ورحل رشدي إبراهيم عميد المسرح الطقسي

ورحل رشدي إبراهيم عميد المسرح الطقسي

العدد 569 صدر بتاريخ 23يوليو2018

إنه الممثل والمخرج البورسعيدي العملاق: رشدي إبراهيم عبد الرحيم، المولود في حاضرة البحر بورسعيد، في السادس عشر من شهر نيسان أبريل، عام خمسة وأربعين وتسعمائة وألف للميلاد. رمز فني متفرد، الحديث عنه يجب أن يكون همسا، كان أشبه بالكاهن الفرعوني، الذي يدرب الراقصين لتأدية طقس فرعوني مهيب، انتبه رشدي إبراهيم (انتباها مبكرا) إلى أهمية الطقس في المسرح؛ فالمسرح عنده إيجاز خلاق لبدايات نشأة الأرض، ويمكن القول إن جميع الأنواع الدرامية بدأت في صورة طقس ديني، وجميع المشتغلين بالفن المسرحي يعلمون أن نشأة المسرح والدراما بمصر وبلاد الإغريق، بدأت بالطقوس الدينية، التي قدمت للإله/ديونيسوس، من قبل العباد والعابدات، بما يعرف بالأناشيد الديثرامبية و.الساتيرية. ابحث عن رشدي إبراهيم في كتاب )المسرح وقرينه) لأنطونين ماري آرتو، الذي طور المسرح الطقسي، وخصوصا طقوس جزيرة بالي، إلى نظرية )مسرح القسوة)، وتتلخص فلسفة آرتو، في أن المدنية كانت السبب الرئيسي، في تدمير”الطاقة الروحية للإنسان، فابتعد عن العاطفة الخالصة النقية، وأن إنسانية الإنسان لن تتحقق إلا بإطلاق العنان لرغباته الفطرية، وعواطفه البدائية الخشنة، مثل: الخوف، والحب، والحنين، والشهوات.
وعلى الإنسان الذي يريد استعادة ذاته أن يتخلص من حصار المدنية الخانق، ووجد آرتو وكذا من تبع فحوى نظريته مثل الفنان القدير رشدي إبراهيم، في روائع خالدة، مثل: قطة بسبع تراوح لرأفت الدويري، وحلم يوسف لبهيج إسماعيل، أقصد في المسرح الاحتفالي الطقسي ملاذا له، إذ إنه الوسيلة الوحيدة، التي يمكن للإنسان أن يسترد من خلالها فطرته، التي قهر بها الإنسان القديم مخاوفه وتعرف على عالمه، حيث ترجم من خلال هذه الطقوس مفاهيم: الموت، الحياة، والحب، والكراهية، والخوف، والجنس.
حصل رشدي إبراهيم على دبلوم المعلمين، مشفوعا بدبلومة في الإخراج المسرحي، من معهد المسرح بفولفوجراد روسيا، وعمل بالتربية والتعليم موجها للتربية المسرحية، واشترك في وضع البرامج والخطط الاستراتيجية؛ خاصة التربية المسرحية بمحافظة بورسعيد، أخرج أعمالا مسرحية تعتبر من العلامات في المسرح المدرسي )بمرحلتي الإعدادي والثانوي(، كما أنه قد أخرج مسرحيات طليعية لفرق جامعة قناة السويس، وأخرج للفرق المسرحية بالشباب والرياضة، وكون )فرقة المسرح المصري) بمركز شباب بورسعيد، ولقد أخرج للفرقة المذكورة مسرحيات عدة، ومنها: أغنية على الممر، والملوك يدخلون القرية، وأدهم الشرقاوي، وقطة بسبع ترواح، والقضية. ولقد أخرج احتفاليات ومسرحيات لمركز الطلائع، وعمل في الثقافة الجماهيرية منذ الستينات: ممثلا، ثم مساعدا للإخراج مع المخرجين: محمد سالم، وماهر عبد الحميد. واشترك في المهرجان الرابع عشر للأقاليم، مخرجا لفرقة أسيوط القومية، وحصل على المركز الثالث في المهرجان بعرض )قطة بسبع ترواح)، واشترك بعرض )علي جناح التبريزي) لفرقة بورسعيد، وذلك في مهرجان الشرقية للفرق المتميزة، واشترك بعرض )يا عنتر) لقومية أسيوط، في مهرجان الفرق المتميزة بمسرح السامر، واشترك بعرض الدرافيل لفرقة بورسعيد القومية طوال شهر رمضان المعظم على خشبة المسرح العائم بالمنيل )فاطمة رشدي) كما أنه قد اشترك في المهرجان العربي والمهرجان المسرحي التجريب واشترك بعرض )حلم يوسف) لفرقة بورسعيد القومية بالمهرجان العالمي بفولفوجراد روسيا وحصل على المركز الأول من بين الدول المشاركة، وحصل على المركز الأول في مهرجان العريش لفرق الأقاليم بعرض هاملت يستيقظ متأخرا لفرقة أسيوط )وقد حجب وقتها المركز الثاني والثالث) كما أنه قد قدم للفرقة المركزية مسرحية )عندما يأتي الرجل للمرأة) التي عرضت بمسارح القاهرة وجابت محافظات مصر. كما أنه قد حصل على المركز الأول بعرض (خيول النيل) لفرقة بورسعيد بمهرجان الأقاليم ببورسعيد، وحصل على المركز الثاني لفرق المحافظات بالمسرح العائم بالجيزة بعرض )الطوفان) لفرقة بورسعيد. حصل رشدي إبراهيم على عدد هائل من شهادات التقدير والميداليات التذكارية من السيد عبد الحميد رضوان وزير الثقافة، ومن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ونادي المسرح ببورسعيد، ومحافظة بورسعيد. كما أنه قد كرم من محافظ أسيوط، اللواء محمد عبد الحليم موسى؛ لما أسهم به في إحياء الحركة المسرحية بالمحافظة، من: ندوات، وتجريب للفرقة، وورش الإخراج المسرحي. كما أنه قد حصل على منحة دراسية بالاتحاد السوفياتي عام واحد وتسعين وتسعمائة وألف للميلاد. ورشحه اللواء )سامي خضير) محافظ بورسعيد السابق مستشارا له في مضمار الفن المسرحي. رشدي إبراهيم علامة مسرحية مصرية.. ملهمة!


احمد يوسف عزت