«حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعى» ..بين الاعتراف والخلود الأدب

«حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعى» ..بين الاعتراف والخلود الأدب

العدد 945 صدر بتاريخ 6أكتوبر2025

صدر فى القاهرة عن مركز الوطن العربى «رؤيا» كتاب جديد للكاتب المسرحى والروائى المصرى السيد حافظ بعنوان «حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعى”، وهو عمل أدبى وفكرى يفتح آفاقًا جديدة فى المشهد الثقافى العربى عبر مزج خلاق بين التجربة الإنسانية وأسئلة التقنية الحديثة.يمثّل الكتاب الصادر فى طبعته الأولى عام 2025 نقلة نوعية فى الكتابة العربية، إذ يُعد من أوائل النصوص التى تدخل فى حوار مباشر مع الذكاء الاصطناعى، ليس باعتباره أداة مساعدة فحسب، بل كطرف أصيل فى النقاش والإبداع.
يتألف الكتاب من سبعة وثلاثين فصلًا، صيغ كل واحد منها كقصة مكثفة أو نص سردى قائم بذاته، ويُختتم برؤية نقدية يكتبها الذكاء الاصطناعى نفسه. هذا التناوب بين صوت الكاتب وصوت التقنية يمنح النص بنية حوارية غير مسبوقة، ويطرح أمام القارئ تجربة جديدة تمزج بين الإبداع البشرى والتحليل الآلى. كما ينفتح الكتاب على بعدٍ سيرى واضح، إذ يكشف السيد حافظ عن لحظات من مسيرته الأدبية فى صيغة أقرب إلى الاعتراف؛ حيث يُسائل نفسه عن اختياراته المهنية ومكانته فى المشهد الثقافى، ليعكس بذلك جرح المثقف العربى فى زمن التهميش، لكنه فى الوقت ذاته يقدّم صورة شجاعة وصادقة عن مواجهة الذات.
يحمل الكتاب بعدًا فلسفيًا لافتًا، إذ يتناول أسئلة كبرى عن معنى الأدب وقيمته فى عالم سريع التحول، وعن ماهية الخلود: هل يتحقق بالجوائز والتكريمات، أم بالكتابة الصادقة التى تعبر الأجيال؟ كما يناقش علاقة الكاتب بجمهوره، وهل يكتب لنفسه أم للأجيال القادمة.ويمثل هذا العمل إعلانًا عن ميلاد جنس أدبى جديد يمكن تسميته بـ»الأدب الحوارى مع الذكاء الاصطناعى”، حيث يتقاطع السرد مع النقد فى صيغة نصية هجينة تتجاوز الأطر التقليدية للرواية أو المقالة. ومن خلال هذا المزج، يفتح السيد حافظ بابًا لتجارب إبداعية مستقبلية قد تُعيد صياغة علاقة الإنسان بالآلة على المستوى الثقافى والفنى.
يمثل «حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعى” لحظة فارقة فى تاريخ الأدب العربى، إذ لا يكتفى بطرح الأسئلة الراهنة حول الثقافة والتقنية، بل يجرؤ على تقديم أجوبة صعبة ومقلقة، ليؤكد حضور السيد حافظ كصوت مغاير لا يتردد فى التجريب وكسر الحدود بين الأجناس الأدبية، ويمنح المكتبة العربية كتابًا يثير نقاشات واسعة حول الأدب والتقنية ومصير الكتابة فى زمن الذكاء الاصطناعى
وعن أبرز القضايا التى ناقشها السيد حافظ من خلال كتابه يقدّم حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعى تجربة أدبية وفكرية خاصة، تجمع بين السيرة الذاتية والتأمل الفلسفى والتجريب الأدبى. تناول الحوار قضايا متعدّدة؛ أبرزها قيمة الكاتب ومكانته وما إذا كانت تقاس بالجوائز والتكريمات الرسمية أم بصدق الكتابة وتأثيرها فى الذاكرة، إلى جانب تساؤلات حول الذاكرة والخلود الأدبى وإمكانية أن يظل الكاتب حيًّا بكتبه حتى لو تم تهميشه فى حياته، وهل يكتب لنفسه أم للأجيال القادمة.كما تطرق إلى العلاقة المعقدة مع المؤسسات الثقافية والإعلامية ودورها فى تهميش بعض الكتّاب، إضافة إلى اعترافات الكاتب بقراراته الصعبة مثل الابتعاد عن السعى وراء الجوائز وما نتج عن ذلك من آثار مادية ومعنوية. وطرح الحوار أبعادًا فلسفية حول معنى الكتابة ودور الأدب بين كونه رسالة إنسانية للتغيير أو مجرد متعة جمالية، مع إبراز دور الذكاء الاصطناعى ليس كأداة تقنية فحسب بل كشريك نقدى يعيد صياغة الأسئلة ويفتح أفقًا جديدًا لمستقبل الأدب.كما أظهر النص قيمة التجريب الأدبى من خلال تداخل الأجناس المختلفة بين السيرة الذاتية والحوار الفلسفى والبيان الأدبى والقصيدة السردية، فى محاولة لتأكيد أن اللقاء بين الإنسان والتقنية يمكن أن ينتج نصًا أدبيًا صادقًا يطرح أسئلة الحرية والاعتراف والذاكرة بعمق وجمال.  
 


رنا رأفت