العدد 814 صدر بتاريخ 3أبريل2023

إن لتعدد المواهب أثرها البارز في تقديم صاحبها في عدة أثواب كل منها يتلاءم ومقدرته الفنية، ويتم توظيفها بشكل متكامل في حالاتها الإبداعية، لتبرز لنا الوجه الأسمى للفن، وممن يمتلكون هذا الزخم من المواهب الشاعر والمؤلف والمخرج المسرحي يس الضوى “لؤلؤة الجنوب”  ابن الصعيد الذي حمله جناح الإبداع إلى القاهرة، ومن هنا كان لنا معه هذا اللقاء 
يس الضوى هو عضو عامل في إتحاد كتاب مصر ونقابة المهن التمثيلية وكاتب للدراما التلفزيونية والسينمائية والإذاعية فكتب عدداً لا حصر له من الأعمال ومن بينها على سبيل المثال وليس الحصر فيلم “واك واك “ وهو فيلم روائي قصر للأطفال والذي حصل على الجائزة البرونزية بمهرجان الاعلام العربي، مسلسل اشجار النار، مسلسل الزوجة الثانية رؤية وسيناريو وحوار إخراج خيري بشارة، والسهرة التلفزيونية “عصابة عائلية “ إخراج حسام الشاذلي، فيلم “الخال “ عن حياة الراحل عبد الرحمن الأبنودي، سر الأرض وهو سلسلة من 12 فيلم آنيمي، وكتب للاذاعة المصرية العديد من الاعمال ومنها على سبيل المثال مسلسل «زهرة من نار» والسهرة الإذاعية «صهيل امرأة» إخراج الراحل أحمد إسماعيل، وكتب العديد من المسرحيات الإذاعية ويكتب الشعر بالفصحى والعامية المصرية وكتب العديد من المسرحيات الغنائية وأغاني تيترات للدراما التلفزيونية كتب الشعر وكلمات الأغاني والصور الغنائية لأكثر من 80 عملا مسرحيا بالعاصمة والأقاليم وحصل على عدة جوائز فى مجال المسرح كاتبا ومخرجا وشاعرا غنائيا “ وشاركت مؤلفاته المسرحية في كثير من المهرجانات الإقليمية والقومية والدولية ومنها على سبيل المثال وليس الحصر أطياف حكايات، قولوا لابوها، هب النسيم، خالتي صفية، طال المطال، عشم إبليس، حضرة رمضان، موكب عقربان، الحلم الأخير، عقلك في رأسك، حي أبن يقظان، وغيرها، وتعد نصوصه المسرحية الأكثر تناولاً بين المخرجين والفرق المسرحية في العاصمة والأقاليم والمسرح الجامعي والمدرسي، قدم كمخرج مسرحي العديد من الأعمال  من إنتاج جهات عديدة ومنها البيت الفني للمسرح، مسرح الهناجر، هيئة قصور الثقافة، المسرح الجامعي، الورش الألمانية للتنمية، وزارة الصحة والسكان بتمويل اليونيسيف، الشئون المعنوية بوزارة الدفاع المصرية، وزارة الشباب والرياضة وغيرها وأكثر من 40 عرضاً من أواخرها “إبن عروس “ وهو من تأليفه وحاز به على جائزة أفضل مخرج بالمهرجان الختامي لموسم 2015 وشارك به في المهرجان القومي للمسرح، الأشفور باشا لفرقة مسرح السامر 2021، دقة بدقة “عن شكسبير “ لفرقة القاهرة القومية للفنون المسرحية عام 2022، وحصل على العديد من الجوائز من وزارة الثقافة “مخرجا وكاتبا وشاعرا وممثلا “ كتب لمسرح الطفل العديد من النصوص منها على سبيل المثال رحلة فانوس، شهباء، مدينة الأحلام، حرامي الكتاب، المسحورة وغيرها كما حصل على العديد من الجوائز فى مجال الكتابة المسرحية للطفل تم تكريمه بمونديال الاعلاميين العرب بمصر في دورته الثانية بلقب “لؤلؤة الجنوب “ له تحت الطبع “شخصية الصعيدي “ عن هيئة الكتاب، “المدسوس “ مسرحيات عن هيئة الكتاب المصرية، في مدينة الأحلام “مسرحيات غنائية للطفل والأسرة “ عن المركز القومي لثقافة الطفل أجرينا معه هذا الحوار الشيق.

