وداعا رفاق مسيرة الإبداع المسرحي بالوطن العربي

وداعا رفاق مسيرة الإبداع المسرحي بالوطن العربي

العدد 592 صدر بتاريخ 31ديسمبر2018

رحل عن عالمنا هذا العام - وفي صوت رهيب لا يليق بكم عطائهم - نخبة من كبار المسرحيين بالوطن العربي، وذلك بالرغم من أننا نعاني دائما ممن يدعون انحيازهم للقومية العربية ولدعوة الوحدة الفنية والأدبية مع الأشقاء العرب، وذلك فقط حينما يتسابقون في الحصول على دعوات المشاركة بالمهرجانات المسرحية العربية وخاصة بالدول النفطية بالمشرق العربي!!، ولكنهم للأسف لا يعلمون شيئا - ولا يحاولون - عن تفاصيل خريطة الإبداع المسرحي العربي، وأكبر دليل على ذلك عدم مشاركتهم في رثاء كبار المبدعين المسرحيين الراحلين كل عام!!. وفيما يلي محاولة متواضعة نتذكر من خلالها إسهامات بعض المسرحيين الكبار الذين أثروا بجهودهم مسيرة المسرح العربي ورحلوا عن عالمنا خلال عام 2018.
- الفنانة الجزائرية صونيا
(توفيت 14 - -5 2018)

الفنانة سكينة مكيو والمعروفة باسمها الفني “صونيا” توفيت عن عمر يناهز 65 سنة بعد معاناتها من مرض السّرطان، وهي من مواليد مدينة “الميلية” بولاية جيجل. تخرجت في “معهد التكوين الدرامي” ببرج الكيفان دفعة 1973. وقد عيّنت بعد تخرجها مديرة لنفس المعهد، ولنجاحها عيّنت على رأس المسرح الجهوي لولاية “سكيكدة”. أمضت كل حياتها في خدمة المسرح والفن بالجزائر، وعلى مدار أكثر من أربعة عقود قدمت أكثر من خمسين عملا مسرحيا، ومن أهم المسرحيات التي شاركت في بطولتها: “ لنعبر للعالم الذي عبرنا،” حضرية والحواس”، “الصرخة”.
وقد عملت الفنانة القديرة صونيا كممثلة إلى جانب نخبة من كبار نجوم المسرح الجزائري ومن بينهم الفنانين الراحلين: عزالدين مجوبي، عبد القادر علولة، وامحمد بن قطاف، والفنانين سيد أحمد أقومي وزياني الشريف عياد.
وبالإضافة إلى مجموعة أعمالها المسرحية شاركت في بطولة عددا من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، كما كانت لها بعض المحاولات في الاخراج السينمائي لكنها لم تستمر فيها طويلا. ويحسب للفنانة القديرة نجاحها في تسجيل حضور مميز في الذاكرة الجزائرية والعربية من خلال عدة أعمال مسرحية وتلفزيونية مهمة.
ويجب التنويه إلى أنها قد حملت هموم المجتمع فوق خشبات المسارح الجزائرية وفي الخارج، كما عرفت بالتزامها العميق بكل ما يخدم الإنسان ويرتقي بالذّوق، وظلت طوال حياتها مناضلة من أجل قضية المرأة ومدافعة عن حقوقها، ويذكر في رصيدها الفني تأسيسها للمهرجان “الوطني للمسرح النّسوي.” وكان آخر عمل قدمته للمسرح هو: “بدون عنوان” الذي أخرجته ومثلت فيه إلى جانب الفنان مصطفى عياد، كما شاركت في فيلم “طبيعة الحال” للمخرج كريم موساوي.
تزوجت لفترة من الممثل والنجم الجزائري أحمد أقومي، كما تزوجت لفترة أخرى من شاعر العامية المصري أحمد فؤاد نجم (فكانت الزوجة الرابعة بالنسبة له وقد تم طلاقهما حينما أصرت على الإقامة في الجزائر ورفض هو الإقامة بها بصفة مستمرة).

