«المسرح المصرى ومقولات ما بعد الحداثة».. نماذج مختارة من الألفية الثالثة..

«المسرح المصرى ومقولات ما بعد الحداثة»..  نماذج مختارة من الألفية الثالثة..

العدد 957 صدر بتاريخ 29ديسمبر2025

شهدت قاعة ثروت عكاشة بأكاديمية الفنون، خلال الأيام الأخيرة الماضية، مناقشة رسالة الدكتوراة للباحث جمال عبدالواحد محمد الفيشاوى، والتى جاءت بعنوان «المسرح المصرى ومقولات ما بعد الحداثة».. نماذج مختارة من الألفية الثالثة)، وذلك بحضور نخبة من كبار أساتذة النقد والدراما والمسرح، والأكاديميين وآخرين من المسرحيين.

لجنة المناقشة
وتشكلت لجنة المناقشة للدكتوراة من الأستاذ الدكتور أحمد بدوى، مشرفًا ومناقشًا ومقررًا، عميد المعهد العالى للنقد الفنى الأسبق وأستاذ النقد الأدبى، الأستاذ الدكتور محمد زعيمة مناقشًا من الداخل، أستاذ الدراما والنقد المسرحى بالمعهد العالى للنقد الفنى، الأستاذ الدكتور عبير منصور، مناقشًا من الخارج، أستاذ التمثيل والإخراج ورئيس قسم علوم المسرح، كلية الآداب جامعة حلوان، ومنحت اللجنة الباحث جمال الفيشاوى درجة الدكتوراه بتقدير مرتبة الشرف الأولى من المعهد العالى للنقد الفنى، قسم النقد الأدبى.

أساليب تشكيلة أثرت فى طرق العرض المسرحى
بداية، تلا الباحث جمال الفيشاوى: يعتبر المسرح أبا الفنون، وهو من أقدم وسائل التعبير التى ارتبطت بقضايا المجتمع، ويتلاحم مع كل الأطروحات الفكرية الجديدة بتنوعاتها وأشكالها المختلفة، فهو الميدان الذى يعبر فيه الكَاتبُ والمخرج المسرحى عن وجهة نظرهم نحو الأوضاع المعاشة، من خلال تجسيدها دراميًا ليقدمها للمتلقى، ومع التطور الكبير فى مجال التكنولوجيا، الذى شمل كل مجالات الحياة، استحدثت أساليب تشكيلة أثرت فى طرق العرض المسرحى، واُدرجت الأعمال الفنية ضمن حدود التجربة والتجريب، حيث إنه من الممكن أن يصبح كل شيء فنًا، ومما لا شك فيه أن كل حركة أو اتجاه جديد، فى أى نوع من أنواع الفنون، ما هو إلا نتاج ظروف جديدة يمر بها المجتمع، مما يتطلب شكلًا أو أسلوبًا جديدًا فى التعامل معها، وقد ظهر تيار جديد معادٍ للحداثة عرف بتيار ما بعد الحداثة، وكان نتيجة للإحباط الذى عاشه المجتمع الغربى، بسب فشل المشروع الحداثى فى تحقيق الأهداف المرجوة منه، وهو من التيارات الرئيسية فى الفلسفة الغربية المتأخرة، ولا يمكن القول بأن تيار ما بعد الحداثة قد تحرر تمامًا من تيار «لحداثة»، فالحداثة هى الأرض الخصبة التى تقف عليها ما بعد الحداثة وتشتبك معها فى جدال ونزاع دائمين، وهى الأرض التى تمكنها أيضًا من الدخول فى حوار وجدل مع نفسها.
الحداثة اتجاه فكرى يضم خليطًا من التيارات
وتابع الباحث: من الممكن أن تعرف ما بعد الحداثة بأنها اتجاه فكرى، يضم خليطًا من التيارات، ويجمعها رفض الأسس الأنطولوجية (نسبة إلى الأنطولوجيا Ontology) أى الخاصة بطبيعة الوجود والمعرفية والمنهجية، وتيار ما بعد الحداثة كانت له تجليات كثيرة فى كل مجالات الحياة ومنها تجليات فلسفية وأدبية وفنية وسياسية واجتماعية واقتصادية.
مسرح ما بعد الحداثة
 وأوضح الباحث جمال الفيشاوى فى بداية تقديمه لبحثه العلمى الجديد: قام فنانو تيار ما بعد الحداثة بخلق سمات خاصة بهم ورفض التقليد السائد والمألوف والعادى، وإخراج كل شيء للتفكيك والتشكيك فى كافة الحدود الفاصلة بين الفنون المختلفة؛ فالفنان فى تيار ما بعد الحداثة لا يسعى إلى التركيب الجمالى، إنما يسعى إلى إضفاء طابع التشظى على هذا التركيب، ولا يرتكز على مبدأ الحدث والحكاية وإنما يقدم موقفًا أو حالة لدرجة، أنه أصبح من الصعب علينا تحديد ملامح فن ما بعد الحداثة وتقنيتها وفقًا لمعانى الأعمال الفنية أو سماتها المميزة.
وبذلك أصبح النص المسرحى أو طروحات مسرح ما بعد الحداثة مقترنة باستخدام آليات التشتت والتغريب والاختلاف والهدم والتعدد والتنوع وغياب القوالب النموذجية الخاصة، وغيرها من الآليات التى انبثقت من فلسفات متعددة مثل التفكيك والعدمية والفوضى، وكلها تقودنا إلى رسالة مفككة فوضوية يخلق وفقها فى ذهن المتلقى رسائل متعددة تنبثق من التفكيك واكتشاف عالم جديد للفرجة لتقترن بالنظام النفسى والتشكيل البصرى للصورة المسرحية.

