علي علاوي: النقد الموضوعي هو الكفيل لتجديد دماء الإبداع ومواصلة الغوص في مسرح جديد ومتجدد

علي علاوي: النقد الموضوعي هو الكفيل لتجديد دماء الإبداع ومواصلة الغوص في مسرح جديد ومتجدد

العدد 596 صدر بتاريخ 28يناير2019

توج الباحث المغربي « علي علاوي  « هذا الشاب الطموح والمنقب بشغف كبير وإخلاص العاشق في تاريخ المسرح القديم  والمعاصر بالعالم والوطن العربي مؤخرا  بالفوز ونيله  جائزة المركز الأول لـ»المسابقة العربية للبحث العلمي للشباب» ، عن بحثه « في الحاجة إلى مجاوزة الاحتفالية لإنتاج معارف مسرحية جديدة وإبداعية متجددة».
وقد احتفت الهيئة بالباحثين الفائزين وكان من بينهم «علي علاوي» ضمن فعاليات المهرجان العربي للمسرح في دورته الأخيرة الحادية عشرة التي عقدت بمصر في الفترة من 10 إلى 16 يناير 2019 و كذلك في حفل ختام المهرجان وها نحن نحتفي مرة أخرى مع الباحث المغربي علي علاوي وكان لمسرحنا  معه هذا اللقاء .
نتعرف على بطاقاتك الشخصية والمسرحية منذ البداية حتى خطوة الفوز بالمركز الأول للبحث العلمي ؟
مواطن مغربي من مدينتي الصغيرة « إبن أحمد « تخرجت من المعهد البلدي للمسرح بالدار البيضاء ، وحصلت على درجة الماجستيرفي الفلسفة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية « بنمسيك» بالدار البيضاء ، ومارست التمثيل حتى الاحتراف به كممثل محترف مع فضاء القرية للإبداع ، وحاليا أعمل مدرسا لمادة  الفلسفة بالثانوي التأهيلي.

 ماهي  اسهاماتك الأخرى في مجال الحركة المسرحية ؟
كممثل محترف في المغرب لي عدة أعمال مسرحية شاركت بها منها ما سبق إنتاجها من قبل وزارة الثقافة المغربية ضمن فرقة فضاء القرية للإبداع منها : « الحر بالغمزة ، و « جيل شو « 2017 ، أعدها وقدمها بوسرحان الزيتوني ، و الزين اللي فيه « تأليف وإخراج المبدع إسماعيل بوقاسم  ، التي نقدمها بإنتاج من الفرقة وهي إبداع هذا العام .

كيف تعرفت على مسابقة  البحث العلمي التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح ؟
تنظم الهيئة العامة للعربية للمسرح مسابقة عربية  للبحث العلمي المسرحي ، ضمن أنشطتها الدائمة والمستمرة التي تساهم في تطوير وتنمية مسيرة الحركة المسرحية العربية كافة وكانت  الأخيرة منها في نسختها الثالثة لعام 2018 التي شاركت بها وقد كان بداية تعرفي على المسابقة من خلال الدورة الماضية للمهرجان العربي للمسرح « دورة تونس» فعقدت العزم على المشاركة هذه السنة وكان لي ذلك ولم تخيب آمالي .

ماهي  الثيمة العامة التي انطلقت منها  المسابقة نحو تقديم الأبحاث العلمية  لهذه النسخة منها ؟
ما هو معلوم بأن الهيئة العربية للمسرح تحدد ناظما لكل دورة ؛حيث جاء ناظم هذه الدورة على الشكل التالي: الاشتباك مع الموروث الثقافي لإنتاج معارف مسرحية إبداعية جديدة ومتجددة ، فأنا كباحث شاب احترام والتزمت بشروط المسابقة وناظمها، حيث قدمت بحث بعنوان: « في الحاجة إلى مجاوزة الإحتفالية لإنتاج معارف مسرحية إبداعية جديدة ومتجددة « .

 ماهي الأفكار الرئيسية التي ارتكزت عليها  طبيعة بحثك العلمي ؟
تمثلت الأفكار الأساسية التى رصدتها في بحثي على شكل الدعوة إلى مجاوزة كل التجارب التي نهلت من الاحتفال إلى معانقة الوعي المأساوي كما نجد بعض الأفكار في البحث والتي مدارها على : أن المسرح العربي غير متصالح مع الفلسفة والفكر ، كما هو حاصل عند الغرب فمن أرسطو وهيجل ومرورا ب «شوبنهاور»  و» نيتشه « ووصولا إلى آلان باديو كلهم (الفلاسفة) متصالحون مع التراجيديا قديما والمسرح حديثا ومعاصرا ، فأردت أن أبرم علاقة الصلح هاته في مسرحنا العربي كما هي موجودة هناك ، وبدا لي أن لاصلح سيقوم إلا بمجاوزة الإحتفال لأنه سبب في هذا الخصام، والدعوة إلى معانقة الوعي المأساوي كموروث حضاري وثقافي وإنساني ،لأنه بعد أفول نجم إغريقيا تصارعت جميع أمم الدنيا لحيازة هذا الإرث ما عدا أمة العرب !!؟؟ كما ألقيت باللوم والعتاب على أصحاب المشاريع الفكرية العربية الكبرى (نقد العقل ،العرب والحداثة ....)أنهم لم يهتموا  بسؤال المسرح كوسيط للتفكير والتفكر .
وقد وضح البحث بدقة فكرة تجاوز الاحتفالية التي أسس لها الدكتور عبد الكريم برشيد، والتي نالت جانبا كبيرا من الممارسة المسرحية في وقت لم تلق المستوى نفسه في الممارسة النقدية .
و مدخل البحث كان  إلى الاحتفالية  حيث ارتكز على أرضية فلسفية انطلق منها لنقد الظاهرة ، إذ يبين التشديد على ضرورة تأسيس أرضية فلسفية عربية تسير جنبا إلى جنب بمحاذاة الإبداع كما فعل الغرب من قبل ، بهدف تطوير المسرح العربي.