- الأديب السعودي محمد العيثم
 (توفي 14 -  -7 2018)

كاتب ومسرحي سعودي ولد بمنطقة “بريدة” في 19 مايو عام 1948، ودرس في مدارسها وأطل لأول مرة مذيعا من تليفزيونها قبل أن ينتقل إلى مدينة “الرياض” ليدرس الإعلام في “جامعة الملك سعود”، ثم يحصل على ماجستير في الصحافة المطبوعة من جامعة ولاية “كاليفورنيا” عام 1985. وبعد عودته لبلاده عمل محاضرا في قسم الإعلام في “جامعة الملك سعود” بالرياض، وكتب في الصحافة بشكل منتظم أكثر من ثلاثين عاما، وقام بتنفيذ الكثير من الأعمال التلفزيونية، وصدر له أربعة كتب ثلاثة في المسرح والنقد بالإضافة إلى رواية، وبلغ عدد مسرحياته خمسة وأربعين مسرحية بالإضافة إلى مسلسلين.
عمل مستشارا للمهرجان “الوطني للثقافة والتراث” (مهرجان الجنادرية) في مجال الفنون، وشارك في نشاطه المسرحي ست عشرة عاما، كما شارك في كثير من النشاطات الثقافية للنادي الأدبي و”جمعية الثقافة والفنون”، وفي عدد كبير من المهرجانات المسرحية.
صدر له عدة إصدارات مسرحية مهمة ومن بينها مسرحيتي: “الطقس المسرحي”، “كوميديا بن بجعة”، وبحوث ومقالات أخرى في المسرح النص، الشخصية في المسرح، السينوغرافيا والعرض، وكتب أكثر من أربعين نصا مسرحيا وتلفزيونيا نفذ كثير منها، ومثلت نصوصه محليا وخارجيا، وقدمت بعض أعماله بكل من:” جامعة الملك سعود”، “جامعة الملك عبد العزيز”، و”جامعة الملك فهد للبترول والمعادن “و”الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون”، كما قدمتها عدة جهات أخرى خارج السعودية، وحاز على عدد من شهادات التقدير، كما حصل على براءة الاستحقاق الأولى من جائزة “أبها الثقافية” عن نص مسرحية “الهيار” .
شارك بالتحكيم في مهرجانات الجامعات، ومهرجانات الفرق الأهلية للمسرح في دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك بشكل منتظم في مهرجان المسرح السعودي، ومسرح دولة الكويت.
تفرغ للعمل الإعلامي وحاضر ودرب في ورش الصحافة والفنون وأشرف على ورشة التدريب المسرحي بالرياض، كذلك عمل عضوا دائما في اللجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية لدول “الخليج العربي”، وعضو جمعية الاتصال والإعلام السعودي، وعضو “الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون”، كما قام بتقويم وتنفيذ الكثير من الأعمال التلفزيونية، وكتب الكثير من الأفلام الوثائقية وأفلام الإعلانات الخفيفة للتلفزيون والأذاعة، وبرامج الدراما التمثيلية .شارك في البحوث الإعلامية وعمل مستشارا لأكثر من جهة حكومية، وعمل منذ عام 1986 مستشارا مع كل من: “الشركة العالمية للإعلام”، وشركة “أرا الدولية للإعلام”، وشركة “البيان للإعلام”، و”المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق” .

- الفنانة التونسية خديجة السويسي
(توفيت 15 - 8 - 2018)

ممثلة تونسية من مواليد عام 1944، وتعد من أبرز الوجوه الفنية التونسية في مجالات المسرح والدراما التليفزيونية والسينما. اشتهرت بشخصية “دوجة” في السلسلة الشهيرة “شوفلي حل” التي حققت من خلالها نجاحا كبيرا ونسب مشاهدة قياسية. كانت بداية انطلاقها من خلال المسرح عام 1964، وذلك بعد تخرجها من “مركز الفنون الدرامية” الذي التحقت به عام 1961. حيث كانت بداياتها المسرحية من خلال فرقة “الكاف” (التي قام بتأسيسها المسرحي الكبير المنصف السويسي بمدينة “الكاف” شمال غربي تونس)، ثم التحقت بعد ذلك بفرقة “بلدية تونس العاصمة للتمثيل”، ومن أعمالها المسرحية: “راشمون”، “الخادمات”، “السندباد”، “الزير سالم”، “مولاي الحسن الحفصي”، “حال وأحوال”، “كل فول ملهي في نواره”، النساء في خطر”، “عيد الزواج”، “ذكرى الميلاد”، وهي من بطولتها وتأليفها أيضا. وخلال مسيرتها الفنية شاركت ببطولة عدد من المسرحيات والتي مثل بعضها “تونس” بكل من مهرجان “قرطاج الدولي” ومهرجان “الحمامات،
وبعد نجاحها المسرحي انتقلت إلى الدراما التليفزيونية وبرزت في عدة مسلسلات تونسية، كما شاركت في بعض الأفلام العالمية. وهي زوجة الممثل والمسرحي التونسي الكبير المنصف السويسي الذي كان خير سند فني لها.
وتضم قائمة أعمالها الفنية: الفيلم الإنجليزي العالمي: “القراصنة”، وفيلم “الحادثة” لرشيد فرشيو (2008)، ومجموعة كبيرة من الأفلام التليفزيونية ومن بينها: للناس حكاية (1991)، الدوار (1992)، أمواج (1994)، غالية (1999)، ريحانة (2001)، شمس وظلال (2003)، شوفلي حل (2007 - 2009).
وجدير بالذكر أن الفنانة الراحلة قامت منذ عدة سنوات بتأسيس شركة خاصة للإنتاج الفني.