أهمية البحث
وأوضح الباحث دكتور جمال الفيشاوي: ترجع أهمية البحث إلى ندرة الدراسات الخاصة بالجيل الذى بدأ بعضهم الكتابة للمسرح منذ بداية ومنتصف التسعينيات من القرن العشرين استمر فى الكتابة حتى الآن، وسامح مهران وإن كان أكبر من إبراهيم الحسينى وسبقه فى الكتابة للمسرح فإنهما ينتميان إلى هذا الجيل، كما أن أسلوب الكتابة فى معظم نصوص الحسينى وبعض نصوص سامح مهران تواكب مفاهيم ما بعد الحداثة، وهذه من الدراسات النادرة فى الدراسات الأكاديمية.

أهداف البحث
 ويهدف البحث إلى تقديم دراسة أكاديمية عن المسرح المصرى ومقولات ما بعد الحداثة، «نماذج مختارة من الألفية الثالثة» وإلقاء الضوء على بعض النصوص المسرحية لكَلٍ من إبراهيم الحسينى وسامح مهران الذى سبقه بعدة سنوات؛ نموذجًا لجيل من الكُتاب المصريين اشتركوا فى عدة سمات، منها دراسة الدراما وقاما بالكتابة للمسرح بكل أنواعه (كبار– أطفال– مونودراما) وكلاهما كَتَبَ النقد، وحصد كلٌ منهما على العديد من الجوائز عن بعض مسرحياتهم، كما كتبا أيضًا نصوصًا مسرحية تنتمى لتيار ما بعد الحداثة، وقد تحقق فى بعض من هذه النصوص المقولات أو السمات الشائعة لهذا التيار؛ وبالتالى تفتح هذه الدراسة المجال لدراسة نصوصهم من منظور جديد، وكذلك يفتح المجال للدراسات الأكاديمية لكُتَاب آخرين من هذا الجيل، الذى ما زال مستمرًا إلى الآن فى الكتابة للمسرح بما يقارب الثلاثين عامًا أو يزيد، وذلك من خلال الإجابة عن تساؤلات الدراسة المطروحة.

مشكلة البحث
تكمن مشكلة البحث فى (البحث عن تفسير دلالات اللغة الدرامية فى عمقها ومعناها بما يتفق مع مقولات ما بعد الحداثة)، ولذلك تتلخص مشكلة البحث فى سؤال رئيس، هو: كيف تمكن كُتَاب العينة المختارة من توظيف اللغة الدرامية لطرح نصوصٍ بصرية مقرؤة، مستخدمين أسس الكتابة ومقولات ما بعد الحداثة فى المسرح المصري؟ ويَنْتُج عن هذا السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية التالية:
1. ماهى مقولات ما بعد الحداثة فى نصوص المسرح المصرى لكلٍ من إبراهيم الحسينى وسامح مهران، وكيف تشابكت مع مقولات ما بعد الحداثة باعتبارها حركة أساسية لهذه الدراسة؟
2. كيف تبنى كُتاب نصوص العينة المختارة تقنيات التناص؟ 
3. ما طبيعة البنية الدرامية فى نصوص العينة المختارة وعلاقتها بمقولات ما بعد الحداثة (السياق، النص الموازى، الصورة الدرامية،0 التشظى، التفتيت، التشكيك ... إلخ).
4. ما علاقة المضامين الفكرية بتفكيك المقولات المركزية؟
5. ما دور الصورة بوصفها لغة مسرحية؟
6. كيف انتقلت نصوص كل من إبراهيم الحسينى وسامح مهران إلى عروض مسرحية بما يتفق مع تيار ما بعد الحداثة؟

