تعلم صناعة الحصير بقصر ثقافة الشرفا

تعلم صناعة الحصير بقصر ثقافة الشرفا

اخر تحديث في 8/15/2019 4:43:00 PM

نورا حمدي
 
 كلمة حصير تعني في اللغة العربية البساط المنسوج من الخوص أو أوراق البرديّ. 
وتعد الشرقية اليوم من أهم المحافظات التي تقوم بصناعة الحصير، وأجود أنواعها ما يصنع من أعشاب السمار فى الجهات القريبة من بحيرات النطرون، وتصبغ هذه الاعشاب بالألوان المختلفة.
يزرع السمار كبذور، وموعد حصادها منتصف شهر يوليو حتي منتصف أكتوبر وتحفظ في أماكن جيدة التهوية بعيدا عن الرطوبة لحين بيعها. 
توجد أنواع متعددة من السمار التي يصنع منها الحصير أجودها السمار الشرقاوي الذي يتميز بنعومة السمرة، وذو لون قمحي فاتح مائل للأبيض وهي باهظة الثمن، يليه سمار تسمي الزرباوي وهي بلون قمحي مائل للخضار قليلا. وأخيراً السمار الشوكي وهو الذي يصنع منه حصيرة الجبنة.
وقد بدأت صناعة السمار تندثر، حيث إنه كان يزرع قرابة ال ١٠٠ فدان تقريبا الذي يعادله اليوم زراعة ١٠ أفدنة، ويستخدم لصباغتها الصبغات الحصي التي تتحلل بالماء. 
ومن أهم الأدوات المستخدمة لصناعة الحصير هو النول الأرضي ويمكن التحكم في حجم الحصيرة من خلاله بالسدة بخيوط الكتان الطبيعي وكان يوجد منه كتان مزدوج الفتلة وكتان ثلاثي الفتلة، وما نستخدمه اليوم  هو كتان مضاف عليه ألياف أخرى مثل ألياف النخيل وذات الفتلة المجوز فقط وذلك لتقليل التكلفة. 
وكان ينتج سنويا ١٠٠ حصيرة وبعد تدخل الآلة والألياف الصناعية مثل البلاستيك التي أصبحت أقل تكلفة من الحصيرة السمار أصبح المنتج في المقابل ٣٠ حصيرة.
ويحفظ معلقا أو مستلقيا علي أرضيات جافة معرضا للهواء الطلق وليس له مدة معينة للحفاظ عليه. 
وكان استعمال الحصير فى مصر بالغ الانتشار ويسهل معه إدراك جسامة عدد العمال الذين يزاولون هذه الصناعة، حيث إنها كانت تستخدم قديما في فرش أرضيات المساجد والبيوت صيفا، لأنها جيدة التهوية، ونخص بالذكر قرية كفر الحصر ببنها التي كانت جميعها قائمة علي هذه الصناعة، وبعض القرى المجاورة لمدينة القناطر الخيرية، أما اليوم فنلاحظ عدم وجود الكثير من مزاولي هذه الحرفية، وذلك نظرا لارتفاع تكلفة سمارها والمجهود الذي يبذل في صناعتها الذي لم يتحمله حرفيو اليوم للجهد والتعب والمشقة. 
يذكر أنه توجد صناعة الحصير المرسم علي أيدي حرفيين مهرة بقصر ثقافة الشرفا المتخصص بالقناطر الخيرية توفر تدريبا مجانيا للرواد، ولكن عدد الحرفيين قليل والحرفة معرضة للاندثار، لذا يطالب شيوخها بتدريب جيل جديد يعتني بصناعتها ويقوم علي تجويدها والحفاظ عليها، ومن أهم المميزات التي تستلزم للمتدرب هي الصبر والدقة والتركيز والابتكار والعمل الدؤوب وهو ما تسعى إليه الهيئة العامة لقصور الثقافة عبر الأنشطة المقدمة بقصورها الحرفية والملتقيات والمؤتمرات الداعية للحفاظ على الحرف التقليدية.

شاهد بالصور


نورا حمدى

نورا حمدى

راسل المحرر @