكن الاختلاف على وجود بعض الوقائع، أو الاختلاف فكريًا مع وجهة النظر، ولكن الكاتب استطاع أن يوثق فترة من الفترات الهامة جدًا قبل أن ننساها، وأخذ الكاتب زاوية عن المسرح قد لا نفكر فيها حتى المسرحيين الذين مارسوا المسرح وكان لهم اهتمام بقضايا الوطن، لم يفكروا في توثيق تلك الفترة من وجهة نظر السجين. وأضافت أن الثورة هي حلم التغيير الذي يبدأ بخيال أو فكرة في أن يكون العالم أفضل، وأكثر إنسانية وعدل، وأيضا رسالة المسرح هي أن يكون العالم أفضل وأجمل، ومن هنا جاءت العلاقة الجدلية بين المسرح والثورة كأحد المحاور التي استند لها الباحث لأنه تناول رسالة من وجهة نظري هي رسالة ماجستير أو قد تسمو إلى رسالة دكتوراه، لأن الكتاب ناقش قضايا هامة وهي المسرح في قبضة الدولة البوليسية، ومسرح الواحات، وأزمة الثقافة الجماهيرية، التي يسرد الكاتب من خلالها صورة حية وليس مجرد حكي.
تابعت: كما استطاع الكاتب أن يصل لنا صور محددة في اختيار الشخصيات التي قدمت شهاداتها عن مسرح السجن (مسرح الواحات)، مثل الشاعر سمير عبد الباقي، والفنانة ماجدة منير، وسيد يوسف، وخالد حمزة، وسبب اختياره لهم، مؤكدًا أن كل المخرجين والمؤلفين والفنانين المعتقلين استخدموا المسرح للصمود داخل السجن.
بينما قالت د. حياة الشيمي إن الفنانين حقهم مهدور رغم دورهم الطليعي في الحركة الوطنية سواء قبل ثورة 1952 أو بعدها، مع وجود بطش شديد، متابعة: أذكر عندما كنت في الجامعة قدمنا أول كباريه سياسي بعنوان «البعض يأكلوها والعة» تأليف نبيل بدران، وإخراج هاني مطاوع، في عز المد الثوري الذي كان موجودا في الجامعة وقتها، وتابعت: تجولنا بالعرض محافظات وجامعات كثيرة منها عين شمس، والإسكندرية، والمنصورة، مؤكدةً أن أي عرض مسرحي يمس أي بطش سياسي كان دائمًا يغلق حتى قبل افتتاحه أو عرضه على خشبة المسرح.
ووجه المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، الشكر للهيئة المصرية للكتاب لقيامها بنشر كتاب «مسرحيون في الحركة الوطنية» للكاتب سليم كتشنر، مؤكدًا أنها خطوة جريئة لكل القائمين عليها، مشيرًا إلى أن الكتاب يؤرخ لأحداث هامة عن ما يعرف بـ«مسرح السجون».
 

 


ياسمين عباس