وكيف كان الطريق منذ وجود فكرة البحث حتى الانتهاء منه ؟
من المتعارف عليه  أن طريق البحث متعب وشاق ، لكني حاولت أن أجعل منه متعة ، وهو ما جعلني أدعو إلى تجاوز كل تاريخ المسرح العربي الذي ينهل من» براديغم»  أي  النموذج الإدراكي والنظري الإحتفال ، إلى معانقة الوعي المأساوي حتى يكون هذا المسرح العربي وسيطا ومدعاة للتفكير والدهشة .

كيف ترى  الأثر الذي يعود من إقامة مسابقة  للبحث العلمي ضمن أنشطة الهيئة العربية للمسرح ؟
إن أثر المسابقة والبحث كبير جدا عليّ أنا شخصيا كباحث شاب وعلى وسط البحث العلمي العربي عامة ، حيث ماينفع المسرح العربي وما يجعله يربو وينمو ويتقدم هو محصلة الآثار هاته ؛ من التلاقح والتواصل والتفاعل بين عموم الشباب الباحثين وبين تبادل الأفكار.

ماهي رؤيتك نحو تطوير الحركة العربية المسرحية  والإتجاه بها إلى الأفضل ؟
أرى أنه من دوافع  تطوير الحركة العربية المسرحية هو تكثيف هذه اللقاءات والنأي بها إلى مصاف النقد والتحليل عوض رميها بالورود أي أن نكون موضوعيين في إصدار أحكامنا على ممارستنا المسرحية وعلى تجاربنا وعلى أبحاثنا لكي يتطور ويتقدم المسرح فالنقد الموضوعي هو الكفيل لتجديد دماء الإبداع ومواصلة الغوص في مسرح جديد ومتجدد، ناهيك عن إتاحة فرصة أكبر للشباب العربي من خلال تنظيم أكاديمية عربية للمسرح كل سنة في بلد عربي لا لشئ سوى للتكوين الجاد ، وتبادل الخبرات والتجارب تحت تأطير أناس ذوو الإختصاص والحرفة.

ماهو تقييمك لمهرجان المسرح العربي في دورته الأخيرة 11 التي أقيمت بمصر ؟
أظن أن تنظيم الدورة 11 لمهرجان العربي للمسرح بدولة مصر الشقيقة مما لا مرية فيه سيعطي نفسا آخر جديد ومتجدد لمسرحنا العربي وعليه تنظيم محكم ورائع في بلد جميل بأناسه الطيبين، شكرا لمصر مرة أخرى وألف شكر للهيئة العربية للمسرح على هذه الفرصة الطيبة التي دعيت إليها وتشرفت بمتابعة كل فعالياتها .

ماهو احساسك وشعورك حيال اعلان الفوز  وحصولك على المركز الأول لجائزة البحث العلمي ؟
بصدق فلكل مجتهد نصيب ، وبعد مجهود جبارو كبير  وفكرة جديدة على المستوى البحث وتلقى القبول وتمنحك اللجنة المكانة الأولى فهذا فخر لي وشرف للمؤسسات التي درست بها واعتزاز بأساتذتي الذين رسموا لي المسار الصحيح ، وعندما تمنح لك الجائزة ويذكر اسم الوطن عاليا فصراحة شعور لايوصف كأنك تعيش فرح لحظة الحب الأول ومن منا لم يخفق قلبه سريعا وتلعثم لسانه في لحظات حبه الأول .

ماذا مثل لك الإحتفاء داخل فعاليات مهرجان المسرح العربي ؟
صراحة القول سعدت وفرحت بالجائزة وبالمرتبة الأولى ووجودي في مصر  والاحتفاء بكل الفائزين بها وبالمهرجان وممتن لأساتذة اللجنة  العربية لتحكيم كل الأبحاث المقدمة جميعا  الدكتورعقيل مهدي يوسف من  العراق  رئيسا ، والدكتور حسن اليوسفي من المغرب ، والدكتوريوسف عيدابي من السودان وإشادتهم  بالأبحاث لما تملكه من مكانة علمية ومعرفية متفاعلة مع المشهد المسرحي فى بلدانها وفي الوطن العربي وبزملائي وبكل الناس الطيبين من العرب الذين تعايشت معهم ، وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر والتقدير لسمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على كل لحظات الفرح والأمل والجمال والمسرح والعلم تلك.

 


همت مصطفى