تحت لافتة «انضباط مواعيد الإنتاج» مخرجو مسرح الأقاليم يتحدثون عن تجاربهم المسرحية

تحت لافتة «انضباط مواعيد الإنتاج» مخرجو مسرح الأقاليم يتحدثون عن تجاربهم المسرحية

العدد 607 صدر بتاريخ 15أبريل2019

تحت شعار «المسرح للجمهور» نفذ مسرح الثقافة الجماهيرية خطته هذا العام، وهى الخطة التي تقوم عليها الإدارة العامة للمسرح بقيادة المخرج عادل حسان و التي وافق عليها رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة د. أحمد عواض، حيث شهد هذا الموسم افتتاح أكثر من 100عرض مسرحي للفرق العاملة بمسرح الثقافة الجماهيرية إضافة لثلاثة وعشرين عرضا للتجارب المرشحة للمشاركة في اللقاء الثاني لشباب المخرجين، إضافة إلى 102 عرضا لنوادي المسرح، فضلا عن عدد من التجارب المتميزة ومسرح الشارع، ليصل مجموع ليالي العرض إلى ما يقترب  من ألف ليلة عرض مسرحي تقدم بالمجان في كافة ربوع مصر وترفع جميعها شعار «المسرح للجمهور», من هنا  التقينا بمجموعة من مخرجي فرق الأقاليم ليتحدثوا عن تجاربهم هذا العام وما هى أبرز الصعوبات التي واجهتهم ومدى قابلية الجمهور واستقبالهم لعروضهم                           
قال المخرج رأفت سرحان مخرج عرض “جيوس” لفرقة قصر ثقافة كفر سعد التابعة لفرع ثقافة دمياط إقليم شرق الدلتا الثقافي عن تجربته هذا العام:
عملت هذا العام بفرقة قصر ثقافة كفر سعد وهي فرقة عريقة سبق لها المشاركة مرات عديدة بالمهرجان الختامي والفوز ببعض جوائز المهرجان، وأقدم  عرض  «إجيوس « تأليف أسامة نور الدين و هى مسرحية مصاغة باللغة العربية ولكنها لغة مبسطة رشيقة تنفذ إلي القلب والمشاعر..
وتدور الأحداث الدرامية حول مقتل الملك أوزيرانو المحبوب جدا والعادل لجزيرة «أجيوس» ويتهم فيها مجموعة من الشباب يتم القبض عليهم وتصدر بشأنهم أحكام بالإعدام تنتظر تصديق الملك الجديد مينوس، إلا ان طريقة القتل تثير شكوك الملك الشاب فيقرر تأجيل التوقيع علي حكم الإعدام وخوض رحلة للبحث عن حقيقة مقتل الملك العجوز، ليقرر البدء بمقابلة قتلة الحاكم أنفسهم  وخلال رحلة البحث يكتشف الملك الشاب مدي الفساد الذي أصاب السلطة من رأسها وأن القاتل الحقيقي للمك هو رأس هذه السلطة وهو الوزير العجوز شاروش .
وعن مدى تقبل الجماهير للعرض أوضح أن العرض  استمر مدة خمسة أيام كان الإقبال الجماهيري بها كبيرا جدا،امتلأت به قاعة العرض المسرحي، بل أن الكثير منه طالب باقتناء سي دي لتسجيل للعرض، كما حرص كل مثقفي وفناني وأدباء دمياط علي الحضور. أما عن صعوبات التجربة هذا العام فأشار المخرج رأفت سرحان إلى  أن العقبة الوحيدة التي واجهت التجربة هذا العام كانت تأخر الحصول علي موافقة الرقابة علي المصنفات الفنية، و فيما عدا ذلك فإن الأمور كانت تسير بصورة جيدة .  أضاف: ولكن  حتي الآن لم تحل مشكلة تزامن عروض فرق النوادي مع فرق الأقاليم .
المسرحية بطولة الفنان شوقي بكر بعد  بعد فترة انقطاع دامت 28 عاما، مع الفنان كريم خليل الذي قام أيضا بتصميم الدراما الحركية والإعداد الموسيقي للعرض، ونجوم الفرقة: شادي احمد، أمل سليمان،عمرو الزغبي مختار فياض،محمد كامل، مصطفي كامل، محمد أسامة سيد سراج،محمد مأمون بالاشتراك مع شباب الفرقة أحمد مأمون وطارق المغرب ومحمد السعيد وغيرهم.

