أفضل مخرج (أطفال) بالمهرجان القومي زياد هاني:«غابة الأحلام» صراع بين الخير والشر بشكل مغاير وجديد

أفضل مخرج (أطفال) بالمهرجان القومي زياد هاني:«غابة الأحلام» صراع بين الخير والشر بشكل مغاير وجديد

العدد 635 صدر بتاريخ 28أكتوبر2019

زياد هاني كمال ممثل ومخرج مسرحي شاب حقق نجاحا كبيرا على مستوى عروض الجامعة أثناء دراسته بجامعة عين شمس، يمتلك «تكنيكا» خاصا في تقديم عروضه.. تخرج من كلية التجارة، وقبل التحاقه بفريق التمثيل قدم الكثير من الأعمال المسرحية بالمسرح المدرسي ومنها «وطني حبيبي»، «قلبت بجد»، «ناعسة»، «برلمان الستات»، «الفخ»، «كش ملك»، «قبل أن يموت الملك» وغيرها.. قام ببطولة العرض الإيطالي «عندما يضحك البحر» الحاصل على المركز الأول بمهرجان ماريناندو بإيطاليا.. قدم مجموعة متميزة من الأعمال المسرحية في المرحلة الجامعية ممثلا ومخرجا ففي عام 2013 قام ببطولة العرض المسرحي «أورفيوس» الحاصل على المركز الثاني في المهرجان الذاتي بالجامعة، كما شارك بالتمثيل في عرض «الغريب» الحاصل على المركز الثاني بالمهرجان القومي، وفي عام 2014 شارك بالتمثيل في العرض المسرحي «هبط الملاك في بابل» في مسابقة المهرجان الذاتي بالجامعة وحصل على جائزة أفضل ممثل ثالث، أما في عام 2016 فأخرج عرض «طقوس» الحاصل على جائزة أفضل عرض في مسابقة المهرجان الذاتي بالجامعة وأفضل عرض بالمهرجان العربي، كما حصل على جائزة أفضل مخرج عن نفس العرض. قام ببطولة عرض سينما 30 الحاصل على المركز الأول في مسابقة المهرجان الكبرى بالجامعة، وفي عام 2017 قام ببطولة عرض «البؤساء» الحاصل على المركز الأول في مسابقة المهرجان الذاتي، وعلى المركز الثاني بمسابقة إبداع.. أخرج الكثير من الأعمال منها «أغنية على الممر»، «أسكوريال»، «تشويش مقصود»، «ملح وسكر»، كما شارك في عرض «تريفوجا» ممثلا ومخرجا منفذا، وحصل على جائزة أفضل عرض في المهرجان الذاتي بالجامعة عام 2018 وجائزة أفضل عرض ثانٍ بمهرجان إبداع عام 2019 كما رشح لأفضل عرض بالمهرجان القومي عام 2019.
ومؤخرا حصل على جائزة أفضل مخرج في مسابقة الطفل بالمهرجان القومي بعرض «غابة الأحلام».. أجرينا هذا الحوار معه حول التجربة وتفاصيلها.
 - شاركت في ست دورات للمهرجان القومي للمسرح.. وهذا العام حصلت على جائزة أفضل مخرج مناصفة فما شعورك بهذه الجائزة؟
العام الماضي وقبل تقسيم المهرجان حصل على جائزة أفضل عرض في المهرجان القومي عرض «سنووايت» للمخرج محسن رزق، وهذا يدل على أن عروض الطفل ذات قيمة كبيرة تتساوى مع العروض الكبيرة.
وهذا العام تم تقسيم المهرجان إلى ثلاث مسابقات وأعتقد أن هذا التقسيم مفيد لأنه أتاح لعدد كبير من العروض المشاركة فلولا هذا التقسيم لم تكن الفرصة سانحة لمشاركة عرض مثل «غابة الأحلام» الذي شارك من صعيد مصر.. ومنذ ثلاث سنوات شاركت بعرض «طقوس الإشارات والتحولات» في المهرجان القومي ولكن لم يحالفني الحظ، أما هذه الجائزة فتمثل لي شهادة عظيمة لأنها من أكبر المهرجانات وأهمها في مصر.
