بعد انتهاء ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي المشاركون: وسيلة مهمة لاكتشاف طاقات إبداعية متميزة

بعد انتهاء ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي المشاركون: وسيلة مهمة لاكتشاف طاقات إبداعية متميزة

العدد 742 صدر بتاريخ 15نوفمبر2021

على مدار ثلاثة دورات استطاع ملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى برئاسة المخرج عمرو قابيل تحقيق العديد من الأهداف على مستوى مسرح الجامعة، فكان له دور فعال وبارز فى تسليط الضوء على مجموعة كبيرة من المخرجين فى عدد كبير من الجامعات على مستوى مصر والوطن العربي والدول الأجنبية ، تميزت فعاليات الملتقى على مستوى الورش والندوات والمحاور الفكرية التى خرجت بعدة توصيات للمسرح الجامعي ، كرم المهرجان هذا العام مجموعة من الفنانين والنجوم على رأسهم اسم الفنان الراحل سمير غانم، الفنان صلاح عبد الله، الفنانة شيرين، والمخرج تامر كرم، والكاتب الإماراتي عبد الله  مسعود. شارك الملتقى في دورته الثالثة 12 عرضا مسرحيا، 10 عروض منها ضمن المسابقة الرسمية ، من مصر وتونس وعمان والمغرب وروسيا، حيث تشارك من مصر جامعة عين شمس بعرضين مسرحيين، وجامعة المنصورة بعرض واحد ، وتضم مسابقات الملتقى أيضا هذا العام كل من مسابقة محمود نسيم للتأليف المسرحي، ومسابقة حازم عزمي للنقد المسرحي، بالإضافة إلى مجموعة من الندوات ضمن الإطار الفكري للملتقى. 
كونت لجنة تحكيم مسابقة العروض المسرحية من النجم جمال سليمان من سوريا، والفنانة وفاء الحكيم من مصر، وسامي الزهراني من  السعودية، وشادية زيتون من لبنان، وفيليب جيجيت من فرنسا. حول المهرجان التقينا  بمجموعة من الفرق والمدربين ومسؤولى المهرجان .
قال المخرج فادى احمد مخرج عرض «مسيره فى الغابة» لكلية التجارة جامعة عين شمس: تمكنت من المشاركة بسهولة كبيرة وكان رد إدارة الملتقى سريعا على مشاركتي وأتمني في الدورات المقبلة من الملتقى أن تكون هناك جاهزية أكبر للمسارح وأن يكون التنسيق أسرع بين المهرجان وإدارة المسارح، والحقيقة أن كل العاملين بالملتقى على درجة كبيرة من التعاون فلم اشعر بأي معاناة في أى شىء . 
وأضاف: الملتقى يعد فعالية هامة يحدث بها تبادل ثقافي ومسرحي كبير، فنتعرف من خلاله على مختلف الثقافات المسرحية والحقيقة إننا فى مصر نفتقر لهذا النوع من الفعاليات، فلا تقام مثل هذه الفعالية الدولية سوى عند إقامة المهرجان التجريبي الذي يعد فعالية احترافية.  وعن إمكانية إقامة الملتقى فى أحد المحافظات: اعتقد أن المحافظتين اللتين تستطيعان إقامة الملتقى هما القاهرة والإسكندرية و من الصعب إقامته  فى محافظات أخرى .
وعن عرضه قائل: أقدم «مسيرة فى الغابة»، وتدور أحداثه في قالب كوميدي عن المفاوضات بين دولة أمريكا ودولة آسيا للحد من الأسلحة النووية، وهي مفاوضات تقام بشكل غير جاد.

الملتقى يحتاج إلى دعم أكبر 
سعيد سالمان مخرج عرض «مرساه في محيط هيستيرى» فريق كلية الهندسة جامعة عين شمس قال: هذه هي المرة الثانية التي  أشارك فيها، وقد سبق وأن شاركت العام الماضى بعرض «حذاء مثقوب تحت المطر» وفكرة الملتقى جيدة ومهمة بالنسبة لمخرجي الجامعات، ولكنها تحتاج لدعم اكبر ووقت أطول، كما أننا نحتاج إلى عدد اكبر من المسارح مثل مسارح الدولة كالطليعة والجمهورية وغيرها .
وأضاف: هناك تنظيم جيد من قبل إدارة المهرجان، وتعاون كبير لإيجاد الحلول لأي مشكلة تواجه الفرق ومتابعة دقيقة وجيدة لكل الفرق وهو شىء يحسب لإدارة الملتقى، كما أن هناك تنوعا كبيرا فى الفعاليات المقامة ما بين الورش والندوات والمحاور الفكرية. 
وعن عرضه قال: أقدم «مرساه فى محيط هيستيرى» إعداد عن نص موتى بلا قبور، والعرض يناقش فكرة الإيمان، وهل إذا واجه الإنسان صعوبات ومعوقات ومشكلات يتزعزع إيمانه .  