الأبحاث السابقة
حسَبما توافر لدى الباحث من دراسات سابقة حول موضوع البحث؛ فإن الباحث إلى الآن لم يصل إلى أى أبحاث علمية خاصة بموضوع الدراسة، وهو المسرح المصرى ومقولات ما بعد الحداثة «نماذج مختارة من الألفية الثالثة» بشكل عام أو بالنماذج المختارة لمسرح كل من إبراهيم الحسينى وسامح مهران بشكل خاص؛ لكن توجد دراسات سابقة خاصة بمسرح إبراهيم الحسينى أو مسرح سامح مهران، ولم تجمع بينهما دراسة واحدة، وسوف تفيد هذه الدراسات الباحث، ومن هذه الدراسات المتفرقة:
·  معاناة الطبقة الوسطى فى مسرح إبراهيم الحسينى فى ضوء التغيرات الاجتماعية فى الفترة من 1999م حتى 2018م، للباحث: محمد علاء عبدالله الخطيب، حصل بها الباحث على درجة الدكتوراة فى الإعلام التربوى «مسرح» (مصر: جامعة طنطا، كلية التربية النوعية، قسم الإعلام التربوى، 2021م)،
·  أبعاد الشخصية الانهزامية فى نصوص إبراهيم الحسينى المسرحية، للباحثة: ميعاد عبود مانع، حصلت بها الباحثة على درجة الماجستير (العراق: وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، جامعة بابل، كلية الفنون الجميلة، قسم الفنون المسرحية، فرع أدب ونقد، 2022م)
·  التجريب فى أعمال سامح مهران، للباحث: السيد رمضان بسيونى السيد، حصل بها الباحث على درجة الماجستير (مصر: أكاديمية الفنون، المعهد العالى للنقد الفنى، 2009م)
 