- الفنان الأردني ياسر المصري
(توفي  23 - 8 - 2018)

ممثل أردني ولد في 22 نوفمبر عام 1970 بمدينة “الكويت “ لعائلة مكونة من سبع أشقّاء وشقيقات، حصل على بكالوريوس علوم موسيقية من” الأكاديمية الأردنية للموسيقى” (تخصص رئيسي آلة الكلارنيت)، وهو عضو في نقابة الفنانين الأردنيين.
بداية عمل كمدرب رقصات فنون شعبية واستعراضية منذ عام 1986، انخرط بالحركة الفنية منذ عام 1993، في أول عمل له مسرحية “ كلاكيت” ضمن مهرجان الشباب الثاني الأردني، وقدم مع فرقة “مسرح المسرح” التي أسسها خالد الطريفي عام 1994 مسرحية “يا سامعين الصوت”، إلى أن تفجرت موهبته في عام 2007 في أداءه لدور الفارس والشاعر نمر بن عدوان، وكان أول دور بطولة مطلقة له. شارك في العديد من المسلسات الأردنية والعربية التاريخية والبدوية، كما شارك بالعديد من المهرجانات المحلية والعربية من خلال مجموعة من العروض المسرحية. عمل مدربا للفرقة الوطنية التابعة لوزارة الثقافة ممثلة الأردن في معظم المهرجانات العربية والدولية حتى نهاية عام 2007.
نال عدد من الجوائز من بينها: جائزة الدولة التشجيعية للمملكة الأردنية (مناصفة مع الفنان منذر رياحنة (عام 2009، درع تكريم من الشاعر السعودي جعفر المطيري لأدواره في الدراما البدوية عام 2016، درع تكريم من جامعة “عمان الأهلية “في الإحتفال بيوم المسرح العالمي عام 2016.
تضم قائمة أعماله المسرحيات التالية: كلاكيت (1993)، ياسامعين الصوت، أنت مش أنت (1994)، أنت مش عارف (1995)، سوبر ماركت رمضان، كأنك يا بوزيد، آدم لوحده (1996)، مدينة السوسنة (1997)، ظلمة الإمبراطور (1998)، شيخ القلعة (2005)، كوميديا سوداء، الدائرة، شباب الجامعة (2007)، زايد والحلم (2008)، بترا إن حكت  (2009)، سليمى (2014)، حكاية عشق أردنية (2018).
وذلك بالإضافة إلى مجموعة “المسلسلات التلفزيونية” التالية: الفرداوي، عرس الصقر، ذي قار، أمرؤ القيس الثأر المر، زمان الوصل، الحجاج، العدول، الطوفان، آخر أيام اليمامة، شو هالحكي، الطريق الوعر، دعاة على أبواب جهنم، نمر بن عدوان، الرحيل، أبو جعفر المنصور، العنود، رجال الحسم، القعقاع بن عمرو التميمي، عائلة أبو حرب، رايات الحق، بوابة القدس، عطر النار، الحرير والنار، تحت الأرض، دوائر حب، الوعد، ملحمة الحب والرحيل، إخوة الدم، أريد رجلا، العهد: الكلام المباح، عناقيد النور، العزيمة، مالك بن الريب، وعد الغريب، الجماعة، هارون الرشيد، شيء من الماضي.
وأيضا في مجال “السينما”: الطريق إلي إيلات (1993)، الرغبة في السقوط (2007)، كف القمر (2011).

