تقنيات التوثيق وفنون الأداء في ثالث أيام ملتقى التراث بأسوان

تقنيات التوثيق وفنون الأداء في ثالث أيام ملتقى التراث بأسوان

اخر تحديث في 3/29/2021 2:09:00 PM

محمد إبراهيم
شهد اليوم الثالث للملتقي التراثي الأول لأطلس المأثورات الشعبية بأسوان، فعاليات بدأت بالجمع الميداني بمدينة غرب سُهيل، ثُم ورشة تدريبية على تقنيات الجمع الميداني، كذلك محاضرة فنون الأداء والعرض الشعبي وصون التراث غير المادي.

ورشة تدريبية على تقنيات التوثيق

أوضحت الدكتورة الشيماء الصعيدي أنه في نطاق رغبة الدول الأعضاء في حفظ وصون التراث الثقافي؛ عُقد المؤتمر العام للمنظمة العالمية للثقافة والعلوم والآداب في باريس بتاريخ 29 سبتمبر إلي 17 أكتوبر 2003 وفي دورته الثانية والثلاثين .اتضح أن عمليتي العولمة والتحول الاجتماعي بالإضافة لظواهر التعصب يعرضوا التراث الثقافي غير المادي للاندثار والتدهور والتدمير فضلا عن افتقار الدول صاحبة هذا التراث الثقافي غير المادي للموارد اللازمة للحافظ عليه، وباعتبار أي تراث هو إرثٌ للإنسانية عامة وجب علي الدول جميعها التكاتف لحفظ هذا التراث الإنساني وصونه من أي محاولات للعبث أو التشويه، والتي قد تؤدي بدورها إلي اندثاره. جاءت بنود الاتفاقية في حوالي 40 بندا.
شرحت إيمان مازن دور اتفاقية حفظ وصون التراث غير المادي في مجال الحرف وتوثيق المهارة، وتعرضت بشكل خاص لحرف النسيج والسجاد الصعيدي والرموز التشكيلية المُستخدمة في تزيين هذا النوع من النسيج، وكذلك الحرف التي تعتمد عليها القري والرموز الخاصة بتلك القري ودلالتها ورمزيتها للعادات والمعتقدات، وأكدت علي الملكية الاجتماعية وضرورة صياغة قوائم صون وحصر، وتعرضت لاستعانة مُصممي الأزياء العالمية لموتيفات خاصة بتراثنا الثقافي الخاص بالمحافظات والقري والجماعات الشعبية وطريقة إثبات حقوق تلك المجتمعات بتوثيق تراثها في القوائم التمثيلية والصون العاجل وقوائم الحصر طبقًا لاتفاقية 2003 بمنظمة اليونسكو. وقد تفاعل الحضور من السيدات الحرفيات مع موضوع حفظ وصون الحرف حيث أن لديهن العديد من الحرف التي تحتاج إلي الاهتمام بالحفاظ عليها ببرامج الصون، وقد عرضت السيدة (كريمة بكار) بضرورة الاهتمام برعاية الحرف البيئية الأسوانية والنوبية بشكل خاص والتي منها أعمال الخوص والأزياء وغيرها من الحرف المرتبطة بالجماعة النوبية.

فنون الأداء والعرض الشعبي وصون التراث اللامادي
فعالية جديدة في الجلسة نفسها حاضر فيها كل من د. سامح شوقي و د. أحمد سعد وفي حديثيهما تناولا: آلات الموسيقية الشعبية الخاصة بمدن القناة، والفرق بين المحافظات المختلفة في أداء السيرة الشعبية والأزياء كل هذا طبقًا للخصوصية الثقافية لكل منطقة وجماعة شعبية تتبني السيرة الهلالية أو السير الشعبية بشكل عام.
وتحدث الدكتور سامح شوقي: عن فنون الأداء وأغاني الضمة (السمسمية)، مستهلًا كلمته بالآلات الشعبية الخاصة بالسمسمية واستعانة صانعيها بالخامات البيئية في صياغتها كآلات إيقاعية أو وترية، وهو السبيل الخاص بمجتمع مدن القناة في استخدام تلك الآلات البسيطة في الاحتفال بمناسبات دورة الحياة سواء الزواج أو الميلاد (السبوع).. أو في الأعمال الشاقة (أغاني العمل) كالصيد، وتاريخ آلة السمسمية حيث يحاول مُجتمعات مُدن القناة نسب آلة السمسمية لمجتمعاتهم فمثالًا أن مجتمعات السويس أتوا بدليل أن الأدوار الجداوية لدي صيادي البحر الذين  من الجزيرة العربية، أو من سيناء إلى القنطرة شرق، البور سعيدية هي وسط بين إسماعيلية وبورسعيد يؤيدون رواية سيناء والقنطرة شرق ونسب السمسمية.
أما الفنان الدكتور أحمد سعد، فأكد على أهمية الفنون والموسيقي الشعبية حيث إنها تسري الوجدان الشعبي وتخفف عنه الكثير من مصاعب الحياة، وأن المجتمع المصري يتنوع بالثراء في الفنون الشعبية المختلفة وأن العديد من الألوان الشعبية تأخذ الطابع البيئي حتي في اللون الواحد كما هو الحال في (السيرة الهلالية) التي تروى بطابع خاص في صعيد مصر يختلف عنه في منطقة الدلتا وكذلك الحال في المجتمعات البدوية سواء في شمال سيناء أو مطروح، وأضاف أن ذلك يعود إلي فنون الأداء المختلف وارتباطه بالبيئة أو المجتمع المحيط، وأضاف أنه من الضروري التفرقة بين الراوي الشعبي والشاعر.  وتحدث عن الآلات المُصاحبة للرواة الشعبيين واختلاف طبقًا لمعطيات البيئة وثقافة الجماعة الشعبية.


محمد ابراهيم

محمد ابراهيم

راسل المحرر @