طاقات إبداعية متميزة 
فيما أعربت المخرجة الأردنية ميس الزعبى مخرجة عرض «تراتيل ثورة نساء» عن سعادتها بتواجدها فى الملتقى، وخاصة أنها المرة الثانية لها على التوالي فى المتلقي، وقالت إنه مهرجان إبداعي استطاع إن يصل أواصر الفن المسرحى العربي بلقاء مجموعة من الوفود من مختلف الدول العربية والأجنبية، علاوة على إتاحة الفرص لاكتشاف طاقات إبداعية متميزة في المسرح الجامعي، ومنح فرصة  لمخرجي الجامعات لصعود مسرح المحترفين ،بعد تهيئتهم وتدربيهم. وعن عرضها قالت: «العرض يناقش عدة مشكلات اجتماعية وسياسية ويناقش قضايا المرأة فى عدة شرائح اجتماعية ووظائف مختلفة» .                                                                                                                            

حفل افتتاح متميز 
المخرج المغربى أنور حسانى قال «انبهرت بالفضاء الذي عقد به حفل الافتتاح والتنظيم المحكم وكان الافتتاح احترافيا على مستوى التنظيم، ومن واقع  خبرتى الملتقى مميز عن الكثير من الفعاليات، فقد شاركت فيما يقرب من 207 مهرجانا من بينها 16 مهرجانا خارج المغرب، فى الهند والبحرين وبلجيكا والكويت وتونس ومصر، وهو متميز بوجود مسابقات موازية للعروض، كما يتوفر للمشاركين وسيلة نقل ليتسنى لهم متابعة العروض بشكل جيد.
 وأضاف: كنت أتمنى حضور مجموعة من الفنانين المعروفين بما أن مصر قلعة الفن، خاصة أن حضورهم يدعم الشباب بشكل كبير. وعن العرض قال: أقدم عرض «الرأس في الرأس» وهو يناقش قضية إنسانية عن توأم ملتصق، ذكر وأنثى ومن خلال العرض نعرف مدى معاناتهما اليومية .

مكاسب كثيرة 
 وقال د. بشار عليوى مدرب ورشة التمثيل:» إقامة الملتقى على مدار ثلاثة دورات حقق أشياء كثيرة للمسرح الجامعي فى مصر ولفت الأنظار نحوه فى عموم العالم العربي، عبر مشاركة العديد من الطلبة العرب، بالإضافة للطلبة القادمين من الجامعات العالمية المعروفة، وهو ما يعد مزجا بين الخبرات والثقافات والأداءات. 
وتابع: نتمنى إعادة النظر في بعض آليات الملتقى والتركيز على ماهية ممارسة المسرح فى الجامعة وأبعادها بالنسبة للطالب الجامعي، ولا بأس أن ينفتح الملتقى على بعض العروض المحترفة ويعرضها على هامش المهرجان ليتحقق عنصر الفائدة لهؤلاء الطلبة المشاركين بالعروض، والاطلاع على خبرات الأخرى في هذا المجال. 
تابع: أنا ضد مركزية الفعاليات، وضد تسمية مسرح الأقاليم فالمسرح واحد فى كل الأماكن، وأنا مع إقامة الملتقى خارج العاصمة ليستمع به الجمهور وأتمنى أن يزداد الدعم المالي واللوجسيتى من جميع المؤسسات ليخرج الملتقى بشكل أكثر تطورا .

فعالية ناجحة 
و قال د. علاء الجابرى مدرب ورشة التأليف المسرحى:  كل نشاط فني يصب في فائدة الشباب هو نشاط يستحق الاهتمام والتقدير والدعم، خاصة في مجال الفنون والثقافة ، والملتقى بتركيبته الدولية فعالية أراها ناجحة لتقديم صورة مميزة لمصر بشكل خاص والعرب بشكل عام ، وإقامته في مثل هذه الظروف تحدي مصري عربي يؤكد القدرة على  مواجهة كل ما يمكنه أن يبعدنا عن ممارسة أنشطتنا بصورة طبيعية، وتكمن أهمية مثل هذه الملتقيات في كونها خير وسيلة لتبادل المعارف والخبرات الفنية بين الشباب من مختلف دول العالم، كما تتيح للشباب المصري في المرتبة الأولى ومن ثم الشباب من بقية الدول الاستفادة من كل الخبرات المتوفرة في مدربي الورش المتعددة التي أقامها المهرجان لتعميق معرفتهم في جميع عناصر ومفردات العرض المسرحي. 