- الفنان الموريتاني إبراهيم ولد سمير
(توفي 4 - 9 - 2018)

وُلد الفنان إبراهيم سمير أميجن بمدينة “نواكشوط” في أكتوبر عام 1975، وعاش جزء من طفولته في مدينة “بتلميت”، قبل أن يعود إلى العاصمة ليعيد اكتشاف عوالمها بغريزة الفنان الباحث عن كنه الأشياء. وتلقى تعليمه الابتدائي بمقاطعة “لكصر”، فكان معلمه هو أول من اكتشف ميوله الفنية وموهبته في التمثيل، فأشركه في بعض العروض المسرحية بالمدرسة، فأثبت موهبته ولفت الأنظار إليه منذ ذلك الوقت. وانخرط فى السنوات اللاحقة من حياته فى العمل الشبابي بالعاصمة، حينما كانت المراكز الثقافية التابعة للسفارات العربية فى “نواكشوط” هي المتنفس الثقافي الوحيد لأمثاله من الشباب في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات. وظل يمارس هوايته بوجع المثقف الملتزم بقضايا مجتمعه، إلى أن نجح في مسابقة نظمتها الوظيفة العمومية، لتبدأ مرحلة جديدة من حياته، أصبح فيها مفتشا للشباب والرياضة، ومسرحيا مؤسسا لفرقة “شروق” التى أحيت آمال محبي المسرح في موريتانيا.
ويعد الممثل والمسرحي الكوميدي الموريتاني إبراهيم ولد سمير من أبرز المسرحيين المعاصرين وأحد أهم الشخصيات الثقافية الشبابية في دولة “موريتانيا”، وقد شغل منصب مفتش “للشباب والرياضة” في وزارة الشباب الموريتانية, وكذلك تولى منصب الأمين العام للمعهد الدولي للمسرح “فرع موريتانيا”, كما ترأس جمعية “شروق المسرحية” التي يعتبر الأب الروحي لها. عمل بعد تعيينه كـ”مفتش للشباب” في بلورة مشاريع التعليم الحر للشباب في العديد من المقاطعات بموريتانيا، خاصة المناطق الريفية البعيدة، وأسهم في تكوين العديد من الجمعيات الثقافية والفرق المسرحية لإعداد أجيال “ثقافية” تدفع بالعمل الثقافي والفني في “موريتانيا” إلى أقصى الحدود.
واشتهر الراحل بثنائيته في التمثيل مع الممثل الكبير محمد ولد سيدي محمود، وقدم معه مسرحية “ويل أمك يلوراني”، التي لاقت شعبية كبيرة في “موريتانيا”، كما أخرج كثيرا من الأعمال المسرحية. وشارك في عدد من المهرجانات المسرحية في داخل وخارج موريتانا، كما مثل بلاده خارجيا في العديد من المهرجانات العربية في تونس والمغرب والإمارات وأبرزها مهرجان “دبا الحصن “بالشارقة، وملتقى القاهرة للعرائس الذي نظمته “الهيئة العربية للمسرح”. وتعد كتاباته عن واقع المسرح الموريتاني من أهم المراجع عن تاريخ المسرح في موريتانيا.

- الأديب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل
(توفي  25 - 9 - 2018)

كاتب وروائي كويتي متفرغ منذ عام 1985، من مواليد مدينة “البصرة” العراقية في أول يناير عام 1940، وحصل على بكالوريوس أدب ونقد من “المعهد العالي للفنون المسرحية” بدولة الكويت. عمل في مجال التدريس وإدارة الوسائل التعليمية، وأدار شركة للإنتاج الفني.
برغم غزارة انتاجه الروائي والقصصي إلا أنه أثرى المكتبة العربية أيضا بكتابته لبعض المسرحيات ومن بينها: النص (1982)، للحدث بقية ابن زيدون (2008)، طيور التاجي (2014)، كما قام أيضا بكتابة بعض الدراسات المسرحية القيمة ومن بينها: الفعل الدرامي ونقيضه (1978)، الكلمة - الفعل في مسرح سعد الله ونوس (1981).
ويعد الأديب إسماعيل فهد إسماعيل المؤسس الحقيقي لفن الرواية في الكويت، لكونه يمثل إحدى العلامات الروائية العربية المحسوبة في سماء فن الرواية، فلقد استطاع لفت الأنظار إلى موهبته منذ تقديمه لروايته الأولى بعنوان “كانت السماء زرقاء” عام 1970، يعد إسماعيل فهد إسماعيل بمنزلة العمود الأهم للفن الروائي والقصصي في” الكويت “خصوصا. ويحسب له رعايته واحتضانه لمواهب عدد كبير من كتاب القصة القصيرة والرواية. وتضم مجموعة إبداعاته الأعمال الروائية التالية: كانت السماء زرقاء (1970)، المستنقعات الضوئية (1971)، الحبل (1972)، الضفاف الأخرى (1973)، ملف الحادثة 67 (1975)، الشياح (1975)، الطيور والأصدقاء (1979)، خطوة في الحلم رواية (1980)، النيل يجري شمالا - البدايات (1983)، النيل يجري شمالا - النواطير (1984)، النيل الطعم والرائحة (1989)، إحداثيات زمن العزلة، الشمس في برج الحوت (1996)، الحياة وجه آخر (1996)، قيد الأشياء (1996)، دوائر الاستحالة (1996)، ذاكرة الحضور(1996)، الأبابيليون (1996)، العصف (1996)، يحدث أمس (1997)، بعيدا.. إلى هنا (1997)، الكائن الظل (1999)، سماء نائية (2000)، في حضرة العنقاء والخل الوفي (2014).
جدير بالذكر أنه قد فاز بجائزة الدولة التشجيعية في مجال الرواية عام 1989، وأيضا جائزة الدولة التشجيعية في مجال الدراسات النقدية عام 2002.

