العدد 568 صدر بتاريخ 16يوليو2018
هل باستطاعة الأحلام تغيير الواقع المؤلم إلى سعادة؟ أم هو أنها حيلة نهرب بها من ذلك الواقع لبعض الوقت! أيمكن أن يكون الحلم هو الوسيط للسعادة حيث إنه كيف يمكن أن تسعد إلا إذا حلُمت بشيء ما وأردت الوصول إليه فالحلم هو الأمل لنستطيع الاستمرار في تلك الحياة القاسية ونواظب على تحقيق الخطوات التي تصل بنا في النهاية إلى السعادة.
عرض «يوم معتدل جدا» الذي قدمه فرقة المسرح للشباب على خشبة مسرح أوبرا ملك بوسط البلد يناقش تلك الفكرة وكيف يمكن للحلم أن يكون سبيلا لتحقيق الأهداف العرض من تمثيل مجموعة من ممثلين ورشة فرقة الشباب وبطولة الفنان كمال عطية الذي قام بدور «معتدل»، والعرض من تأليف سامح عثمان وسامح بسيوني وديكور وائل عبد الله واستعراضات محمد ميزو ومن إخراج سامح بسيوني.
تدور أحداث العرض حول شاب يدعي «معتدل» يزور صديقه «سعيد» في محل عمله وهو محل لبيع الملابس الجاهزة، وحينما يخرج سعيد ليجلب بعض الطلبات تاركا معتدل في المحل وسط المانيكانات ينام معتدل ويحلم بتلك ألمانيكانات، وقد تحولت لشخصية من شخصيات حياته الواقعية سواء كانت حبيبته أو أباه أو عائلة حبيبته أو زملاءه في العمل وغيرهم، ومن ثَم يستيقظ ليجد أمامه فتاة تخبره بأنه يحلم ليعاود النوم مرة أخرى ويرى جميع الأحداث المؤلمة في حياته، وفي كل موقف مؤلم له تظهر فتاة الحلم لتُغير تلك الأحداث إلى الأفضل من خلال جملتها (يا أيها اليوم كن معتدلا).
إن العرض يمتلك مجموعة من سمات التميز بداية من الفكرة المُقدمة مرورا بالتمثيل والأداء الرائع الذي حافظ عليه الممثلون طوال العرض سواء من خلال تنظيم حركتهم بشكل جيد أثناء تأديتهم أدوار المانيكان في محل الملابس، أو من خلال تقديم كل منهم لشخصية مختلفة محافظا عليها حتى النهاية، بالإضافة إلى أن الممثلين لم يكن لكل منهم دور واحد في المسرحية، بل هناك أكثر من ممثل وممثلة قاموا بأكثر من دور في العرض وعلى الرغم من ذلك نجدهم تميزوا وقدموا كل شخصية مختلفة عن الأخرى.
على مستوى الديكور، فقد كان عبارة عن بانرات توضح أزياء، وبوفات يقف عليها الممثلون على هيئة مانيكان، ومصابيح إضاءة منسدلة من أعلى ليتضح لنا أن المكان عبارة عن محل للملابس، ونجد أن هذا الديكور ثابت لا يتغير طوال العرض رغم اختلاف الأحداث والأماكن؛ وذلك لتوضيح أن معتدل ما زال داخل عالم الحلم، أما بالنسبة للملابس فكانت مناسبة للشخصيات المُقدمة فكل زي يلائم شخصيته كملابس الخادمة وملابس رجال الأمن وهكذا، كما أننا نجد أن العرض تميز بعنصر آخر أضاف روح البهجة إلى المشاهدين، وهو تقديم الأغاني والاستعراضات في وسط أحداث المسرحية كأغنية «فاشل فاشل» لشخصية الأب، وأغنية «إرهابي» لشخصية مدير معتدل بالعمل، واستعراض «الشارع» الذي يوضح لنا الموقف الذي تعرض له معتدل في بداية المسرحية وتم سرده بينه وصديقه سعيد، وينتهي العرض بعد استيقاظ معتدل وسرد الحلم لأبيه وكيفية تحقيق جميع أهدافه، ومن ثَم تقديم شخصيات العرض من خلال سرد الحلم وشخصياته وانتهاء العرض بأغنية أخرى مبهجة وهي أغنية «سيلفي» التي شارك بها الممثلون الجمهور وأثناء غنائهم لها اتخذوا بعض الصور «السيلفي» مع الجمهور، لينتهي العرض بتقديم فكرة بسيطة من خلال عوامل فنية مُقدمة بشكل جيد لا خلل فيه بروح أضافت للجمهور حِس السعادة والبهجة وليعلم كل منا أن بداخله حلما حتى ولو كان بسيطًا، ولكنه بالعمل والإرادة التي تدفعه للاستمرار حتى يتحقق يُمكن أن يفوز المرء بكل ما يُشعره بالرضا والحب تجاه من حوله فلا تتوقف عن الحلم مهما تأخر تحقيقه ولا تيأس مهما كانت العقبات التي تواجهك لأنه في النهاية حتى ولو طال الوقت سوف يكون الحلم مُحققا.