واقع الحرف التراثية وإعادة إنتاج صياغات متطورة في ثاني أيام ملتقى بور سعيد 

واقع الحرف التراثية وإعادة إنتاج صياغات متطورة في ثاني أيام ملتقى بور سعيد 

اخر تحديث في 12/19/2020 12:31:00 PM

نورا حمدي 
استمرت الجلسات الحوارية لملتقي "الاتجاهات التنموية للحرف التراثية" الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بقصر ثقافة بورسعيد في الفترة من  9 حتي 11 ديسمبر الحالي.

تضمن اليوم الثاني للملتقي عددا من الجلسات الحوارية، منها جلسة بعنوان "واقع الحرف التراثية بين الاندثار والاستمرار" برئاسة الدكتورة نجية عمر ، وتضمنت عدة مداخلات بحثية، بدأتها الدكتورة نيفين خليل وكيل المعهد العالي للفنون الشعبية ورئيس قسم فنون التشكيل الشعبي والثقافة المادية، التي تحدثت عن دور المرأة النوبية في الحرف والصناعات البيئية حيث تعيش المرأة النوبية حياة جماعية بعيدة عن الانفراد أو التفرد، ونجدها محور الحياة فتُعين أفراد مجتمعها في كل شيء بدءًا من النشاط اليومي العادي إلى المناسبات الاجتماعية إلى كل أوجه الحياة وشئونها المختلفة.    فالمرأة النوبية لها خصوصيتها في جميع شئونها، فهي تعكس ثقافة نوبية ضاربة في أعماق التاريخ المصري.
وأضافت خليل أن المرأة النوبية ذات دور فاعل وفعال في الحرف المنتشرة في قرى النوبة من صناعة الفخار وأنواع من السلال وأطباق الخوص المصنوع من سعف النخل، إلى جانب صناعة الحلي، بالإضافة إلى صناعة ونسج الأقمشة القطنية والصوفية على الأنوال والأزياء النوبية وغيرها من الأعمال الحرفية باعتبارها صناعات بيئية.

ومن الصناعات البيئية للمعتقدات الشعبية تحدث الدكتور عماد سليمان المدرس بقسم الآثار الإسلامية، عن قيمة فنية للمعتقدات العلاجية مثل طاسة الخضة بين المعتقدات الشعبية والقيمة الفنية وتعرف أيضا بـ «طأس الرجفة»، أو «الطربة»، أو «الشفاء»، أو «الطلسم»، أو «الطأس السحرية»؛ وتعد إحدى وسائل العلاج الشعبي التي أقبل عليها الناس إقبالا منقطع النظير لاعتقادهم بأنها تشفي جميع العلل والأمراض بسبب الآيات القرآنية والعبارات الدعائية والنقوش السحرية المدونة عليها، كما أنها تعد من التحف المعدنية التي تتوارثها الأجيال، ولها مكانة خاصة وقيمة لدى أصحابها، ولا تزال بعض الأسر إلى الآن تمتلك مثل هذا الطأس مع الاختلاف في مضمون النصوص الكتابية والأشكال الزخرفية فإنها تحمل أيضا قيمة فنية وأثرية، حيث يشغل سطحيها الداخلي والخارجي مجموعة من الزخارف الدقيقة، لعل أبرزها تلك النقوش الكتابية.

واستكملت الفعاليات بجلستين بعنوان"إعادة إنتاج الحرف التراثية في صياغات تشكيلية متطورة" برئاسة الدكتورة شادية الدسوقي، نوقشت خلالها موضوعات الحرف اليدوية التراثية وجماليات الحرف، فتحدثت الدكتورة زينب أحمد منصور أستاذ أشغال المعادن ورئيس قسم الأشغال الفنية والتراث الشعبي السابق، عن تعدد التراكمات الحضارية علي أرض مصر تاركة وراءها تراثا من الثقافات التي أصبحت بدورها مكونا أساسيا في البناء الأجتماعي للشخصية المصرية. والثقافة الشعبية بوصفها أبداع له أصالته استطاعت أن تمثل إحدى روافد التراث المصري وتعبر عن واقع الشخصية المصرية التي عاصرت مراحل تاريخية مختلفة وقد تميزت مصر بالعديد من الحرف اليدوية التراثية التي نشأت علي أرضها في القري والمدن وتوارثتها الأجيال، واحتلت تلك الحرف اليدوية دورا مهما في الصناعات منذ القدم حيث تميزت بالمهارة والإتقان وبصياغاتها الجمالية وعناصرها ومفرداتها الشكلية التي عكست ثقافة الحضارات المصرية المتعاقبة والذي استطاع الفنان الشعبي استيعابها وإعادة إنتاجها برؤية تعبيرية تتميز بالإبداع وتلبي احتياجاته اليومية وترتبط بالعادات والتقاليد المصرية الأصيلة.

واستكمل الحديث الدكتور علي الطايش عن جماليات حرفة الخيزران في تصميم طباعة أقمشة المفروشات موضحا أن تصميم أقمشة المفروشات يجب أن يتسم بالابتكار والانسجام مع نوع المكان الذي سيستخدم فيه سواء كان مكانا عاما أو خاصا هذا بالإضافة إلى عوامل الموضة والأذواق الشخصية، مع الأخذ في الاعتبار طراز وشكل الأثاث المستخدم، وحجم المكان الموضوع فيه ويعد الخيزران أحد الألياف النباتية المعروف باسم البامبو (Bamboo) وهو اسم لأكثر من ألف نوع من أنواع الأعشاب العملاقة ذات الجذوع شبه الخشبية الذي استخدم في صناعة الأثاث حيث يتميز هذا النوع من الأثاث بالجاذبية والشكل الأنيق  بالإضافة إلى اعتماده على تراكيب نسجية متعددة والتي يمكن أن تكون مصدرا ثريا وجديدا لابتكار تصميمات متنوعة تصلح لأقمشة المفروشات المطبوعة وخاصة أقمشة التنجيد التي تتميز بالتنوع والتغير المستمر في العناصر.

وتضمنت الجلسة مداخلة للدكتورة جيهان الملكي عن "توظيف خامة الجلد الطبيعي في صياغات حديثة باستخدام التوليف" تناولت فيها تعريف الجلد وأنواعه وطريقة حياكته وتقنياته المختلفة وكيفية توليف بعض الخامات التي تتناسب مع خامة الجلد لابتكار منتج فني جديد.

 وقدمت الدكتورة نجية عمر أستاذ الخزف ورئيس قسم التعبير المجسم بكلية التربية الفنية، تجربة مدينة "جينغد تشن Jingdezhen" الصينية للحفاظ على حرفة الخزف "الحلي نموذجا" إحدى التجارب الرائدة التى اهتمت بتطوير المدينة علميا ومهنيا، بهدف الاستمرار والحفاظ على هذا الإرث فن الفخار والخزف أحد الحرف المتميزة في الحضارة المصرية القديمة.

وشهدت الفعاليات جولة في المعرض الحرفي الفني للحرف التراثية الذي يضم مجموعة من الحرفيين المهرة في صناعة السمسمية والمراكب الخشبية وأيضأ الأزياء التراثية وحرف القصور المتخصصة السجاد والصير المرسم والفخار.

هذا وأوصي رؤساء الجلسات الحوارية بأهمية التراث والحفاظ عليه والاستمرارية في العمل علي التطوير والابتكار والاطلاع علي ما يفيد البيئة ويحافظ علي التراث والهوية المصرية.

شاهد بالصور


نورا حمدى

نورا حمدى

راسل المحرر @