- المسرحي العراقي الكبير د. شفيق المهدي
(توفي 2 - 10 - 2018)
فنان قدير ومخرج مسرحي متميز من مواليد محافظة “الديوانية” عام 1956، وكان والده يعمل كاتب عدل وتنقل في عدة محافظات أهمها مدن الوسط التي أكمل فيها دراسته، ولنزوعه وحبه وهوايته لفن المسرح إنتقل الى محافظة “بغداد” ليواصل عشقه لهذا الفن النبيل متتلمذا على يد نخبة من عمالقة المسرح العراقي في أكاديمية الفنون الجميلة في “جامعة بغداد”، وقد حصل من الأكاديمية ذاتها على درجتي: الماجستير والدكتوراه، وذلك دون أن ينقطع عن مشاركاته كأستاذ أكاديمي وممثل ومخرج فيها وفي بعض الفرق المسرحية الأخرى، الى أن أصبح بالانتخاب المباشر وبالأغلبية الساحقة عميد للأكاديمية في عام 2003. وقد شغلته دوائر الميدان المسرحي والثقافي والوظيفي في مؤسسات وزارة الثقافة العراقية فعمل مديرا عاما لدار ثقافة الطفل عام 2003، ثم اختير مديرا عاما لدائرة السينما والمسرح بالعراق، كما عمل مديرا عاما لدائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة حتى وفاته أثر جلطة قلبية.
وجدير بالذكر أن د.شفيق مهدي يعد أحد المخرجين المتميزين المعروفين بتوجهاتهم التجريبية، فقدم عروضا بارزة في المسرح العراقي المعاصر تؤصل وتعبر عن هذا الإتجاه ومن أهمها مسرحيات: “مكبث” و”العاصفة” لوليم شكسبير، “مشعلو الحرائق” لماكس فريش، ومسرحية “المعطف” عن رواية لأديب الروسي الكبير جوجول (بالاسم ذاته) وكانت أطول عرض صامت في تاريخ المسرح العراقي، كما أخرج مسرحية “لعبة حلم” للكاتب السويدي أوجست ستريندبيرج، إضافة إلى كثير من العروض الأخرى.
وكأستاذ أكاديمي شارك في الإشراف ومناقشة أكثر من مائة رسالة ماجستير وإطروحة دكتوراه في معظم كليات الفنون الجميلة داخل وخارج بغداد.
ومن عطاءاته الأخرى إصداره لبعض المؤلفات المسرحية ومن أبرزها: “أزمنة المسرح”، “الشفرة والصورة في مسرح الطفل”، “الموجز في تاريخ المسرح العراقي”، “الموجز في تاريخ المسرح الفرنسي الحديث: دراسة في جون بول ارتر”، وكراسة “مفهوم الزمن في المسرح الفرنسي الحديث: دراسة عن جون بول سارتر”، إضافة إلى عشرات البحوث في تخصصه المهني.
وكان من المنطقي أن تتوج مسيرته بحصوله على بعض الجوائز وشهادات التقدير والتكريمات ومن أهمها: حصوله على جائزة أفضل مخرج مسرحي في العراق عام 1989، وتكريمه بمهرجان المسرح الأمازيغي بالمملكة المغربية عام 2008.