 الجمهور متعطش للمسرح
المخرج وفيق محمود تحدث عن تفاصيل تجربته هذا العام وهى عرض “تغريبه مصرية” الذى يقدم لفرقة قصر ثقافة منيا القمح، التابع لفرع الشرقية إقليم شرق الدلتا الثقافي موضحا أن العرض تأليف محمد أبو العلا السلامونى وهو باكورة إنتاج وتكوين لفرقة منيا القمح المسرحية، وإعادتها لخارطة مسرح الأقاليم بعد توقف 17عاما متواصلة، وأقيم  العرض بقصر ثقافة منيا القمح. أضاف:
يتناول العرض فكرة التغريبه الذاتية للإنسان المصري مابين فقدان الهوية الذاتية للفلاح المصري وبين مراحل حياته من الطفولة والصبا والشباب،  ورحلة بحثه عن ذاته المفقودة بين أهله في الريف المصري.
وعن أبرز الصعوبات التى واجهت التجربة استطرد : «تجربة شديدة الصعوبة من جميع النواحي فالمقر مليء بكثير من الصراعات والمشاحنات على المستوى الفني والإداري، ولكن الاستمرار للوصول إلى الجمهور بالعرض كان هو التحدي، فالمقر ليس به أي تعاون غير الكلمات، والجمهور متعطش للمسرح، وقد شارك بالتجربة 30 ممثلا « ..
وهم محمود مسعد، صفاء على علاء فوزي، أحمد السنهوتى، أحمد نور، نيفين جلال، محمود سامي، حسن هلال، عمر شرف، حمادة المصرى، سامي زكى، محمد رأفت، إيهاب بحيرى، والطفل على شرف،عبد العزيز على، مصطفى ابو ربيع، نورهان فوزى، ندى السيد، مساعدين ماجي طه، محمد أورتن،مخرج منفذ محمد الطاروطي و محمود مسعد، أشعار وفيق محمود و خالد بكار، ألحان رجب الشاذلي، إستديو محمد نصر، ديكور محمد غانم، تعبير حركي محمد بركات، ملابس حسام عبد الحميد، منسق فني عمرو كمال.
أما المخرج خالد أبو ضيف فقدم عرض  « هاملت يتستيقظ متأخرا « للكاتب السوري ممدوح عدوان  في قصر ثقافة أحمد بهاء الدين التابع لإقليم وسط الصعيد الثقافي، وقد قال أن الصعوبات تمثلت في النص الذى كتب باللغة العربية، وهى تشكل صعوبة بالنسبة للممثلين، ولكن تم التغلب عليها بتعاون المدقق اللغوي د. سيد عبد الرازق،
موضحا أن الممثلين بذلوا جهدا في حفظ الأدوار بالتشكيل الصحيح لكل النص،
أما العقبة الثانية – أضاف- فتمثلت في عدم توافر التجهيزات المناسبة الخاصة بالصوت والإضاءة و تم التغلب عليها بالمبلغ الخاص بالتجهيزات..
وعن تفاعل الجماهير مع التجربة أشار أبو ضيف إلى تخوفه في بداية التجربة من قلة الحضور وذلك لأن النص باللغة العربية ولأنه ليس نصا كوميديا ولكنه  فوجئ  بتوافد عدد كبير من الجماهير، حيث شهد العرض إقبالا جماهيريا كبيرا حتى اليوم الأخير، بالإضافة لحضور لفيف من الفنانين من فرقة أسيوط القومية المسرحية وفرقة ساحل سليم وفرقة منفلوط وأغلب فرق الجامعة، بالإضافة إلى حضور مجموعة من المسئولين على رأسهم د.فوزية أبو النجا رئيس إقليم وسط الصعيد ويوسف القمص مدير عام الإقليم وجميع أعضاء نادى أدب أسيوط بالإضافة الى انضمام أعضاء جدد إلى الفرقة مع الأعضاء القدامى.
