أسامة رؤوف: العرض يهتم بالجانب الإنساني ويطرح تساؤلات كونية

أسامة رؤوف: العرض يهتم بالجانب الإنساني ويطرح تساؤلات كونية

العدد 731 صدر بتاريخ 30أغسطس2021

المسرحى والسينمائي والسيناريست د. أسامة رؤوف، مخرج قدير بالبيت الفني للمسرح، خريج كلية الآداب قسم مسرح، حصل على الماجستير و الدكتوراه في فلسفة المسرح، كان مديرًا عامًا لمسرح الشباب في الفترة من 2015 إلى 2017، وكان أيضًا مديرًا عامًا للمركز القومي للمسرح، وهو مؤسس ورئيس مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما.. أخرج العديد من الأعمال المسرحية منها النساء والغريب عن جريمة فى جزيرة الماعز بطولة الفنان مجدي كامل والفنانة نهال عنبر والفنانة جيهان سلامة والميراث من تأليفه ، والحياة حلوة بطولة الفنان يوسف داوود والفنانة نهلة سلامة، وسيدة الفجر من إعداده وإخراجه وهي التي عرضت  منذ أيام على مسرح الطليعة، عن العرض “ وأشياء أخرى كان لـ”مسرحنا” معه هذا الحوار.

المسرحى والسينمائي والسيناريست د. أسامة رؤوف، مخرج قدير بالبيت الفني للمسرح، خريج كلية الآداب قسم مسرح، حصل على الماجستير و الدكتوراه في فلسفة المسرح، كان مديرًا عامًا لمسرح الشباب في الفترة من 2015 إلى 2017، وكان أيضًا مديرًا عامًا للمركز القومي للمسرح، وهو مؤسس ورئيس مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما.. أخرج العديد من الأعمال المسرحية منها النساء والغريب عن جريمة فى جزيرة الماعز بطولة الفنان مجدي كامل والفنانة نهال عنبر والفنانة جيهان سلامة والميراث من تأليفه ، والحياة حلوة بطولة الفنان يوسف داوود والفنانة نهلة سلامة، وسيدة الفجر من إعداده وإخراجه وهي التي عرضت  منذ أيام على مسرح الطليعة، عن العرض “ وأشياء أخرى كان لـ”مسرحنا” معه هذا الحوار.
حوار: إيناس العيسوى
- حدثنا عن كواليس مسرحية “سيدة الفجر”؟
كان لدى تصور خاص عن الممثلين، أو ما يسمى بمرحلة اختيار الممثل، وتلك المرحلة هى الأهم والتي أخذت وقتًا أطول في التحضيرات، لأنني لم أكن أهتم فقط بكفاءة الممثل الفنية ولكنني كنت أحاول أن أبحث عن الجانب الإنساني عند الممثل أن يكون بنفس القدر من الكفاءة، لأن المسرح تلاحم كأننا أسرة واحدة، وفى حالة وجود أي شخص غير متوافق مع بقية المجموعة قد يكون سببًا في بعض المشاكل، وهذا قد يؤثر على العرض المسرحى، لذلك كان اهتمامي بالجانب الفني والإنساني معًا بشكل متوازي.
- «سيدة الفجر» تم تقديمه من خلال فرق عديدة.. ما الذي يميزه هذه المرة ؟
حسب معلوماتي أنه لم يُقدّم على خشبة مسرح احترافي من قبل، ربما تم تقديمه فى تجارب المسرح الجامعي أو في الثقافة الجماهيرية، “سيدة الفجر” نص يهتم بالجانب الإنساني ويطرح تساؤلات كونية قد يخاف الإنسان الخوض فيها أو يسأل عنها أو حتى يسأل نفسه عنها، في إطار من التشويق والترقب والإثارة، وهذه الموضوعات من الأشياء المحببة إلى بشكل شخصي، وتلك النقطة هى من الأشياء التي حاولت فى الإعداد والإخراج أن أقدم هذا الموضوع المليء بالتساؤلات والرغبات والأحلام والتصورات حول قيمة الإنسان فى الحياة وقيمته ما بعد الحياة إلى آخره، حاولت أن يظهر ذلك فى شكل أكثر نعومة وسلاسة دون أن يشعر المتفرج أنه أمام عرض فلسفي، بالرغم من كونه  من النصوص الفلسفية الشديدة، هناك الكثير من المسرحيين يخافون أن يقتربوا من هذا النص، وهناك الكثير أيضًا أقدموا على تجربة أن يخوضوا أو يقتحموا النص إخراجيًّا، ولكن للأسف تجاربهم لم تكتمل، ومن كثرة انفعالي بالنص وتقديري له حاولت أن أقدم  هذه التجربة بشكل أكثر نعومة وسلاسة بحيث يتسرب إلى النفس دون أن تشعر بذلك، مع احتفاظي بلغته الفصحى، واحتفاظي بالحكاية، وحاولت أن يكون عرض مميزا.
- حدثنا عن فريق عمل العرض ومقاييس اختيارك لهم؟
أنا  اهتم بالجانب الفني والإنساني معًا فى اختياري للممثلين، أما الديكور فكان لي تصور أن يتم تحويل القاعة بأكملها إلى هذا المنزل الذي تدور فيه الأحداث، وهذا ما تحدثت فيه مع المهندس عمرو الأشراف، وكان عندي تصور هو حققه باقتدار شديد، وهو أن يكون الجمهور ضيفا في هذا المنزل ، وبالفعل هناك التحام شديد بين الممثل والمتفرج، تحتويهم جدران القاعة أو المنزل المصمم بشكل احترافي،  أما السينوغرافيا فأنا من قمت بعمل الإضاءة وجعلتها تتناسب مع الديكور ومع حركة الممثلين، و الأداء التعبيري الذي قمت أنا أيضًا به، مع الفيديو بروجيكتور والفيديو مابينج، كل ذلك كان يصب فى إطار كيف يتسرب هذا العرض إلى النفس بكل سلاسة وهدوء دون أن يكون ذلك بذلك مُفتعل.

