حلاوة زمان عروسة وحصان

حلاوة زمان عروسة وحصان

اخر تحديث في 11/15/2019 6:26:00 PM

شيماء الطويل

تحل علينا هذه الأيام ذكرى مولد خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم، وكعادة المصريين يحتفلون بالمناسبات حتى الدينية بشكل يختلف عن غيرهم من الشعوب، وأهم ما يميز احتفالات المصريين بالمولد النبوي الشريف هي عروسة المولد والحصان، فإن ارتباط أشياء بعينها بالمناسبات الدينية له تأثير نفسي وعاطفي قوي عند الجماهير.

العروسة أيقونة التراث الشعبي

تُعد عروسة المولد المصنوعة من الحلوى إحدى أيقونات التراث الشعبي المصري، وصفها الرحالة الإنجليز مارك جرش الذي عاصر المولد النبوي في مصر بأنها عروس متألقة الألوان، ترتدي ثيابا شفافة كأنها عروس حقيقية، لها شكل ثابت عبارة عن عروسة يديها في خصرها مٌزينة بالورق الكوريشة الملون مع مراوح ملتصقة بظهرها

نشأة عروسة المولد

 هناك 3 روايات عن نشأة عروسة المولد والطريف أنها كلها تعود إلى العصر الفاطمي، الرواية الأولى: ترجع للعهد الفاطمي لمصر عام 973 هجري، حيث كان الحكام يقومون بتفريق الحلوى على عامة الشعب لاستمالتهم للمذهب الشيعي، واعتبروا الاحتفال بالمولد النبوي مناسبة للترفيه عنهم، وقد احتفل الفاطميون بالمولد النبوي قبل وصولهم إلى مصر عندما حكموا  المغرب ولما وصلوا مصر نظموا تلك الاحتفالات التي كانت تسبق المولد النبوي وتليه  حيث تُقام السرادقات والولائم للبسطاء وعامة الناس، كما كان يخرج موكب الخليفة يوم المولد النبوي.

والرواية الثانية فعن الخليفة المستنصر الذي كان يشجع جنوده بتزويجهم من عروس جميلة حتى أصبح الأمر عادة أن يقوم ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس جميلة من الحلوى لتقديمها كهدايا إلى القادة المنتصرين وإلى عامة الشعب والأطفال وقت احتفالات النصر كل عام.

أما الرواية الثالثة فمرتبطة بالحاكم بأمر الله الفاطمي المعروف بأنه آخر ملوك الفاطميين الأقوياء، كان معروفًا عنه أنه يحب خروج إحدى زوجاته معه يوم المولد النبوي الشريف، فظهرت إحداهن في الموكب بثوب أبيض ناصع ويعلو رأسها تاج من الياسمين، فقام صناع الحلوى بصب قالب للعروسة ومعها فارس يمتطي جواده، وقد أمر أن تتزامن احتفالات الزواج مع احتفالات المولد النبوي.

صناعة عروسة المولد

يُعد السكر والماء مع ملح الليمون هم أساس صناعة حلوى عروسة المولد، والذي يتم معايرتهم بمقادير معينة فمثلا 4 أو 5 أكواب سكر يضاف عليهم كوب ماء مع التقليب المستمر ثم جرام من ملح الليمون بعد السكر والماء  من على النار‘ فيتخذ الخليط اللون الذهبي مع استمرار عملية التقليب ، حتى يتجانس الخليط مع بعضه ويصل إلي قوام معين  فيُصب في القوالب الخشبية، وهو عبارة عن جزئين، الأول يكون للوجه والثاني للخلفية أو ظهر العروسة، بحيث يتم وضعهم ملاصقين لبعضهما من الأمام مع لف أستك عريض حولهم لتثبيت القالب أثناء صب الخليط الرطب.

والقالب هو العامل الأساسي والرئيسي في صناعة العروسة الحلاوة وهو مُصنع من الخشب السويدي الفرلندي، ويمر بعدة مراحل في التصنيع حتى يصل إلى الشكل النهائي، فالبداية تكون عبارة عن رسمة لشكل معين - عروسة أو حصان أو عصفور - يوضع على قطعة خشبية على شكل مربع أو مستطيل يختلف حجمها وفقا لحجم ونوع الرسمة ويتم تحديدها على الخشب بالقلم الجاف، ثم يتم تفريغ الرسمة ويُصب فيها الخليط الذي يُترك لفترة حتى التماسك، والطريف في الأمر أن تزيين العروسة مهنة مستقلة عن صناعتها.

وأصبحت العروسة الحلاوة قليلة الانتشار إلى حد كبير ليحل محلها العروسة البلاستيك ذات الفساتين المزركشة والمنفوشة، والتي أصبحت هدية كل عريس لخطيبته في موسم مولد النبي مهما كان سعرها.

ولكن إلى متى تظل العروسة الحلاوة صامدة أمام البلاستيك؟ 

حصان المولد

 وعن حصان المولد فقد ظهر في وقت الملك الحاكم بأمر الله الفاطمي، فهناك رأي يقول أنه يمثل الخليفة صاحب الانتصارات والفتوحات، وهناك رأي آخر يقول أنه يمثل الفارس الذي استطاع اقتناص عروسته لأن الملك الحاكم كان يمنع الزواج في غير احتفالات المولد النبوي، فأصبح الحصان والفارس كما هو دليل الشجاعة.

 

 


شيماء الطويل

شيماء الطويل

راسل المحرر @