وعن عرض «هاملت يستيقظ متأخرا» أوضح أبو ضيف إن  أحداث العرض تدور حول تردد البطل ( هاملت ) وخيانة أصدقائه و عمه له، العرض تمثيل يوستينا جميل ، دميانه سمير، عبده كمال، محمد عبد الراضى،زياد محمد، محمد النجار، محمد يسرى،بيتر جمال،وكيرلس ممدوح،حمادة خالد، مارك صفوت، وقام بدور الراوي الدكتور سيد عبد الرازق.

 الخصومات الثأرية
المخرج أحمد ثابت الشريف قدم عرض «سيرة بنى زوال « لفرقة ساحل سليم التابعة لفرقة ثقافة أسيوط التابع لإقليم وسط الصعيد الثقافي وقال عن تجربته : قدمت العرض على مدار سبعة أيام وسط حضور جماهيري كبير وإقبال ملحوظ حيث استقبل المسرح يوميا جماهير بمتوسط 300- 500 فرد يوميا .
 وتابع قائلا : سيرة بني زوال تحكي قصة نجع في الصعيد أصيب بلعنة أصابت الرجال والنساء، وهو وباء يدعي «الهشيم»  جعلهم لا يقدرون علي الإنجاب،  أصابهم بالعقم ففقدوا أمل الخلاص وحل بهم الهذيان والتوهة فنسوا ماضيهم واختلطت الأنساب وضاعت ملامحهم وتفشي فيهم أكل الحرام والجريمة والزنا، يهبط علي النجع غريب يدعي برقان ادعي أنه مجذوب أخرس ليخفي شخصيته الحقيقية، و ينجح في خداع أهل النجع فيتركوه ليعيش وسطهم باعتباره مجذوبا حتى تكتشف هوادة زوجة كبير النجع حقيقته فينصب شباكه حولها و يجرها للرذيلة فتحبل منه، وتفرح بزوال اللعنة و لكن برقان يخاف من افتضاح أمره فيقتلها ويدفنها، و تتوالي الأحداث.
وعن أبرز المعوقات التي صادفتها الفرقة هذا العام قال الشريف: تتمثل الصعوبات هذا العام في أنى مكثت مدة ثلاثة أشهر منتظرا حتى أحصل حتى أحصل على سلفة الإنتاج وهذا بسبب خروج الموظفين التابعين للقصر على المعاش،
أيضا تمثلت المعوقات فى الخصومات الثأرية بدائرة الموقع، التي تسببت في إبعاد بعض الممثلين، كما كانت الجماهير قليلة هذا العام عن العام الماضي لخوفهم من الأحداث.
فرقة بورسعيد المسرحية التابعة لإقليم القناة وسيناء  قدمت تحت قيادة المخرج أحمد عجيبة، العرض المسرحى الإستعراضى (بغل البلدية) رائعة الكاتب الكبير يسرى الجندي، أغاني محمد عبد الهادي، ألحان هاني نصر الدين استعراضات محمد عشري..
ويقول المخرج أحمد عجيبة إن العرض يوافق خطة  مشروع المسرح للجمهور وهو الاتجاه الذي طالبت به الإدارة العامة المسرح حيث أن الجمهور هو المستفيد الأول من هذه الخدمة الفنية التي تقدمها الدولة
وقد آن الأوان لأن يكون جمهورنا هو الهدف الأول والأسمى.
ويشير المخرج إلى أنه بهذا العرض يحقق المعادلة الصعبة بين تقديم فكر راق وابتسامة للمشاهد، وان  النص المسرحى الذي كتبه الكاتب الكبير يسرى الجندي مطلع السبعينيات يناقش القضايا المتعلقة بتلك الفترة الزمنية واستطاع العرض أن يجعل القضايا المطروحة مناسبة للعصر من خلال مفرداته كالإغانى والألحان و الاستعراضات،
وأضاف:  نستطيع أن نقول إنه على مدى أيام العرض السبعة استمتع المشاهدون بوجبة فنية تناقش مشاكلهم وتعبر عن طموحاتهم.
