في «ساويرس الثقافية»: الشباب يُحكم قبضته على جائزة أفضل نص مسرحي

في «ساويرس الثقافية»: الشباب يُحكم قبضته  على جائزة أفضل نص مسرحي

العدد 543 صدر بتاريخ 22يناير2018

وسط حضور جماهيري كبير امتلأ به المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وبحضور وزير الثقافة السابق، الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وعدد من المسئولين، ورجل الأعمال المهندس سميح ساويرس رئيس جمعية ساويرس للتنمية الاجتماعية، وعدد كبير من الفنانين والمثقفين المصريين، أقيم حفل توزيع جوائز ساويرس الثقافية لعام 2017 في دورتها الثالثة عشرة، مساء الاثنين الثامن من يناير، وذلك لفروع الجائزة المختلفة من ضمنها جائزة أفضل نص مسرحي.

من بين 114 نصا مسرحيا تقدّم أصحابها لجائزة أفضل نص مسرحي، استقر قرار لجنة التحكيم لعام 2017 على اختيار ثلاثة نصوص لمنصة التتويج، حيث فاز بالجائزة الأولى الكاتب المسرحي عيسى جمال الدين عن نصه، «الساعة الأخيرة في حياة الكولونيل»، وفاز بالمركز الثاني مناصفة كلٌ من الكاتبة والمخرجة المسرحية ياسمين إمام عن نصها «فردة حذاء واحدة تسع الجميع» والكاتب والمخرج المسرحي والسيناريست تامر عبد الحميد عن نصه «كان يامانيكان». السمة الأبرز في فائزي هذا العام أنهم جميعا من الشباب دون الأربعين على الرغم من عدم التقيد بسن محدد لجائزة أفضل نص مسرحي.
مخرجان مسرحيان وثلاثة أكاديميون
تكونت لجنة تحكيم جائزة أفضل نص مسرحي هذا العام من الدكتور مصطفى رياض مقررا للجنة، والدكتورة إيمان عز الدين، والمخرج المسرحي خالد جلال، والدكتورة داليا الشال، والمخرج المسرحي ناصر عبد المنعم أعضاء للجنة. وعبر فيديو تسجيلي لأعضاء لجنة التحيكم، عبّرت اللجنة عن بعض معايير الانتقاء وفحص الأعمال، التي جاءت حسب تعبيرهم في إجماع اللجنة كاملة بأعضائها الخمسة، على النصوص الفائزة التي احتلت المركزين الأول والثاني، بالإضافة إلى تحري جدّة الفكرة المطروحة في النص وسلامة اللغة وقابلية أداء النص المسرحي على خشبة المسرح. كما كان المخرج ناصر عبد المنعم حريصا على إبراز فكرة أن الجائزة بالطبع ليست معيارا لجودة الأعمال التي استبعدت فمن الممكن أن يكون عملا جيدا ولكن لم يحالفه الحظ لنيل الجائزة، فالجائزة ليست حكما على قيمة الأعمال المستبعدة. كما عبّر المخرج خالد جلال عن مراحل الاختيار، حيث تم فرز النصوص المقدمة بداية وتم اختيار 40 نصا من بين 114 نصا تقدم للجائزة، حسب المعايير السابقة من جدة الفكرة والحبكة واللغة، ثم كان الاختيار من بين الأربعين نصا على الثلاثة نصوص الفائزة.
تم استدعاء لجنة التحكيم إلى خشبة المسرح ليقوم مقرر اللجنة د. مصطفى رياض، بإلقاء كلمة حية باسم لجنة التحكيم، التي صعدت بكامل أعضائها إلى خشبة المسرح عدا المخرج المسرحي ناصر عبد المنعم، الذي تقدم باعتذاره عن حضور الحفل لظروف خاصة.
إنسانية الطرح واستلهام التراث والتفاوت في إحكام البنية المسرحية