لنشأتك تأثير كبير عليك كفنان حدثني عن هذا الأثر؟ 
أنا من مركز “قوص” محافظة قنا، وهو بلد عريق، وكتب عنه الكثير من المستشرقين، في شتى العصور  والحضارات  الفرعونية والقبطية والإسلامية، وصدرت في سلسلة عن «روز اليوسف» بعنوان “قوص بين الأمس واليوم “ ترجمة محمد محمود علي  وقوص أو قيص أو المقبرة كان البلد الذي يقيم به ولي العهد الفرعوني، ومن الأماكن التي اختيرت لتصك بها العملة”،وتسمي مدينة العلم والعلماء والمآذن فأنا من بلد أفتخر بالحديث عنه وقد نشأت نشأة مختلفة ولافتة، فلدينا بيت من الطوب اللبن على مساحة ضخمة به حديقة كبيرة مشذبة، فعشت بها نوعاً من البراح، وكان لدينا غرفة كبيرة قديمة بها مجموعة من “الكراكيب” كنت أجعل أصدقائي يأخذون سريراً وكان سرير به “ناموسية” من النحاس، ونقوم بنصبه في الملقة “ أى مكان الملتقى “ ؛ ليكون منصة التمثيل حيث كنت أخترع شخصيات وأوزعها على المجموعة أكتب لهم الحوار أو ألقنه لهم  أثناء بناء التمثيلية فيما بينهم، ولا أعرف أنه يسمى «مسرحاً» أو»إخراجا» حتى ذهبت إلى بيت ثقافة قوص، وحدثت بيني وبين أفراد الأمن عدة مشاجرات بسبب تنمري على ما يقدم، فكنت أشعر أنني الأفضل وأستطيع أن أقدم عروضاً متميزة، وبدأت حينها أعرف بأني ما كنت أقدمه مع الأطفال هو «مسرح « ومن هنا بدأ مشواري، وتلقفتني مراكز الشباب وفي مهرجان الأنشطة المتكاملة قدمت أول عرض مسرحي وكنت في المرحلة الاعدادية مع المخرج محمد عبد الموجود، وحصلت به على أول ممثل جمهورية، وقمنا بعرضه في القرى والمدن ودائماً كنت أقوم بملاحظة ومشاهدة الوضع النسائي في الشعائر والطقوس فأتذكر عندما كان لدينا تلفاز وهو أول تلفاز فى المنطقة وكان يعرض عليه مسلسل فكان محفوراً في ذاكرتي مشهد لا أنساه وهو تجمع النساء اللواتي يرتدن العبايات والحبر ويفترشن الحصر؛ ليشاهدن المسلسل، وكان معي مرآة صغيرة كنت أقوم بقلبها لألتقط زوايا وكادرات متنوعة للوجوه منشغلاً بتعبيرات وجوه الأطفال والنساء فلم أكن منخرطاً مع الأصدقاء قدر انخراطي مع عالمي وتأملي للصور والكادرات.