وعن أبرز الصعوبات التي واجهته» قال: كل تجربة لها مشاكلها ومعوقاتها، إلا أن  فرقة بورسعيد المسرحية الإقليمية كانت قضت على  المعوقات حيث  كان التعاون مع المسئولين بفرع ثقافة بورسعيد متميزا على مدى شهور التجربة» ..
«بغل البلدية» بطولة أحمد محسب،عمرو شلبي،علاء أبو زيد، أمجد محمد، سما منسي، نوران إسماعيل، خالد مجاهد، نادر العربي، محمد الشرقاوي، كريم وسام، مصطفى الدالي،أمل الفحلة، محمود سأسأ، منفذ الإضاءة مجدي الشناوي، المؤثرات الصوتية مصطفى شلبي.

 عودة فرقة رشيد
وبعد انقطاع دام لأكثر من 15 عاما عادت فرقة رشيد التابعة لإقليم غرب ووسط الدلتا  بعرض «اللوحة»  تأليف رجب سليم من إخراج د. محمد عبد المنعم أستاذ التمثيل والإخراج بقسم  المسرح بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وقد
أوضح د.محمد عبد المنعم أنه قام بتدريب الفرقة بأسلوب الورش المعملية الشاملة التي تستهدف رفع كفاءة أفرادها والوصول بهم إلى المستوى الفني المطلوب،  بإجراء التدريب الفني اللازم. أشار أيضا إلى أن عرض اللوحة كان الأسم الأصلي له «الفيل أبو زلومة» ولكن الرقابة قامت بتغير الاسم الى « اللوحة» باعتبار أن اللوحة تعبر  عن كفاح شعب ونضاله ضد المستعمر وإنتصارة التاريخى في أكتوبر 37 و هى محور الأحداث..  عرض اللوحة تدور أحداثه في إطار فنتازى تغلب عليه السخرية المريرة، ويعقد مواجهة بين جيلين الأول جيل الآباء من الشهداء الذين كافحوا واستشهدوا في الحروب  دفاعا عن الوطن والأرض..  العرض بطولة ناصر الدمياطي، عبد الناصر خليل، عادل بياضة، محمد جلو، محمد أبو جويلة،محمد كحلاوى،محمد الطويل،مصطفى سالم،عبد الكريم عبد العال،أحمد أشرف،عمرو سرط،يوسف محلاوى،عمرو خليفة،محمود سعيد، حسام قايد،محمد زايد،محمد حسن سرط،عمرو أحمد، تقى حسام،صباح ميلاد،خالد محمد،على سلامة، مشاهد سينمائية أحمد إيهاب ومحمد سعد وإسلام عبد المنعم مخرج منفذ ناصر الدمياطي ، مخرج مساعد محمد جلو، توزيع موسيقى المايسترو وائل عاطف غناء أحمد إبراهيم ويسرا عاطف ديكور وملابس وليد السباعى، استعراضات د. علاء الدين السيد، ماكياج غادة كمال،إضاءة محمد المأمونى، إدارة مسرحية سعيد عيسى ومحمد بلال.
أما عن أبرز الصعوبات فقال الدكتور محمد عبد المنعم:  رشحت للعمل مع الفرقة  بسبب اعتذار أحد المخرجين الذي كان من المفترض أن يقوم بتقديم التجربة مع فرقة رشيد وتم ترشيحي للفرقة في شهر ديسمبر وبالتالى تسبب ذلك في تأخير خروج العمل وتحملت عبء مسئولية إعادة الفرقة من جديد، و بإيمان شديد وإرادة ومجهود مكثفين تم إعداد مجموعة من الورش في إعداد الممثل و الخيال والجهاز الصوتي وتقويم أدائهم المادي والمعنوي،
كما  شكل السفر من الإسكندرية إلى رشيد يوميا مشقة كبيرة على المستوى البدني والمادي،
بالإضافة إلى أن رشيد لاتتمتع  بثقافة التمثيل أو تقبل فن المسرح بسهولة ولا سيما تمثيل  الفتيات، في عرض مسرحي يشارك  به شباب، وقد واجهنا هذه الصعوبة بالانضباط في أدائنا وتعاملنا، وذلك حتى يتقبل أهل البلدة أن تشارك فتياتهن في عروض مسرحية،
أما الصعوبة الرابعة فهي أن الفرقة لم يكن لديها أبجديات التمثيل وهو ما دفعني لإقامة مجموعة من الورش لتدريب الممثلين وإعادة تأسيس  فن الأداء عند هؤلاء الشباب، بالإضافة الى أن البلدة  بمعزل عن المركز وهو ما شكل صعوبة في جلب الخامات والأدوات الخاصة بالعرض، إضافة إلى عدم جاهزية المسرح لتقديم عرض مسرحي وقد حاولت توظيف إمكانيات المكان لخدمة رؤيتي.