وتوجد دراسة سابقة عن سمات التجريب فى المسرح، وسوف يستفيد منها الباحث، وقد ذكر داخل الرسالة موضوع ما بعد الحداثة والرسالة هي:
 1. السمات التجريبية فى المشهد المسرحى العربى المعاصر من 1999: 2003 للباحث: محمد السيد زعيمة، وحصل بها الباحث على درجة الدكتوراه (مصر: أكاديمية الفنون، المعهد العالى للفنون المسرحية، 2008م)، واحتوت الرسالة على ثلاثة فصول، وشرح فى الفصل الأول ما بعد الحداثة الجذور والفلسفة، تقنيات الكتابة فى ما بعد الحداثة، تقنيات العرض فى ما بعد الحداثة، أما الفصل الثانى فتحدث عن تكنيك النص المسرحى العربى بين التجريب والحداثة وما بعد الحداثة، وعرض تكنيك النصوص ذات اللغة المنطوقة، ونصوص السيناريو المسرحى الحركى، والأعمال المأخوذة عن نصوص أجنبية، أما الفصل الثالث فكان عن لغات العرض المسرحى العربى بين التجريب والحداثة وما بعد الحداثة، وفيه شرح الباحث عروض اللغة المنطوقة، وعروض السيناريو الحركى، وعروض النصوص الأجنبية.
و توجد دراسات سابقة عما بعد الحداثة وهذه الدراسات تختلف عن موضوع الدراسة حيث إنها تبحث فى النقد التشكيلى، ولا تتناول النص المسرحى، خاصة النص المسرحى لكلٍ من إبراهيم الحسينى وسامح مهران، وسوف يستفيد الباحث من هذه الدراسة فى كيفية تناول موضوع ما بعد الحداثة.
1. القيم الجمالية فى مختارات من فنون ما بعد الحداثة مدخلًا لإثراء التذوق الفنى لطلاب كلية التربية النوعية، للباحثة: شيماء رحيم، حصلت بها الباحثة على درجة الماجستير (مصر: جامعة حلوان، كلية التربية الفنية، 2003م).
2. تجليات عبر النوعية والتجاوز فى فنون ما بعد الحداثة. دراسة مقارنة فى فنون الأداء، للباحثة: نرمين عيد أحمد، حصلت بها الباحثة على درجة الماجستير (مصر: أكاديمية الفنون، المعهد العالى للنقد الفنى، 2006م).
3. مفهوم التفاعل بين الفنون فى الخبرة الجمالية لفنون ما بعد الحداثة، للباحثة: نجلاء إدريس، حصلت بها الباحثة على درجة الدكتوراه (مصر: جامعة حلوان، كلية التربية الفنية،2010م).
4. جماليات الصمت والفراغ فى فنون ما بعد الحاثة ودراسة لنماذج من الفن التشكيلى والمسرح، للباحثة: نرمين عيد أحمد، حصلت بها الباحثة على درجة الدكتوراه (مصر: أكاديمية الفنون، المعهد العالى للنقد الفنى، 2012).
5. نقد جماليات الأعمال التشكيلية لفنون ما بعد الحداثة (دراسة مقارنة لنماذج مختارة لأعمال فنانى مصر ودول الخليج العربي) للباحثة: ريهام فهد ناصر الرغيب، حصلت بها الباحثة على درجة الدكتوراه (مصر: أكاديمية الفنون، المعهد العالى للنقد الفنى، 2015م).
منهج البحث
 فى إطار مشكلة البحث يستخدم الباحث المنهج الوصفى التحليلى وهو «المنهج الوصفى المتعمق الذى يصف فيه الباحث مختلف الظواهر والمشكلات العلمية التى تقع ضمن دائرة البحث العلمى، ثم يتم تحليل البيانات التى تم جمعها من خلال النهج التحليلى الوصفى وهذا المنهج يتسم بشموليته الواسعة ومرونته الكبيرة، وكما يتضح من اسم المنهج الوصفى التحليلى أنه يعتمد على خطوات تبدأ بوصف الظاهرة ثم يقوم بتحليلها، ثم يعمل على تفسيرها، وهو ما يؤدى إلى نتائج لإيجاد حلول منطقية للإجابة عن أسئلة البحث.
عينة البحث
اختار الباحث بعض «النماذج المختارة» من النصوص لكَاتبين اعتبرهما من الكُتاب الذين تميزوا فى الكتابة بأسلوب تيار ما بعد الحداثة، وهما إبراهيم الحسينى وسامح مهران، وقد اختار الباحث لكلٍ منهما نصين مسرحيين حيث إن هذين النصين قُدما فى صورة عروض مسرحية لم يتناولها أحد فى دراسات علمية عبر تيار ما بعد الحداثة والنصوص هي:
 
أولًا: نصوص الكاتب إبراهيم الحسيني
1. «كوميديا الأحزان» و قدمته فرقة مسرح الغد عرضًا مسرحيًا عام 2011م من إخراج سامح مجاهد.
2. «ظل الحكايات»، قدمته فرقة مسرح الغد أيضًا عرضًا مسرحيًا عام 2018م من إخراج عادل بركات.
ثانيًا: نصوص الكاتب سامح مهران
1. «هاملت بالمقلوب»، قدمته فرقة المسرح الحديث عرضًا مسرحيًا عام 2018م من إخراج مازن الغرباوى.
2. «ديسكو»، وقد أطلق عليه اسم بلاى (Play)، قدمته فرقة مسرح الغد عام 2024م من إخراج محمد عبد الرحمن الشافعى.
وهذه النصوص تتناسب مع ما بعد الحداثة فى المسرح المصرى فى الألفية الثالثة موضوع الدراسة.
 
محتويات الرسالة
تنقسم الرسالة إلى مقدمة وثلاثة فصول وهى كالتالي:
المقدمة وسوف يتناول فيها الباحث أهمية البحث، أهداف البحث، مشكلة البحث، والأبحاث السابقة، منهج البحث، وعينة البحث. والفصول كتالي:
الفصل الأول: المسرح ومقولات ما بعد الحداثة
تناول الباحث فى هذا الفصل بعض النقاط النظرية التى تعتبر المفتاح
والركيزة الأساسية للتطبيق على النص الدرامى (المسرحي) بما يتفق
مع مقولات ما بعد الحداثة، وتتلخص هذه النقاط فى التالي:
1. النشأة والمفهوم.
2. فنون ما بعد الحداثة.
3. مسرح ما بعد الحداثة.
4. مقولات ما بعد الحداثة.
الفصل الثاني: ما بعد الحداثة والنص الدرامى (المسرحي)
تناول الباحث النصوص الدرامية (المسرحية) التى تمثل العينة المختارة للكَاتب إبراهيم الحسينى، والكَاتب سامح مهران وهي:
أولًا: نصوص إبراهيم الحسيني:
1. «كوميديا الأحزان».
2. «ظل الحكايات».
ثانيًا: نصوص سامح مهران:
1. «هاملت بالمقلوب».
2. «ديسكو»
 