إذن ما أبرز الصعوبات التي واجهتها عند قدومك للقاهرة؟ 
جئت إلى القاهرة عام 1988م وهناك اختلافات شاسعة في المعطيات والأشخاص ومن يديرون المشروعات الفنية ولو عاد بي الزمن كنت سأبدأ بداية مختلفة فقد تسببت عفويتي في الكثير من المشكلات، فأنا بسيط في تعاملي مع الآخرين، ولا أجيد التعاملات الرسمية وقد صدمت بالكثير من الأشياء في الأشخاص والنزاعات، وقد تعبت كثيراً وكافحت فعينت فى الإدارة العامة للنشر، وكنت سكرتير تحرير مجلة إبداعات ثم مدير تحرير كتاب الأدباء ثم مجلة آفاق المسرح، وكنت فعالاً جداً في الإدارة ثم انتقلت إلى الإدارة العامة للثقافة مع الأستاذ محمد السيد عيد، وكان لنا حضورنا في شتي  المهرجانات والمؤتمرات الشعرية  داخل الإقليم مثل مهرجان “أمل دنقل “ السنوي، وأتذكر واقعة جميلة مع المخرج الكبير صلاح أبو سيف والذي تنبأ بأنني سأكون فناناً كبيراً، وكان ذلك أثناء تنظيمنا لمهرجان “أدباء مصر في الاقاليم» بأسيوط، وكان المخرج صلاح أبو سيف يكرم بالمهرجان وأتذكر عندما كنا نقوم بتسكين الضيوف والمكرمين بأحد الفنادق وظننا أنه قد تم حجز غرفة إن لم يكن جناح لهذا المكرم  الكبير ثم اكتشفنا عدم وجود غرفة محجوزة له فقررنا حجز غرفة كاملة و من شدة تواضعه قرر أن يتقاسم معي غرفتي ودار بيني وبينه حوار، وكان عن أحد المشاهد في فيلم «ريا وسكينة»، وهو عن اللقطة الدائرية الشهيرة بالفيلم، وشرح لي كيف تم تصوير هذا المشهد ففي تلك الفترة لم تكن السينما تطورت، ولكن رغم ذلك قدم المشهد بشكل بارع ومتميز.

كيف كان للشعر دور هام فى اتجاهك لكتابة المسرح؟ 
أعتقد أن الشاعر هو أساس الحكاية وليس العكس ومن يحركني في الكتابة والتمثيل والإخراج هو “ الشاعر “ فمن الصعب أن ينشأ المبدع ككاتب أو روائي ثم يصبح بسهولة شاعراً، ولكن الشاعر من السهل أن يكتب في أى صنف أدبي آخر لأنه من المفترض أن يكون أخصب في الخيال والفكر، وقد نشأت في بيئة يتميز ناسها أنهم شعراء بالفطرة يتجلى ذلك في أحاديثهم وتهكماتهم التي تحتوي على صيغ بلاغية، وبالأخص في جلسات «النميم « وهي جلسات هجاء وتعتمد على «النزال بالمربعات» فنشأت في هذه الأجواء الإبداعية وكان لي صديق وهو الشاعر مراد أحمد حسن كان يقيم ندوات أدبية وتعاونا معا وقمنا بعمل مجلات نادي للأدب كنا نقوم بالمشاركة في مهرجان أمل دنقل، وأتذكر أحد المواقف الهامة كنت في أحد جلسات الذكر وكنت أتردد على هذه الجلسات وأردد مع المجموعة وكان هناك من يقوم بالغناء فردي بتناغم مع المجموعة ولكني شعرت بالملل وأن أصبح ضمن مجموعة في حلقات الذكر فأوضحت للشيخ الطيري وعبد الرحيم الحلاوي رغبتي في الغناء الفردي وكتابة أشعار تخص هذه الحلقات فكان ما يردد من أشعار للشيخ صالح الجعفري والبوصيري وابن الفارض، وبالفعل قمت بكتابة شعر فردي، وقمت بعمل ميلودي مختلف ونال إعجابهم وما أدهشني وبعد سنوات طويلة فوجئت بطفل يردد كلماتي وعلم هذا الطفل أنها كلماتي.
بما أنك أحد أبناء مسرح الثقافة الجماهيرية كيف ترى مسرح الثقافة الجماهيرية الآن؟ منذ نشأته هذا المسرح العريق وهو يناطح وهو ذو أهمية قصوى في القرى والمدن ويجب علينا أن نكون معنيين بما ننتجه في هذا الجهاز العميق حتى يقدم تلاحما حقيقيا، وتصبح صفة الجماهيرية منطبقة عليه اسماً وفعلاً فقد زادت الأعباء على مبدعي هذا المسرح؛ لأن المسارح غير متوفرة فنجد مباني ومسارح كبيرة ولكن لا يستطيع الفنانون تقديم عروضهم وذلك بدعوى الحماية المدنية بينما تفتح المسارح لمشروع سينما الشعب فأصبح مشروع السينما أكثر جدوى مادياً وعدنا للمشكلة القديمة بروفة العرض المسرحي أم العروض السينمائية، وكذلك أصبحت الفرق على المسرح لأيام قليلة قبل افتتاح العرض، والتجربة تثبت ذلك، فأعكف الآن على كتابة أشعار لمسرحيتين لا يجد كلا فريقي العمل بهما مكانا لعمل البروفات فطوال الوقت ينطاح مسرح الثقافة الجماهيرية وأود أن أشير إلى أن القائمين على هذا الجاهر مهمومون به فكل الشكر لمدير إدارة المسرح المهندس محمد جابر لإخلاصه الشديد فهو مثابر ومجتهد ودؤوب.