- موسيقى العرض للفنان هاني شنودة.. حدثنا عن هذا الاختيار ولماذا لم تكن الموسيقى حيه وأغلب العروض الآن تتجه لذلك؟
موسيقى الفنان والموسيقار هاني شنودة أضافت الكثير للعرض، لقد قمنا بعمل جلسات عمل طويلة جدًا قبل العرض، واستمع لرؤيتي بإنصات شديد، وهو “فاهم” موسيقى بشكل احترافي، وهو دائمًا يقول لي: عندما أقوم بعمل موسيقى لعمل درامى يجب أن أقوم بعمل الموسيقى بناءً على رؤية مخرج هذا العمل، وبالفعل كان لدى رؤية موسيقية متعلقة بأصوات معينة، وكان لى وجهة نظر وروية خاصة فى الموسيقى التى تم تقديمها، الموسيقار هانى شنودة رجل شديد السلاسة فى التعامل وبالطبع شديد الموهبة.
الموسيقى الحية ليست اتجاهًا، وإنما الموسيقى تقدم على حسب التجربة ورؤية المخرج، فى هذا العرض قدمت الموسيقى بشكل مسجل، وقبلها كُنت أقوم بتحضير عرض آخر “الأميرة تنتظر” وكانت رؤيتي للموسيقى فيه أن تكون حية والعازفين يعزفون على خشبة المسرح.