- الفنان الجزائري محي الدين بو زيد (محيو)
(توفي 12 -10- 2018)

الفنان المسرحي محي الدين بوزيد والشهير باسم الشهرة “محيو” فنان شعبي أصيل وصادق ومحبوب جدا ، اشتهر بطيبته وقدرته على تقديم الكوميديا وإثارة الضحكات، وخاصة بعدما نجح في صنع الابتسامة على وجوه الكثير من الجزائريين بأدائه لأحد أدوار البطولة في المسلسل الكوميدي الشهير “جحا”، مما جعله معروفا ومحبوبا لدى جميع العائلات الجزائرية. وقد توفي بالمركز الاستشفائي الجامعي لمدينة “باتنة” عن عمر ناهز الستة والخمسين عاما - وذلك بعد  مرض عضال طبقا لما نقلته وكالة الانباء الجزائرية - وشارك في مراسم جنازته وتأبينه وزير ثقافة بالجزائر الشاعر عز الدين ميهوبي.  
وجدير بالذكر أن الفنان محي الدين بوزيد الذي كان من ذوي الاحتياجات الخاصة قد تحدى  إعاقته و أثبت وجوده في الساحة الفنية التي خلف فيها أكثر من ثلاثين عملا فنيا متميزا. وكان يقول دوما: “كافحت طويلا حتى لا أكون عالة على المجتمع”، وبالتالي فقد كان قدوة للكثير ممن منعتهم الإعاقة من تحقيق أحلامهم.
كان الراحل ممثلا ومنتجا ومكونا في المسرح, كما  أدى عديد الأدوار في أعمال تلفزيونية منها: “دوار الشاوية” و”جحا”، وكان يعرف عن محي الدين بوزيد المدعو”محيو” في الوسط الفني بحبه الكبير للمسرح الذي مارسه منذ أن كان طالبا في الثانوية، ولذا فقد نجح في ترك بصمته المميزة في الساحة المسرحية الموجهة  للكبار والصغار, كما تعامل مع المسرح في عديد الأعمال الفنية، ومن بينها رئاسته  لجمعية “أصدقاء الفن والموسيقى”، كما يحسب له تأسيسه لجمعية “أطفال للمسرح والموسيقى” عام 1999، وكذلك مشاركاته العديدة في المسلسلات التلفزيونية ومن بينها مسلسلات: “دوار الشاوية”، “الوجه الآخر” و”بساتين البرتقال” إلى جانب عمل لم ير النور بعد بعنوان “التحدي”. كذلك شارك في مجموعة من الأفلام منها: الفيلم الشهير لجمال دكار “بين يوم وليلة”.

- الممثل القطري عبد العزيز جاسم الجاسم
(توفي 14 - 10 - 2018)

ممثل اشتهر بمهارته في تقديم الشخصيات الكوميدية وتفجير الضحكات، وهو من مواليد أول فبراير عام 1957. كانت بدايته في التمثيل عام 1977 مع فرقة “مسرح السد”، ثم بدأ العمل مع الفنان الكبير غانم السليطي عام 1979 وشكلا معا ثنائيا كوميديا لعدة سنوات. شارك بتقديم عدد كبير من الشخصيات الدرامية المتنوعة بين  أدوار الشر أو أدوار الطيبة والخير وذلك من خلال مشاركاته بالعديد من الأعمال الفنية سواء الدرامية أو الكوميدية.
شارك بأدور البطولة في عدد كبير من المسرحيات ومن بينها: الحذاء الذهبي )1980)، المتراقشون (1985)، عنتر وأبلة (1986)، قطار المرح (1987)، زلزال (1988)، سعدان في غابة الأحزان (1990)، مفلح في المريخ (1991)، السيارة العجيبة (1992)، كابتن ماجد (1994)، بشت المدير (1995)، افتح يا سمسم (1996)، تلفزيون المرح (1997)، في بيتنا مرشح (1999)، وزير الناس (2002)، البترول يا حكومة (2003)، صح النوم ياعرب (2004)، هوامير الأسهم (2005)، ياهل الشرق (2005)، خليك في البيت (2006)، شملان في لبنان (2009)، قطري 60% (2012)، طار الوزير (2016)، وذلك بخلاف بعض المسرحيات الأخرى ومن بينها: المال مال أبونا، نجوم على الرصيف، رحلة جحا إلى جزيرة النزهاء، منصور قاهر العملاقين، الفيل ياملك الزمان، من يضحك أخيرا، المناقشة، أنين الصواري، الشرير والاقزام، سجلات رسمية، رحلة الأحلام، الفرسان، ا - ب - ت، كما شارك أيضا في بطولة أوبريت “كلنا الكويت” وهو للتضامن مع الكويت خلال الإحتلال العراقي عام 1990.
هذا ويعتبر مسلسل “يوم آخر” الذي قدم خلاله شخصية مدمن الكحول الذي يهمل أسرته هي بداية النجاح وتعريف الجمهور به وتحقيقه لشهرته، وقد وفق في توظيف واستغلال ذلك النجاح بتقديم كثير من الأعمال الذي نالت نفس النصيب من النجاح مثل:” بعد الشتات”،” عندما تغني الزهور”،” نعم ولا “ وغيرها، حيث شارك في بطولة عدد كبير من المسلسلات التليفزيونية ومن أهمها: الفرسان الثلاثة، مغامرات سعدون، صرخة ندم، إلى الشباب مع التحية، البيت الكبير، السر في بير، أحلام البسطاء، جرح الزمن، أوراق من الماضي، دبي لندن دبي.
توفي في مدينة “بانكوك” عاصمة تايلاند بعد صراع طويل مع المرض، وكانت آخر أعماله مسرحية بعنوان “ديرة العز” عام 2017.