 - قدمت عروضا متميزة لفريق كلية التجارة.. ما الذي دعاك لتقديم عرض «غابة الأحلام» للأطفال؟
بعد تخرجي من الجامعة كنت معروفا بإخراجي لتجارب كثيرة لفريق كلية التجارة وفي أحد المهرجانات المقامة للمدارس الخاصة حادثني الدكتور هيثم فتح الباب صاحب مدرسة الزهراء الخاصة التي قامت بإنتاج عرض «غابة الأحلام» ورشحني لتقديم التجربة وكانت جميع العناصر الخاصة بالعمل من مسئولي النشاط، سواء مؤلف العمل أو مصمم الديكور وغيرها.
 - هل قمت بعمل إعداد لنص «غابة الأحلام» خاصة وأنك ذكرت أن جميع العناصر من مسئولي النشاط المسرحي بمدرسة الزهراء؟
عندما يقبل المخرج على تقديم نص بعينه يكون هذا الاختيار بناء على رغبته في تقديم وجهة نظر معينة، وعندما رشحت إدارة المدرسة النص لي أوضحت لهم أنني سأقوم بقراءة النص والتعرف على وجهة النظر التي يقوم بطرحها فإذا كانت متوافقة مع وجهة نظري وأستطيع تقديم رسالة وفكرة مهمة منها سأقدم النص وبالفعل جذبتني الفكرة كثيرا..
وهي فكرة الصراع بين الخير والشر عبر مجموعة من الحيوانات التي تعيش بالغابة.. ورأيت أنها فكرة مبسطة للأطفال ومتماسة مع الواقع الحالي، فهناك الكثير من الناس الذين يسعون للتخريب لتحقيق أهداف ومكاسب شخصية وزعزعة الأمن.
 - مشاركة عرض «غابة الأحلام» لمدرسة الزهراء الخاصة بمحافظة المنيا تعد أول مشاركة في المهرجان القومي فما أبرز الصعوبات التي واجهتها مع تجربتك؟
بالفعل هي المشاركة الأولى من مدرسة من صعيد مصر والأمر كان يتطلب أن يتفهم الطفل ويدرك أهمية ومعنى الكلمة التي يقولها من خلال النص المسرحي فكما نعلم أنه إذا لم يتفهم الطفل ويعي معنى الكلمة التي يقولها فمن الصعب أن يصل المعنى للمتلقي، فكان الأمر يتطلب مجهودا ليستوعب الأطفال النص ويتعلمون الحركة على خشبة المسرح ولكن بالتدريب والتكرار استطاعوا الاستيعاب بشكل جيد.
 - ألم تخشى من تقديم هذه الفكرة وخصوصا أن صراع الخير والشر فكرة تم تداولها في الكثير من العروض المسرحية الخاصة بالأطفال؟
أعتقد أن الأهم هو كيفية تقديم الفكرة بشكل وقالب مغاير لما هو متعارف عليه وبشكل جديد وقد تحقيق هذا الأمر في عرض «غابة الأحلام». فقد كان بالنسبة لي أن يقوم الطفل بالتعرف على التشريح الجسماني للحيوان وعمل حركة الحيوان وليس فقط الاعتماد على ارتداء «المسكات» الخاصة بالحيوانات، فكان من المهم أن يتعرف الأطفال على التفاصيل الخاصة بالحيوانات وأن تصل الفكرة الخاصة بالعرض في قالب استعراضي كوميدي وبإسقاط بعيد.