وقام الباحث بالتطبيق على نصوص العينة بعض مقولات ما بعد الحداثة وهي:
1. التناص.
2. السياق.
3. النص الموازى.
4. التشظى.
5. الصورة الدرامية.
الفصل الثالث: انتقال النص إلى العرض المسرحى وما بعد الحداثة
وفى هذا الفصل تناول الباحث تحليل عناصر العرض المسرحى لنصوص العينة المختارة وقام بالتركيز على ما يتفق مع تيار ما بعد الحداثة وهي:
أولًا: نصوص إبراهيم الحسيني:
1. «كوميديا الأحزان» إخراج سامح مجاهد.
2. «ظل الحكايات» إخراج عادل بركات.
ثانياً: نصوص سامح مهران:
1. «هاملت بالمقلوب»
2. «بلاي»(Play) (عن نص ديسكو) إخراج محمد عبد الرحمن الشافعى
النص، الشخصيات، الديكور، الملابس، الإضاءة، الموسيقى، والأداء التمثيلى، والرؤية الإخراجية للمخرج.
نتائج البحث
1. إن فنون ما بعد الحداثة بشكل عام والمسرح بشكل خاص هو ثورة على كل الأشكال الدرامية، والتمرد الحاد والاحتجاج الضمنى بتكسيرهم للمنهج والقوانين المسرحية السابقة، فقد ارتبطت ما بعد الحداثة بالتفكيك، والتقويض، والتشكيك، واللا نجسام، والتناقض، والتنافر، وتحطيم المقولات المركزية الكبرى، التى هيمنت على الثقافة الغربية.
2. اتسمت نصوص العينة المختارة برفض الحقائق الثابتة والمنطق الخطى، فى البناء الدرامى، فكتب الحسينى نصوص عينة البحث فى مجموعة من اللوحات شبة المنفصلة التى أدت إلى حالة من حالات التشظى والتفتت الدرامى، فلم يعتمد إبراهيم الحسينى على البناء الدرامى التقليدى الذى يعتمد على حكاية خطية التصاعد؛ لكنه يكتب وفق أشكال فنية متعددة، فهو يتعامل برحابة مع التراث المسرحى العالمى بما فيه المعاصر جداً، ويكتب فى مواضيع متعددة، حيث يتسم لديه فعل الكتابة بنوع من الانفتاح على كل تقنيات وأساليب الكتابة فى العالم، فهو لا ينتمى إلى مدرسة مسرحية واحدة بل يمزج بين الأساليب الفنية داخل النص الواحد، ويحطم الحدود بين الأجناس الأدبية، فالنص عبارة عن هجنة بين أساليب إبداعية متعددة يمتزج فيها المسرح بالرواية والسينما، ويتعمد فى بعض الأحيان إلى اقتحام عوالم المفاجأة والصدمة والغرابة، أو نوع من التشظى والتفكك والتناقض والتنافر والتى تنتمى لتيار ما بعد الحداثة، إلا أن لمسته الفنية تدمغ كل نصوصه.
واعتمد «مهران» فى كتابة النص الدرامى (المسرحي) «هاملت بالمقلوب» على تقنيات ما بعد الحداثة وأدواتها مثل التفكيك والتشظى، وقام بكتابه نصه فى سياق مغاير، تكسر مركزية أفكار النص الأصلى على مستوى الشكل والمضمون وهدم الثوابت
فى ظل صعود بعض وسائل الإعلام المرئى والافتراض الجديدة، التى تقوض مبدأ اليقين المطلق والواقع والحقيقة وتنحى التعددية والتنوع.
يبحث سامح مهران فى نصه «ديسكو» عن الإنسان وسط تراجيديا العالم المرعب الذى سحق الإنسان وتراثه العظيم فى ظل سيطرة الرأسمالية المتوحشة.
فى العينة المختارة من نصوص سامح مهران وبشكل عام نستطيع القول أنه أعتمد فى كتابته على الخلط ما بين الجد الشديد وما بين الهزل الشديد حيث يتولد من خلالها التطور الدرامى، وليس التطور التقليدى كما نعرفه، وإنما من خلال الصورة، ولعب على فكرة التحالف بين الشيطان والنظام الرأسمالى التى تظهر بوضوح فى نص «هاملت بالمقلوب».