يقف جنباً إلى جنب مع أهم المهرجانات 
د.هشام زين الدين مسئول المحور الفكري للملتقى قال: هدف الملتقى يختلف من دورة إلى أخرى، ففي الدورة الأولى كان التأسيس على قواعد متينة والإعلان عن وجوده كواقع ملموس بين المهرجانات العربية والدولية وهذا تحقق، في الدورة الثانية كان الهدف نوعيا من ناحية توسيع رقعة المشاركة والعروض واختيار الأفضل من بينها وبالتالي زيادة عدد الورش وتنويعها واستقطاب عدد أكبر من الطلاب الراغبين في زيادة معارفهم وخبراتهم وهذا تحقق أيضا، وفي الدورة الثالثة نحن أمام ملتقى مسرحي يقف جنباً إلى جنب مع أهم المهرجانات المسرحية العربية، كل شيء تطور فيه، من إدارته واكتساب الخبرات في تنظيم المهرجانات إلى نوعية العروض والندوات الفكرية ومواضيعها التي أثارت النقاش حول مسائل مسرحية مهمة، إضافة إلى استقطاب الطلاب الذين تابعوا العروض بشغف ورغبة في التعرف إلي تجارب جدية أتاحها الملتقى لهم خصوصاً من دول أوروبية ومن ثقافات مختلفة .
وتابع: من الضروري أن يخرج الملتقى للمحافظات، لإتاحة الفرص لجامعات الأقاليم والطلاب الموهوبين فيها وإيجاد مساحة للتباري بعيداً عن المباراة غير المتكافئة بين جامعات العاصمة التي تحصل على تسهيلات في العروض، تبدأ من مكان إقامتها والظروف المحيطة بالدعم المادي واللوجستي، انتهاء بالتعب والإرهاق الذي يرهق الفرق القادمة من الأقاليم . 
و عن نشرة الملتقى قال :نشرة الملتقى عبارة عن تغطية صحفية لفعاليات الملتقى وأهميتها تكمن في ترسيخ الفعاليات في الذاكرة المطبوعة لكي لا تذهب الإنجازات في مهب الريح، إضافة إلى تأمين مادة مكتوبة للقراء الذين لم يتمكنوا من مشاهدة العروض والندوات لكي يكونوا على اطلاع على مجريات الحدث الثقافي. 
    
خطى حثيثة 
فيما قال د. طارق عمار رئيس تحرير نشرة الملتقى: بعد ثلاث دورات من ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي أستطيع أن أقول أن الملتقى يسير بخطى حثيثة نحو تحقيق رؤيته ورسالته تجاه دعم وتشجيع المسرح الجامعي وربطه بأهم المستجدات على الساحة العالمية من خلال ما يستضيفه الملتقى من عروض وما يقدمه من جرعة تدريبية عالية الكثافة والجودة تمثلت هذه الدورة في اثني عشرة ورشة نوعية منها ورشة خصصت لذوي الهمم . ومن ثم فإن الملتقى أصبح رافداً مهماً لتحسين جودة المناخ العام للمسرح الجامعي في مصر والعالم العربي , أتمنى أن يحاول الملتقى تعظيم الاستفادة من انعقاده من خلال توسيع الإطار الفكري له ليصبح مؤتمراً دولياً سنوياً يناقش أوضاع المسرح الجامعي في العالم بأسره مع زيادة عدد المسابقات لتشمل التأليف بقطاعاته المختلفة والبحث العلمي لدارسي الماجستير والدكتوراه المهتمين بالمسرح الجامعي تحت إشراف نخبة من المتخصصين الكبار كنوع من نقل الخبرة للأجيال التالية أضاف: ‹ لقد حقق الملتقى هذه الفلسفة هذا العام من خلال تقديمه للعرض الروسي «ناس وصور» على مسرح قصر ثقافة المنصورة بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة وكم أتمنى أن تمتد فعاليات الدورة القادمة لتشمل عدداً من الجامعات الإقليمية التي تنتقل إليها عروض الملتقى فبهذه الطريقة يحقق الملتقى فلسفته في نشر الوعي المسرحي بين طلاب الجامعات المصرية. 
تابع :حاولنا في نشرة هذا العام أن نلقي الضوء على الملتقى الفكري المصاحب للملتقى بشكل أكثر كثافة كما اعتمدنا فكرة تغطية آراء الجمهور من الطلاب على وجه الخصوص فيما يشاهدونه من عروض . كذلك فقد عمدنا إلى تقديم عدد من الشهادات العربية حول واقع المسرح الجامعي بالجامعات العربية إلى جانب شهادات من طلاب ممارسين للنشاط المسرحي بالجامعة وآخرين من الخريجين الذي أثر في حياتهم المسرح الجامعي وأصبحوا حالياً على أول طريق الاحتراف .