شكل جديد
كما قدم المخرج محمد الطايع هذا العام تجربته مع فرقة قصر ثقافة القباري فرع ثقافة الإسكندرية التابعة لإقليم غرب ووسط الدلتا، وعن تجربته قال الطايع:  « كعب عالي « تجربة مسرحية تطرح العديد من المشاكل والهموم التي تتعرض لها المرأة وتدافع عن حريتها ومكانتها الحقيقية في المجتمع وتكشف مدى أهميتها على مر العصور فى مزيج مسرحي مابين الرقص والتمثيل واستخدام التكنولوجيا والجرافيك لصناعة الصورة المسرحية، ويعتبر العرض استكمالا لسلسلة طويلة قدمتها على مدى 18 عام من عروض حول قضايا و مناصرة المرأة لوضعها فى المكانة التي تليق بها .
وأشار الطايع إلى  أن تجربته تقدم شكلا مختلفا وجديدا لفرق الثقافة الجماهيرية،حيث  تم الاعتماد على تقنية « الفيديو مابنج « ويتمثل ذلك فى بعض المشاهد، وهو ما أدى إلى صنع إبهار على خشبة المسرح، بالإضافة الى توظيف العناصر المسرحية المختلفة لتوصيل الحدث وأضاف: تخوفت  فى بداية التجربة من ردود أفعال الجماهير ولكنى تفاجأت بانبهار الجماهير وإعجابهم الشديد بالعرض، فقد أصبح للرقص معنى وقصة وحدث
وتابع: اعتمدت من خلال العرض على السيناريو المسرحى، كيروجراف محمد ميزو، ديكور  دنيا عزيز،جرافيك وإضاءة  محمد المأمونى، مخرج منفذ  على الدليل، وعن أبرز الصعوبات التي واجهته فى تجربته هذا العام أشار الطايع إلى  أنه  لم يواجه اى معوقات.
فيما قال المخرج شريف النوبي مخرج فرقة الأقصر القومية التابعة لإقليم جنوب الصعيد عن تجربته : قدمت مع فرقة الأقصر القومية « دعاء الكروان» عن رائعة عميد الأدب العربي طه حسين والذي تدور أحداثه حول آمنه الفتاة الريفية التي لم تنل حظاً من التعليم كما أنها من فقراء الريف الذين دفعهم الفقر للعمل في خدمة الطبقات التي تعلوهم في الإمكانيات المادية.. وتلعب آمنه دوراً مؤثراً عندما تتمرد علي العادات والتقاليد في صعيد مصر بعد أن تم قتل شقيقتها هنادي علي يد خالها بسبب ما يسمي بالدفاع عن الشرف وذلك بعد أن تقع هنادي الفتاة الصغيرة والجميلة ضحية حب برئ تقدمة للمهندس وقد حولها بجاذبيته إلي عشيقة، بعد ان أعتدي عليها وحطم حياتها ويقوم خالها بقتلها بعد أن افتضح أمرها.
وتابع النوبي: « قدمت دعاء الكروان برؤية جديدة وتم ربطها بالحالة التي نتجت عن سقوط الإنسان بعد خطيئة آدم وطرده من الجنه ليظهر هذا الوضع في أشكال عديدة تتراوح بين المقصود البسيط أو النزعة تجاه الخطيئة بدون ذنب جماعي وربط ذلك بشخصية الأب في النص المسرحي وما ارتكبه من خطايا آلت في نهاية المطاف إلي ابنتيه آمنه وهنادي اللتين ذهبا ضحية الحب البرئ،  وألقى الضوء من خلال العرض علي قضية الظلم الواقع علي المرأة في ظل مجتمع جاهل لا يري في المرأة سوي أنها عورة لابد من حجبها عن العالم..