تحدث د. رياض عن قيمة جائزة ساويرس ودعمها وتشجيعها للمواهب الجادة، والحراك الثقافي الذي ساهمت به الجائزة ويعبر عنه حركة نقاشات جادة وبناءة حول الأعمال الأدبية والفنية التي تصل لقائمة الجائزة القصيرة. حرص د. رياض على إبراز الخطوط العامة لأوجه الإبداع والقصور في النصوص المسرحية التي تقدمت للجائزة هذا العام، وعبر عنها في استلهام بعض النصوص وعودتها إلى التراث وإسقاطها على الواقع الحالي لتحليل الوضع الراهن واستشفاف رؤى المستقبل، مضيفا: وربما كان التكرار هو آفة هذه الوسيلة الفنية الهامة التي لجأ لها المؤلفون إذ لم يحسن هؤلاء استخدام التقنيات المسرحية، وربما لجأ البعض أحيانا إلى المباشرة الفجة وتسمية الأشياء بمسمياتها دون مواربة فابتعد عن الفن الذي لا يميل إلى المباشرة والخطابية والذي ينتج مسرحا للمناسبات إن جاز التعبير. كما تحدث د. رياض عن إحكام البنية المسرحية وتفاوتها في الأعمال المقدمة، حيث أهدرت البنية المفككة والنهايات المتسرعة أحيانا أفكارا جادة وهامة. كما رصدت اللجنة اتجاه البعض لموضوعات تتخطى الواقع المحلي لتقدم معالجات لموضوعات إنسانية، وربما كان ذلك من الثمار الطيبة للعولمة. كما رصدت اللجنة اتجاه البعض لاستخدام لغتنا العامية بتراثها وجمالياتها وإيقاعها الخاص، التي تختلف بجمالياتها عن لغة الشارع وألفاظها النابية.
الفنانة بشرى أعلنت أسماء الفائزين الذين صعدوا إلى المسرح لتسلم جوائزهم وإلقاء كلمة
الكاتب المسرحي عيسى جمال الدين أعرب عن فرحته الغامرة بحصوله على الجائزة الهامة بالنسبة له في مشواره ككاتب، وأهدى الجائزة لكل أصدقائه الذين شاركوه فرحته ومشواره نحو الجائزة، وبشكل خاص لروح صديقه الفنان محمد رمضان الذي لو كان حيا لكان أكثر فرحا بهذه الجائزة من عيسى نفسه.
كما أعرب الكاتب والمخرج المسرحي والسيناريست تامر عبد الحميد عن سعادته ومفاجأته الحقيقية بالجائزة، حيث إن نصه كُتب خصيصا لمشروع تجاري توقف، قبل أن يتم تقديمه للمسابقة بعد حبس طويل في الأدراج، حسب رأي زوجته وإصرارها. وأشار تامر إلى أن هذه المفارقة تقول للمبدعين إنهم ينبغي عليهم دائما الاستمرار في العمل والإبداع منتبهين إلى أنه لا إبداع يضيع أو يندثر طالما أصرّ صاحبه على المضي وتقديم أجمل ما لديه، مثل حالته التي توقف فيها مشروعه هذا الذي كان ضمن عدد من المسرحيات لفرقة ما، أعطته منتجة الفرقة السماح بفتح أبواب الخيال على مصراعيها، ليكتب نصه الأول «كان يامانيكان» الذي يعبر عن عودة الحياة لبعض المانيكانات التي أخرجها أصحاب المحلات من الفاترينات، فقررت العودة للحياة والنضال حتى تعود إلى فتارينها.
كما صرّحت الكاتبة والمخرجة ياسمين إمام عن سعادتها ومفاجأتها بالجائزة أيضا، حيث إنها تقدمت للجائزة بعد إلحاح أحد أصدقائها عليها، وكانت ترفض هذه الفكرة لأنها تقدمت للجائزة من قبل بنفس النص ولم يحالفها الحظ، وأمام إصرار صديقها، تقدمت للجائزة ووُفقت هذا العام لحصد المركز الثاني مناصفة. كما تقول إنها في مرحلة التحضير والتخطيط لإنتاج عرضها المسرحي إنتاجا مستقلا لهذا النص التي ستقوم هي بإخراجه.
المخرج السينمائي مجدي أحمد علي مقرر لجنة السيناريو أوصى بتقديم نصوص السيناريو والنصوص المسرحية الفائزة وضرورة إنتاجها، حيث إن السيناريوهات والنصوص المسرحية هي نصوص وسيطة وليست منتهية كالرواية والقصة، وقد أوصى مؤسسة ساويرس بالتوسط لرؤية هذه الأعمال منتجة في السينما وعلى خشبات المسارح.
حضر الحفل مجموعة من الفنانين والمخرجين المسرحيين، منهم الفنانة سميرة عبد العزيز والفنانة فردوس عبد الحميد والمخرج المسرحي عادل حسان، بالإضافة إلى عدد كبير من فناني السينما والتلفزيون والكتّاب والمثقفين.


كاتب عام