ما رأيك في الكتاب الشباب الفترة الحالية؟ 
هناك مواهب عديدة في بلدنا، ولكنني لمست شيئاً مهماً ففي وقت قريب كنت بصدد البحث عن نص لأقدمه لفرقة القاهرة خلال العام المنصرم، وهذا البحث جعلني أقرأ العديد من النصوص للشباب وخاصة الحاصلين على جوائز بالمهرجان القومي للمسرح وبدون ذكر أسماء قابلت أحدهم وطلبت منه قراءة أحد نصوصه، وصدمت بعد قراءة نصه فهناك خطأ كبير نقع به وهو أننا لا نستطيع الحكم على النص المسرحي من خلال العرض المسموع والمرئي فهو من تأليف المخرج فوجدت في النص الكثير من الأخطاء الإملائية، وصدمت من كتابة المؤلف وخاصة أنه حاصل على الجائزة الأولى.

وماذا عن فترة إدارتك لمسرح السامر؟ 
أدرت مسرح السامر في فترة ركود وقدمت عدة مذاكرت وسعيت لإيجاد حلول ولكن المسرح ظل متجمداً لفترة طويلة، وحسبت عليَّ تلك الفترة لوجودي مديراً لمسرح ليس به دولاب عمل، فالقرار الذي عينت به آنذاك كان قد ترك رئيس الهيئة منصبه وقد عين مديراً للفرقة الزميل جلال العشري، ولم يكن أحد يعرف من هو مدير المسرح ومدير الفرقة لذلك اعتذرت عن إدراته، وأتخوف من عودته غريباً كما عادت أشياء كثيرة غريبة على الرغم من أنه سيعود متطوراً ولامعاً وأرجو الالتفات لفرقة السامر ككيان على أن يتم تصنيف الفنانين بها كمحترفين أو هواة وذلك لأنه يقع في مرحلة منتصف تسببت فى كثير من الأعباء النفسية على فنانيه فيجب الاهتمام بهم وذلك عن طريق عمل قناة مخصصة لفرقة السامر وتسليط الضوء عليهم وهناك ضرورة أن تكون هناك إدارة متخصصة بالهيئة لشئون المخرجين ومتابعة الأعمال.

أنت فنان متعدد المواهب فمن الأقرب لك الإخراج أم التمثيل أم الشعر؟
 من يحركني في الكتابة والتمثيل والإخراج “هو الشاعر “ فعندما أكتب حوارا هزليا كوميديا يكون بداخلي الشاعر الذي يتخيل ما وراء الأشياء. 

في رأيك كيف نستطيع أن نسن قوانين صارمة وضوابط للحفاظ على النصوص من السطو؟ 
في البداية يجب أن يكون لدينا نيه للتصدي لهذه من المشكلة من المعنيين ويجب على الكتاب أزدراء من يقومون بعمليات السطو الأبداعي  ،وتساؤلي كيف يسمح لطبع نص “خالتي صفية والدير” ويتم وضعه في كتاب باسم أحد الكتاب وهو نصي والكاتب نفسه لا يجيد قراءته لأنه مكتوب باللهجة الصعيدية فكيف يسمح له بإصدار هذا الكتاب وهناك شهود عيان وهذا الأمر أحزنني كثيراً وهناك ضرورة بالغة أن تكون هناك رقابة مشددة وسليمة لاكتشاف السرقات الأدبية وتكون هناك جهة مختصة ترد الحقوق إلى مستحقيها فالأمر أصبح صعبا والأخطر سرقة روح الموضوع فالسرقات أصبحت أكثر ذكاءً، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم بها السطو على أحد كتاباتي فقد تم السطو فيما سبق على أحد السيناريوهات التي قمت بكتابتها لأحد المسلسلات ومنها  مسلسل “أشجار النار” واستولى عليه أحد الكتاب الكبار فأتمنى التمعن وإعادة النظر في هذا الأمر .