 - حدثنا عن الإبهار البصري الذي قُدّم في العرض على الرغم ضيق قاعة صلاح عبد الصبور .. وهل ما زلنا فى حاجة لتطوير مساحات المسارح، أم أننا نستطيع التغلب على ذلك بالرؤية الإبداعية للمخرج؟
 الحمد الله أن  رأيتم في السينوغرافيا إبهارًا، فهو تعبير عن الحالة فى شكل مبهر، القاعة التى تقدم فيها التجربة لا تقاس بفكرة ضيقة أو غير ذلك، هذا ليس فرضًا ، المخرج هو من يختار المكان والفراغ الذي يقدم فيه تجربته المسرحية، وأنا من قمت باختيار قاعة “صلاح عبد الصبور” لأسباب كثيرة جدًا منها حتى يكون الجمهور أكثر قربًا والتحامًا بالممثلين، بالإضافة إلى طبيعة التجربة وإحساس الناس بها . كل مخرج يختار المكان المناسب لرؤيته وطبيعة عرضه.

- تفاصيل سيدة الفجر من ماكياج وملابس ورؤية حركية لها طبيعة خاصة.. حدثنا عن ذلك؟ وهل العرض مع فكرته عن الموت يناسب جميع أفراد الأسرة؟
كان لدى تصور فى الماكياج وكنت مقررا من لحظة إعدادي للنص، أن ترتدي بعض الممثلات تلك العدسات الخاصة مع ارتدائهم لملابس خاصة ، وبالفعل أشكر الماكيير إسلام عباس ومصممة الأزياء شيماء محمود، لأنهم استطاعا أن يجسدوا رؤيتي والشكل الذي كنت أرغب فيه باقتدار شديد. أما الرؤية الحركية فأنا من قمت بتصميمها، لتعبر عن هذه الحالة، التي وصلت إلى الناس وجعلتهم يخرجون من العرض معبرين عن سعادتهم به وأنه يحمل حالة من السهولة والسلاسة، والعرض يناسب جميع أفراد الأسرة، فالأطفال الآن مختلفين عن الأطفال فى الماضي، فهم مطلعين على التكنولوجيا، وهذا العرض بالنسبة لهم شكل جديد، فهو إلى حد كبير منضبط ولغته منضبطه وواضحة ومفهومة بشكل كبير، هناك أطفال كثيرون يأتون مع أسرهم.

- هل عاد الإقبال على المسرح من جديد؟ وهل المسرح مازال قادرًا على المنافسة فى ظل التطور التكنولوجي الذي نعيشه؟
الحمد الله عاد وبشدة، الإقبال على العرض كان “كامل العدد”، وهذا مؤشر يدل على أشياء كثيرة منها انحصار الكورونا بعض الشئ، ومنها أيضًا أن الناس بدأت تقدر هذا النوع من المسرح، وهذا شئ مفرح جدًا. المسرح دائمًا قادر على المنافسة ويثبت كل يوم أنه “أبو الفنون”.

-هل العروض المسرحية المقدمة على مسرح الدولة قادرة على المنافسة أمام المسرح الخاص؟
بالطبع وبالتأكيد هناك منافسة فنية، فعندما نقدم تجربة مثل تجربة “سيدة الفجر” باللغة العربية الفصحى وتلقى هذا النجاح والقبول والإقبال، فبالتأكيد نحن قادرين على منافسة القطاع الخاص، بالعكس جمهور هذا العرض استطاع أن يثبت ذلك بإقباله الشديد عليه، وفكرة “كامل العدد” يوميًّا وحجز الجمهور للعرض قبل العرض بثلاثة أيام وربما مدة أطول، أرى أنها منافسة قوية.

- ما الجديد لديك؟
ما زلنا نحصد نجاح “سيدة الفجر”، وفى 13 سبتمبر هناك افتتاح الدورة الرابعة لمهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما، الذى أتشرف بتأسيسه ورئاسته، وهناك مفاجآت كثيرة جدًا فى تلك الدورة، منها مجموعة ورش سيتم الإعلان عنها قريبًا، وداخل المهرجان هناك ما يسمى بـ”منصة الحكواتى” وهى واحدة من منصات الحكى، ترتبط  بالمونودراما كونها وحدة من فنون الأداء الفردي، وهناك أيضًا مجموعة عروض مهمة من أكثر من دولة، فهناك مشاركات من دول عربية وأوربية ومصرية بالتأكيد.


إيناس العيسوي