 - ما تعليقك على حصول عدد كبير من العروض على جوائز مناصفة في مسابقة الطفل؟
من وجه نظري إذا كان لا بد من جوائز مناصفة فيجب أن تمنح في أقل الحدود، وخصوصا أن جوائز المناصفة تمنح للعروض المتساوية بشكل كبير في المستوى الفني.. فجوائز المناصفة تعد جوائز استثنائية.
 - مسرح الطفل قائم على الإبهار وهذه الدورة لم تخصص جوائز للسينوغرافيا فما تعليقك على هذا الأمر؟
خصصت شهادات تميز للسينوغرافيا «ديكور، إضاءة، ملابس» ومن وجهة نظري أن تجربتي سبب نجاحها هي الصورة البصرية بالتوازي مع بقية العناصر، وأعتقد أن الصورة البصرية تعد أحد أهم العوامل الرئيسية المهمة في عروض الأطفال، وكان من الضروري تخصيص جوائز لها في مسابقة الطفل، وخصوصا وأن جوائز السينواغرفيا مقررة في مسابقتي الشباب والعروض الكبيرة.
 - قدمت عرض «غابة الأحلام» بمنهج مختلف مبتعدا عن التقليدية التي يقدم بها عروض الطفل.. نود أن نتعرف على هذا التكنيك وكيف استطعت تقديمه من خلال الأطفال؟
الفكرة قائمة في العرض على عنصرين مهمين: المستوى المادي والممثلون وهم الأطفال.. كنت أرى ضرورة خروج حركتهم بشكل يشبه حركة الحيوانات وتمثيل السلوك الحيواني وتحقيقه بنسبة 100%.. كما كنت أرغب في أن يصل ذلك للجمهور حتى يعيشون القصة بكل مفرداتها، أما على مستوى الإخراج فاعتمدت على منهج الإخراج السينمائي على مستوى نقلات الديكور والأغاني والاستعراضات والدخول والخروج من المشاهد، فقد كانت نقلات الديكور رشيقة لا تجعل الجمهور يفقد تركيزه ويستمتع بأحداث العرض.
 - من وجهة نظرك ما الذي ينقص مسرح الطفل في مصر؟
ينقص مسرح الطفل الدعم، فعلى سبيل المثال مسرح الشباب وإن كان أيضا ينقصه الدعم سواء مسرح الجامعة أو الهواة ولكن مؤخرا بدأ هذا المسرح يسلط عليه الضوء أكثر مما مضى، ففي السنوات الأخيرة قدمت مجموعة من عروض الشباب في المهرجان القومي حققت نجاحا واستطاعت أن تلفت الأنظار لها وهذا العام أعتقد أن عروض الطفل بدأت يسلط عليها الضوء، فبدأت تشارك في المهرجانات المهمة، ولكن الأمر ينقصه شيء مهم.. هناك ضرورة لفتح المجال لمشاركات أكبر من المدارس بدلا من مشاركة عرض واحد على مستوى الجمهورية، لأن هذا يفتح المجال والفرصة للتنافس بشكل أكبر بين عروض المسرح المدرسي، بالإضافة إلى ضرورة توفير دعم مادي أكبر، أتمنى أن تدعم وزارة التربية والتعليم المسرح المدرسي بشكل أكبر، كما أن هناك ضرورة لأن يتعرف الطلبة على أهمية المهرجان القومي لتربية النشء على التذوق الفني والبعد عن الفن الهابط.
 - من وجهة نظرك ما الآليات التي يجب أن يعتمد عليها المسرح المدرسي حتى يقدم عروضا ذات جودة فنية عالية؟
اختيار الكوادر الناجحة التي تساهم في تعليم الأطفال، فكما نعلم أن المهرجان القومي يفرز مجموعة متميزة من المخرجين، ومن المهم ترشيح تلك الفئة المتميزة لتقديم تجارب للمسرح المدرسي.