حدثني عن تجربتك في عرض “خالتي صفية والدير” وهل كنت متخوفاً من هذه التجربة؟ 
لدي روح فطرية ولدي جرأة وأكتب دون حدود والرواية تعرض مكانا في الجنوب لم يعرض من قبل وهو قرية “المنشأة” في الأقصر وهي قرية لها طبيعة خاصة وزمن تاريخي خاص وهي بيئة جميلة وبها مناحٍ إنسانية ومأساة درامية وقد بدأت التجربة عندما طلب مني أحد المسرحيين “ وكان صديق آنذاك “ أن أقدم الصياغة الدرامية والشعرية وكان العرض من إخراج ناصر عبد المنعم وكل ما فعله أنه أعطاني سبعة ورقات وكل ورقة تحوي ثلاثة أسطر عنوان اللوحة وحضرت البروفات الخاصة بالعرض وأثناء كتابتي للصياغة الدرامية والشعرية قمت بتمرين المشاركين في العمل على الرقصات والطقوس المختلفة وكان العمل بطولة نخبة من الفنانين وهم الفنانة لقاء سويدان والفنانة داليا إبراهيم والفنانة دينا مسعود وقمت بتسجيل الحوار على أحد الشرائط ولكن ما أحزنني كثيراً أنه تم حذف اسمي من الصياغة الشعرية والدرامية.

لماذا لم تكتمل تجربة عرض “مشهد من الشارع”؟ 
للأسف هذه التجربة وأدتها الظروف فقد كانت تواكب أحداث محمد محمود وكان هناك انفلات أمني وكان من المفترض استئنافها مرة أخرى.

ما رأيك في الحالة المسرحية في الفترة الحالية؟ 
«ما بين الأماني والإحباطات” هناك زحام من التجارب وهذا لا ينفي وجود تجارب جيدة ومتميزة وراءها مبدعون حقيقيون إلا أنهم قلة ومن الضروري إلقاء الضوء على التجارب الجيدة دون محاباة وهو ضروري لإظهار المواهب الحقيقية والشىء الذي يحزنني أن نقوم بعمل خلطات مسرحية للتسويق للبلاد العربية وهذا للأسف لأنه السوق الوحيد الذي سيأتي بعائد مادي ويحقق نظيراً للجهد وللأسف لم يعد هناك معيار فأتمنى أن نقترب من الناس بشكل أكبر ويجب أن نضع في أذهاننا سؤالاً هاماً وهو ما الذي يمكن أن يقدمه المسرح الآن وسط وابل السوشيال ميديا وكيف مع التطور التكنولوجي المتلاحق أن نقدم صورة مسرحية مختلفة ومتميزة للجماهير وعلينا أن نتساءل ما الذي يمكن أن يجيده المتفرج في المسرح ولا يجده في مكان آخر وهو سؤال هام.

لديك مدرسة خاصة في الأداء التمثيلي وظهرت بشكل كبير من خلال مشاركتك فى مسلسلات مثل “الزوجة الثانية” “والاختيار” فما سر هذا الاختلاف؟                                                                       
هذا يأتي بشكل تلقائي ودون تعمد أو قصد فبقدر أننى مغرق في الطبيعية بقدر اختلافي في الأداء وهذا المعادلة التي أحاول تطبيقها بشكل كبير حتى وإن كنت سأقدم مشهداً واحداً فقط كيف سأصبح مختلفاً وحقيقياً فعندما قدمت دور الشيخ في مسلسل “الزوجة الثانية” ابتعدت عن المبالغة في الأداء وكذلك في شكل الشخصية فكان في ذهني عدد كبير من الشيوخ ومنهم شيخ الزاوية الذي نعرفه والذي يحاسب نفسه في كل شيء وما يقوله للناس فقدمته بشكل تلقائي وبسيط دون مبالغة فتشعر أنه أحد أقاربك أو جيرانك أما عن شخصية “مكاوي” في مسلسل الاختيار فقد استعدت من الذاكرة حالتنا وقدمتها بشكل طبيعي وتلقائي وأبذل جهداً كبيراً في تجهيز نفسي أمام الكاميرا ولم تخرج طاقتي بعد في التمثيل .