3. تَبَنِت نصوص العينة المختارة مفهوم التناص الذى يتضمن استلهام نصوص أخرى بطرق واعية لعمل رؤية جديدة تتفق مع تيار ما بعد الحداثة، ومن أنواع التناص:
أ– التناص مع الأدب العالمي:
ب– تناص المضمون:
ج– التناص المباشر:
 د– التناص غير المباشر:
 ه– التناص الأسطوري:
و– التناص السياسى والتاريخي:
ز– التناص مع الف ليلة وليلة:
ح– التناص مع قضايا الفكر والفلسفة:
ك– التناص الخارجى:
4. ركز كُتاب العينة على الصورة الدرامية حيث يعتبر الفضاء المسرحى هو الداعم البصرى للنص أو الحدث، وهو المكان المادى أو الوهمى الذى تتطور فيه الشخوص.
5. ظهر فى نصوص العينة شخصيات متشظية وهى كالآتى: تم الشرح داخل المتن والنتاج بالرسالة
6. عبر  كل كاتب  بطريقته بالإرشادات المسرحية فى النص الموازى والصورة الدرامية كالآتي: تم الشرح داخل المتن والنتاج بالرسالة
7. تجارب إبراهيم الحسينى الإبداعية عينة البحث كُتبت أولا كنصوص غير مطبوعة وعمل عليها المؤلف والمخرج إلى أن ظهر نص العرض ثم طبعت بعد ذلك فى كتاب. أما عن تجارب سامح مهران الإبداعية عينة البحث كتب منها «مهران» «هاملت بالمقلوب» وعمل عليها المخرج وكأنها كتاب مطبوع ووصل إلى تنفيذ أكثر من 90% من النص، أما نص «ديسكو» فكان مطبوعًا فى كتاب «هاملت بالمقلوب» ومسرحيات أخرى وعمل عليها المخرج محمد عبدالرحمن الشافعى وقدم رؤيته وكتب بعض الجمل التى تم جلبها من النصوص العالمية وضمنها فى البنية الدرامية للعرض وتم الربط بينها وبين الأحداث المرتجلة، وقدم مستوى جديد لم يكتبه الكاتب سامح مهران فى نصه يتمثل فى الإشارات الأدبية والتناص، فقد ضَمَنَ العرض ببعض الجمل والعبارات من نصوص عالمية حيث أن النص به مساحات تحتمل الارتجال لإحداث تنوع على مستوى التلقى، مما يضيف بعدًا جديدًا للعرض لكنه اختزل بعض المشاهد التى كتبها مهران ومنها مشهد يتناص المثيلة الجنسية للتحايل على الهجرة للغرب.
8. إن مصممين المناظر المسرحية بحثوا فى أساليبهم واتجاهاتهم التشكيلية، بما يتناسب اتجاه ما بعد الحداثة فو جدوا أن الأسلوب التفكيكى التشكيلى معبرًا عن ما بعد الحداثة وظهر ذلك جليًا فى عرض «بلاي» للمخرج محمد عبد الرحمن الشافعى وديكور دينا زهير، عن النص الدرامى «ديسكو» للكاتب سامح مهران
9. فى عروض ما بعد الحداثة زاد الاهتمام بالممثل كوحدة تشكيلية متحركة بين عناصر العرض المسرحى المكون للصورة البصرية، مما جعله مشاركًا كعنصر تشكيلى جمالى بجانب جماليات الصورة البصرية فى العروض المسرحية لكُتاب العينة.
10.  حرص مخرجو تلك العروض على التعامل مع التقنيات والمؤثرات الفنية باحترافية عالية لخلق تجارب فنية تتسق مع تيار ما بعد الحداثة تؤكد على الحقيقة النسبية وتجعل المتلقى له فهمه الخاص بدلًا من تلقى حقيقة مطلقة فى العينة.
 


همت مصطفى