 - ما تقييمك للدورة الثانية عشرة للمهرجان القومي؟
شاركت في هذه الدورة كمخرج ومخرج منفذ وممثل وأغلب ما قدم في المهرجان شاهدته.. وما أسعدني في المهرجان هو مشاركة 67 عرضا، هذا يعد نجاحا كبيرا، فهذا العدد المشارك يعد سابقة من نوعها، وقد توفرت كل الإمكانيات المتاحة للعروض من التجهيزات أو غيرها.. فقد كان هناك تعاون كبير من قبل القائمين على المهرجان بالإضافة إلى تطور مستوى العروض وفي كل عام يتطور المسرح بشكل كبير فهناك اهتمام كبير بالمسرح الجامعي الذي يمثل لي أهم مسار، وهو ما كنا ننادي به لسنوات طويلة.
 - تعد من المخرجين المتميزين في جامعة عين شمس التي قدمت كوادر مهمة في المسرح الجامعي.. ما أهم الأمور التي تعلمتها من هذا المسرح وكيف يتم تطويره؟
أهم الأشياء التي تعلمتها في مسرح الجامعة هو التعامل كروح فريق واحد وهو ما يفتقده المخرج فيما بعد عندما يعمل خارج أسوار الجامعة، فطاقة الشباب هائلة وفي الفترة الحالية أصبح مسرح الدولة يستعين بالكوادر الشابة التي لها آثر في الجامعة سواء على مستوى تقديم عروض أو إقامة ورش بالإضافة إلى الاستعانه بالكوادر المميزة في عناصر العملية المسرحية، كما أن مسرح الجامعة يعد نافذة للمجال المسرحي والفني، وهناك روح حب وإيثار كبيرة بين شباب المسرح الجامعي.
 - قدمت تجربة «طقوس الإشارات والتحولات» منذ ثلاثة سنوات وحصل على جائزة أفضل عرض في جامعة عين شمس في المهرجان الذاتي وجائزة أفضل عرض في المهرجان العربي حدثني عن تلك التجربة؟
«طقوس الإشارات والتحولات» تعد أولى التجارب الإخراجية لي، وقبل هذا التجربة كنت أقدم تجارب كممثل فقط وكانت هذه التجربة بمثابة اختبار لي كمخرج، وأحمد الله حققت نجاحا كبيرا لي كمخرج وأشاد الجميع بتجربتي ورأوا أنني مخرج أمتلك أدواتي وأستطيع توظيف العناصر المسرحية بشكل جيد فعرض «طقوس الإشارات والتحولات» كان يمثل لي تحديا كبيرا، فكما نعلم سعد الله ونوس كاتب من العيار الثقيل ومن الصعب أن يتصدى أي مخرج لتقديم تجربة له، حيث يتطرق إلى الكثير من الموضوعات التي قد لا يتقبلها الجمهور أو يشاهدها على خشبة المسرح، فكان الأهم كيف سأتناول هذا العرض بحيث يستطيع الجمهور المسرحي استقباله ولاقى العرض نجاحا كبيرا وشارك في الكثير من المهرجانات.
 - ما تعليقك على قلة عدد الملتقيات الجامعة الدولية وما مدى أهمية هذه الملتقيات لعروض الجامعة؟
منذ عدة أعوام تشارك عروض جامعة عين شمس في ملتقيات دولية، في العام الماضي مثل عرض «البؤساء» جامعة عين شمس وحصل على جوائز في المغرب، كان هناك عرض من كلية الطب والعام قبل الماضي شاركت كلية الحاسبات والمعلومات وهذا العام نشارك بعرض «تريفوجا» بملتقى يقام بالمغرب، والحقيقة أن الجامعة تدعمنا بشكل كبير وتسعى أن تشارك الجامعة بعروض أكثر في الملتقيات الدولية، وأن تزيد عدد الملتقيات الجامعية في مصر لأن مصر قبلة الفن، وهذه الملتقيات تعد نافذة لاستقبال ثقافات مختلفة.


رنا رأفت