بعد سنوات من التوقف مسرح بلدية طنطا يعود للحياة..

بعد سنوات من التوقف مسرح بلدية طنطا يعود للحياة..

العدد 567 صدر بتاريخ 9يوليو2018

في حفل رائع تزامن مع الذكرى الخامسة لثورة الثلاثين من يونيو، تم رفع الستار عن لافتة المركز الثقافي في طنطا، أو مسرح بلدية طنطا كما كان يسمى سابقا، الذي جاءت عودته بعد نضال المثقفين والأدباء من أجل ضمه كأحد أهم روافد الثقافة الجماهيرية، هذا المطلب الذي أصبح حقيقة الآن ينبض بكل أنواع الفنون الثقافية والفنية والإبداعية.
افتتح المركز وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، واللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية، والدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والدكتور هيثم الحاج علي رئيس هيئة الكتاب، والدكتور عادل عبده رئيس قطاع الفنون الشعبية، والدكتور مجدي صابر رئيس الأوبرا المصرية، ومجموعة من رؤساء القطاعات بوزارة الثقافة والقيادات التنفيذية بالمحافظة، وعدد من أدباء وفناني مدينة طنطا ومحافظة الغربية.
استمرت فعاليات الافتتاح الثقافية والفنية على مدار خمسة أيام، صحبها معرض للكتاب، شهد تخفيضا قيمته 20% على إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة، والهيئة العامة للكتاب.
قدم حفل افتتاح المركز أحمد الشافعي رئيس الإدارة المركزية للشؤون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، الذي توجه بالشكر للسادة الحضور، كما تضمنت كلمته نبذة تاريخية عن مسرح مدينة طنطا.
وقال الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة خلال كلمته: «إننا نحتفل اليوم بذكرى ثورة 30 يونيو التي أعادت إلى مصر دورها التاريخي، خلال افتتاح هذا الصرح العظيم الذي توقف عن العمل طويلا، والذي كان شاهدا على التاريخ السياسي والفني في البلاد». وتابع عواض: «ومن هذا التاريخ ننطلق لبناء مستقبل العمل الثقافي القائم على التعاون التام بين الهيئة العامة لقصور الثقافة وفناني وأدباء محافظة الغريبة، لوضع مشروعها الثقافي المشترك الذي أطمح أن يكون نموذجا يُحتذى به في العمل الثقافي في كل فروع الهيئة العامة لقصور الثقافة بمحافظات مصر».
وأضاف رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة أنه في ضوء سياسة التكامل بين قطاعات وزارة الثقافة، فإن الهيئة تسعى لتأسيس منهج جديد في إدارة كل أنشطتها وبرامجها، مما يسمح بخروج المنتج الثقافي الذي طالما استأثرت به القاهرة، وعرضه بجميع المواقع التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة بالأقاليم، وذلك تحقيقا لمبدأ العدالة الثقافية ولخلق حالة ثقافية تصنع مستقبلا أفضل لمصر.
واختتم عواض كلمته بتوجيه الشكر للحضور، كما وجه الشكر لجهاز الخدمة الوطنية المشرف على إعادة ترميم المركز.
وفي كلمته، أشار اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية إلى أن مصر تمر بمرحلة تاريخية هامة، تحاول أن تحقق خلالها كل ما يصبو إليه الشعب المصري من تطور في كل النواحي السياسية والاقتصادية والفنية والثقافية، مشيرا إلى أن افتتاح مركز طنطا الثقافي يعد إنجازا آخر يضاف لإنجازات الثورة المجيدة، بوصفه منارة وصرحا ثقافيّا ورافدا لتغيير الوعي الثقافي والفني ومنبعا عذبا لإبداعات أبناء وشباب هذا الشعب.