صدى كبير على مستوى العالم 
فيما قال المدير التنفيذي للملتقى اندروا سمير: الملتقي تزيد أهميته يوما بعد يوم و أصبح له صدي كبير علي مستوي العالم من خلال اختيار العروض و الندوات و الورش الفنية و استطاع جذب أنظار الكثير من الفرق المسرحية الجامعية الكبيرة على مستوى العالم للاشتراك فيه و هو ما يحملنا المسئولية كلجنة تنظيمية، أن نعمل دائما على هدف مهم جدا و هو تطوير الملتقي باستمرار ، وأتمنى ان تقام فعاليات  الملتقي على مستوي عدد كبير من المحافظات و المدن المصرية المختلفة و ذلك لمشاركة عدد كبير من الجمهور المصري .
وأضاف :الورش هذه الدورة مختلفة عن الدورتين السابقتين لتنوعها من حيث المدربين و الإقبال الكبير من الطلبة المصريين و الأجانب، وهذه الدورة تشهد ندوة كاتب و مخرج التي تم خلالها توقيع كتاب للدكتور علاء الجابر وهو عبارة عن جميع النصوص الفائزة في مسابقة التأليف المسرحي في كتاب واحد.                                                                                                                                            
لا مركزية الفعاليات 
بينما قالت د. سمر سعيد الأمين العام للمهرجان:» استطاع الملتقى تحقيق أهدافه وقد كان له هدفان وهما خروج العروض المسرحية خارج سور الجامعة لتعرض على مسارح الدولة وبالفعل على مدار الثلاث دورات استطاع عدد كبير من الجامعات المصرية تقديم عروضها عليها،  والشيء الثاني هو لا مركزية الفعاليات وقد تحققت قدمت عروض فى المحافظات، فعلى سبيل المثال الدورة الماضية قدم عرض المغرب بجامعة المنوفية وهذا العام قدم العرض الروسي فى المنصورة ، بالإضافة إلى زيادة عدد العروض، ففي الدورة الأولى شاركت سبعة عروض والدورة الثانية شارك تسعة عروض والدورة الثالثة شارك اثنى عشر عرضا، كذلك هناك تطورات على مستوى الفعاليات المصاحبة ، فقد أقيمت مسابقات جديدة ومنها مسابقة «ستار كوميدي « باسم الراحل سمير غانم و مسابقة للتأليف المسرحى.                                                                                                                  

شاغلنا الشاغل 
و قال المخرج عمرو قابيل عن مدى تحقق أهداف الملتقى إنه  حقق أهدافه بنسبة مئة فى المئة وحقق اهدافا أخرى لم تكن فى الحسبان، فكان شاغلنا الشاغل تأثير الملتقى فى المسرح الجامعي والمسرح المصري بشكل عام، فلم نفكر بالشكل المهرجاني المتعارف عليه فى المنطقة العربية كلها، ولكننا كنا نفكر فى المحتوى الذي يقدمه الملتقى وأعتقد انه السبب الرئيسي فى تحقيق هذه الأهداف و فى وصول الملتقى للعديد من الشباب على مستوى الوطن العربي، والاهتمام من قبل الشباب بالمشاركة فى فعالياته ، فكم الرسائل التي تصل لنا تعرفنا أننا على الطريق الصحيح ولدينا إحساس بالمسئولية الوطنية والمجتمعية ، فمنذ بداية الملتقى ونحن نعمل متطوعين ولكن نحظى برعايات رفيعة المستوى ونحظى باحترام وتقدير الحكومة المصرية والدولة المصرية وهو شرف كبير لا يعادله اي شىء ، وبفضل الله حصلنا على الرعاية الرسمية من دولة رئيس الوزراء ، حيث أقيمت الدورة تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولى. 
وتابع «كسبنا اجيالا بدأت فى التعرف على المسرح والنظر إليه بشكل مختلف ، ووجوه جديدة دولية من أوروبا وكوريا والصين والهند والوطن العربي لم تكن معروفه فى مصر بأفكار ورؤى وفلسفات جديدة ، وفعاليات حقيقية وترويج لبلادنا وفكرها وثقافتها،  فقد شارك فى الملتقى العديد من المسرحيين والباحثين من مختلف الدول و انبهروا بالبنية المسرحية فى مصر والمستوى الفني والمسرحي، فمن حصاد الملتقى التسويق الجيد للمسرح وللسياحة المصرية .


رنا رأفت