وأشار النوبي إلى أن معوقات التجربة تمثلت في الإنتاج وفقر العنصر النسائي وتزامن موعد العرض مع إقامة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، بالإضافة إلى محدودية ميزانية الديكور التي أدت إلى  الاستعانة ببعض الديكورات القديمة من الفرع.
وعن الإقبال الجماهيرى قال « كان هناك إقبال جماهيري كبير، الذي تقبل الحالة التجريدية التي قدم بها العرض والتي  تعد حالة جديدة بالنسبة للمسرح فى الصعيد.
دعاء الكروان، إعداد مسرحي بكري عبد الحميد، سينوغرافيا داليا صالح، موسيقى وألحان عبد المنعم عباس، أشعار خالد الطاهر، كيروغراف أحمد عبد الرازق .
 اختصار الإجراءات
كما قدم المخرج عزت زين عرض « قضية أنوف « لفرقة صلاح حامد  بقصر ثقافة الفيوم التابع لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، وقال  زين أنه يقدم هذا التجربة مع 25 شابا وشابة و أن توقيت تقديم العرض كان   له أثر كبير وواضح في الإقبال الجماهيرى الواسع، مشيرا إلى أن تأخير تقديم العروض في السابق كان يؤثر بشكل كبير على الإقبال الجماهيرى وعلى نسبة المشاهدة، مؤكدا أيضا على  أن اختصار الإجراءات ساهم بشكل كبير فى خروج العروض في توقيتها المحدد وعن عرض قضيه أنوف أشار زين إلى أن فكرة العرض تدور حول صديقين يحدث بينهما خلاف بسبب تدخل أهالي البلدة،  فينقسم أهالي البلدة إلى قسمين.
وعن رؤيته التي يطرحها خلال العرض قال: أردت أن أوضح أن الخروج عن الأطر الموضوعية في معالجة الصراعات يخلق حالة من العنف ويدمر العلاقات الإنسانية ومصالح الأطراف ..»قضية أنوف» تأليف ماروشا بيلالته، صياغة بالعامية علاء قنديل، أشعار محمود عبد المعطى، الحان محمد حسني، استعراضات سيد البنهاوي، ديكور و ملابس يحيي صبيح، تصميم إضاءة و مخرج منفذ أحمد صلاح حامد، تمثيل عصام يوسف، أحمد سلاموني،باسم نبيل  عادل عويس  رانيا شعبان، حسام كامل، ولاء شعبان، محمد حمدي، محمد كسبان، حسام عبد العظيم، محمود رمضان
 الجمهور خير دليل
شاذلي فرح مدير فرق الأقاليم بإدارة المسرح قال «رفعنا شعار المسرح للجمهور بقيادة مدير إدارة المسرح المخرج عادل حسان وقمنا بوضع ضوابط صارمة  حتى تخرج العروض في مواعيدها المحددة خلال شهر مارس، ففى السنوات الماضية كان الموسم يصل لشهر مايو ويوليه و هو ما كان يتسبب فى ضعف الإقبال الجماهيرى لأنها فترة أداء الامتحانات،  ولكن هذا العام قمنا بالتنبيه على جميع الفروع الثقافية بعدم التأخير، أما تأخر  تقديم بعض العروض فيرجع لتراخى بعض مديري الأفرع،  مشيرا إلى أن مدير الفرع عليه أن يباشر سير العمل مع رئيس الإقليم، وفى هذا الموسم لم تكن هناك معوقات، فقد أزلنا كل المعوقات تحت قيادة مدير عام إدارة المسرح المخرج عادل حسان والأستاذة سمر الوزير مديرة إدارة النصوص والمكتب الفني، وحملنا على عاتقنا أن يخرج الموسم بشكل منضبط، وقمنا برفع الميزانيات بعد  مناقشت للمشاريع وجها لوجه مع مخرجيها،  حتى تسير خطة الموسم بشكل منضبط، فنحن نعشق العمل الإداري والفني وقد شهد هذا الموسم انتعاشا واضحا لمسرح الثقافة الجماهيرية والجمهور خير دليل.                                                        

 


رنا رأفت