ومن جانبها، قالت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم خلال كلمتها بافتتاح المركز الثقافي بطنطا: «إن هذا المسرح يُعد إضافة للبنية الثقافية في مصر، ومنارة ومركزا للإشعاع الفني والثقافي»، مشيرة إلى أنه يعظم من دور هيئة قصور الثقافة في الأقاليم ويعتبر بمثابة شريان جديد للثقافة والفنون في قلب الدلتا.
وتابعت: «إن ما تم يعد تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية ببناء الإنسان المصري الذي يقع على قمة أولويات الحكومة، كما يعكس الاستراتيجية الجديدة التي تتبناها الوزارة في تحقيق العدالة الثقافية، ويبرز التعاون بين القطاعات حيث يقدم نشاطا متنوعا وبرامج تشمل أمسيات وندوات وصالونات ثقافية إلى جانب إقامة مركز لتنمية المواهب وآخر لذوي القدرات الخاصة»، كما وجهت التحية لكل من ساهم في إعادة الحياة لهذا الصرح الكبير لا سيما أدباء وفناني محافظة الغربية.
وأضافت عبد الدايم: «إن إحياء المركز وعودته إلى تقديم دوره بما يليق بمكانة مدينة طنطا الثقافية والفنية هو بمثابة المتنفس الثقافي الكبير ليس لأهالي الغربية فحسب بل لجميع المناطق المجاورة».
ووجهت عبد الدايم الشكر للقوات المسلحة على جهودها في إعادة ترميم وتجديد المركز الثقافي بمدينة طنطا، واختتمت كلمتها بالقول: «عاشت مصر أبيه وحفظ الله شعبها وجيشها وشرطتها وتحيا مصر».
وأعقب الكلمات حفل فني لأطفال وشباب مركز تنمية المواهب تحت إشراف عبد الوهاب السيد ومن إخراج حازم طايل، قدمت فيه مجموعة من الأغاني الوطنية، شارك في تقديمها أحمد فريد، وفاء عماد، سلمي، حور، أحمد محمود، كنزي تركي، أحمد مجدي، أحمد الهواري، ولاء عبد الرحمن، محمد البحيري، سمر مصطفى، شادي جهاد، عمرو ومجدي الحسيني، ومن تدريب الدكتورة نادية عبد العزيز والدكتور عمرو ناجي وبقيادة عمرو حسن وإعداد موسيقي كريم عبد الوهاب.
المركز الثقافة بطنطا يشغل مساحة 1500 متر مربع، وتم تطويره وإعادته إلى الحياة بتكلفه قدرها 50 مليون جنيه، ويتسع إلى 450 مشاهدا، استغرق تطويره 8 سنوات، ويُعد من أكبر وأهم ثلاثة مسارح تم تصميمها على الطراز الإيطالي، وقد ساهم في إثراء الحركة الفنية بمدينة طنطا على مدار أكثر من نصف قرن وكان الهدف الأساسي من إنشائه أن يكون مركزا رئيسيا لنشر الثقافة.
افتتحه مصطفى باشا النحاس رئيس وزراء مصر الأسبق عام 1939 واعتلى خشبته عدد من كبار الساسية والفنانين، وخطب عليه الزعيم جمال عبد الناصر في ستينات القرن الماضي.
يقع المبنى في ميدان الجمهورية، شارع البحر بمدينة طنطا، ويضم قاعات لتكنولوجيا المعلومات وصالة لكبار الزوار وغرفا للفنانين وصالات للتدريبات وقاعات للأنشطة الثقافية والفنية وتبلغ خشبة مسرح المركز 12 مترا طولا و20 مترا عرضا، بارتفاع 20 مترا، وهي مزوده بأحدث تقنيات الصوت والإضاءة الحديثة، مما يؤهلها لاستقبال العروض الفنية الضخمة، كما تم تأمين المسرح بأحدث الوسائل التكنولوجيا في نظم الحريق والإضاءة والمراقبة بالكاميرات إضافة إلى التكييف المركزي وأماكن الخدمات.
ويميز المركز أيضا افتتاح 8 فصول لاكتشاف وتنمية مهارات ومواهب أبناء الدلتا في العود والجيتار، وكورال الأطفال والشباب، والرسم، والإيقاع، والباليه، وفصول لذوي القدرات الخاصة، بالإضافة إلى ورش التمثيل وتصميم الديكور والإخراج بجانب الصالونات الأدبية والأمسيات الشعرية والندوات التثقيفية ومعارض للفنون التشكيلية.
 


سمية أحمد