- العراقي مؤيد وهبي
(توفي 20 - 10 - 2018)

هو أحد أمهر أساتذة المكياج في “العراق” والوطن العربي، وتتلمذ على يده عدد من أساتذة المكياج، وعمل ماكييرا لأغلب عروض المسرح العراقي لمدة عقود من الزمن، كما مارس مهنة التدريس كأستاذ لمادة المكياج وعلم الهيئة في “أكاديمية الفنون الجميلة” (جامعة بغداد) والعديد من الكليات العراقية من بينها: كلية التربية الرياضية وكلية الشرطة.
أسمه بالكامل مؤيد داود وهبي سليمان، وهو من مواليد مدينة “الموصل” عام 1931، وهو نجل الحاكم داود وهبي سليمان الأمين العبيدي. حصل على دبلوم تربية وتعليم من دار المعلمين في بغداد وعين معلما في مدارس “بغداد”، كما حصل على الدبلوم العالي من معهد “الفنون الجميلة” (وزارة التربية والتعليم بالفنون المسرحية)، وعين مشرفا على الشوؤن الفنية في مدارس “الرصافة” ببغداد.
رشح لبعثة علمية في “إيطاليا” لدراسة الفنون والآداب في جامعة “روما” (كلية الآداب والفلسفة) عام 1960م، وحصل على ماجستير في تاريخ المسرح والعرض (فنون وآداب) في كلية الآداب والفلسفه جامعة “روما”، وبعد ذلك إلتحق بالاكاديمية الوطنية لفنون الدراما في “روما” وحصل على أعلى درجة أكاديمية بامتياز في تخصص “علم الهيئة وتحليل الشخصيات”، وإلتحق بالمركز الوطني للراديو والتلفزيون الإيطالي (للتدريب على المناهج والبرامج التلفزيونية والسينمائية خاصة التربوية)  .
عاد للعراق بعد سبع سنوات وأعيد تعيينه مشرفا في (مديرية شئون الطلبة ورعاية الشباب) دائرة مساعد رئيس الجامعة (جامعة بغداد) وبعد خمس سنوات نقل أستاذ مدرس في كلية الفنون الجميلة (قسم الفنون المسرحية) وقسم التربية الفنية لإعداد المدرسين. ويذكر أنه عضو مؤسس لنقابة المعلمين في بغداد، ولنقابة الفنانين في بغداد، وعضو المركز الإيطالي للفنون والثقافة في “روما”.

- الأردني يوسف يوسف الحجاوي
( توفي 12 - 12 - 2018)

ممثل أردني من أصل فلسطيني (من مدينة “اللد” الفلسطينية)، من مواليد مدينة خانيونس عام 1946. وهو شقيق كل من المخرج حسيب يوسف، والفنان أحمد يوسف، وهو عضو نقابة (رابطة) الفنانين الأردنيين. كانت بداياته الفنية من خلال فرقة “الفنون الشعبية الأردنية”، ثم شارك كممثل في المسرحية الغنائية “برجاس”، وشجعه نجاحه على الاستمرار في التمثيل فشارك في عدة مسرحيات من بينها: مقهى العقلاء، عريس لبنت السلطان، الخطوبة، اللعبة، عمارة العلالي، قحطان والبعير، همومنا الجميلة جدا، محاكمة الحطيئة.
شارك بأداء بعض أدوار البطولة والأدوار الرئيسة في عدد كبير من المسلسلات من  أبرزها: الهاربة، لمن يغرد العندليب، رمال بين الأصابع، طرفة بن العبد، بوابة القدس، وهبوب الريح، وأيضا عدد من مسلسلات الرسوم المتحركة مثل: التنين الصغير، النملة فيردي، بوليانا، الكابتن ماجد، لبنى السريعة، مغامرات نيلز، جول وجولي، نساء صغيرات.


- المسرحي السوداني القدير يحيى الحاج
(توفي 12 - 12 - 2018)

باحث وناقد ومخرج مسرحي من مواليد السودان عام 1948، وحاصل على بكالوريوس المعهد العالي للموسيقى والمسرح بالسودان في عام 1972، ودبلوم عالي في التمثيل الإخراج من أكاديمية إيست ففتين لندن (1978). بدأ مشواره مع التليفزيون السوداني منذ عام 1965، وعمل ممثلا متعاونا بالمسرح القومي في عدة مواسم منذ عام 1965، وحصل على شهادة تقدير في التمثيل خلال الموسم المسرحي 1972 1973.
وجدير بالذكر أنه عشق المسرح منذ صغره لأنه وجد فيه ما يمكنه من التعبير عن أفكاره على نحو مبدع ومؤثر، وظل لوقت ليس بالقصير يمارس العمل به من دون دراسة، ولكنه بمجرد إفتتاح “المعهد العالي للمسرح” في الخرطوم أواخر الستينيات انتسب إليه بدون تردد. وبعد التخرج من المعهد أخرج للمسرح القومي بأم درمان مسرحية “البيت القديم” لمحمود دياب، وحصل بها على شهادة تفوق في الإخراج للموسم المسرحي 19751976.
كان عضوا بلجنة النصوص بالمسرح القومي وأيضا بالتليفزيون، وأحد الأعضاء المؤسسين لإتحاد الممثلين السودانيين، وشغل منصب السكرتير خلال دورة الإتحاد لعام 1975، وبحكم عمله كمدرس لمادة التمثيل العملي بمعهد “الموسيقى والمسرح” أتيحت له فرصة إلى جانب تدريس مادة “المسرح العربي” أن يتناول مع الطلاب الدارسين بعض أعمال المؤلفين العالميين ومن بينهم: اسخيلوس، سوفوكليس، شكسبير، موليير، تشيكوف، إبسن، وولي شوينكا وغيرهم.
في عام 1980 التحق بوزارة الإعلام والثقافة في وظيفة رئيس قسم السيناريو والإخراج، وأخرج عددا من الأعمال المسرحية منها: الشيخ والطريق، مأساة بائع الدبس الفقير، مأساة الحلاج، الرجال لهم رؤوس، الوحوش  تغني وغيرها.
حصل على بعثة دراسية لاستكمال دراسته العليا بالمملكة المتحدة عام 1975، وقضى بالفعل فترة ثرية قبل أن يحصل على أجازة، وكان يخطط للعودة إلى “لندن” ليستكمل دراسته للمسرح حينما مر للمرة الأولى بالإمارات في سنة 1980، ولكن ابن عمه - الذي كان يعمل في “أبوظبي” آنذاك - أقنعه أن يبقى معه لوقت قصير، ويمتهن مهنة مؤقتة يجمع فيها بعض المال يساعده في رحلته الثانية إلى “لندن”، إلا أن إقامته استمرت لأربعة عقود!!
كانت له عدة إسهامات مسرحية مهمة بإمارة “الشارقة” ومن بينها إشرافه على ورش تدريبية، ومشاركات في إنتاج عروض، وفي تأسيس برامج مسرحية. وعين خبيرا في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وقد تم تكريمه بالدورة الثامنة لمهرجان المسرح العربي بالقاهرة (الذي تنظمه “الجمعية المصرية لهواة المسرح”) عام 2010، كما تم تكريمه بجائزة شخصية العام الفنية بالشارقة عام 2011.
وجدير بالذكر أنه قد ساهم بمشاركات فاعلة في انطلاقة “أيام الشارقة المسرحية” الأولى، كما ساهم في تقديم عدة مسرحيات لكبار المبدعين العرب ومن بينهم المبدعين: محمود دياب، سعد الله ونوس، كذلك أصدر كتابا مهما - ضمن منشورات دائرة الثقافة - بعنوان “الفن المسرحي من البدايات إلى هنريك إبسن”.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